إيران.. الإطاحة بشبكة تابعة لمجاهدي خلق خططت لزعزعة الامن في البلاد
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
أعلن المدعي العام لمركز محافظة أردبيل شمال إيران جلال آفاقي، اليوم السبت (28 كانون الأول 2024)، عن تحديد واعتقال شبكة تابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في المحافظة واعتقال زعيم هذه الشبكة.
وقال جلال آفاقي في تصريح لوسائل إعلام محلية إيرانية تابعته "بغداد اليوم"، إنه "بعد اعتقال أحد أهم عملاء المخابرات كان يعمل لصالح إحدى الدول المجاورة في المحافظة في الأيام القليلة الماضية، وخلال عملية منفصلة، تم التعرف على شبكة تابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة والقبض عليها في أردبيل".
وأضاف أن "هذه الشبكة كانت على تواصل مع جماعات معادية للنظام الإيراني من مجاهدي خلق والملكيين، ويجري التواصل في الفضاء الحقيقي والافتراضي لزعزعة الأمن وتوفير المعلومات والمتطلبات التشغيلية".
وتصنف إيران منظمة مجاهدي خلق على أنها منظمة إرهابية بتهمة الكشف عن أسرار الملف النووي والتورط في هجمات دموية بعد الثورة عام 1979 بعد أن اختلفت مع مؤسس النظام الخميني.
والخميس الماضي، قال بيان للحرس الثوري، إن "قوات من نخبة استخبارات الحرس الثوري تمكنت من اعتقال أحد عملاء جهاز الاستخبارات لدولة مجاورة في محافظة اردبيل شمال إيران".
وأضاف البيان دون الكشف عن هوية المعتقل وجنسيته أن "الشخص كان يقوم بعملية تجسس وتوفير احتياجات لجهاز استخبارات إحدى الدول المجاورة وجرى تسليمه إلى الجهات القضائية بعد اعتقاله بعملية فنية واستخباراتية دقيقة".
ومحافظة اردبيل الواقعة شمال إيران تشترك بحدود طولها قرابة 370 كيلو متراً مع جمهورية آذربيجان.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: مجاهدی خلق
إقرأ أيضاً:
إيران والعرب: صراع مستمر بين الهيمنة والمقاومة
#سواليف
#إيران و #العرب: #صراع_مستمر بين #الهيمنة و #المقاومة
بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة
منذ فجر الإسلام، وبالتحديد مع معركة القادسية الأولى، حملت العلاقة بين العرب والفرس طابعاً مشحوناً بالتوتر والعداء. تلك المعركة التي جسدت صراعاً حضارياً وانتصاراً عربياً حاسماً على الإمبراطورية الفارسية، لم تكن مجرد حدث عسكري بل شكلت بداية لمواجهة تاريخية. حتى بعد دخول الفرس الإسلام، لم تتغير نظرتهم للعرب؛ فالإسلام لم يكن كافياً لتهذيب إرث العداء التاريخي المتجذر في العقلية الفارسية تجاه العرب.
مقالات ذات صلة تحطم طائرة على متنها 181 شخصاً في كوريا الجنوبية 2024/12/29وفي العصر الحديث، كرّست إيران نفسها، في عهد الشاه، كشرطي المنطقة، مهددةً أمن دولها واستقرارها. كانت تسعى إلى فرض سطوتها الإقليمية، مستغلة الدعم الغربي ودورها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في مواجهة النفوذ السوفيتي. ومع سقوط الشاه وصعود الخميني إلى الحكم، لم تتراجع هذه السياسات التوسعية؛ بل أخذت منحى أكثر عدائية تحت شعار “تصدير الثورة الإسلامية”. كانت هذه الثورة في حقيقتها محاولة لإحياء طموحات الهيمنة الفارسية القديمة، مستخدمةً أدوات جديدة وأيديولوجيا طائفية لتبرير تدخلاتها في شؤون الدول العربية.
خلال الحرب العراقية-الإيرانية، كان العراق، بقيادة صدام حسين، يمثل البوابة الشرقية للأمة العربية، حائط الصد الأول أمام الطموحات الإيرانية. ولهذا، وقفت غالبية الدول العربية والغربية إلى جانب العراق، مدركةً أن سقوطه كان سيعني فتح الطريق أمام إيران للتغلغل في المنطقة. إلا أن طهران لم تتوقف عند هزيمتها في تلك الحرب؛ بل استمرت في سعيها للهيمنة، مستغلةً الانقسامات الداخلية في الدول العربية والأزمات التي عصفت بها.
إيران اليوم لا تزال تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتمارس سياسات عدائية تجاه دول الخليج العربي، بدءاً من البحرين وصولاً إلى حقل الدرة النفطي. لم تتوانَ عن التدخل في اليمن، حيث دعمت الميليشيات الحوثية لتحويله إلى قاعدة تهدد أمن الجزيرة العربية. وفي العراق وسوريا ولبنان، وظفت إيران وكلاءها الطائفيين لتثبيت نفوذها، متسببةً في تدمير النسيج الاجتماعي لهذه الدول وإشعال الحروب الداخلية التي أضعفتها وأرهقت شعوبها.
لكن هذا النفوذ الإيراني بدأ بالتراجع مع بداية انحسار الحقبة الإيرانية في المنطقة. إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يمثل نقطة تحول محورية. هذا السقوط سيعيد تشكيل الخارطة السياسية، لأنه سيؤدي إلى قطع الحبل السري الذي يربط إيران بوكلائها في لبنان، ممثلاً بحزب الله، ويضعف قبضتها على العراق، ويمهد الطريق لإعادة اليمن إلى محيطه العربي. من هنا، يصبح دعم الدول العربية، وخاصة دول الخليج، للقيادة السورية الجديدة ضرورة استراتيجية. هذا الدعم سيعزز استقلال سوريا عن النفوذ الإيراني، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في المنطقة.
إن أمام دول الخليج فرصة تاريخية يجب ألا تضيعها. دعم الثورة السورية اليوم لا يعني فقط تحرير سوريا من الهيمنة الإيرانية، بل إنه مفتاح لتحجيم النفوذ الإيراني في لبنان والعراق واليمن. الكلفة السياسية والاقتصادية لإعادة إعمار سوريا، ومساندة القيادة الجديدة، أقل بكثير من الثمن الذي تدفعه الدول العربية بسبب استمرار الهيمنة الإيرانية على المنطقة.
آن الأوان لأن تستعيد الدول العربية زمام المبادرة، لتوحيد جهودها وتكثيف دعمها للثورات الشعبية التي تسعى للتحرر من الهيمنة الأجنبية. إنه واجب قومي تجاه الشعوب العربية التي أنهكتها الحروب والصراعات. فالتاريخ يُكتب اليوم، وأمام العرب فرصة ذهبية لتأسيس نظام إقليمي جديد قائم على التعاون العربي المشترك، خالٍ من التدخلات الأجنبية.
النهاية الطبيعية لهذا الصراع تكمن في عودة الدول العربية، كلٌ إلى حاضنتها الطبيعية، بعيداً عن النفوذ الإيراني الذي لم يجلب سوى الحروب والدمار. إن الحلم بأمة عربية موحدة ومستقرة قد يبدو بعيد المنال، لكنه يبدأ بخطوة واحدة: قطع خيوط الهيمنة الإيرانية، دولةً بعد أخرى، ليعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ولتصبح أحلام الشعوب واقعاً ملموساً.