عربي21:
2025-02-07@03:42:08 GMT

سوريا الجديدة في مواجهة المشروع الصهيوني

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

نسبت مراسلة إذاعة إن بيه آر الأمريكية، واسمها هديل الشلاشي، في تقرير لها نشرته في السادس والعشرين من ديسمبر 2024 لمحافظ دمشق الجديد ماهر مروان تصريحات حول العلاقة مع إسرائيل، ادعت أنه قال فيها إن الحكومة تريد أن تقيم علاقات ودية بين إسرائيل وسوريا.

بعد وصفها للمكتب الذي استقبل فيه ماهر مروان فريق إذاعة إن بيه آر، وحرصها على ذكر أنه لم يصافح سوى الذكور منهم، نقلت عن المحافظ قوله إنه يمكن تفهم أن إسرائيل أصيبت بالقلق حينما تسلمت السلطة حكومة سورية جديدة، وذلك بسبب بعض الفصائل.



ثم قالت إنه مضى ليقول: "لربما شعرت إسرائيل بالخوف، ولذلك تقدمت قليلاً، وقصفت قليلاً، إلى آخره." ونقلت عنه القول إن مثل هذا الخوف كان طبيعياً. وإنه بوصفه ممثل العاصمة دمشق وكممثل لوجهة نظر الرئيس أحمد الشرع ووزارة الخارجية فإنه يرغب في توجيه رسالة.  لن يلوم أحد حكام سوريا الجدد إذا لم تكن مواجهة إسرائيل من أولوياتهم، رغم أن إسرائيل تحتل مساحة شاسعة من الأرض، وهي مرتفعات الجولان ذات الأهمية الاستراتيجية البالغة، والتي قدمها النظام البائد على طبق من ذهب للصهاينة في عام 1967.

يتفهم الناس جميعاً أن هذا شعب مكلوم، وبلد مهدم محطم، ولذلك فإن من المنطق أن تكون الأولوية الأولى بلا نزاع لإعادة بناء البلد، ولم شعث الناس، وإعادة المشردين واستيعابهم، وحل المشاكل الداخلية العالقة والمتراكمة، ورد المظالم إلى أهلها، ومعاقبة من أجرموا بحق الشعب، فعذبوا وسفكوا دماء الملايين من أبنائه، وشردوا الملايين منهم في أصقاع الأرض، ونهبوا خيراتهم، وأفقروا الملايين منهم.

بالعودة إلى ما كتبته مراسلة إذاعة إن بيه آر، ما هي الرسالة التي أراد ماهر مروان بزعمها إيصالها؟  بحسب ما نقلته عنه الشلاشي، قال ماهر مروان: "ليس لدينا خوف تجاه إسرائيل، ومشكلتنا ليست مع إسرائيل. ولا نريد أن نعبث في أي شيء قد يهدد أمن إسرائيل أو أمن أي بلد آخر."  مضت المراسلة لتقول إن ماهر مروان لم يشر للفلسطينيين ولا إلى الحرب في غزة، في انسجام مع موقف الحكومة السورية الجديدة.  وهذا أمر يمكن تفهمه من قبل الفلسطينيين وأنصارهم في كل مكان.

فجرح سوريا لا يقل عمقاً عن جرح فلسطين، ومن حق السوريين أن يتفرغوا بادئ ذي بدء إلى علاج جراحاتهم.  إلا أن الخطورة تكمن فيما أوردته بعد ذلك، حين قالت: بينما قال الشرع نفسه من قبل إنه لا يريد صراعاً مع إسرائيل، إلا أن مروان ذهب إلى أبعد من ذلك حين دعا الولايات المتحدة إلى تسهيل إقامة علاقات أفضل مع إسرائيل.

لا يلام أحد في استهجان أن يصدر عن أي من المسؤولين السوريين في الحكومة الجديدة مثل هذا التسول للاعتراف بإسرائيل بوساطة من الولايات المتحدة، فهذا أمر لا يمكن أن يقبل به سوري ولا عربي ولا مسلم، بل ولا يقبل به ملايين الأحرار حول العالم ممن باتوا يدركون خطورة المشروع الصهيوني على الإنسانية قاطبة. 

سرعان ما تناقل الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً صوتياً مسرباً للمحافظ يكاد يؤكد ما نسبته إليه الإذاعة.  ثم بعد ضجة أثيرت حوله، واستفسارات وردت من شرق المعمورة وغربها، ومن شمالها وجنوبها، حول نوايا الحكومة الجديدة في دمشق، خرج ماهر مروان على الناس بمقطع مصور ينكر فيه كل ما نُسب إليه.

