باحث يحصل على درجة الدكتوراه في الصحافة والنشر بتقدير ممتاز
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
واضح العزم واثقاتٍ خُطاه، يجعلُ الليل للأنام صباحاً، هكذا تُدرِك النفوسُ مُناها، وترى سبل الحياة فساحاً. رغماً عن الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ووسط شيوع القتل والفوضى واستهداف البشر والشجر والحجر والتدمير الممنهج للبنية التحتية والتعليمية والاقتصادية في القطاع وانقطاع التيار الكهربائي وضعف خدمة الإنترنت وغياب الظروف اللوجستية والنفسية الملائمة؛ أكمل الباحث حسين عبد الرحمن محمد حمّاد، دراسته التي تحمل عنوان: حريّة الرأي والتعبير لدى مستخدمي شبكة "فيس بوك" (دراسة وصفية تحليلية على عيّنة من المجتمع الفلسطيني من 2018م حتى 2023م).
وتنبع أهمية الدراسة من كونها من الدراسات القليلة التي تناقش حريّة الرأي والتعبير في شبكات التواصل الاجتماعي، خاصّة شبكة "فيس بوك". وتتحَدّد مشكلتها في مدى معرفة مساحات حريّة الرأي والتعبير لدى مستخدمي شبكة "فيس بوك" في فلسطين، ومدى وعي المستخدمين الفلسطينيين بها، ووجهة نظرهم في درجات إتاحتها، والانتهاكات التي تواجههم.
وتنتمي الدراسة إلى الدراسات الوصفية، واستخدم فيها الباحث منهج الدراسات المسحية (منهج المسح) وفى إطاره استخدمَ أُسلوب مسح جمهور الوسائل، ومنهج دراسات العلاقات المتبادلة وفي إطاره استخدم أسلوب الدراسات الارتباطية. واستخدم أدوات الاستبانة، والمقابلة المعمقة، والملاحظة العلمية المقصودة. ويتكون مجتمع الدراسة من مجموع مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في فلسطين، واختار الباحث عينة عشوائية تتمثل في مستخدمي شبكة ("فيس بوك") قوامها (400) مفردة.
وخلًصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها:
يُسهم وعي النشطاء والمستخدمين الفلسطينيين بشبكات التواصل الاجتماعي والتمكن من استخدامها بالصورة المُثلى في تعزيز وجهة النظر الفلسطينية في العالم، وفضح انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي وممارساتها القمعية، كما يسهم في تشكيل رأي عام مناصر للقضايا الفلسطينية.
"فيس بوك" هي أحد شبكات شركة ميتا إلى جانب "واتس آب" و"انستغرام"، وهي شركة أمريكية المنشأ، تخضع للقانون الأمريكي، وتلتزم بلائحة الإرهاب التي تقرها الولايات المتحدة الأمريكية، وتخضع للسياسة الأمريكية في نظرتها للاحتلال الإسرائيلي وقضايا فلسطين. وتشير المعلومات المتوفرة إلى وجود عدد من موظفي شركة ميتا الحاليين كانوا موظفين سابقين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي أو في أجهزة أمنية أو استخباراتية للاحتلال كالشاباك أو الموساد، كما أن هناك تعاون معلن بين إدارة الشركة والحكومة الإسرائيلية.
تنظر إدارة "فيس بوك" إلى الرموز والمقاومة الفلسطينية كنوع من أنواع الإرهاب، وتعتمدها على قائمة المنظمات المُصنفة كـ "منظمة إرهابية أجنبية" من قبل الولايات المتحدة، من بين قوائم أخرى، وتشمل تلك القائمة حركات سياسية فلسطينية ذات أجنحة مسلحة، مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركتا حماس والجهاد الإسلامي، وهي تصنيفات الإذعان الأمريكية الفضفاضة.
تحظر "فيس بوك" على القادة أو المؤسسين أو الأعضاء البارزين في الحركات السياسية الفلسطينية الرئيسية استخدام منصتها، على الرغم من أنّ القانون الأمريكي لا يحظر ذلك.
تركّز إدارة شبكة "فيس بوك" على المنشورات التي ينشرها الفلسطينيون بشكل مبالغ فيه، وتضع الخوارزميات الخاصة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وسُرعان ما تتخذ إجراءات تعسفية بحق المستخدمين الفلسطينيين والعرب الذين يتناولون سياسات وانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتتجاوب الشبكة مع البلاغات على منشورات فلسطينية مقدمة من جهات إسرائيلية، بشكل كبير.
