إبداع|| بَاغَتَهُ الْوَحْشُ.. قصيدة لـ حاتم الأطير
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لَسْتَ فِي حَاجَةٍ لِلْكَلَامِ
لِعِلْمِكَ مِنْ قَبْلُ بَاغَتَنِي الْوَحْشُ
كَسَّرَ فَوْقِي نَبَابِيتَهُ الْخَيْزَرَانَ
وَأَعْرِفُ مَا فِيكَ
مَرْبُوطَتَانِ يَدَاكَ إِلَى الْخَلْفِ
عَيْنُكَ مَعْصُوبَةٌ بِشَرِيحَةِ صُوفٍ
وَتَسْمَعُ رَفْرَفَةَ الْمِرْوَحِيَّةِ وَهْيَ مُغَادِرَةٌ
بَعْدَمَا أَنْزَلَتْكَ عَلَى سَطْحِ نَاطِحَةٍ
فِي خَرَابٍ مَهُولٍ
وَحِيدًا وَتَرْعَشُ
تَغْرَقُ فِي شِبْرِ نُسْتَالْجِيَا
وَتُرِيدُ عِنَاقًا
تُرِيدُ شِوَاءً عَلَى حَجَرٍ فِي الْبَرَارِي
تُرِيدُ السُّلَالَةَ كَامِلَةً حَوْلَ نَارِكَ
ثَرْثَرَةً وَنَدَامَى
تُرِيدُ الْمَسَاءَ عَلَى هَيْأَةِ امْرَأَةٍ
تَتَوَسَّدُ عَنْزَتَهَا الْجَبَلِيَّةَ
وَهْيَ تُلَقِّمُ غَلْيُونَهَا قُنَّبًا رَعَوِيًّا
تُرِيدُ حَمِيمِيَّةً إِسْتِوَائِيَّةً
يَتَأَوَّهُ فُلْفُلُهَا
تَحْتَ وَنَّاسَةِ الْقَمَرِ الْوَثَنِيِّ
تُرِيدُ كِهَانَةَ ضَيْفٍ غَرِيبٍ
عَلى مِشْعَلٍ فِي الْمَغَارَةِ
تَطْرَبُ مِنْهُ الظِلَالُ
تَعَالَ مَعِي.
مَرَّةً كُنْتُ نَدَّاهَةً!
يَلْبَسُ الْلَيْلُ حُلْكَتَهُ
وُيُدِيرُ إِذَاعَةَ صُرْصُورِهِ
وَيُدَخِّنُ فِي كِبْرِيَاءٍ ضَبَابَتَهُ
فَأُنَادِي عَلَى بَائِسٍ أَوْ شَرِيدٍ
وَأُوسِعُهُ جِعَةً أَلْفَلَيْلِيَّةً
فَوْقَ رِيشِ نَعَامٍ
وَأُبْقِيهِ حَيًّا
يُرَى فِي الصَّبَاحِ
كَأَنْ حَمَّمَتْهُ مَلَائِكَةٌ فِي مَزَازِيكِهَا
عَمَلٌ رَائِعٌ لَمْ يَرُقْ لِلْخُرَافَةِ
خَافَتْ عَلَى سُمْعَةِ الْلَيْلِ
مِنْ رَهَفِي وَسُلَافَةِ عَاطِفَتِي
طَرَدَتْنِي مِنَ الْحَقْلِ صَارِخَةً:
أَنْتَ أَخْيَبُ أًسْطُورَةٍ شُفْتُهَا فِي حَيَاتِي.
وَأَصْبَحْتُ يَا صَاحِبي سُوسَةً!
كُنْتُ أَعْمَلُ ضَابِطَ مَتْلَفَةٍ
بِقِطَاعِ مُكَافَحَةِ الشَّجَرَاتِ
وَذَاتَ مَسَا تَتَقَصَّعُ فِيهِ الرُّطُوبَةُ
مَاشِيَةً فِي الدِّيَارِ
سَحْبْتُ جُنُودِيَ مِنْ سَاقِ جُمَّيْزَةٍ غَادَةٍ
وَدَخَلْتُ بِهِمْ عَرْشَ طَاغِيَةٍ
وَنَخَرْنَا بِكَامِلِ شَهْوَتِنَا
حَدَّ أَنْ فَضَحَتْنَا النُّشَارَةُ
وَهْيَ عَلَى شَكْلِ مِشْنَقَةٍ
بَصَقَ الْقَحْطُ فِيَّ
وَأَوْثَقَنِي تَحْتَ دَوَّاسَةٍ عِنْدَ بَابِ الْمَدِينَةِ
أَعْدَمَنِي بِحِذَاءِ الَّذِينَ اشْتَهَيْتُ تُرَابًا
يُطَرِّزُ آيَتَهُ بِخُطَاهمْ.
