الخلاف يقفز إلى العلن.. حرب إعلامية مشتعلة بين السعودية والإمارات
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
ظهر الخلاف السعودي الإماراتي إلى السطح لأول مرة بشكل واضح خلال الأيام الماضية، بعد شهور من تقارير تحدثت عن وجود صراع حاد بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس محمد بن زايد.
وبدا جليا أن أزمتي اليمن والسودان سببتا شرخا كبيرا في العلاقة بين الرياض وأبو ظبي، إذ تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، وقوات الدعم السريع في السودان، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى فرض دبلوماسيتها في الخرطوم، ودحض مساعي الانفصال جنوبي صنعاء.
وخلال الأيام الماضية، بدأت شخصيات سعودية وإماراتية بارزة بالتراشق الإعلامي، وتوجيه الاتهامات المتبادلة فيما يخص حرب اليمن تحديدا.
أكبر من حجمها
عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد آل زلفة، قال إن الإمارات تحاول لعب دور أكبر من حجمها في اليمن، مضيفا في تصريحات تلفزيونية أن أبو ظبي انسحبت عسكريا من اليمن بطريقة غير محسوبة.
وحول طموح الإمارات بانفصال جنوب اليمن، وبسط نفوذها على جزر يمنية، قال آل زلفة "يبدو أن الإمارات ذهبت بعيدا في مشاريعها أكثر من قدراتها، وأكثر من إمكانياتها".
وأضاف: "لا نستطيع أن نقارن بين السعودية والإمارات، لا سيما أنها كانت تريد منافسة قطر في التدخل بقضايا دولية وإقليمية، وللأسف هذه الدول أقحمت نفسها بقضايا أكبر من حجمها مع احترامي وتقديري لحجم أي دولة بصرف النظر عن عدد سكانها".
بدوره، هاجم الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي خالد آل هميل، تحركات الإمارات في اليمن، لكن دون ذكرها بالاسم كما فعل آل زلفة.
وقال آل هميل في تغريدة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "الذي لا يمكن تجاهله أن هناك (دولة) تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب مصالح سيادة الدولة اليمنية وسعت مع الأسف إلى عمل (خوازيق) باستنبات ميليشيات على سواحل اليمن وفي عدن وفي غيرها متخيلة أن هؤلاء سوف يكونون أدوات تحارب بهم وتدفع بهم ضد مصالح السعودية".
وأضاف: "واضح أنها معجبة بسلوك إيران التي تحتل جزءا من أراضيها"، في إشارة إلى الثلاث جزر في الخليج والتي تسيطر عليها إيران.
في حين استخدم الخبير العسكري السعودي أحمد الفيفي، مصطلح "التولي يوم الزحف" في توصيفه للانسحاب الإماراتي من اليمن.
وقال الفيفي متحدثا عن سياسات الإمارات "نعوذ بالله من عمل تلك الدولة".
التولي يوم الزحف كبيرة من الكبائر، يعاقب الله تعالى بهذه العقوبة: (فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير)؛
نعوذ بالله من عمل تلك (الدولة) https://t.co/S3acyeM6G5 — احمد الفيفي (@Ahmedmalfifi) August 18, 2023
"فساد.. وضوء أخضر للهجوم"
الرد الإماراتي على الاتهامات التي ساقتها شخصيات سعودية، جاءت بسرد أسباب انتهاج أبو ظبي مسارا مختلفا في اليمن.
وبحسب شخصيات إماراتية، فإن السعودية هي من فشلت في تحقيق أهدافها باليمن عبر القضاء على الحوثي، كما تورطت في الفساد عبر قائد القوات المشتركة الأمير فهد بن تركي، إذ قال الصحفي الإماراتي حمد الأحبابي إن ابن تركي كان يبيع الأسلحة لـ"عملاء إيران"، علما أن الرياض لم تذكر أسباب إقالته من منصبه، وتقديمه للمحاكمة.
وذكرت شخصيات إماراتية أن فساد وانقسام الحكومة الشرعية التي تدعمها الرياض، هو من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت أبو ظبي إلى اتخاذ نهج مختلف في اليمن، ودعم انفصال جنوب البلاد عن شمالها.
وقال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله بشكل صريح، إن "وحدة اليمن لم تكن ضمن أولويات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن".
ودخل مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش على خط الأزمة، بتغريدة قال فيها إن "مواقف الإمارات اتسمت دائما بالشجاعة والأصالة، والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن واستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ".
وفي رسالة إلى السعودية دون تسميتها، قال قرقاش "تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة و مستمرة. الإمارات لا تتغير وتسمو فوق منطق القيل والقال".
وذكر الناشط الإماراتي جمعة المهيري، أن هناك "ضوءا أخضرا" سعوديا لبدء هجمة إعلامية شرسة ضد الإمارات.