يعبّر مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي عن آرائهم بحريّة من خلال شبكة واتس آب بنسبة 21.25%، وتأتي في المرتبة الأولى، وما نسبتهم 19% يعبرون عن آرائهم بحريّة من خلال شبكة "فيس بوك"، وتأتي في المرتبة الثانية، وما نسبتهم 18.75% من خلال تليجرام، وتأتي في المرتبة الثالثة، بينما تعبر نسبة 9.75% من العينة من خلال شبكة تيك توك، رابعاً، وشبكة سيجنال تأتي خامسة بنسبة (9%)، ثُمّ تبدأ التقييمات في الانخفاض أكثر فأكثر لتأتي شبكة انستغرام في المرتبة السادسة بنسبة (7.25%)، ثُمّ شبكة تويتر في المرتبة السابعة بنسبة (5.75%)، ثُمّ يهبط مستوى التقييمات لتأتي شبكة يوتيوب في المرتبة الثامنة بنسبة (2.5%)، ثُمّ شبكة سناب شات بنسبة (1.25%)، ثُمّ شبكة سكايبي بنسبة (1%)، ثُمّ تتساوى شبكتا زيلو وايمو في المرتبة الأخيرة بنسبة (0.75%).
تثق عينة الدراسة بصحة المنشور على شبكة "فيس بوك"، بدرجة قليلة، بوزن نسبي (44.4%). وتثق في أمن المعلومات في الشبكة، بدرجة قليلة، بوزن نسبي (39.2%). وتثق بمحافظة الشبكة على خصوصياتهم، بدرجة قليلة، بوزن نسبي (37.4%).
اتخذت إدارة "فيس بوك" إجراءات عقابية بحق إعلاميين بنسبة 16.9% من عينة الدراسة، وما نسبتهم 14.5% استهدفوا لكونهم نشطاء مجتمعيين، و14.0% لكونهم مدافعين عن حقوق الإنسان، وبالنسبة نفسها 14.0% لكونهم من فئات أخرى مختلفة كالمحامين والمعلمين والمهندسين أو موظفي السلطة الفلسطينية أو الجهات الحكومة بغزة وغير ذلك، و13.0% لكونهم صنّاع محتوى، و12.6% لكونهم نشطاء سياسيين، و7.7% لكونهم شخصيات مؤثرة، و3.9% لكونهم أكاديميين، فيما يرى ما نسبتهم 3.4% أنهم استهدفوا لكونهم مؤلفين.
قيّمت عينة الدراسة حالة حريّة الرأي والتعبير في شبكات التواصل الاجتماعي؛ بالمقبولة، بوزن نسبي بقيمة 40.4%.
قيّمت عينة الدراسة حالة حريّة الرأي والتعبير في شبكة "فيس بوك"؛ بالمقبولة، بوزن نسبي بقيمة 38.6%.
وقدّمت الدراسة مجموعة من التوصيات المهمة التي من شأنها تعزيز حريّة الرأي والتعبير في شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما "فيس بوك"، وإثارة الاهتمام بها ووقف الانتهاكات بحق المستخدمين، منها:
ضرورة تحديد آليات تناول القضايا الفلسطينية من خلال النشر على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل سليم وعادل، وباستعراض الأرقام والمعلومات الموثقة حولها، والتركيز على النواحي الإنسانية الحقيقيةً، وذلك لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في التدخل الفاعل ووقف تمادي سلطات الاحتلال ومحاسبة من تثبت إدانتهم نصفةً للضحايا.
ضرورة تحرك المؤسسات الدولية خاصّة هيئات الأمم المتحدة والمقرر الخاص بالحق في حريّة الرأي والتعبير والمفوض السامي لحقوق الإنسان، ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية، ومنظمة المادة 19، والاتحاد الدولي للصحفيين، والاتحاد الدولي للكتاب، والأطر النقابية والمهنية، من أجل إلزام الأطراف المنتهكة لحريّة الرأي والتعبير لا سيّما النشر الإلكتروني على شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل وقف انتهاكات حريّة الرأي والتعبير على الصعيد الإلكتروني، ووقف الانتهاكات المترتبة عليها مثل حالات الاعتقال التعسفي والتوقيف دون تهمة والمحاكمات بالحبس على خلفية الرأي.