  يسعدني، كما يسعد الملايين، ألا يكون محافظ دمشق الجديد قد قال شيئاً مما نُسب إليه في تقرير الإذاعة الأمريكية. ونرجو بالفعل أن يكون ما صرح به قد تعرض للتحريف من حذف أو إضافة، لأنه لا يُصدق بأن سورياً حراً واحداً يمكن أن يعترف بشرعية الاحتلال الصهيوني لأي جزء من الأراضي العربية من غزة إلى الجولان.

بل أعلم يقيناً أن السوريين بمجملهم لم يكونوا أقل عداوة للمشروع الصهيوني من أي من العرب الآخرين، رغم أن النظام البغيض البائد الذي سامهم العذاب عقوداً طويلة كان يتجمل بادعاء الممانعة والمقاومة.  لكن يبدو لي في ضوء هذه الحادثة أن مسؤولي الحكومة الجديدة، وكل من يتصدر فيها لوسائل الإعلام، بحاجة إلى التمرس في التعامل مع وسائل الإعلام، والأجنبية منها بالذات، والتي سوف يسعى مراسلوها إلى نصب الفخاخ لهم.

وجل من لا يخطئ أو يسهو.  إننا نفترض حسن النية في جميع إخواننا في إدارة الحكم في سوريا الجديدة، ولا نقبل في حقهم أي اتهام ينال من أمانتهم ووطنيتهم وصدقهم. وإذا قال ماهر مروان إنه لم يقل ما نسب إليه فإننا نصدقه فيما قال. 

ولكننا رغم ذلك نلفت نظر إخواننا إلى أن من بين التحديات الكبيرة التي تقف في مواجهتهم إجادة التعامل مع وسائل الإعلام، وضبط الموجة فيما يتعلق بالمواقف من القضايا الأساسية، وعلى رأسها الموقف من المشروع الصهيوني الاستعماري والإحلالي، الذي لا يريد خيراً بأحد من أبناء الأمة. إن التعبير عن المواقف السياسية يتطلب مهارة فائقة، وهذه يمكن أن تُكتسب بالتدريب والمراس. كما أن صاحب المبدأ حامل الرسالة لا يداهن ولا ينطق بما يناقض مبدأه أو يقوض رسالته.

وإذا لم يكن المرء منا قادراً على نصرة الحق، فلا يجوز بحال أن ينحاز إلى الباطل.  سوريا اليوم بحاجة إلى وحدة أهلها وإلى تضافرهم وتعاونهم جميعاً في عملية إعادة البناء ومواجهة التحديات، وهي بحاجة كذلك إلى دعم وتضامن أنصار الحق والعدل والحرية في المنطقة وحول العالم.

لا ينبغي إطلاقاً التضحية بشيء من ذلك مقابل أوهام. وقد يكون من هذه الأوهام حديث حول أهمية كسب الود الأمريكي أو الغربي من أجل تأمين المشروع. ليكن معلوماً أن هذا طريق سلكه من قبل بعض العرب، من كامب ديفيد إلى أوسلو فوادي عربا فاتفاقيات أبراهام، فخابوا وخسروا، ولم ينل من رفعوا شعار "إن الطريق إلى قلب واشنطن يمر عبر إسرائيل" سوى الخزي والندامة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشرع سوريا الفلسطينيين سوريا فلسطين الشرع الادارة العسكرية مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ماهر مروان مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

بالتفصيل.. الشرع يتحدث عن رؤيته لمستقبل سوريا الجديدة

سلط الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع بأول مقابلة تلفزيونية له بعد توليه منصبه الضوء على العديد من الملفات الداخلية والخارجية ومستقبل البلاد وعلاقاتها.

وفي مقابلة مع تلفزيون سوريا، تناول الشرع الشأن الداخلي للبلاد، والتحديات التي تواجهها، عارضا رؤيته للمرحلة الانتقالية.

معركة إسقاط نظام الأسد

اعتبر الشرع في المقابلة أن "معركة إسقاط نظام بشار الأسد خلال 11 يوما كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة".

وأشار إلى أن "النظام كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة ردع العدوان وجنّد كل إمكانياته والبعض نصحني بعدم فتح المعركة لعدم تكرار مشاهد غزة في إدلب ورغم ذلك بدأناها"، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".

وأضاف أن "طريقة دخول الفصائل المشاركة في ردع العدوان إلى المدن والبلدات الكبرى وانضباطها حافظت على السلم الأهلي وطمأنت الجميع".

وقال إن "الجيش السوري سابقا كان فيه تفكك كبير وكان ولاؤه لعائلة محددة واليوم نعمل على تشكيل جيش وطني لكل السوريين".

الشأن الداخلي والإصلاحات المرتقبة

أكد الشرع أن "أول مسار للتصحيح وأول خطوة للإصلاح كان إسقاط النظام وسوريا لديها الخبرات البشرية والمقومات الكثيرة للنهوض".

وتابع قائلا: "إدلب كان فيها سوريون من جميع المحافظات وقمنا بإشراك الجميع في حكومة الإنقاذ وعندما وصلنا دمشق عملنا سريعا للمحافظة على مؤسسات الدولة".