بدورها، نشرت صحيفة "العرب" اللندنية المحسوبة على الإمارات، تقريرا تحريضيا على آل زلفة، متسائلة في تقرير: "من يحرك ويوقف الانفلات الإعلامي السعودي ضد الإمارات؟".
وأضافت الصحيفة، أن "ما يثير الاستغراب هو صمت الجهات الرسمية في السعودية على تصريحات آل زلفة التي تعمّد فيها بأسلوب مستفز السعي للاستنقاص من دور الإمارات وقواتها وشهدائها وجرحاها في تحقيق الاستقرار باليمن، وتحرير عدن من الحوثيين".
وذهبت الصحيفة إلى أبعد من ذلك بالتلميح إلى وقوف الحكومة السعودية خلف هذه الحملة، وقالت: "ماذا ستفعل السلطات السعودية لضبط هذا الانفلات وجعْل العلاقة مع الإمارات خطا أحمر على الجميع الالتزام بعدم تخطيه؟.. لأن ترك الحبل على الغارب يعني استنتاجا آخر، وهو أن الأمر مقصود".
اتسمت مواقف الامارات دائما بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن وإستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ، تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة و مستمرة.
حبه حبه
1- بالنسبة لانسحاب الامارات من اليمن لانها انهت مهمتها بعد ان حررت 80% من المناطق المحررة وشكلت جيش قوي قادر على حماية ارضه ..وهذا لا يعني انها انسحبت من التحالف.
2- لم تنسحب الامارات من التحالف العربي وهي تؤدي مهامها حتى هذه اللحظة دفاعاً عن الحدود السعودية.
3- لم… pic.twitter.com/YS6W8FOW18 — إماراتي تويت بو زايد (@ad_hlp) August 15, 2023
الإمارات لا تتغير و تسمو فوق منطق القيل والقال. — د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) August 16, 2023 تفضلوا ، هذه التغريدة للمشككين في ان هناك ضوء اخضر للهجوم على الامارات من قبل الاعلاميين السعوديين
هذا عميد الاعلاميين العرب في السعودية وشوفوا الهمز واللمز في الاماراتhttps://t.co/tb6OlOtWJl https://t.co/dExqFnu5qG — جمعة عبيد المهيري (@bumohamed63) August 17, 2023
"تحدي الدبلوماسية"
الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، أخذ السجال مع السعودية إلى ساحة القدرات الدبلوماسية لكلا البلدين، إذ استعرض "قوة" أبو ظبي في حل الأزمات، وهو ما فسره ناشطون بأنه تعريض بفشل وساطات السعودية في إنهاء حرب السودان.
وقال عبد الله "بعد مرور نحو 120 يوما لم يتمكن أي طرف في السودان من حسم المعركة بالضربة القاضية، ولو استمر النزاع لـ150يوما آخرا لن يحقق أي طرف نصرا عسكريا مقنع. وحيث أن محاولات التهدئة تعثرت، فقد حان وقت أن تتحرك الدبلوماسية الإماراتية لإطفاء الحريق السوداني، فلديها مصداقية لدى جميع المكون السوداني".
وأثارت تغريدة عبد الله سخرية واسعة، إذ قال ناشطون إن الدولة التي تدعم طرفا في القتال، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، لا يمكن أن تحظى بقبول ومصداقية لدى كافة الأطراف السودانية.
بعد مرور نحو 120 يوما لم يتمكن اي طرف في السودان من حسم المعركة بالضربة القاضية ولو استمر النزاع ل 150يوما آخر لن يحقق اي طرف نصر عسكري مقنع. وحيث ان محاولات التهدئة تعثرت فقد حان وقت ان تتحرك الدبلوماسية الإماراتية لاطفاء الحريق السوداني فلديها مصداقية لدى جميع المكون السوداني — Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) August 16, 2023 الترجمة :
السعودية ماعندها مصداقية وبدل تمشوا جدة تعالوا دبي ولا ابوظبي https://t.co/Y2sUTU7jCG — Yasser (@yasseralfadol) August 16, 2023 على الامارات ايقاف الدعم من المتمردين وستنتهى الحرب بعد ذلك https://t.co/AoS6J9ITPw — مٌحُمٌدِ الُطِيَبّ (@76025mm) August 17, 2023
تقارير متزامنة
بحسب ما رصدت "عربي21"، فإن التركيز على قوة أبو ظبي الدبلوماسية بدأ منذ أسابيع، بمقالات وتقارير نشرتها صحف إماراتية.
صحيفة "الخليج" التي تصدر الشارقة، نشرت في افتتاحية لها قبل أيام بعنوان "قبل فوات الأوان"، تحليلا حول فشل جولات الحوار التي عقدت في مدينة جدة، قائلة إنها لم تتمكن من إيجاد أرضية لحوار واقعي يفضي إلى تفاهمات طويلة الأمد بين طرفي الصراع.
