ماذا يعني الإعلان عن بلوغ إنتاج 1.4 مليون برميل من النفط في ليبيا؟
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الخميس وصول إنتاج النفط الليبي مستوى 1.4 برميل يوميا، ويأتي هذا ضمن جهود المؤسسة لتطوير قدراتها الإنتاجية ضمن خطتها التي أعلن عنها العام 2022م، والوصول إلى مستوى 2 مليون برميل مع نهاية العام 2027م.
وكان النفط الليبي قد استقر عند مستوى 1.2 مليون برميل يوميا منذ استئناف الإنتاج العام 2017م، بعد إغلاق الحقول والموانئ في وسط وشرق البلاد لثلاثة أعوام، وبالتالي فإنه وفق بيانات وتصريحات المؤسسة قد تحققت زيادة ضمن مشروعات الخطة تزيد عن 160 ألف برميل يوميا.
بحسب تصريحات مسؤولين في المؤسسة الوطنية للنفط، فإن ما تم إنفاقه لتحقيق هذه الزيادة في إنتاج الخام بلغ حوالي 1.9 مليار دولار أمريكي، القليل منها لاستشكاف حقول جديدة، ونحو 1.850 مليار دولار إنفقت لتطوير الحقول وما يتبعها.
برغم التطور الذي وقع في مستوى إنتاج النفط، وبرغم المعلومات والبيانات التي أعلنت عنها المؤسسة، إلا أن غموضا ما يزال قائما فيما يتعلق بخطة المؤسسة وأهدافها والتمويل اللازم لتحقيق تلك الأهداف ومصير ما ينتج ومساهمة الشريك الأجنبي في الإنتاج.وتعقيبنا على هذا الإعلان، أنه برغم التطور الذي وقع في مستوى إنتاج النفط، وبرغم المعلومات والبيانات التي أعلنت عنها المؤسسة، إلا أن غموضا ما يزال قائما فيما يتعلق بخطة المؤسسة وأهدافها والتمويل اللازم لتحقيق تلك الأهداف ومصير ما ينتج ومساهمة الشريك الأجنبي في الإنتاج.
المؤسسة وعلى لسان رئيس مجلس إدارتها، أعلنت أن سقف إنتاج 2 مليون هو الهدف المبتغى مع نهاية العام 2025م، وله تصريح ضمن ملتقى إقليمي دولي حول الطاقة نهاية العام 2022م أن المستهدف هو مستوى 3 مليون برميل، ويبدو أن هناك مراجعة في توقيت الخطة التي أعلن عن بعض أهدافها ولم يكشف عن مضامينها، وكان أخر تصريح لرئيس مجلس إدارة المؤسسة خلال العام الجاري هو الوصول إلى سقف إنتاج 1.6 مليون برميل مع نهاية العام 2025م، و2 مليون نهاية 2027م.
النقطة الأكثر أهمية هي التمويل والاستثمار الذي أنفق لبلوغ مستوى 1.4 مليون برميل، والإنفاق اللازم لتحقيق تلك المستهدفات المستقبلية، ذلك أن الفارق كبير جدا بين بيانات مؤسسة النفط وبيانات المصرف المركزي وديوان المحاسبة، فبحسب تقارير المصرف المركزي تجاوزت نفقات قطاع النفط خلال الأعوام 2021م ـ 2024م 60 مليار دينار ليبي (ما يعادل 12.5 مليار دولار بالسعر الرسمي تقريبا)، حيث بلغت نفقات القطاع خلال العام 2022م وحده ما يزيد عن 34 مليار دينار ليبي (نحو 7 مليار دولار).
النفقات البالغة نحو 60 مليار دينار لم تذهب كلها لصالح مشروعات الخطة وتطوير القدرات الإنتاجية للمؤسسة بشكل مباشر، وبحسب تقارير المصرف المركزي فإن الإنفاق على قطاع النفط شمل مصروفات تشغيلية من ضمنها مرتبات العاملين في القطاع، وديون سابقة على المؤسسة، إلا إن النفقات الموجهة للتنمية والتطوير ضمن ميزانيات الأعوام المشار إليها سابقا والتي تزامنت مع فترة الخطة التي أعلنت عنها المؤسسة لا تقل عن 25 مليار دينار ( أكثر من 5 مليار دولار حسب السعر الرسمي).