وأوضح أنه "خلال شهرين بعد تحرير سوريا التقينا مختلف شرائح المجتمع ومغتربين في الخارج للاستماع لوجهات نظرهم بما يخدم مستقبل سوريا".

وعن مسألة الأحزاب، قال الشرع: "لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية وحاليا نعتمد على الكفاءات الفردية وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة".

وشدد الشرع على أنه يحاول "تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب وستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك".

وذكر مسألة "ضبط السلاح وحصره في يد الدولة"، باعتباره من أولويات الدولة السورية، مضيفا: "وصلنا إلى بر الأمان على مستوى السلم الأهلي والدولة السورية تشكل ضمانة لكل الطوائف والحوادث الفردية في الحد الأدنى".

وفيما يتعلق بملف قوات سوريا الديمقراطية، قال الشرع: "الجميع يؤكد على وحدة سوريا ويرفض انقسام أو انفصال أي جزء منها وهناك مفاوضات مع (قسد) لحل ملف شمال شرق سوريا. (قسد) أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة لكن هناك اختلافا على بعض الجزئيات".

ومن التصريحات التي صدرت عن الشرع في المقابلة والمرتبطة بالشأن الداخلي:

- سوريا بلد متسق مع الحالة الطبيعية التي نشأت عليها ونظام الحكم فيها جمهوري وفيها برلمان وحكومة تنفيذية وسلطات تتعاون مع بعضها.
- ستكون هناك لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني بمشاركة مختلف شرائح الشعب السوري وفي ختام المؤتمر سيتم إصدار الإعلان الدستوري.
- مدة الوصول إلى انتخابات رئاسية تحتاج ما بين 4 و 5 سنوات.
- هناك خيط رفيع يبن العدالة الانتقالية والسلم الأهلي وسنلاحق كل من أجرم بحق الشعب السوري وخاصة الرؤوس الكبيرة.
- النظرة إلى أن سوريا ستحكم من شخص خاطئة وستكون هناك فسحة واسعة للحريات ضمن القانون.
- النظام البائد حوّل سوريا إلى أكبر مصنع ومصدر للكبتاغون.

بناء الاقتصاد السوري وحل المشكلات الراهنة

وفق الشرع "هناك فريق اقتصادي واسع يشكل الآن من داخل البلد وخارجه يقوم بتحليل البيانات لوضع سياسة اقتصادية تستمر لعشر سنوات".

ووصف النظام الاشتراكي بأن "فيه الكثير من السلبيات التي أثرت في المواطن وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد".

ولفت إلى أن "بناء الاقتصاد يحتاج إلى توفير الخدمات من كهرباء وطرق ومصارف وغيرها وبعدها يتم إصلاح المؤسسات الاقتصادية".

ورأى أن "السوق الحر وتسهيل الاستثمار في سوريا يوفر فرص عمل كثيرة ولهذا يجب توفير المقومات اللازمة لذلك من بيئة استثمارية صالحة وقوانين".

العلاقات الخارجية ودور سوريا العربي والدولي

حسبما ذكر الشرع في المقابلة فإن "النظام البائد هو الذي عزز الحرب الأهلية في لبنان وقام بتقسيم السلطة لتبقى جميع الأطراف بحاجة إليه".

وبيّن أن "وجود الميليشيات الإيرانية في عهد النظام البائد خطر استراتيجي كان يهدد المنطقة بأكملها".

واسترسل قائلا إن "مساعينا الخارجية هي لمصلحة الشعب السوري وإعادة سوريا إلى موقعها وروابطها العربية والدولية".

واختتم الشرع المقابلة بالقول: "سوريا في قلب العالم وهي دولة مهمة ولها مصالح متبادلة مع كل دول العالم".

مقالات مشابهة

  • شاهد | من أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة: إسرائيل والتطبيع
  • هكذا يمكن مواجهة تهجير الفلسطينيين من غزة
  • المشروع الصهيوني مُوجّه نحو الأردن باعتباره جُزءاً من وعد بلفور!
  • مروان ضاهر أعلن برنامجه لمنصب نقيب المحامين في طرابلس لدورة عام 2025
  • تطهير عرقي لأهل غزة وجريمة دولية وإنسانية.. برلمانية تهاجم المشروع الأمريكي- الصهيوني
  • البطريرك يونان هنأ أحمد الشرع: لنبني معاً سوريا الجديدة
  • أردوغان: على الدول العربية دعم الحكومة الجديدة في سوريا
  • مداخل تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا الجديدة
  • رئيس الموساد السابق: على إسرائيل الإفراج عن مروان البرغوثي اليوم
  • بالتفصيل.. الشرع يتحدث عن رؤيته لمستقبل سوريا الجديدة