كم عدد المعتقلين والمختفين قسريا بعد إفراغ سجون سوريا.. شبكة حقوق الإنسان تجيب؟
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
أفاد رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، أن عدد المعتقلين والمختفين قسراً في سوريا بعد إفراغ السجون يبلغ 112 ألفاً و414، مشدداً على ضرورة كشف مصير المختفين.
جاء ذلك في حوار مع وكالة "الأناضول"، حيث تطرق إلى بيانات الشبكة التي تعمل على مدار سنوات لتوثيق الانتهاكات بحق السوريين من قبل نظام المخلوع بشار الأسد.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام، وفر المخلوع بشار الأسد مع عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوءاً إنسانياً"، لينتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
أرقام المختفين قسريا
وحول معطيات أرقام المختفين قسراً في سوريا بعد سقوط نظام الأسد وفتح السجون، قال رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني: "لدينا مؤشرات منذ عام 2018 أن نظام الأسد يقتل المختفين قسرياً، ولدينا الكثير من الأدلة، منها أكثر من 3 آلاف بيان وفاة".
وأضاف: "المعطيات تتغير لأننا نتابع من أفرج عنهم من سجون ومراكز الاحتجاز في حلب عند تحريرها في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وعند تحرير حماة في 5 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وحمص في 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري، ودمشق ومراكزها في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري".
وأشار إلى أن متابعة هؤلاء تحتاج إلى وقت، مبيناً أن عدد من أفرج عنهم يصل إلى 24 ألفاً و200 معتقل، وفق آخر تحديث توصلت إليه الشبكة.
وأوضح أن هذا الرقم تقديري في الحد الأعلى، وما زالوا يواصلون بناء قاعدة بيانات لهؤلاء.
وتابع: "وفق إحصاء الشبكة، كان هناك تقريباً 136 ألف معتقل ومختف قسرياً. إذا أخرجنا منهم من أفرج عنهم في الفترة الأخيرة، يتبقى لدينا 112 ألفاً و414 شخصاً كانوا محتجزين لدى النظام ولم يفرج عنهم، ومن المرجح أنهم قتلوا".
نتوقع الأسوأ
وأكد رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، على أهمية الكشف عن مصير المختفين قسرياً في سوريا، مشيراً إلى أن هؤلاء الأشخاص ما زالوا مختفين لأن جثثهم لم تُسلم إلى ذويهم.
وأضاف عبد الغني: "موضوع بيانات الوفاة تحدثنا عنه منذ سنوات وما زلنا نتحدث عنه. لدينا الآن تحديثات إضافية عن آلاف بيانات الوفاة لمختفين قسرياً قتلهم النظام في تواريخ سابقة".
وأوضح أن الصورة تتضح الآن بعد عمليات فتح السجون، حيث قُتل هؤلاء وسجلوا في السجل المدني دون إخطار ذويهم، مما يجعلهم يعانون بسبب عدم وجود وثيقة تثبت وفاتهم.
وأشار عبد الغني إلى أن النظام كان يقتل المختفين قسرياً ويسجلهم في السجل المدني، وغالباً ما تكون هناك فجوة زمنية بين تاريخ الوفاة والتسجيل. وأضاف أن هدف النظام هو استمرار معاناة الأهالي وإعطائهم أملا غير حقيقي.
المقابر الجماعية تكشف اللغز
وتحدث رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عن دور المقابر الجماعية في الكشف عن مصير المفقودين في سوريا، مشيراً إلى أن ما تم الكشف عنه حتى الآن هو عدد قليل جداً من المقابر الجماعية، ويتم الحديث عن المقابر الكبرى.
وأضاف عبد الغني: "هناك عشرات المقابر الجماعية في سوريا، وأي مقبرة دفن فيها 10 أشخاص أو أكثر تعتبر مقبرة جماعية". وأوضح أن التعامل مع المقبرة الجماعية يجب أن يكون بالحفاظ عليها، لأن لجانا دولية مختصة ستقوم لاحقاً بعملية معقدة لاستخراج الجثث وأخذ عينات منها ومطابقتها مع عينات المختفين قسرياً.
