إبداع|| زرادشت ملكا.. قصة قصيرة لـ محمد عصام
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فلما صعدتُ على ربوة ما مترددًا، -يرى ذلك من القدمين اللتين تغرسان بشدة في الرمال؛ راغبتين أن تنبت منهما جذورًا تشدهما للأرض. يمكن أن يرى، رغم ذلك، تحفز أعضاء الجسد الغاضبة وكأنها تريد أن تنقض على جميع المارة والواقفين والمتأملين الذين يمكن رؤيتهم، إذا اتسعت نافذة رؤيتك قليلًا، وهم يسيرون على حبال تحتها وحل وآخرها هوة- نظرتُ إلى أسفل ثم رفعت وجهي وكأني سلمت بالأمر الذي لا أعرف ما هو ولكني أكرههم لكونهم هم.
يمكنني أن أبعد ناظري وأراهم أجمعين وهم واقفون بغضاء، سيئون، كريهون، متعالون. أنظر إليهم في الأسفل، وأقول بصوت يتملكه الرثاء والألم: "إنه لمن المريع أن تتخلى عن لاشيء من أجل لاشيء. الفارق أن اللاشيء الأول تملك أن تحدث فيه، ولكن اللاشيء الآخر ليس ملكك. يمكننا أن نتفق في البداية على أن كل العالم لاشيء إذ أنه من اتساع تواجده يستحيل أن يكون حقيقيًا. يمكنك أن تلاعب الوهم الكبير، أن تقطع عن ظهرك خيوط ماريونيت انتماءات معينة والذهاب إلى خيوط أخرى. يجعلك هذا تشعر ببعض التحكم، لكن الشعور هو ذلك الذي لا يمكن التحكم به. عندما تتبني شعورًا، عندما تسعى لتصبح مثاليًا، عندما تحاول فهم كونك مربوطًا بخيوط.. تلك خطيئة. أحب ذاتك، والعن كونك بشرًا"
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
أول رمضان بسوريا دون “أسد” منذ 1971.. العين بصيرة واليد قصيرة
قبل أيام من حلول شهر رمضان، شهدت البنوك في العاصمة السورية دمشق طوابير ممتدة من المواطنين الذين انتظروا لساعات طويلة لسحب ما يعادل حوالي 15 دولاراً لشراء احتياجاتهم لأول شهر صيام بالبلاد وهي لا ترزح حكم عائلة الأسد التي ظلت في مقاليد الحكم منذ 22 فبارير 1971 إلى 8 ديسمبر 2024.
أصبح هذا الانتظار الطويل جزءاً من الروتين اليومي للكثير من السوريين، الذين باتوا يضطرون للانتظار لسحب ما يكفيهم من النقود للعيش، في ظل القيود الصارمة التي فرضتها الحكومة الجديدة على السحب اليومي من البنوك، مما زاد من معاناة المواطنين الذين يواجهون صعوبة في شراء أبسط مستلزماتهم.
ويحل شهر رمضان هذا العام بعد ثلاثة أشهر من الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي حكم البلد بقبضة حديدية منذ عام 2000 في خلافة والده الذي قاد البلاد منذ عام 1971.
وأجرت الحكومة السورية الجديدة عدة تغييرات اقتصادية، ففتحت السوق أمام المنتجات المستوردة، وألغت دعم الخبز، مما جعل هذه السلعة الأساسية أغلى عشرة أضعاف، كما قامت الحكومة بتسريح آلاف الموظفين في القطاع العام، وفرضت سقفاً للسحب من أجهزة الصراف الآلي.
ورغم انخفاض أسعار العديد من السلع، غير الخبز، منذ تولي الحكومة الجديدة، ولكن وكالة أسوسييتد برس تقول إن الكثير من السوريين غير قادرين على شرائها بسبب قيود السحب في اقتصاد يعتمد على النقد، حيث لم يتبنَّ استخدام بطاقات الائتمان والمدفوعات الإلكترونية على نطاق واسع.
ومع بدء الحكومة في تغيير السياسة الاقتصادية، بدأ سعر العملة في التحسن بعد أكثر من عقد من الضعف.
فقبل بداية الحرب الأهلية عام 2011، كان سعر الصرف حوالي 50 ليرة سورية للدولار الواحد، ليصل عند الأطاحة بالأسد إلى حوالي 15000 ليرة، ولكنه تراجع منذ ذلك الحين.
وأشار البنك المركزي السوري في بيان، إلى أن قيود السحب من المصارف ستكون مؤقتة، لكنها استمرت لعدة أشهر. في وقت وصلت هذا الشهر طائرة محملة بالليرات السورية الجديدة من روسيا، حيث يتم طباعتها، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية، لكن لم يُعلن عن الكمية.
وبحسب مراقبين، فإن البنك المركزي لديه أزمة سيولة ولايملك ما يكفي من الأوراق النقدية، مشيرين إلى أن السياسة النقدية الحالية التي يدرسها البنك لم تُعتمد بعد.
المحلات في دمشق رغم عرضها مختلف السلع الرمضانية من فوانيس وأضواء الزينة، لكنها شبه خالية من الزبائن الذين يشترون الان فقط الضروريات، من مواد غذائية أساسية كالزيت والزيتون والأرز والبرغل.
ورغم أن أسعار هذه المواد أرخص، باستثناء الخبز الذي ارتفع من 400 إلى 4000 ليرة، لكن العديد من السوريين يشترون أقل بكثير مقارنة بالأعوام السابقة، ويقول البعض منهم انه سيتعين عليهم حتى إلغاء السحور، حيث أن أكثر من 90٪ من السوريين يعيشون في فقر، وواحد من كل أربعة عاطل عن العمل، وفقاً للأمم المتحدة.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب