“نصر الله على قيد الحياة والأسد سيعود” .. كيف تنجح توقّعات “العرّافين” ومن يُخبرهم بالغيب الجن أم أجهزة المُخابرات؟
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
سرايا - مع اقتراب نهاية العام، يجد “العرّافون” أو “المُتوقّعون” مكانًا فسيحًا للظهور الإعلامي، ومع التطوّرات السياسية الساخنة المُتسارعة حول العالم، بات هؤلاء القوم من أصحاب ما يصفوه بعلم الفلك، والتنجيم، والأبراج، والتوقّعات، ضُيوفًا دائمين على شاشات التلفزة، والإذاعات، وبات كلامهم مسموعًا حتى أكثر من أصحاب التحليل السياسي، تحت يافطة عُنوانها صدق توقّعاتهم.
نظرة بسيطة على أبرز الموضوعات الرائجة في محرّكات البحث في نهاية العام 2024، ستجد أنّ “العرّافين” هم أكثر الشخصيات بحثًا، بل يذهب البعض لصناعة محتوى إعلامي على المنصّات، وهو يرصد كُل شاردة وواردة صدرت عن هذا الفلكي الفلاني، وتلك “العرّافة” الفلانية، بل إنّ البعض يبني طُموحاته، وأحلامه، وتوقّعاته على ما قاله هؤلاء العرّافون.
مخابرات أم جن وعفاريت؟
يقول أهل التنجيم، إنهم يعملون وفقًا لعلوم الفلك، والكواكب، لكن الثلّة التي لا تُصدّق هؤلاء، يُوجّهون لهم اتهامات، بالاستعانة بالجن، والعفاريت، وإلى ما هُنالك من أمور “استراق السّمع”، بل ويذهب آخرون للقول بأن المخابرات هي من توجّه هذا المنجّم، وتطلب من تلك العرّافة التنبّؤ بحدثٍ ما، لأن هذه الأحداث هي من صنع دول، يجري تحضيرها مُسبقًا.
لا أحد يستطيع معرفة دهاليز انتشار صناعة التوقعات، ومن يقف خلفها، لكنّ الثابت أنهم باتوا نجوم شباك سنوي، وحتى شهري، وأسبوعي، وجولة صغيرة في موقع “اليوتيوب” كفيلة برصد العديد من قنوات العرّافين المليئة بالتوقّعات، الصادمة، والمُفاجئة، وحتى أحيانًا غير المنطقية، لكنها وللمُفارقة تتحقّق، ويُصيب بعضها تمامًا، مثل توقّعات اللبناني ميشيل حايك، الذي تنبّأ مثلًا العام الماضي بسُقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأشار في توقّعاته لتفريغ السجون في سورية.
ينجح هؤلاء العرّافون بخلق حالة إعلامية جدلية تتصدّر واجهات الإعلام وتحديدًا وجبة ظُهورهم ليلة رأس السنة واحتفالاتها، بل ويتسمّر الناس بانتظار توقّعاتهم، فلا صوت يعلو فوق صوت اللبنانية ليلى عبد اللطيف وميشيل حايك وغيرهم حين رصد مُحتويات حفلات رأس السنة التلفزيونية، فيما لا ينفك المُنتقدون لهذه الظاهرة التنجيميّة بالتذكير بالقول: “كذب المنجمون ولو صدقوا”.
نصر الله على قيد الحياة!
وتحمل أحيانًا هذه التنبّؤات غرائب وعجائب قد يكون هدفها “التريند”، فذهبت العرّافة العراقية انتصار الدليمي مثلًا للقول بأنّ الشهيد السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني السابق لا يزال على قيد الحياة رغم تأكيد حزب الله رسميًّا استشهاده، فيما ذهب اللبناني مايك فغالي للحديث مِرارًا عن ظهور الكائنات الفضائية، وتحرير فلسطين قريبًا، وذهبت عرّافة ثالثة اسمها بترا للقول بأن ثمّة طاقة لعودة الرئيس الأسد، وأنه لا يزال له دور سياسي في سورية.
