الإفتاء تحسم جدل احتفال المسلمين بالكريسماس وتبادل التهنئة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
ردت دار الإفتاء المصرية حول احتفال المسلمين برأس السنة الميلادية تزامنا مع اقتراب بدء احتفالات الأقباط في مصر بعيد الميلاد المجيد وأعياد رأس السنة الميلادية.
وقالت دار الإفتاء، إن الاحتفال ببداية السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والفرح جائزٌ شرعًا، ولا حرمة فيه؛ فهو من جملة التذكير بأيام الله، وصار مناسبة اجتماعية ومشاركة وطنية، وما دامَ أنَّ ذلك لا يُلزِم المسلمين بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات تخالف عقائد الإسلام أو يشتمل على شيء محرم فليس هناك ما يمنعه من جهة الشرع.
أما عن حكم التهنئة في بداية السنة الميلادية الجديدة، فأشارت إلى أنه لا مانع شرعًا لما فيه من استشعار نعمة الله تعالى في تداول الأيام والسنين، وذلك مما يشترك فيه المجتمع الإنساني كله، فكان ذلك داعيًا لإبراز معاني التهنئة والسرور بين الناس.
وعن حكم الاحتفال برأس السنة، أوضحت أن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والتهنئة به: جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا؛ من تذكر نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام، وقد أقرت الشريعة الناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم.
ونص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية، وأن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صالح العباد، ما لم يلزم من ذلك الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام، فضلًا عن موافقة ذلك للمولد المعجز لسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي خلّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله، وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية.
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أَوْلَى الناس بسيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك، مع ما في ذلك من تعظيم المشترك بين أهل الأديان السماوية، فضلًا عن عقد المواطنة الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات، وكلما ازدادت الروابط الإنسانية تأكدت الحقوق الشرعية؛ فالمسلمون مأمورون أن يتعايشوا بحسن الخلق وطيب المعشر وسلامة القصد مع إخوانهم في الدين والوطن والقرابة والجوار والإنسانية ليُشعِروا مَن حولهم بالسلام والأمان، وأن يشاركوا مواطنيهم في أفراحهم ويهنئوهم في احتفالاتهم، ما دام أن ذلك لا يُلزِمهم بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات عبادية تخالف عقائد الإسلام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عيد الميلاد المجيد دار الإفتاء المصرية حكم الاحتفال برأس السنة بداية السنة الميلادية احتفالات الأقباط المزيد السنة المیلادیة
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: تقديم خدمات إفتائية تكنولوجية خلال 2024 تلبي احتياجات المسلمين
حقَّقت بوابة دار الإفتاء المصرية الإلكترونية في عام 2024 مجموعة من الإنجازات التي عزَّزت من دَورها كمصدر موثوق للفتاوى والخدمات الدينية، حيث نشرت 428 فتوى جديدة على البوابة، فضلًا عن 436 فتوى إضافية عبر التطبيق الخاص بالدار، ما يعكس الجهود المستمرة لتوسيع نطاق الخدمات المقدمة وتطوير المحتوى بما يتناسب مع احتياجات المستخدمين.
كما أطلقت إدارة البوابة الإلكترونية خلال العام 2024 مبادرة متميزة لدعم القضية الفلسطينية من خلال نشر 51 مقالًا على "بوابة فلسطين"، التي أُنشئت بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج. تضمنت المقالات موضوعات متعددة شملت "أنبياء وصحابة دفنوا في فلسطين"، و"التاريخ والفتوحات"، و"علماء فلسطين"، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية وتقديم محتوى يعكس التزام الدار تجاه قضايا الأمة.
واهتمت بوابة فلسطين، خلال العام، بالتوعية والتثقيف والدعم للقضية الفلسطينية، فهي بوابة إلكترونية متخصصة بالقضية الفلسطينية، وليست مجرد صفحة إلكترونية نمطية، بل هي مبادرة تُمثل تجسيدًا حيًّا لالْتزامنا جميعًا نحو قضية فلسطين العادلة، معززةً هذا الدعم بالأدوات التقنية والإعلامية لضمان وصول رسالتها إلى العالم أجمع.
وتحتوي هذه البوابة على نماذج من الفتاوى المعتمدة الصادرة من دار الإفتاء المصرية ردًّا على الأسئلة الواردة من أرض فلسطين الحبيبة وفتاوى في بعض الأحكام المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتهدف البوابة إلى زيادة وعي المسلمين وثقافتهم من خلال أقسامها المتعددة.
في إطار تحسين الأداء الرقمي، أُعيد خلال العام 2024 تطوير 1200 فتوى منشورة على البوابة، بما يضمن تحسين ظهورها في نتائج البحث على محركات الإنترنت، ما ساهم بشكل مباشر في زيادة عدد الزوار الجدد وتعزيز التفاعل مع المحتوى المنشور.
قدمت البوابة أيضًا خلال هذا العام محتوًى مخصصًا للمناسبات الدينية والاجتماعية عبر صفحات متخصصة مثل: بوابة رمضان، التي تناولت كل ما يتعلق بشهر رمضان المبارك من فتاوى وأحكام شرعية، وبوابة الحج والعمرة، التي تضمنت معلومات شاملة حول المناسك والإجابة عن الأسئلة الشائعة، بالإضافة إلى صفحة الأضحية التي قدمت فتاوى تفصيلية حول هذه الشعيرة.
إلى جانب ذلك، واصلت البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء تقديم خدمات مبتكرة خلال العام 2024 والتي تلبي احتياجات المسلمين في مصر وخارجها، معتمدة على التكنولوجيا لتسهيل الوصول إلى المعلومات الدينية الموثوقة والخدمات الشرعية.
كما وفَّرت البوابة على مدار العام خدمة طلب الفتاوى إلكترونيًّا عبر قسم مخصص، حيث يمكن للمستخدمين تقديم استفساراتهم الشرعية بسهولة، كما تتيح خاصية الاستعلام عن الفتاوى السابقة باستخدام كود خاص يُستلم عند تقديم الطلب.
وفي مجال التعليم، أتاحت البوابة خدمة التعليم عن بُعد، حيث يتم بث مناهج دراسية دينية على الصفحة المخصصة لذلك، مما يُمكن الدارسين من متابعة دورات تعليمية متخصصة بسهولة.
كما مكَّنت البوابةُ الجمهورَ من حجز مواعيد مقابلات شخصية مع الإدارات المختصة في دار الإفتاء المصرية لتقديم استفساراتهم أو طلباتهم بشكل مباشر، كما أسهمت في توفير خدمات متعلقة بالمواسم الدينية، مثل استطلاع أهلَّة الشهور القمرية التي تُعد من أبرز مهام دار الإفتاء المصرية، بالتعاون مع لجان شرعية وفلكية متخصصة، بالإضافة إلى خدمة مواقيت الصلاة التي تُتاح عبر البوابة والتطبيق الخاص بدار الإفتاء بالتنسيق مع هيئة المساحة المصرية.
كما توفر البوابة روابط مباشرة لتنزيل تطبيق دار الإفتاء المصرية على مختلف الأنظمة، إلى جانب الإعلان عن البيانات الرسمية والأخبار من خلال المركز الإعلامي الخاص بها.
ونجحت بوابة دار الإفتاء المصرية الإلكترونية خلال العام 2024 في ترسيخ مكانتها كمنصة متكاملة تجمع بين تقديم الخدمات الدينية ونشر الوعي الثقافي والديني؛ ما يعكس حرص الدار على تطوير أدواتها الرقمية بما يخدم احتياجات المسلمين في مصر وخارجها.