الفروقات في الأرقام كبيرة جدا، وكلا المؤسستين تتكلمان بخطاب قطعي، ويضيع من يريد تتبع الملف بين التضارب الكبير في حجم الإنفاق على قطاع النفط وعلى خطته لرفع سقف إنتاج النفط، وهذه مسألة تحتاج إلى معالجة وتدخل جهات سيادية ذات اختصاص.
ضمن الغموض الذي اكتنف هذا الموضوع والذي كان محل تضارب بين المؤسسة وديوان المحاسبة هو كميات النفط الذي يتم مقايضته بالوقود المستورد. فبحسب ديوان المحاسبة فإن ما تم مقايضته خلال الأعوام 2021 ـ 2023م تجاوز 120 مليار دينار ليبي، ولم ترد بيانات واضحة بالخصوص في تقارير المصرف المركزي إلا إيرادات بيع الوقود في السوق المحلي والتي لم تتجاوز 300 مليون دينار خلال السنوات الثلاث الماضية، فيما ظلت ردود المؤسسة غير واضحة في مواجهة تقارير ديوان المحاسبة حول مقايضة النفط بالوقود.
هناك أيضا مساهمة الاستثمارات الأجنبية في زيادة الإنتاج، فقد تم توقيع اتفاقيات استكشاف وتطوير مع عدد من الشركات خلال الأعوام السابقة، ولم تظهر أي بيانات بخصوص مساهمة هذه المشروعات في زيادة الإنتاج وتحقيق المستهدفات التي أعلنت عنها المؤسسة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه النفط ليبيا اقتصاد نفط انتاج رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المصرف المرکزی ملیار دینار نهایة العام ملیار دولار ملیون برمیل إنتاج النفط
إقرأ أيضاً:
ليبيا تواجه التصحر بزراعة 100 مليون شجرة بدعم الشركات النفطية
ليبيا – انطلاق مبادرة “خضار ليبيا” لغرس 100 مليون شجرة بدعم الشركات النفطيةالاجتماع الحكومي لمتابعة تنفيذ المشروع
كشفت حكومة الوحدة الوطنية عن عقد اجتماع حكومي موسع لمتابعة البرنامج التنفيذي لمبادرة “خضار ليبيا”، التي تهدف إلى غرس 100 مليون شجرة بالتعاون مع عدد من الشركات النفطية الأجنبية.
ووفقًا لبيان صحفي صادر عن الحكومة، شارك في الاجتماع معنيون حكوميون وخبراء زراعيون وممثلو الشركات الداعمة، لمناقشة الخطط التنفيذية للمبادرة التي ستشمل 60 موقعًا موزعًا في كافة أنحاء ليبيا، بمساحة إجمالية تبلغ 150 ألف هكتار.
أهداف المشروع ومواقع الزراعة
تركز المبادرة على إنشاء محميات وغابات ومنتزهات ومشروعات زراعية في المناطق النفطية، وتشمل زراعة أشجار مثمرة مثل الفستق والزيتون، إضافة إلى أنواع أخرى كالصنوبر والخروب والكازولينا.
وأكد ممثلو الشركات النفطية الأجنبية، بما في ذلك “توتال”، و”إيني”، و”ريبسول”، و”غازبروم”، التزامهم بالبدء الفوري في تنفيذ المشروع، بهدف تعزيز التنمية المستدامة وحماية البيئة.
اجتماع المؤسسة الوطنية للنفط وتحديد الجدول الزمني
وفي السياق ذاته، استضافت المؤسسة الوطنية للنفط اجتماعًا موسعًا للفريق التنفيذي للمبادرة في مقرها الرئيسي بطرابلس، بحضور مديري إدارات التنمية المستدامة والإعلام بالمؤسسة، ورؤساء الشركات الداعمة.
وخلال الاجتماع، تم الاتفاق على بدء التنفيذ في أبريل المقبل، مع تحديد المواقع المستهدفة وترتيب الجوانب اللوجستية لضمان نجاح المشروع.
التصدي للتغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة
وأوضح الحاضرون أن مبادرة “خضار ليبيا” تأتي استجابة لتحديات التصحر والتغير المناخي، مشيرين إلى أن زراعة 100 مليون شجرة ستسهم في تحسين الغطاء النباتي وتعزيز جودة البيئة المحلية.
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط أن المشروع يمثل شراكة فعالة بين حكومة الدبيبة والشركات النفطية لدعم أهداف التنمية المستدامة وتحقيق تقدم بيئي ملموس في ليبيا.