عائض الأحمد
المشاعر الإنسانية مُرتبطة بما يشعرك به قلبك، وكأنَّ عقلك لا وجود له حينما تستذكر تلك السنوات، ويستدرجك حنين أيامها الخوالي، "فيا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب".
وكأنَّما هذا المشيب نهايتي، أخطو إليه بقامة منحنية وجسد يخور، لم يعد يقوى على مزيد من كل هذا المزيد. الفطنة تربو في جلبابك الفضفاض ردحًا من الزمن، ثم تلزمك دون أن تشعر بها، أو تُظهر تميُّزك بفعلٍ أو قولٍ، وكأن من يرافقك المخدع والمأكل والمشرب، أغراب يتندرون على ما قد يظنوه إحدى سقطاتك أو طيشك أو تظاهرًا تُخفيه لحاجة في نفسك.
لم تعد تملك صبرًا لكل هذا، فصمتك ليس دلالة رضا؛ بل حديث نفس لوَّامة تقول ارحلوا ودعوني فأنتم لم تعودوا أكثر من كونكم أناس تستحق إنسانيتهم فقط، فلا تطلبوا مني المزيد، سأصل بكم الى عتبة الباب وأودِّعكم بعينين يغرقهما فائض الحزن ونزعة الانكسار، ليس لما قدمت، لكن لما منعته عن نفسي خشية أن يطغى على ما حسبه حقًا لكم، أستطيع أن أهبه راضيًا، يسعدكم ويثقل كاهلي إن غنمته وحيدًا.
"السريالية" الموغلة في محاكاة المظاهر الواقعة المُعاشَة ومحاولة صفعها بمشاعر الألم في اللاوعي تجعلك صيدا ثميناً لمن يقول لم أعد أفهمك، الحوار لن يجدي نفعًا لطرفي خيال استقاه من أحلامه ومسيرته وتطلعاته "السخيفة"، حينما يسقطه على أناس لم يعد يعرفهم وكأنَّه من يشي بنفسه عند قاضٍ جائر معلناً فعلته مُقرًا بها مُنتظرًا قصاصه.
كيف لقلوب عاشقة استبد بها الهيام أن تخلص عفا الزمان على ما مضى أينما سكبته وتلقفه الطامحون لعشقنا فكنَّا مثال الطهر والعفاف ولغة المقتدين نحن، لن أخسر قلبًا جبر كسري، ولن أهجر من ضم صدري، ولن أبعد عمّن زرعته في مقلتي وتشبث بنهج حياتي، فسقاها ماءً يفوح منه عطره ودخون جسده، إنه السمع والبصر وما ملك الفؤاد هنيئًا طيبًا.
من ظنَّ بأن مشاعرك متناقضة، فهو يؤمن بالسواد والبياض ويتجاهل حقيقة ما بينهما، الوقت لم يمت والليل والنهار متعاقبان إلى قيام الساعة.
ختامًا.. الورد والشوك تحملهما نفس الأرض ويرتويان من ماء زلال نقي، فهل تغير أحدهما ليشبه الآخر. إن كان ذلك فهذا أنا!
شيء من ذاته: القوة في كبح جماح نزواتك وتربيتها للنظر لصورة من أفنيت شبابك تنتظرها لتقول لها أحبك لا أكثر، ذكرتني بزمن "الطيبين"، فلم تكن إعادة الرسائل تعبيرًا عن النهاية؛ بل جديدا قادما هناك من فهم وهناك من خذلته الرسائل.
نقد: ما تريده ليس معي الآن، هرمنا من الغث والسمين.. ثم ماذا؟!
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: أكثر من ٤٢٣ ألف نازح عادوا إلى شمال غزة
كشفت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أن أكثر من 423 ألف نازح فلسطيني عادوا إلى شمال قطاع غزة.
فلسطينيون ينصبون خياما فوق أنقاض بيوتهم المدمرة في غزة.. فيديو الأمم المتحدة: مئات آلاف الفلسطينيين انتقلوا بالفعل من جنوبي غزة إلى الشمالوبحسب وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، أوضح ستيفان دوجاريك، متحدث الأمم المتحدة، خلال مؤتمره الصحفي اليومي، أنه استنادا إلى المعلومات التي تلقاها من زملائه في المنطقة، يُتوقع أن عدد الأشخاص الذين عادوا إلى شمال غزة منذ صباح الاثنين الماضي، الموافق لـ 27 يناير الجاري، قد تجاوز 423 ألف شخص.
وأشار دوجاريك، إلى أن العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية يحاولون تقديم الدعم للأشخاص المتنقلين، من خلال توفير المياه والأغذية ومستلزمات النظافة.
وأكد أن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يقوم بتوزيع أساور هوية للأطفال للحفاظ على اتصالهم بأسرهم وضمان سلامتهم، لافتا إلى وجود أطفال غير مصحوبين بذويهم، ونساء حوامل، وكبار سن، وأشخاص ذوي إعاقات وأمراض مزمنة بحاجة إلى دعم طبي، بين العائدين.
من جهة أخرى، قال دوجاريك إن الوضع الإنساني في الضفة الغربية المحتلة يتدهور بسرعة، حيث تستمر الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية، ما يؤدي إلى تعطل الخدمات الأساسية، مشيرا إلى أن الوصول للمياه والكهرباء في مدينة طولكرم أصبح صعبا، كما تم تهجير حوالي 1000 شخص من المنطقة.