إبداع|| تنويم مغناطيسي.. قصيدة لـ محمد هشام
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أُغمض عيني
وأحلم أني أمدّ يدي نحو خدكِ
سبّابتي تتزاحف نحو شفاهكِ
تنسلُّ في فمكِ الرطب
ثم تذوبُ
كأن محيطًا يشد إلى قاعِه قاربًا
أحلم الآن أني خفيف
وأُبصرني ريشة تتطاير بين قبابكِ
حتى تحطّ وُقوفا
-كراية منتصر-
فوق سرّتكِ
الحلمُ يبدو كفيلم
يُبيح لمن يتفرج كلَّ الذي يشتهيه
من الرشف والقضم
لكنني في خِضمّ الرؤى طاهرٌ وكأني أصلي
أراني ووجهكِ ملتصق في حواسي
يقسو عليّ
ويفرُكني مثل قطعة طين يظنونها حجرا
ويداكِ تشدانني من يدِي
نحو نهر أرفرف فيه كأني شراعٌ
وأمشي على مائهِ كالولِيّ
وأغمض عيني أكثر
أحلم أنكِ تستصلحين أراضيّ
تلقين في كل شبر بذورا مبللةً
ثم تُولينها بالرعاية والدفء
لا تتركين لجسمي بعضَ دقائق كي يتثاءب
لا تركنين إلى النوم
لا تسأمين من اللهو والقفزات
لديكِ أصابع تنفذ في كل شيء
تُمددني مثل شاشٍ يصبّون من فوقه عسلَ النحل
حتى إذا اهترأ الخيطُ والنسجُ
طبّقتهِ كمناديل تمسح عنكِ الرذاذ
وأَحدثتِ فيَّ ثقوبا
فصرتُ كغربالِ قمحٍ
يزيح جميع شوائب روحكِ
تَجلين نفسَكِ
مثل عروس تُمشّطها نسوةٌ قاسيات الأيادي
ترومين أن تَصِلي للكمال
أراكِ وأنتِ تعضّينَني من شفاهي كأنكِ مصاصةٌ للدماء
وخارقةٌ في عقول الصغار
تشدين شَعريَ
لا توقفين طِعاني
ولا أتمنى بأن أخرج الآن من حلمي
مستعدٌ لقتل الذي سيرِنُّ على هاتفي
أو يدوس على جرس الباب
مُحتشدٌ/ غائبٌ فيكِ
رغم دماغي التي لم تنم
وأحبكُ
لا تصمتي
أو تكُفّي
ولا تعبئي بالعيون التي تتنصت خلف النوافذ
لا تبعدي
أين كفّكِ؟
كانت على وجنتي منذ ثانية!
وذراعي كانت تحزّم خصركِ!
جسمُكِ يبيضّ مثل الدخان
ويخفتُ
بل يتلاشى
فأَفزعُ
ينغلقُ الحلمُ
أفتحُ عينيَّ
ما زلتِ بين ذراعيَّ!
كيف؟
أنا لا أحسّكِ
لا أستبينُكِ
لستُ أشمّكِ
لا ثمرٌ في فروعكِ
لا ماء تحت جسوركِ
جثةُ من هذه؟!
لستِ أنتِ
وعقلي ليست به لوثةٌ
جاوبيني
انطِقي
من يحلّ المعادلة الآن؟
من يكشفُ اللعبةَ؟
انفلقَ القلبُ نصفين
لا حلّ إلا الرجوع إلى الحلم
سوف أخيّط عينِي تماما
وألقاكِ
فانتظريني هناك
.المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشاعر محمد هشام تنويم مغناطيسي
إقرأ أيضاً:
إبداع|| أنا حلم لا شك في ذلك.. قصيدة للشاعر أحمد عبد العزيز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أنا حُلم، لا شَكّ في ذلك
تدوين اليوميات أصبح طقسًا يوميًا
والكتابة نصيب من ماتوا
والقراءة رزق من يملُك الصِدق..
رِتاج الحُب أُغلق، ومحلات الحلوى موصدة
أين أجدكِ؟
أجلس عند الغدير ألملم بقاياي
غابت الشمس وهَلَّ القمر
فمتى تهِل الحياة!
أنا واقع وهناك شكوك في ذلك..
يربط على قلبي عرافة من الجنوب وملاك من الشمال
ومن الشرق جاءني وعد
ومن الغرب
جاءني سَهم..
السعادة طفل سليم لم يُسلط الله عليه أنبيائه
تركوه يعبُد الأمومة واللبن والعجين
تركوه يلعب بالأمنيات ويطرحها على أيام القدر
تركوه ينام ثلث عمره
تركوه فرأى نفسه عصفور
يُغرد وحده تحت سُحب ضيقة..
النوم واللوم والليل والسأم أربع سيوف
وخوفًا من الليل أنام
وحُبًا في الله أسأم
ورفضًا للحياة ألوم كل من سخرّتهم الخيبة كي تكون الأحلام سِحر
وهذا العالم ليس مذبحة
إنما سكين..
لستُ أخًا للمؤمنين
أنا أخٌ صالِح للعتمة
وللغريزة
القاتِلة..
للتدخين وهبتُ رئتي
ولَكِ وهبتُ قلبي
وللقبر وهبتُ جسدي
فمن أوهبه إنسانيتي..
للشَكِ سجدتُ
ولله ركعتُ
فمن أدعو له؟
زرعت ثمارًا عديدة بدمعي
فأصبحوا رجال
أحدهم يُحيي الموتى
والآخر يُحقق الأمنيات
والآن أنا ميت
دون أمنية
ودون أطفال..
عند التاسعة سيمرّ شاب
بجسد هزيل وعين منتفخة
أطلق عليه السلام
وأعطه عين وقطعة من الكَعبة
فرُبما يبتسم
ويقول كلمة صادقة
تُخفف ذكرياته الدامية..
أرمز للحُب بالموت
وللعُمر بالموت
وللصداقة بالموت
وللموت بالحياة
وهذا يُخفف ويُقلل
وهذا يُخفف ويُقلل
وهذا الوحش المُرتكِز على صدري
يقتل..