إبداع|| زرادشت ملكا.. قصة قصيرة لـ محمد عصام
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فلما صعدتُ على ربوة ما مترددًا، -يرى ذلك من القدمين اللتين تغرسان بشدة في الرمال؛ راغبتين أن تنبت منهما جذورًا تشدهما للأرض. يمكن أن يرى، رغم ذلك، تحفز أعضاء الجسد الغاضبة وكأنها تريد أن تنقض على جميع المارة والواقفين والمتأملين الذين يمكن رؤيتهم، إذا اتسعت نافذة رؤيتك قليلًا، وهم يسيرون على حبال تحتها وحل وآخرها هوة- نظرتُ إلى أسفل ثم رفعت وجهي وكأني سلمت بالأمر الذي لا أعرف ما هو ولكني أكرههم لكونهم هم.
يمكنني أن أبعد ناظري وأراهم أجمعين وهم واقفون بغضاء، سيئون، كريهون، متعالون. أنظر إليهم في الأسفل، وأقول بصوت يتملكه الرثاء والألم: "إنه لمن المريع أن تتخلى عن لاشيء من أجل لاشيء. الفارق أن اللاشيء الأول تملك أن تحدث فيه، ولكن اللاشيء الآخر ليس ملكك. يمكننا أن نتفق في البداية على أن كل العالم لاشيء إذ أنه من اتساع تواجده يستحيل أن يكون حقيقيًا. يمكنك أن تلاعب الوهم الكبير، أن تقطع عن ظهرك خيوط ماريونيت انتماءات معينة والذهاب إلى خيوط أخرى. يجعلك هذا تشعر ببعض التحكم، لكن الشعور هو ذلك الذي لا يمكن التحكم به. عندما تتبني شعورًا، عندما تسعى لتصبح مثاليًا، عندما تحاول فهم كونك مربوطًا بخيوط.. تلك خطيئة. أحب ذاتك، والعن كونك بشرًا"
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
إبداع|| تنويم مغناطيسي.. قصيدة لـ محمد هشام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أُغمض عيني
وأحلم أني أمدّ يدي نحو خدكِ
سبّابتي تتزاحف نحو شفاهكِ
تنسلُّ في فمكِ الرطب
ثم تذوبُ
كأن محيطًا يشد إلى قاعِه قاربًا
أحلم الآن أني خفيف
وأُبصرني ريشة تتطاير بين قبابكِ
حتى تحطّ وُقوفا
-كراية منتصر-
فوق سرّتكِ
الحلمُ يبدو كفيلم
يُبيح لمن يتفرج كلَّ الذي يشتهيه
من الرشف والقضم
لكنني في خِضمّ الرؤى طاهرٌ وكأني أصلي
أراني ووجهكِ ملتصق في حواسي
يقسو عليّ
ويفرُكني مثل قطعة طين يظنونها حجرا
ويداكِ تشدانني من يدِي
نحو نهر أرفرف فيه كأني شراعٌ
وأمشي على مائهِ كالولِيّ
وأغمض عيني أكثر
أحلم أنكِ تستصلحين أراضيّ
تلقين في كل شبر بذورا مبللةً
ثم تُولينها بالرعاية والدفء
لا تتركين لجسمي بعضَ دقائق كي يتثاءب
لا تركنين إلى النوم
لا تسأمين من اللهو والقفزات
لديكِ أصابع تنفذ في كل شيء
تُمددني مثل شاشٍ يصبّون من فوقه عسلَ النحل
حتى إذا اهترأ الخيطُ والنسجُ
طبّقتهِ كمناديل تمسح عنكِ الرذاذ
وأَحدثتِ فيَّ ثقوبا
فصرتُ كغربالِ قمحٍ
يزيح جميع شوائب روحكِ
تَجلين نفسَكِ
مثل عروس تُمشّطها نسوةٌ قاسيات الأيادي
ترومين أن تَصِلي للكمال
أراكِ وأنتِ تعضّينَني من شفاهي كأنكِ مصاصةٌ للدماء
وخارقةٌ في عقول الصغار
تشدين شَعريَ
لا توقفين طِعاني
ولا أتمنى بأن أخرج الآن من حلمي
مستعدٌ لقتل الذي سيرِنُّ على هاتفي
أو يدوس على جرس الباب
مُحتشدٌ/ غائبٌ فيكِ
رغم دماغي التي لم تنم
وأحبكُ
لا تصمتي
أو تكُفّي
ولا تعبئي بالعيون التي تتنصت خلف النوافذ
لا تبعدي
أين كفّكِ؟
كانت على وجنتي منذ ثانية!
وذراعي كانت تحزّم خصركِ!
جسمُكِ يبيضّ مثل الدخان
ويخفتُ
بل يتلاشى
فأَفزعُ
ينغلقُ الحلمُ
أفتحُ عينيَّ
ما زلتِ بين ذراعيَّ!
كيف؟
أنا لا أحسّكِ
لا أستبينُكِ
لستُ أشمّكِ
لا ثمرٌ في فروعكِ
لا ماء تحت جسوركِ
جثةُ من هذه؟!
لستِ أنتِ
وعقلي ليست به لوثةٌ
جاوبيني
انطِقي
من يحلّ المعادلة الآن؟
من يكشفُ اللعبةَ؟
انفلقَ القلبُ نصفين
لا حلّ إلا الرجوع إلى الحلم
سوف أخيّط عينِي تماما
وألقاكِ
فانتظريني هناك