حتى الرمق الأخير
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
محمد بن رامس الرواس
37 مرة استُهدِفَ فيها مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة، خلال الثلاثين يومًا الماضية، ولقد بلغت ذروتها خلال الساعات الأخيرة، حتى أُحرِقَ بالكامل، ولقد شاهدنا على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، ما تعرَّض له هذا المستشفى الباسل الصامد من جريمة إحراق مُتعمَّدة وما صاحبها من عمليات عسكرية إجرامية لا أخلاقية، نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بكل وحشية، وكانت النتيجة أنَّ غالبية الضحايا كانوا من الأطفال والرُضَّع والنساء وكبار السن والمدنيين.
هذه الجريمة لا تختلف أبدًا عن جرائم "عصابات الهاجاناه" وغيرها من العصابات الإسرائيلية التي كانت الأذرع الإجرامية والإرهابية للكيان الإسرائيلي قبل 78 عامًا، منذ أن احتلت فلسطين وإلى اليوم، لكن حاليًا يحدث ذلك تحت مُسمَّيات أخرى.
إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تدمير أحد المستشفيات بقطاع غزة بهذه الطريقة الوحشية التي ترقى إلى أن تصبح جريمة حرب مكتملة الأركان، لقد قاوم مستشفى كمال عدوان بكل ما أوتي له من إمكانيات وبقي مستبسِلًا حتى الرمق الأخير. يمكننا القول إنه تم اغتيال هذا المستشفى على شريعة الغاب البعيدة عن القيم والقوانين الإنسانية، إذ تم إحراقه وأُخِذَ كل ما بداخله من طواقم طبية ومرضى ومرافقون أسرى، ثم انتهاك جرائم لا تخطر على بال أحد.. هي جرائم بشعة تنوعت بين إلقاء القنابل وقصف مدفعي، وإطلاق نار، وقتل عشوائي واستخدام مسيرة "كواد كابتر".
إن جريمة إخراج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بلغت ذروتها بالأمس عندما قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتفجير الروبوتات والصناديق المُفخخة في محيطه مما أدى إلى استشهاد العديد من الطواقم الطبية حتى لحظة إحراقه بالكامل، وإبادته إبادة كاملة وإخراجه عن العمل الطبي بعد إحراق غرف العمليات وغرف الجراحة وأقسام الصيانة والمختبرات ووحدة الإسعاف وكافة محتوياته.
لقد كان مستشفى كمال عدوان مستشفى مركزياً على مدار 20 عاما فائتة يخدم ما لا يقل عن 400 ألف مواطن أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن في محيطه في غزة وهو اليوم في الرمق الأخير يلفظ أنفاسه الأخيرة، فلقد كان مستشفى كمال عدوان آخر المنظومات الطبية في شمال غزة التي كانت لا تزال تقوم بأعمالها الإنسانية لعلاج المرضى.
لقد كان كل ذلك مخططاً له وباستهداف تام ومرصود من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام منظر ومرأى العالم الذي لم يستطع أن يُقدِّم شيئًا لوقف هذه العملية النكراء، فلا نقول إلّا ما يقوله الصابرون "إنا لله وإنا إليه راجعون".
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: مستشفى کمال عدوان
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان في غزة
اقتحم الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، بعدما أجبر الطواقم الطبية والمرضى ومرافقيهم على إخلائه، والتوجه لساحته الخارجية.
وأفادت مصادر طبية أن الجيش بدأ باقتحام أقسام المستشفى، بعدما أجبر جميع المتواجدين بداخله على الإخلاء، مضيفةً أن الجيش أخضع الجرحى والمرضى بعد توجههم إلى الساحات الخارجية لعمليات تفتيش، وهدد مدير المستشفى حسام أبو صفية بالاعتقال.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي اقتاد "كادر مستشفى كمال عدوان من النساء والرجال والمرضى والفلسطينيين المقيمين في محيطه، إلى ساحة مدرسة الفاخورة القريبة".
????الصحفي إسلام بدر :
ما الذي نعرفه حتى الآن عن الهجوم على مستشفى كمال عدوان:
الساعة 13:00
◾ جيش الاحتلال يقتحم مستشفى كمال عدوان ويطالب جميع المتواجدين بالنزول للساحة
◾جيش الاحتلال يأمر عدداً من المتواجدين في المستشفى بالتوجه لمنطقة الفاخورة غرب مخيم جباليا
◾ جيش…
وأضافوا أن الحرائق اندلعت في أقسام العمليات والمختبر والإسعاف بمستشفى كمال عدوان.
وفي وقت لاحق، قالت مصادر إعلامية إن الجيش الإسرائيلي أحرق المستشفى، بعد إجبار جميع الكوادر الطبية والمرضى على المغادرة.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تحرق مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة pic.twitter.com/pdX45mtPgb
— أحمد حجازي ???? (@ahijazi96) December 27, 2024وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا)، أن الاتصال انقطع تماماً مع الطواقم الطبية والمرضى والمصابين والطواقم الصحافية، في مستشفى كمال عدوان، الذي يتواجد بداخله نحو 350 شخصاً، بينهم 75 مصاباً ومريضاً، إضافة إلى مرافقيهم.
وكان الجيش الإسرائيلي، حاصر المستشفى في وقت سابق، وأمر مديره حسام أبو صفية والمتواجدين الخروج إلى الساحة الخارجية، حيث أمهلهم 15 دقيقة قبل اقتحام المستشفى.
الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان:
“الآن جيش الاحتلال يقوم بحرق جميع الأقسام العاملة بالمستشفى بينما نحن ما زلنا موجودين فيها. قام الجيش بإخراج الكادر الطبي بالكامل واعتقل عددًا من الكادر الطبي، ويوجد عدد كبير من الإصابات في صفوف الكادر الطبي.”
Dr. Hussam Abu… pic.twitter.com/dlPadMSbop
وأمس الخميس، قتل 5 من كوادر المستشفى، إثر استهداف الجيش الإسرائيلي المستمر له، وهم طبيب الأطفال أحمد سمور، وأخصائية المختبرات إسراء أبو زايدة، والمسعفان عبد المجيد أبو العيش وماهر العجرمي، وأخصائي الصيانة فارس الهودلي.