ولا تخلو التوقّعات من التوجيه السياسي، والولاءات، فمَن هو محسوب على هذه الدولة، قد يُغفل التنبّؤ السلبي عنها، ومن يُعادي تلك الدولة قد يضع لها لائحة من التوقّعات القاضية حتى على رموز نظامها.
مصر تنبّهت
ولا تضع الدول العربية قيودًا على ظهور العرّافين على الشاشات، ولكنّ مصر كان لها هذا العام رأيٌ آخر، حيث وجّه العرّافون الأنظار إلى احتمالات سُقوط نظامها بعد سقوط نظام الأسد، فأعلنت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر حظر استضافة العرّافين والمنجّمين على كل القنوات والإذاعات والمواقع التابعة لها.
وأكّد رئيس الهيئة أحمد المسلماني، أن هذا القرار يأتي في إطار “مواجهة الترويج للخرافات واحترام العقل وتعزيز المعرفة العلمية”.
وشدّد المسلماني على ضرورة الابتعاد عن الترويج لممارسات المنجّمين والمشعوذين “الذين يسعون لبناء شهرة كاذبة عبر تقديم توقعات عشوائية لا أساس علمي لها”، معتبرًا أن من واجب وسائل الإعلام “التصدي للجهل الذي يستهدف إهانة العقل وتسفيه المعرفة”.
ما حُكم إتيان المنجمين؟
وفي سياق نظرة الشريعة الإسلامية على المُتوقّعين، فيستند أهل العلم الشرعي لتحريم إتيان المنجمين بحديث للنبي محمد الأكرم يقول فيه: “من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد”، أو الاستناد لحُكم من أتى عرّافًا لم تُقبل منه صلاة أربعين يومًا.
ومُنذ زمن الإغريق كانت الأحداث التي تقع في المستقبل تُصنّف إلى ثلاث أصناف، صنف لا بد وأن يقع مثل تتابع الليل والنهار، وصنّف احتمال وقوعه مرتفع للغاية كشروق الشمس في أيام الصيف، أما الصنف الثالث فهو الصنف الذي لا يمكننا معرفته، وأغلب الأحداث هي من الصنف الثالث فلا إمكانية لمعرفة المستقبل لهذا الصنف من الأحداث.
بداية التوقّعات ونهاية العالم
وعُرفت التوقّعات في البداية عبر نوستراداموس Nostradamus، وهو صيدلاني ومنجم فرنسي نشر مجموعات من النبوءات في كتابه Propheties («النبوءات»)، وصدرت الطبعة الأولى في عام 1555 والتي أصبحت منذ ذلك الحين مشهورة في أنحاء العالم، ويحتوي الكتاب تنبؤات بالأحداث التي اعتقد أنها ستحدث في زمانه وإلى نهاية العالم الذي توقع أن يكون في عام 3797 م، وكان يقوم بكتابة الأحداث على شكل رباعيات غير مفهومة.
عرّافة أبلغت بنهاية حكم صدام والسحر قتل عبد الناصر
ويبدو أن تأثير العرّافين لا يقف عند الحدود الشعبية، بل لجأ بعض الحكّام للاستعانة بهم، فقد روي عن عرافة تنبّأت بزوال حكم الرئيس الراحل صدام حسين بعد 23 عامًا من تولّيه الحكم.
حاخام إسرائيلي ادّعى أنّ السبب وراء وفاة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان كبد بهيمة وقلبها ورئتها ومائة مسمار تم غرسها فى قلب البهيمة مع ترديد كلمات مبهمة عند غرس كل مسمار، ثم وضع القلب على موقد طبخ لمدة ثلاثة أيام حتى تفحم وصار لونه أسود وبعد ذلك تم دفنه مع تلاوة بعض التعاويذ.