وفي تجاهل للسعودية، قالت الصحيفة إن الحل "يأتي عبر طاولة حوار جامع يفضي إلى اتفاقات ملزمة لوقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة ترعاها الجامعة العربية والأطراف الضامنة، لوقف التدهور، واقتلاع الأزمة من جذورها، ووضع البلاد على سكة السلام والاستقرار والتنمية".
بدوره، نشر موقع "العين الإخباري" الإماراتي، تقريرا قال فيه إن دبلوماسية الإمارات هي الأنجح، والأكثر بعدا للنظر، مشيرة إلى أن إعادة علاقاتها مع النظام السوري، وتطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي هي "مواقف شجاعة، وجريئة وصحيحة".
وأشار الموقع إلى أنه حتى إعادة العلاقة مع إيران، كانت الإمارات من بادرت إليه قبل السعودية، مضيفا أن ما تقوم به أبو ظبي على الصعيد الخارجي هي "إنجازات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي".
واللافت بحسب ما رصدت "عربي21"، أن التجاهل الإماراتي لدور السعودية في الوساطة بالسودان، وصل إلى المستوى الرسمي، إذ ألقت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للإمارات في الأمم المتحدة، كلمة أمام مجلس الأمن قبل أيام، دعت فيها إلى ضرورة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في السودان، دون أي ذكر لجلسات الحوار التي عقدت في جدّة.
فتور وشبه قطيعة
تؤكد التقارير الغربية، وآخرها ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن وجود خلافات حادة بين ابن سلمان، وابن زايد.
وأرجعت الصحيفة السبب الأبرز للأزمة إلى التنافس على من تكون له اليد العليا في المنطقة، لا سيما مع تراجع النفوذ الأمريكي، وشعور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه لم يعد بحاجة إلى "مرشده السابق" ابن زايد.
وأوردت الصحيفة أن من علامات الخلاف الظاهرة، غياب ابن زايد عن حضور آخر قمتين في السعودية، الأولى التي جمعت دولا عربية بالرئيس الصيني، والثانية القمة العربية التي شهدت عودة عضوية سوريا.
ونهاية تموز/ يوليو الماضي، هاتف محمد بن سلمان، نظيره محمد بن زايد لتعزيته بوفاة أخيه غير الشقيق سعيد بن زايد آل نهيان، وهو أول تواصل مباشر بينهما منذ شهور طويلة.
وكانت آخر زيارة لابن زايد إلى السعودية في تموز/ يوليو من العام الماضي، حينما حضر قمة جدة للأمن والتنمية، ليتغيب بعدها عن عدة اجتماعات عربية ودولية عقدت في المملكة.
واكتفى الطرفان خلال الشهور الماضية ببعث برقيات رسمية فقط دون اتصالات، وذلك فيما يتعلق ببعض الأحداث، مثل تنصيب ابن سلمان رئيسا لمجلس الوزراء، والتعيينات التي أجراها ابن زايد بوضع ابنه خالد وليا لعهد أبو ظبي، وشقيقه منصور نائبا للرئيس.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الإماراتي محمد بن سلمان محمد بن زايد السعودية السعودية الإمارات محمد بن زايد محمد بن سلمان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السودان بن سلمان فی الیمن عبد الله ابن زاید محمد بن بن زاید أبو ظبی
إقرأ أيضاً:
بحضور لطيفة بنت محمد.. قيادات إعلامية: الرسائل الاتصالية الإستراتيجية للإعلام الوطني تعزز سمعة الإمارات
شهدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، جلسة بعنوان “سمعة الإمارات.. كلنا مسؤول”، عقدت ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024.
وتحدث في الجلسة كل من معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، وسعادة سعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وسعادة طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وأدارها الإعلامي محمد الحمادي، رئيس اتحاد الصحافيين الخليجيين.
وأكدت المتحدثون في الجلسة أن الرسائل الاتصالية الإستراتيجية للإعلام الوطني، تعزز السمعة الإيجابية للإمارات وترسخ بناء شراكات إعلامية قوية ومؤثرة إقليمياً ودولياً، مشيرين إلى أهمية استثمار أدوات الإعلام الجديد لإنجاح الخطط والإستراتيجيات الاتصالية ذات المردود الإيجابي في تعزيز سمعة الإمارات.
وقال معالي عبدالله آل حامد: “إن الإعلام الإماراتي إحدى أدوات القوة الناعمة للدولة ويستند على تاريخ من الإنجازات والتطور، ونحن في سعينا للتواجد بقوة في المشهد الإعلامي العالمي نعي جيداً أن هناك من يسعى إلى السيطرة على الدول والشعوب الأخرى عبر خيارات مثل الثقافة والإعلام”.