ضرورة تحرّك المجتمع الدولي لوقف انتهاكات حريّة الرأي والتعبير على خلفية النشر على متن شبكة "فيس بوك"، وإلزامها باتخاذ الإجراءات العقابية لأسباب تأديبية لا علاقة لها بالسياسة ودون تمييز على أي أساس.
أهمية إيجاد جسم دولي أعلى لتنظيم شبكات التواصل الاجتماعي، يضم الهيئات الدولية المختصة والحقوقية لضمان تحقيقها الأهداف المنشودة دون تجارة بالمستخدمين أو ظلمهم.
ضرورة إلزام شبكات التواصل الاجتماعي لا سيّما "فيس بوك" باحترام حريّة الرأي والتعبير، واحترام المواثيق الدولية ذات العلاقة، والتي تضمن تمتع المستخدمين في التعبير عن آرائهم بحريّة تامّة، من خلال مراجعة سياسات البيانات ومعايير النشر.
ضرورة إعادة شبكة "فيس بوك" النظر في معاييرها، وتنقيحها، وجعلها موائمة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وتسهيل صياغتها لتكون ملائمة لجميع المستويات العلمية والثقافية للمستخدمين، وإيجاد الطرق التي من شأنها دفع المستخدمين للموافقة على المعايير قبل إنشاء حساباتهم، لا إبقائها على ما هي وجعلها مصيدة لتوجيه العقوبات لاحقاً.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
عاجل| جالانت يفضح نتنياهو: صورة نفق رفح «فبركة إعلامية» لتضليل الرأي العام
كشفت هيئة البث الإسرائيلية، عن فضيحة مدوية تتعلق بالصورة الشهيرة التي روّجت لها حكومة الاحتلال الإسرائيلي كدليل على «نفق خطير» في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إذ تبين أنها مفبركة، وفقاً لما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي «يوآف جالانت» في تصريحات صادمة بثتها القناة ضمن برنامج «زمن الحقيقة».
حفرة رفح لا يتجاوز عمقها مترًا واحدًاوأكد جالانت، أن الصورة التي استُخدمت لتبرير العمليات العسكرية والسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، لا تعكس الواقع، موضحاً أن ما تم تصويره كان مجرد حفرة لا يتجاوز عمقها مترًا واحدًا، بينما تم الترويج لها على أنها نفق عميق يتراوح عمقه بين 20 و30 مترًا، وقادر على تمرير مركبات ثقيلة.
نفق رفح استخدم في إفشال صفقة تبادل الأسرىوأشار جالانت، إلى أن هذه الصورة استخدمت بشكل متعمد لإفشال صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، وتعزيز مبررات استمرار الحرب على غزة، مضيفًا أن هذا التضليل كان جزءًا من حملة دعائية مكثفة هدفت إلى تضخيم التهديد الأمني المزعوم في رفح.
وأثار التحقيق، الذي أعدّه الصحفي الإسرائيلي سليمان مسودة، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، إذ سلط الضوء على الكواليس المعتمة للقرارات السياسية والعسكرية خلال الحرب الجارية.
الاحتلال كذب على بايدنوأكد جالانت أن الهدف من هذا التضليل كان تعزيز موقف الجناح المتشدد في حكومة نتنياهو، ورفض أي اتفاقات مع حركة حماس، مشيراً إلى أن وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسئيل سموتريتش، يعارضون أي خطوات نحو التهدئة أو التسوية.
يأتي هذا في الوقت الذي كان فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تحدث عن أنفاق حماس، قائلاً: «إنه لأمر مدهش.. بعض الأنفاق يصل عمقها إلى 61 مترًا» وهو ما استُخدم أيضاً لتغذية رواية الاحتلال.
اقرأ أيضاًعاجل| ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 51266 وإصابة 116869 آخرين
18 شهرا من حرب الإبادة الجماعية.. معاناة سكان غزة تكشف وحشية الاحتلال الإسرائيلي
«القاهرة الإخبارية»: قصف مدفعي إسرائيلي مكثف يستهدف المناطق الشرقية بقطاع غزة