بكُل حال، ظاهرة التوقّعات ونُجومها، أمر إعلامي واقع، لها وقعها ومصداقيّتها عند الجمهور العربي، قد يكون الإعلام العربي مسؤولًا عن تضخيمها، وزرعها في عقول الشعوب التي تخشى في المقام الأوّل من المُستقبل على الصعيد الشخصي، والصعيد المحلي والدولي، بالإضافة إلى خلق حالة من البلبلة والتشويش، وهدم المعنويات في سياق الحرب على القيم، والأخلاق، والمبادئ، ومُعاداة "إسرائيل"، والوقوف في صف المُقاومة، فمِنَ المُؤكد أن إشاعة نبأ اغتيال القائد الفلسطيني يحيى السنوار بالتوقّع قبل اغتياله الفعلي له، يطرح التساؤلات عن أهدافه، وغاياته، ومثله حين تخرج عرّافة، وتُبشّر بأن حماس ستكون “بلا ناطقها” العام 2025، لتُبشّر أخرى بانضمام دول خليجية للتطبيع الإبراهيمي العام الجديد!
رأي اليومإقرأ أيضاً : إيران: "ما حدث في سوريا نتاج خطة أميركية إسرائيلية مشتركة"إقرأ أيضاً : مفاجآت من العيار الثقيل .. هل سئمت الدول العربية من الرئيس عباس؟ ومن الرئيس القادم؟ أوراق جديدة تُطرح على الطاولةإقرأ أيضاً : ارتفاع حصيلة قتلى العملية الأمنية الفلسطينية المستمرة في جنين ومخيمها إلى 9
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ذهب#جمال#العالم#فلسطين#مصر#إيران#سوريا#وفاة#اليوم#الدولة#الناس#الله#أحمد#الفضائية#حسين#قلب#القلب#محمد#رئيس#الرئيس#صوت#جنين
طباعة المشاهدات: 1514
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 28-12-2024 02:05 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الرئيس الناس صوت صوت الله الله الله الله ذهب فلسطين الرئيس الدولة مصر مصر رئيس أحمد محمد محمد الله العالم الرئيس حسين وفاة الرئيس جمال قلب القلب ذهب جمال العالم فلسطين مصر إيران سوريا وفاة اليوم الدولة الناس الله أحمد الفضائية حسين قلب القلب محمد رئيس الرئيس صوت جنين توق عات عام 2024
إقرأ أيضاً:
هل تنجح واشنطن بفك التحالف بين روسيا والصين؟
تعتبر الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم، إذ تمتلك أكبر جيش وأضخم اقتصاد، ومع ذلك تشعر الإدارة في واشنطن بالقلق المستمر.
العلاقة بين موسكو وبكين هي الأكثر إثارة للقلق
وكتب الباحث البارز في معهد "كايتو" دوغ باندو، في موقع "1945" أن ظهور العديد من الأنظمة المعادية للولايات المتحدة شكل مفاجأة في واشنطن.
ووصف خبراء "المحور" الجديد المعادي لأمريكا بأنه تهديد خطير، ما يجعل البعض يعتقد أجواء ما قبل الحرب العالمية الثانية أو الحرب الباردة عادت.
Some US foreign policy analysts lmagine they can break up the new axis of evil, #China & #Russia. Good luck. Best hope is ending US proxy war-plus against Moscow. But neocon war lobby is agst, I discuss for @19_forty_five https://t.co/KFIxsGy5HU
— Doug Bandow (@Doug_Bandow) January 26, 2025نصائح قديمة
واقترح المحللون سابقاً التحالف مع موسكو، قائلين إن إيقاف صعود نفوذ الصين السريع لا يمكن إلا من خلال إبعادها عن روسيا.
ويبدو أن هذا رأي الرئيس ترامب أيضاً، الذي قال في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: "الشيء الوحيد الذي لا تريدون حدوثه أبداً هو اتحاد روسيا والصين، سأضطر إلى تفكيك وحدتهما، وأعتقد أنني أستطيع ذلك".
مع من يجب التحالف؟وأضاف باندو أن فكرة إضعاف التحالف الصيني الروسي عبر تحويل أحد خصوم واشنطن الرئيسيين إلى شريك هي فكرة جذابة، لكن السؤال هو: مع من ينبغي للولايات المتحدة أن تسعى إلى التحالف؟
عام 1972، كانت الصين الثقل الموازن الواضح للاتحاد السوفييتي، لكن الأمور تغيرت اليوم، حيث يُعترف على نطاق واسع بالصين كأكبر تهديد، ومن المرجح أن تصبح خصماً هائلًا في المستقبل.