وتابع عبد الغني: "عندها فقط وبعد تسلم الجثث، يمكن الكشف عن مصير هؤلاء، وتعطى الرفات إلى الأهالي لتدفن بطريقة تتوافق مع التقاليد والأعراف المتبعة". وأشار إلى أن الأهالي سيستمرون في المطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم، وهذا حقهم، مؤكداً على ضرورة عدم خداع الأهالي وإعطائهم أملاً زائفاً.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات سوريا السجون المختفين المقابر الجماعية سوريا السجون مقابر جماعية المختفين المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقابر الجماعیة المختفین قسریا دیسمبر الجاری الکشف عن مصیر کانون الأول عبد الغنی فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
من المساجد إلى الأسواق.. كيف يستعد السوريون لأول رمضان بعد التحرير؟
يستعد السوريون لاستقبال شهر رمضان المبارك لأول مرة خارج ظل نظام عائلة الأسد الذي حكم البلاد بقبضة أمنية صارمة على مدى أكثر من نصف قرن، وهو ما يضفي مشاهد من البهجة والاحتفاء في الأسواق والمساجد بالرغم من الأزمة الاقتصادية والدمار الكبير في البلاد.
وتشهد سوريا أزمات عديدة بسبب سنوات الحرب التي زج النظام المخلوع البلد في أتونها خلال أكثر من عقد من الزمان، ويعاني السوريون من النقص الحاد في الأجور حيث يتراوح متوسط راتب الموظف ما بين 40 إلى 50 دولار شهريا.
ورغم الأزمة الاقتصادية، تشهد الأسواق السورية حركة نشطة من الأهالي مع اقتراب دخول شهر رمضان، فقد عاد الباعة إلى نصب أكشاكهم وعرض المنتجات الرمضانية التقليدية مثل التمور والمكسرات والعصائر.
وكان انخفاض الأسعار الذي طرأ على الأسواق بعد سقوط النظام إثر زوال الأتاوات التي كان يفرضها جنود النظام المخلوع على الحواجز، عاملا في تحسن القدرة الشرائية لدى كثير من السوريين ما انعكس على الأسواق قبيل رمضان 2025.
وتقول مريم عرابي وهي إحدى ساكنات دمشق القديمة، إن "الناس بالشام على الرغم من قلة حيلتها و خروجها حديثاً من الاستبداد و الظلم الا أنهم يستقبلون رمضان باشتياق".
وتضيف في حديثها مع "عربي21"، أن الاختلاف الأكبر الذي تشهد البلاد في أول رمضان عقب سقوط الأسد هو "وجود نسبة كبيرة من العائلات التي تتجهز لاستقبال الشهر الكريم مع أولادهم العائدين إلى وطنهم بعد سنوات من الطغيان و تواجدهم جميعا على طاولة الإفطار".
وتشهد أسواق دمشق الرئيسية مثل سوق الحميدية والميدان وباب سريجة وباب الجابية إقبالا كثيفا من الأهالي مع اقتراب شهر الصوم، لكن الإقبال على الشراء لا يزال ضعيفا بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لدى شريحة واسعة من السوريين.
وتقول عرابي "مهما كنت الظروف الاقتصادية السائدة، إلا أن الفرح يحيط دائما بقلوب السوريين لاستقبال الشهر الكريم"، حسب تعبيرها.
ولا تختلف الأوضاع في باقي المحافظات السورية، ففي حلب شمالي سوريا يؤكد بكري إياد عدم اختلاف الوضع في رمضان عن ما سبقه في الأعوام الماضية، مستدركا باستثناء انخفاض الأسعار الذي أراح المواطنين من ناحية القدرة الشرائية خلال هذا العام.
ويوضح إياد في حديثه لـ"عربي21"، وهو أحد ساكني حي الشعار، أحد أكبر أحياء الشعبية في المدينة، الملامح الدينية تبدو أكثر وضوحا في الطرقات والأسواق مقارنة بما كان عليه الوضع خلال عهد نظام الأسد.
ويعمل إياد في إحدى محلات إعداد المعجنات وصفائح اللحم في حلب، ويتحدث عن ازدحام الفرن الخاص بعائلته مع اقتراب شهر رمضان.
مساجد سوريا تتزين بحلة جديدة
مع زوال القيود التي فرضها النظام السابق على الأنشطة الدينية، تشهد المساجد في مختلف المدن السورية حملات واسعة للتنظيف والصيانة استعدادًا لاستقبال المصلين خلال رمضان.
ويشارك العديد من الأهالي في حملات ترميم المساجد التي تعرضت لأضرار خلال الحرب، وإعادة تهيئتها لاستضافة صلاة التراويح ودروس الدين.
