قدرات مدهشة.. كيف يستطيع الأخطبوط أن يغير لونه؟
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
يمكن للعديد من الأخطبوطات أن تغير لونها من اللون البني المرقط إلى اللون الأرجواني الساحر وألوان أخرى مختلفة في غمضة عين، في مشهد عادة ما يلفت الانتباه في الأفلام الوثائقية.
وأوضحت دراسة حديثة أجريت على الأخطبوط الياقوتي ونشرت في دورية "بي إن إيه إس"، أن سر هذا التكتيك البديع يكمن في "كمية الطاقة الكبيرة التي يحتاجها الأخطبوط للقيام بهذه العملية".
وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني قالت صوفي سونر الباحثة بقسم العلوم البيولوجية بجامعة والا والا الأميركية والمؤلفة المشاركة بالدراسة إن معظم أنواع الأخطبوط تستطيع أن تغير لونها، بما في ذلك الأخطبوط الياقوتي. ولكن أنواع الأخطبوط التي تعيش في أعماق البحار لا تقوم بعملية تغيير لونها مثل أنواع المياه الضحلة.
ويقول الدكتور لويد تروبلود الأستاذ المشارك بقسم العلوم البيولوجية بجامعة لا سييرا أن عدم تغيير الأنواع التي تعيش في أعماق البحار لونها يرجع إلى حد كبير لقلة الضوء في أعماق المحيطات.
ويضيف أن تغيير الأخطبوط لونه يساعده على الهروب من الحيوانات المفترسة، وفي بعض الحالات يمكن أن يساعده على الإمساك بالفريسة. وأيضا يُستخدم تغير اللون للتواصل مع الأخطبوطات الأخرى، والتواصل أثناء التزاوج، أو عند التنافس مع ذكر آخر للحصول على الأنثى.
إعلانويقول الدكتور ديفيد كاولز أستاذ الأحياء بجامعة والا والا إن الأخطبوطات التي تعيش في أعماق البحار مثل أخطبوط ميوسكتوبوس لا تستطيع عادة تغيير لونها بسبب الظلام.
كيف تقوم الأخطبوطات بعملية تغيير ألوانها؟تحت جلد الأخطبوطات مباشرة، توجد آلاف الخلايا التي تسمى "الكروماتوفورات". وتحتوي كل خلية من هذه الخلايا على كيس صغير مملوء إما بصبغة حمراء أو برتقالية أو بنية أو صفراء أو سوداء، ومن خلال شد أو ضغط هذه الأكياس، يمكن للأخطبوط تغيير درجة سطوع كل من هذه الألوان بسرعة.
وهذا النوع من الخلايا الصبغية ليس موجودا فقط في الأخطبوطات، بل تحتوي جميع رأسيات الأرجل على خلايا صبغية تمكنها من تغيير لونها لأغراض عديدة منها التمويه.
وبالإضافة إلى "الكروماتوفورات" توجد خلايا قزحية أخرى تسمى الإيريدوفورات تحتوي على أكوام من الخلايا الرقيقة جدا القادرة على عكس الضوء عند أطوال موجية مختلفة، وبالتالي يمكن الحصول على ألوان أخرى غير الموجودة في خلايا الكروماتوفورات.
لكن المثير للدهشة أن الأخطبوط الذي يمتلك هذه القدرات الرائعة على تغيير لونه لا يعرف أصلا ما لونه؛ حيث إن الأخطبوطات تعاني من عمى الألوان، فالأخطبوطات تملك نوعا واحدا فقط من المستقبلات في أعينها، فلا ترى العالم إلا بدرجات اللون الرمادي.
في هذه الدراسة قام الباحثان بمعرفة الطاقة التي يستهلكها الأخطبوط عند تغيير لونه عن طريق قياس استهلاك الأكسجين في عينات من جلد الأخطبوط المقطوع أثناء فترات توسع وانكماش الخلايا الصبغية المسؤولة عن تغير لون الجلد.
ووجد الباحثان أن طاقة تغير اللون تعادل تقريبا الطاقة التي تبذلها جميع الوظائف البيولوجية الأخرى للأخطبوط مجتمعة في حالة الراحة.
إعلانويترتب على هذه الطاقة المرتفعة سلوكيات أخرى، حيث تفضل بعض الأخطبوطات أنماط الحياة الليلية، واستخدام الجحور، وتقليص نظام الخلايا الصبغية في الأنواع التي تعيش في أعماق البحار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
الثورة نت/..
اكتشف العلماء أن النحل يعد من اليسار إلى اليمين تماما مثل بعض البشر والقرود والطيور. وقد وجدوا تفسيرا لهذا التفضيل المكاني العددي المشترك بين الكائنات.
ويفضل معظم الناس العد من اليسار إلى اليمين، وكذلك يفعل بعض الرئيسيات والطيور، على الرغم من وجود استثناءات بين الحيوانات. وتُعرف هذه الخاصية باسم “الخط العددي الذهني”، وهي تُظهر كيفية تنظيم المعلومات في الدماغ. وفي محاولة لتفسير طبيعة هذا الخط، عاد العلماء إلى الوراء في سلم التطور لمعرفة ما إذا كانت هذه الخاصية موجودة لدى السلف المشترك للإنسان والحشرات التي عاشت منذ أكثر من 600 مليون سنة.
وكان نحل العسل موضوعا للتجارب التي نُشرت نتائجها في مجلة Animal Behaviour ، فاتضح أن نحل العسل يُعتبر مجتمعا صغيرا في علم الرياضيات، فقد أظهرت دراسات سابقة أنه قادر على الجمع والطرح، وإدراك مفهوم الصفر، واستخدام الرموز لتمثيل الأرقام، وترتيب الكميات، والتمييز بين الأعداد الزوجية والفردية، وربط الأرقام بالأحجام.
وتم تدريب النحل أولا على العد باستخدام ماء السكر تحت شاشة تعرض ثلاث دوائر تمثل الرقم المرجعي 3. وبعد ذلك، عُرضت على النحل أرقام أخرى، أي لوحات تحتوي على دائرتين أو أربع دوائر، مع وضعها إما على اليسار أو اليمين من الرقم 3، أو في الأعلى والأسفل، لتحديد الارتباطات المكانية. وتبين أن النحل فضل الدوائر الأربع على اليمين والدائرتين على اليسار، مما يعني أن الخط العددي الذهني لديها يمتد من اليسار إلى اليمين، تماما كما هو الحال لدى البشر.