روح جديدة بهِمَّة عالية
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
منى بنت حمد البلوشية
ها هو عام ميلادي قد أوشك أن يُسدل أستاره لنبدأ من خلاله بعملية جرد، جرد للأحداث وجرد للدروس وأخرى للمشاعر، التي أصقلت القلوب وأزهرت فيها، فماذا تعلمت في هذا العام الذي يوشك على الرحيل؟
تعلمت أن الكرامة ليست كالكبرياء، فعندما تغلق بابًا أذاك حفظًا لكرامتك، غير أن تغلقه بسبب كبريائك وغرورك، تعلمتُ بأن الموهبة لا تموت ولكنها تهمل فنظن خطأ بأنها ماتت، تعلمت بأنَّ أي رد لأي إساءة هو ألا تفعل شيئًا، تعلمت بأنَّ اليقين يُحقق المعجزات، طالما أنت مُوقن بسعيك حتمًا سيتحقق، تعلمت بأن أسامح نفسي وألا أقسو عليها، تعلمت بأن السعادة تكمن في إسعاد الآخرين وأنَّ العطاء أجمل بكثير من الأخذ ولكن بلا إسراف حتى لا تستغل الروح، فهناك من يريدك فقط لتعطيه من جهدك، تعلمت بأنك كلما ابتعدت واكتفيت وانشغلت بنفسك وشؤونك، كلما زادت محبة الآخرين واهتمامهم بك.
ستعلمك الأعوام التي ترحل بأنها لا تعود، لذلك عليك ألا تفتر همتك عما بدأت به وألا تستسلم للتحديات التي تُواجهك محاولة منك ومحدثة لك على ألا تكمل طريقك، العام قد أوشك على الرحيل فقم من سبات نومك وأحلامك وأعدّ العدة للقادم الذي تود أن تكون فيه بكل عنفوان التميز والتألق، فلا بأس بالقليل الذي كنت فيه من الهدوء فما هي إلا عودة لك، ولجهودك التي تصنعها بقوتك وأنك لا تسمح بأن تتوقف في مكانك؛ بل عليك أن تُكمل المسير.
نعم كل شخص منَّا يمر بظروف تكاد تفقده ما بين يديه لولا عودته لذاته وتأمله لما أراد الله له أن يكون ولنعلم بأن الله لا يحملنا ما لا طاقة لنا به إلا ويعلم بأننا نستطيع تجاوزه "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"، فكل ما يمر به المرء في هذه الحياة هي تأمل لما بين يديه وأن يغير مما يحتاج له التغيير والتأمل في الذات فالبعض ينسى ذاته وأنها تحتاج للتأمل والتغير قبل فوات الأوان فلا أحد سيأتي ليغيره "إنَّ الله لا يُغيِّرُ ما بقومً حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم " لذلك يعتبر التغيير سنة من سنن الحياة لتجاوز الكثير من المحن والصعوبات والتحديات التي لابد لها أن تتغير في الذات الإنسانية.
ها هو العام أوشك على الرحيل وبدأ بحزم أمتعته، تاركاً لنا دروسًا عدة ربما كنا نغفل عنها وأخرى أدركناها قبل فوات الأوان، لعلنا نجدد النوايا وتكون إنجازاتنا أعمق وأكبر في الأعوام القادمة، نعم كانت لنا إنجازاتنا المرئية واللامرئية التي لم يشاهدها أحد سوانا ولم يكن شاهد عليها سوى الله عزوجل هو وحده من ينتشل المرء عندما يصل لمرحلة لا أحد معه سواه، فهناك من أيقظته الأحداث التي مر بها وأصبح أكثر وعيًا بأفعاله وأفكاره وتحقيقًا لأهدافه، وحقق لذاته اليقظة الروحية من التوازن بين الجوانب الدنيوية والأخروية وأصبح في حالة سعي للتغيير والنمو الشخصي مركزًا على ذاته ونموه والسعي لتحقيق ما يسعى إليه، وكل ما مررت به من نجاحات وفشل وتحديات ما هي إلا إنجازات تهيئك للأفضل القادم الذي تؤمن به وما ستكون عليه.