وَأَصْبَحْتُ دَوَّامَةً!
فَوَشَتْ مَوْجَةٌ بِي
رَأَتْنِي أُقَلِّصُ دَائِرَتِي
لِزَوَارِقِ صَيْدٍ مُشَارِفَةٍ
وَأُسَرِّعُهَا تَحْتَ بَارِجَةٍ
أَتَذَكَّرُ بَكَّتَنِي الْبَحْرُ..
قَالَ: أَهَنْتَ حِيَادِي
وَبَخَّرَنِي
عِبْرَةً لِلَّذِينَ يُوَارُونَ أَدْمِغَةً حُرَّةً
بَيْنَ فِزْيَائِهِمْ.
ثُمَّ صِرْتُ أَدِيمًا كَمَا أَنْتَ رَاءٍ
فَعَيَّنَنِي الطِّينُ فَوْرًا
عَلَى مَتْنِ رِحْلَتِهِ الْبَشَرِيَّةِ
عَامِلَ بَوْصَلَةٍ فِي النَّهَارِ
وَعَمَّالَ عَاطِفَةٍ فِي الْلَيَالِي
رَأَيْتُكَ إِبَّانَ عَسْعَسَتِي
جَاثِيًا فِي الْعَرَاءِ وَتَشْهَقُ فِي الدَّمِ
ذَاتُكَ مَبْطُوحَةٌ وَحَيَاتُكَ وَارِمَةٌ
وَعَمُودُ خَيَالِكَ مَخْلُوعَةٌ كُلُّ فِقْرَاتِهِ
لَسْتَ فِي حَاجَةٍ لِلْكَلَامِ
لِعِلْمِكَ مِنْ قَبْلُ بَاغَتَنِي الْوَحْشُ
كَسَّرَ فَوْقِي نَبَابِيتَهُ الْخَيْزَرَانَ
وَأَعْرِفُ مَا فِيك.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
إبداع|| فوبيا.. قصيدة لـ محمد خالد الشرقاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"هَلّا سَألْتِ الخَيلَ يَا ابنَةَ مَالكٍ"
عن حالي ف عيون البشر
وقت احتدام المعمعة؟!
الكل شافني مُنهَزم
أنا واللي باقي من حُطَام خشب الحصان
فوق كوم تراب.
ــ وبدون مبارزة أو اشتباك ــ
سيفي اللي ياما رفعته في خيالي
وخرم جلد السما،
لحظتها كان تُقل الجبل
ما قدرت أسِلّه من الجراب.
دمي اللي كان ف وشي إصفرّ من الفزع
واتفجرت ف جبيني عيون عرق.
وقعت عصايتي تحت رجلي اتشَرَّخت،
واتجمعوا الناس وبحِبَالهم نَاحيتي
رميت اللي باقي من عصايتي وسطهم
داسوا عليها اتكسرت
وأما ارتجفت من الفزع
شعري وقف مبلول عرق
أشبه لعصفور ف المطر.
هَلّا سَألْتِ الخَيلْ!
«يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الْوَقِيعَةَ أَنَّنِي..»
حاولت أخرج للمواجهة
بالجسارة ع الملأ.. لكني خُفتْ!
هيقولوا عني:
(إنسحابي مُنهَزم)
وما حد هيبرر مواقفي ويلتمس لي ربع عُذر.
الانسحاب أسْلَم لنفسي المُحبطة
وأقل من ضرر المواجهة والفشل،
يكفينا شر تَسَلُّط الخوف
ع الجوارح والحواس،
نظرات عيون الناس
كرابيج لَهَبْ
بعد أما تلسع جتتي بتعود لكم باللحم.
الخوف لجام وأحنا الفرس
ومافيش فرس يعصى اللجام،
وأنا خيلي عمره ما كان حَرُون.
مِنْ خاف سِلم
وأنا خوفي يخشى الكربَجَة.
الكل شاف خوفي وضحك
كان حقكم تبكوا لحالي وتحزنوا
سامحي انهزامي وقدري
ولا بد إنك تعرفي
إني حاولت أواجه نفسي
من خوف الفشل
لكني خُفتْ.