ويعد المسجد الأموي في دمشق أحد أبرز هذه المساجد، حيث تتسارع أعمال الصيانة والترميم وإعادة تأهيل مرافقه مع اقتراب شهر الصوم.
كما يجري تجهيز المسجد الذي تحول إلى مقصد للزائرين بعد سقوط النظام بالسجاد الفاخر الذي تمت صناعته في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا واستقدامه إلى دمشق بعد دفع تكاليفه من قبل وزارة الأوقاف السورية.
وتشرف منظمة "هاند" (HAND) غير الربحية على أعمال صيانة واسعة في المسجد الأموي، شملت مد السجاد في القسم الداخلي من المسجد وإعادة تأهيل الغرف المخدمة للجامع ودعم شبكة الكهرباء.
لما يلتقي الشغف والإتقان، ببان الأثر في كل حجر! ✨
عملنا بحب واهتمام على صيانة الجامع الأموي، وكل تفصيلة تحكي عن تعب وأصالة. مو مجرد صيانة، بل حفاظ على روح المكان وتاريخه. pic.twitter.com/jkJ5GSlfZ4 — HAND Organization (@handngos) February 23, 2025 أول رمضان في #سوريا بدون نظام الأسد .. منشدون سوريون من بينهم المنشد منصور زعيتر يحتفلون بقدوم شهر الخير #رمضان داخل الجامع الأموي في العاصمة #دمشق. pic.twitter.com/dY3YZNG0Xh — تركيا اليوم (@TurkeyToday3) February 28, 2025
وكانت تقارير تحدثت عن إهمال كبير تعرض له المسجد التاريخي في دمشق على أيدي نظام الأسد المخلوع خلال السنوات الأخيرة، حيث تحولت العديد من حجراته الداخلية إلى مكان لاحتواء الخردة والنفايات والمواد المعدمة، بالإضافة لإغلاق كثير من مرافقه أمام المصلين والزوار.
كما تشهد العديد من المساجد أعمال صيانة مشابهة، ففي حمص جرى تغيير سجاد مسجد الصحابي خالد بن الوليد وإضافة الإنارة في إطار التجهيزات قبيل شهر رمضان.
إنارة جامع خالد ابن الوليد في مدينة حمص لإستقبال شهر رمضان الكريم ???? pic.twitter.com/VV1IDWn6Up — FARAH (@farahTalimat) February 27, 2025
وفي حلب، جرى إطلاق حملة "بيوت الله منزلنا" بهدف تنظيف مساجد أحياء المحافظة استعدادا لحلول شهر الصوم الأول بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي.
وأشاد بكري إياد في حديثه مع "عربي21" بالأجواء الرمضانية ودروس الوعظ التي نشطت بعد سقوط النظام "بعيدا عن التطبيل المعتاد من كثير من الشيوخ كل عام"، حسب تعبيره.
ضمن حملة "بيوت الله منزلنا"، تنظيف مساجد أحياء حلب استعداداً لحلول شهر رمضان. pic.twitter.com/GGGjomPQ1d — Ahmad (@ahm7nu) February 28, 2025
وأشار إلى لائحة إعلانية متحركة في حلب تحمل عبارة "رمضان كريم"، معتبرا أن ذلك "سابقة" في المدينة التي جرى تحريرها من قبضة حكم الأسد بعد يومين من بدء العملية العسكرية التي شنتها الفصائل انطلاق من إدلب نهاية تشرين الثاني /نوفمبر الماضي.
وتخلو شوارع حلب من قوات النظام المخلوع والمليشيات الموالية له التي اعتادت عدم احترام أجواء رمضان ومضايقة المواطنين، بالإضافة إلى التلفظ بشتائم تطال الذات الإلهية، وفق إياد.
أما في دمشق، فتقول مريم عرابي إن هناك "تنوعا كبيرا في الشام حيث يتوافد كثير من الناس من مختلف المحافظات للتسوق في العاصمة بعد أن تحررت الطرقات بين المحافظات من الحواجز ومضايقات قوات النظام".
وتلفت إلى الاستعدادات في المساجد، وتضيف أن "المريح الآن هو أن صلاتتا أصبحت أكثر راحة و جهورا بالعبادة. لم يعد هنا ما يهددنا في حال تأخرنا في صلاة التراويح".