وأكد معاليه أن النقطة الأساسية في هذا المحور هي الثقة بالنفس والوقوف على أرض صلبة من القيم والأخلاق والتراث، ننطلق منها نحو العالمية والتقدم والصدارة، وبالتالي فإن من المهم توحيد الرسائل الإعلامية بحيث تكون متناسقة ومتكاملة، بطريقة تجذب اهتمام الإعلام الدولي وتعزز من صورتنا العالمية مع الحفاظ على هويتنا وثقافتنا، إضافة إلى مرونة الطرح، وأهمية تكييف المحتوى الوطني بحيث يكون متوافقاً مع السياق العالمي، دون التضحية بالمصداقية أو الرسائل الرئيسية التي نرغب في إيصالها.
وأضاف معاليه: “إن أهم ما يمكن عمله في أوقات الأزمات ألا ننتظرها، بمعنى أن يكون لنا بصفة دائمة خلية لإدارة الأزمات، إضافة إلى إجراء محاكاة بصفة دورية تختبر القدرة على التعامل مع الأزمات لاكتشاف نقاط القوة والضعف، والجوانب التي تحتاج إلى تعزيز أو تدخل، والحرص على تقديم معلومات دقيقة إلى وسائل الإعلام في أسرع وقت ممكن، فضلاً عن مضاعفة الجهود لمواجهة انتشار الأخبار الكاذبة أو المعلومات غير المدققة على منصات التواصل الاجتماعي”.
وأشار معاليه إلى أنه يمكن البناء على ما تحقق في حملة “مكافحة الذباب الإلكتروني”، في الحد من التأثير الضار لمنصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن المصداقية هي السلاح الأول لمواجهة أي تضليل على وسائل التواصل، وذلك يأتي عبر مساحة زمنية ومواقف متعددة تكتسب فيها ثقة الجمهور ومستخدمي تلك المنصات، مضيفا: “ما نسعى إليه عدم اقتصار المواجهة على الجهات الرسمية بل نسعى لتتحول إلى حراك مجتمعي شامل يشارك فيه الجميع”.
من جانبه قال سعادة سعيد العطر، إن منظومة الإعلام والاتصال الوطني نجحت في تعزيز السمعة الإيجابية لدولة الإمارات، إقليمياً وعالمياً، وهو ما يعكسه بشكل واضح ترتيب الدولة ضمن العديد من مؤشرات التنافسية العالمية التي تعنى برصد وتقييم الهوية المرئية التسويقية وقوة الهوية الإعلامية الوطنية للدول، والذي انعكس أيضاً في حلول الإمارات في المرتبة العاشرة من ضمن 193 دولة، في العام 2024، بتقييم 170 ألف شخص حول العالم، حيث جاءت الأقوى إقليمياً في “قوة التأثير” و”السمعة الإعلامية”.
وأضاف سعادته، أن الإعلام في العصر الحديث بات يلعب دوراً كبيراً في تشكيل وعي الأجيال، وصناعة العقول، ما يعني أن هناك حاجة ماسة لاستثمار الأدوات الإعلامية الجديدة، التي اكتسبت الآن تأثيراً متنامياً في تشكيل الرأي العام، بل وتوجيهه، لدعم الرسائل الإعلامية، ووصول المحتوى الاتصالي الصحيح للجمهور المستهدف، حيث سيكون البديل في حال غياب المنظومة الاتصالية الوطنية الكفؤة، هو استخدام تلك الأدوات في حملات مضادة مغرضة.
بدوره قال سعادة طارق سعيد علاي، إن الالتزام بالشفافية والموضوعية في نقل الأخبار والمعلومات يسهم في ترسيخ صورة موثوقة ومتكاملة عن دولة الإمارات، كما يعكس تطوير رسائل إعلامية وطنية موحدة حقيقة الإنجازات والجهود التنموية الشاملة في الدولة على نطاق أوسع من خلال استثمار المنصات الإعلامية المختلفة.
وأشار سعادته إلى أن الرسائل الإعلامية في إمارة الشارقة، تركز على إبراز الهوية الثقافية والتنوع الاجتماعي للإمارة؛ إذ يتم تسليط الضوء على الانفتاح الثقافي المتوافق مع القيم المجتمعية مع ترويج هويتها الحاضنة للتنوع والتسامح، فضلاً عن ترسيخ التنمية المستدامة، متضمنة تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها الإمارة في هذا الصدد، بما في ذلك الحفاظ على البيئة وإطلاق مبادرات صديقة للبيئة تهدف لتحقيق توازن بيئي.
وأكد سعادته أهمية الترويج السياحي، ضمن الرسائل الإعلامية للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجذب الاستثمارات من خلال إبراز الفرص المتنوعة والترويج لبيئة الأعمال المستقرة والمحفزة، وكذلك التواصل الفعال مع الجمهور، وإبراز دور الابتكار والتعليم، وتقديم الشارقة كمركز للمعرفة.