لذا فإن الهدف المعقول هو جعل موسكو شريكاً استراتيجياً، لكن هذا سيكون مستحيلاً تقريباً طالما استمرت الحرب الروسية-الأوكرانية.
صمود ومناوراتيقول الكاتب إن الرأي السائد في واشنطن هو أن الولايات المتحدة يجب أن تزيد من ضغوطها على الدولتين الرئيسيتين في "المحور" وأن تعاقبهما بشكل أقوى وأكثر فاعلية.
ومع ذلك، نجحت روسيا في التكيف مع العقوبات، فيما تتمتع الصين بشركاء تجاريين أكثر.
واستفادت الصين بشكل كبير من العقوبات على روسيا، ووفقاً لمجلة إيكونوميست، تشتري بكين النفط والغاز بأسعار منخفضة من روسيا، وستدفع ثمنهما بعملتها غير القابلة للتحويل".
علاوة على ذلك، ستكون تكلفة الحرب الاقتصادية المستمرة مرتفعة على الجميع، ولن تجد الولايات المتحدة سوى القليل من الدعم لمثل هذه الحملة.
ويعاقب الغرب بكين أساساً لأسباب أخرى كالعلاقات مع كوريا الشمالية، والتهديدات ضد تايوان، والتقدم في التكنولوجيا الحيوية، وغيرها. وكلما طالت قائمة العقوبات الأمريكية، ازدادت احتمالات فك الارتباط بين الصين والولايات المتحدة بدلاً من الرضوخ.
لماذا تعززت الشراكة؟وحتى لو حاولت واشنطن تعطيل العلاقات بين الصين وروسيا، فكيف لها أن تفعل ذلك؟ فرغم وجود بعض التوترات بين البلدين، إن علاقتهما اليوم أكثر انسجاماً مما كانت عليه تاريخياً.
والأهم، ليس لدى بكين وموسكو أي سبب للثقة في واشنطن.
وقال معهد بروكينغز إن "الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا ستستمر طالما استمرت كل منهما في رؤية الولايات المتحدة خصماً لها، كما لا تعتقد بكين ولا موسكو أنهما ستكسبان أي شيء من العمل مع واشنطن لكبح نفوذ الأخرى". ويعلق باندو متسائلاً: "من يستطيع أن يلومهما؟"
خطوات مستحيلةويوضح الكاتب أن سياسة واشنطن تجاه كلا البلدين معادية بشكل صريح، متسائلاً لكن كيف يمكن احتواء بكين فيما تسعى واشنطن إلى محاصرتها عسكرياً واقتصادياً وتعاملها باعتبارها عدواً محتملاً؟
Europe had the chance to become a prosperous and peaceful region if we had embraced Russia after 1991.
But no, NATO saw that as a threat to its existence—it needed an enemy to stay relevant.
And what’s the result?
Russia has been pushed straight into the arms of China, Iran, and… https://t.co/Ryj8AUUrI4
وفي حالة روسيا، انتهكت أمريكا وأوروبا العديد من الضمانات بعدم توسع حلف شمال الأطلسي، واستغلتا ضعف موسكو لتوسيع الحلف إلى حدود روسيا، وتفكيك صربيا الصديقة التاريخية لروسيا، وسعت إلى استبعاد موسكو من شؤون البلقان، ودعمت تغيير النظام على طول حدود روسيا.
الحرب الأوكرانيةويشير الكاتب إلى ضرورة إعطاء الأولوية لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، فمن شأن ذلك أن يعزز أمن الولايات المتحدة مع تحسين علاقات موسكو مع الغرب، وبالتالي تقليل الضغوط على روسيا للتحالف مع الصين.
وختم باندو "أمريكا قد لا تكون قادرة على تفيكيك أعضاء المحور الجديد، لكن يمكنها على الأقل أن تتوقف عن دفعهم للعمل معاً.