كُنْ على يقين بأن كل فكرة تلوح في مخيلتك ستكون وكلما اعتنيت بها وسقيتها ورسمت لها الخطط والأفكار ستتحقق مهما طال عليها الوقت، فاسقها وارعها وقاوم لأجلها، فكن في هذا الكون وكأنه لك وحدك. فالأعوام تتجدد ونحن نتجدد معها، ولكن علينا نرضخ للاستسلام أو المستحيل فهي ليست من قاموس البشرية. واعلم بأن الله ما زرع في قلبك رغبة في الوصول لأمرٍ معين إلّا لأنه يعلم أنك ستصل إليه، وحتما سنقطف ثمار ما زرعنا وسنحصدها بكل حب بقدر ما سقينا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترتكب 8 خروقات جديدة بوقف إطلاق النار مع لبنان
ارتكب الجيش الإسرائيلي -الجمعة- 8 خروقات لوقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، ليرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتفاق قبل 31 يوما إلى 319.
وحسب أخبار متفرقة نشرتها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، تركزت خروقات اليوم، في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية (جنوب)، وقضاء صور بمحافظة الجنوب (جنوب)، وقضاء زحلة في محافظة البقاع (شرق).
وشملت الخروقات قصفا بالطيران الحربي والمدفعية، ونسفا لمنازل، ففي قضاء بنت جبيل، شنت المدفعية الإسرائيلية قصفا لمرتين متتاليتين على بلدة عيتا الشعب، وفي قضاء صور، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف جديدة لمنازل في بلدتي يارون والناقورة.
وفي أجواء قضاء زحلة، سُجل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض، قبل أن يستهدف لاحقا 3 مواقع في غابات بلدة قوسايا.
الإفراج عن سوريَّينومن جانب آخر، أفرجت إسرائيل -الجمعة- عن سوريَّين اعتقلهما الجيش الإسرائيلي الخميس، في جنوب لبنان.
وقالت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية، إن القوات الإسرائيلية أطلقت سراح المعتقلَين السوريين أحمد أمين، وطاهر ريمي، اللذين اختطفتهما أمس الخميس، من وادي الحجير بجنوب لبنان.
وأشارت الوكالة، إلى أن الجيش الإسرائيلي سلّم المحررَين إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في موقع العباد الإسرائيلي، ثم تسلمهما الصليب الأحمر اللبناني.
إعلانوالخميس، قال الجيش اللبناني في بيان، إن آليات تابعة للجيش الإسرائيلي توغلت في عدة مناطق جنوبي البلاد، في مواصلة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار والاعتداء على سيادة لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية حينها بأن آليات الجيش الإسرائيلي توغلت عبر وادي الحجير إلى بلدة القنطرة جنوبي لبنان.
زيارة فرنسيةفي الأثناء، سيزور وزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو، لبنان من الاثنين إلى الأربعاء للقاء الجنود الفرنسيين في قوة "يونيفيل" بمناسبة حلول العام الجديد، وفق ما أفادت وزارة الجيوش.
ومن المقرر أن يلتقي لوكورنو الاثنين في بيروت قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي سيقود عملية نشر الجنود في جنوب البلاد بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ويتردد اسم العماد عون كمرشح محتمل لمنصب رئيس الجمهورية الشاغر منذ أكثر من عامين.
ومن المقرر أن يلتقي الأربعاء الجنرال إدغار لاوندوس، قائد قطاع جنوب الليطاني والذي يمثل لبنان في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.
وهذه اللجنة التي تضم لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا ويونيفيل مسؤولة عن مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد شهرين من الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.
بعد ذلك سيتوجه لوكورنو وبارو إلى معسكر يونيفيل في دير كيفا لتمضية ليلة رأس السنة مع بعض الجنود الفرنسيين البالغ عددهم 700 جندي.
ونقلت نيويورك تايمز عن رئيس بعثة يونيفيل أنهم قلقون من استمرار إطلاق النار والهدم من القوات الإسرائيلية حول الناقورة، مضيفا أن بلدة الخيام هي الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني.
خروقات وقف إطلاق النارومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الفائت.
إعلانوبدعوى التصدي لتهديدات من حزب الله، ارتكبت إسرائيل 319 خرقا لوقف إطلاق النار في لبنان، مما أدى إجمالا إلى سقوط 32 قتيلا و38 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
ودفعت هذه الخروقات حزب الله إلى الرد، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع رويسات العلم العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4063 قتيلا و16 ألفا و663 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.