إحدى الطائرات الصينية من الجيل السادس قد تكون ثلاثية المحركات!
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
الصين – لا تزال الشبكات الاجتماعية تبحث عن بدء الاختبارات الجوية لنموذجين مختلفين من المقاتلات الصينية للجيل السادس.
يذكر أن الخميس الماضي شهد طلعات جوية لطائرتين من تصنيع شركتي Chengdu Aircraft Industry Group (CAIG) و Shenyang Aircraft Corporation (SAC) الصينيتين.
وركزت الشبكات الاجتماعية على النموذج الأول بسبب الوضوح الأكثر لصوره الملتقطة.
وقد فوجئ رواد الشبكات الاجتماعية بوجود 3 محركات في الطائرة، ما يعتبر بحد ذاته أمرا غريبا فافترضوا أن طاقم الطائرة سيضم فردين. ولذلك يتوقع أن تزداد إمكانات الطائرة الخاصة بإصابة الأهداف البحرية والبرية.
كما لفت انتباه الكثيرين الشاسي الرئيسي المتكون من عجلتين، مع العلم أن مقاتلة “ميغ – 31” الروسية الثقيلة اعتمدت الحل التقني نفسه. وبلغ الوزن الأقصى عند إقلاع المقاتلة الاعتراضية الروسية 46750 كيلوغراما. لذلك افترض الخبراء أن وزن طائرة الجيل السادس الصينية لن يختلف كثيرا عنه.
يذكر أن كبير الباحثين في المركز الروسي لتحليل الاستراتيجيات والتقنيات يوري ليامين أشار على قناة تليغرام التابعة له إلى أن الطائرة الصينية لها رقم 36011، فافترض أن هذا النموذج سيحمل اسم J-36 أو JH-36 حيث يعني الاسم الأول المقاتلة والاسم الآخر يعني القاذفة.
المصدر: روسيسكايا غازيتا
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الغربة والزمان والموت: ثلاثية “هيهات تفلت من أيدي
بقلم : حسين عصام ..
ديوان “هيهات تفلت من أيدي” للشاعر أحمد الصافي النجفي هو لوحة شعرية تجمع بين مشاعر الألم الإنساني والتأملات الفلسفية العميقة. يعكس الديوان تجربة الشاعر التي كانت مزيجًا من الغربة والمرض، مما أضفى على نصوصه طابعًا فريدًا يتداخل فيه البعد النفسي مع البعد الفلسفي. من خلال هذا الديوان، يفتح الصافي النجفي نافذة على معاناة الإنسان وتحدياته في مواجهة الزمن والحياة والموت.
الغربة والعزلة
تُعدُّ الغربة واحدة من أكثر المواضيع النفسية التي تناولها الصافي النجفي في ديوانه. لم تكن غربته مجرد بعد مكاني عن الوطن، بل اغترابًا روحيًا عن العالم بأسره. يقول الشاعر:
“وحيدًا في الدُنا ما لي أنيسٌ / أُحادثه إذا اشتدت همومي”
في هذا البيت، نجد تعبيرًا مباشرًا عن الوحدة والعزلة التي عاشها الشاعر، حيث باتت همومه رفيقه الوحيد. الغربة لديه ليست تجربة عابرة بل شعور دائم يلازمه أينما ذهب.
الألم والمعاناة
لقد شكل المرض جزءًا كبيرًا من حياة الصافي النجفي، وانعكس ذلك في قصائده التي تُظهر الصراع مع الألم الجسدي والنفسي. يقول:
“أذوب كما الشمعة الحزينة / ولا أجد نورًا ولا يقينًا”
يشبّه الشاعر نفسه بشمعة تذوب بلا هدف، ليُبرز شعوره بالعجز وفقدان الأمل. الألم هنا ليس مجرد معاناة فردية، بل صدى لتجربة إنسانية عامة تعكس هشاشة الإنسان أمام الظروف القاسية.
تأملات في الحياة والموت
يظهر الموت في ديوان “هيهات تفلت من أيدي” ليس كعدو يجب الهروب منه، بل كحقيقة وجودية يقبلها الشاعر. يقول:
َ
“إذا ما جاءني الموتُ انحنيتُ / لهُ كملكٍ عظيمٍ بالتحية”
هذا البيت يُظهر فلسفة الشاعر تجاه الموت، حيث يعبر عن احترامه له كجزء لا يتجزأ من دورة الحياة. من خلال هذه النظرة، يقدم الصافي النجفي رسالة فلسفية عن تقبّل الحتميات بدلًا من مقاومتها.
عبثية الزمن
الزمن، في رؤية الصافي النجفي، قوة مدمرة تهدم كل شيء وتُبقي الإنسان في مواجهة دائمة مع الفناء. يقول:
“غدًا أكون أثرًا على وجه الثرى / فأين مني ما بنيتُ وما جمعتُ؟”
تُبرز هذه الأبيات عبثية السعي الإنساني في مواجهة الزمن، حيث يتساءل الشاعر عن جدوى كل ما جمعه وبناه بعد رحيله. هذا التساؤل يضع القارئ أمام حقيقة مؤلمة لكنها ضرورية لفهم وجودنا.
تحليل أبيات مختارة: تداخل الرمزية والدلالات النفسية والفلسفية
الصراع الداخلي
يقول الصافي النجفي:
“لعمري، إنني صارعُ نفسي / وعند الصبح أخشى أن تغلبني”
هنا، يُبرز الشاعر الصراع النفسي الذي يخوضه مع ذاته، حيث تتجلى النفس كخصم عنيد يصعب التغلب عليه. الكلمة “أخشى” تعبر عن شعور بالضعف وعدم اليقين، مما يعكس قلقًا دائمًا حيال التحكم في الذات.
الغربة الوجودية
وفي وصف اغترابه، يقول:
“وإن كنتُ في أرضي، فإني غريبٌ / كأنني نجمٌ أضاع مداره”
يستخدم الشاعر صورة النجم الذي أضاع مداره ليُبرز اغترابه النفسي حتى في وطنه. الرمز هنا يعكس الشعور بالضياع، حيث النجم الذي كان يُفترض به أن يكون مرشدًا أصبح نفسه بحاجة إلى من يرشده.
التكامل بين البعدين النفسي والفلسفي
يجمع الصافي النجفي في ديوانه بين الألم النفسي الذي ينبع من معاناته الفردية، والتأمل الفلسفي الذي يجعل من هذه المعاناة وسيلة لفهم قضايا وجودية كبرى. التداخل بين البعدين يجعل قصائده صادقة وعميقة، حيث تصبح تجربة الشاعر الشخصية انعكاسًا لتجربة الإنسان بشكل عام.
ديوان “هيهات تفلت من أيدي” ليس مجرد مجموعة من القصائد، بل هو رحلة فكرية ونفسية تتناول قضايا كبرى تتجاوز زمانها ومكانها. من خلال هذا الديوان، يقدّم أحمد الصافي النجفي رؤيته للحياة والموت والزمن بطريقة تمس القارئ وتدعوه للتأمل. قراءة هذا الديوان ليست فقط استكشافًا لتجربة شاعر، بل رحلة لفهم عمق التجربة الإنسانية.
حسين عصام