الهيئة العربية للتصنيع توقع شراكة مع نيريك لتطوير منتجات السكك الحديدية
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
وقعت الهيئة العربية للتصنيع، ممثلة في مصنع مهمات السكك الحديدية «سيماف»، والشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية «نيريك»، بروتوكول للتعاون المشترك، بغرض تعميق التصنيع المحلي في مجالات العمل المشترك بين الجانبين.
ويعتبر تعميق التصنيع المحلي وتوطين التكنولوجيا من الأهداف الإستراتيجية، التي توليها الهيئة العربية للتصنيع أهمية خاصة، وتحقق فيها خطوات ناجحة مستمرة من خلال تعزيز التعاون والشراكات وجذب الإستثمارات، في إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
خلال فعاليات التوقيع، أعرب اللواء أ.ح مهندس " مختار عبد اللطيف " رئيس الهيئة العربية للتصنيع عن تقديره للتعاون مع الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية"نيريك", مؤكدا أهمية هذا التكامل لتدعيم منظومة السكك الحديدية ومترو الأنفاق ، لما له من انعكاس ايجابي على الصناعة الوطنية والاقتصاد المصري وتقليل الواردات.
وأوضح أننا نستهدف تشكيل تحالف مشترك يلبي مطالب وزارة النقل بمنتجات متطورة تحمل شعار "صنع في مصر", من خلال المشاركة في المشروعات المطلوب توريدها من الوحدات المتحركة ومكوناتها والتي يتم تنفيذها داخل جمهورية مصر العربية وخارجها بما يتوافق مع المعايير الدولية ويخدم خطة الدولة لتوطين الصناعة والمخطط التنموي .
وذكر أن مصنع سيماف الرائد في صناعات السكك الحديدية , نجح في زيادة نسب التصنيع المحلي وتوطين أحدث تكنولوجيات التصنيع, في صناعة السكك الحديدية ومترو الأنفاق , ومؤخرا حصل بجدارة علي شهادة نظم إدارة الجودة في صناعات السكك الحديدية
IRIS ) international Railways industrial System )
لافتا أن هذه الشهادة تفتح آفاقا جديدة من الشراكات مع كبري الشركات العالمية وزيادة الفرص التسويقية ودخول أسواق جديدة من خلال الحصول على عقود جديدة دوليا، وجذب الإستثمارات في مجال صناعات السكك الحديدية ومترو الأنفاق ووسائل النقل الذكي .
من جانبه , أعرب مهندس "كريم سامي سعد " عضو مجلس إدارة الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية"نيريك" عن اعتزازه بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع الظهير الصناعي للدولة, ,لافتا الي تميزها بإنجاز كافة مجالات التعاون بالكفاءة المطلوبة وأعلي مستويات الجودة والسرعة في التنفيذ وتسليمها في التوقيتات المحددة، فضلا عن خدمة الصيانة و ما بعد البيع.
وأضاف أن هذا التعاون سيمثل إضافة كبيرة للإقتصاد المصري , وخصوصا أننا سنعمل علي تصميم وتصنيع الوحدات المتحركة للسكك الحديدية ومترو الأنفاق ومكوناتها بفكر وابداع مصري وبالقدرات التصنيعية الوطنية بالهيئة العربية للتصنيع, مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة والمشروعات التنموية المختلفة .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العربية للتصنيع نيريك توطين التكنولوجيا التصنيع المحلي الإستثمارات الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية المزيد الهیئة العربیة للتصنیع السکک الحدیدیة
إقرأ أيضاً:
سيدة ألمانيا الحديدية تطارد المستشارية في برلين
تحوي شخصيتها عديد من التناقضات، فهي سياسية قومية معادية للمهاجرين وتروج للقيم الأسرية التقليدية، لكنها تعيش في سويسرا مع رفيقتها السريلانكية الأصل وطفلين بالتبني.
تفاخر بأسلوبها الاستفزازي الذي تواجه به خصومها السياسيين مستغلة حضورها القوي في المشهد السياسي الألماني.
من الشخصيات المؤثرة في حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي يهيمن عليه الرجال، ورغم ذلك فقد قدمها الحزب كمرشحة لمنصب المستشار في الانتخابات الفيدرالية لعام 2025.
أليس فايدل المولودة في عام 1979 في مدينة غوترسلوه، التي تقع في ولاية شمال الراين وستفاليا في غرب ألمانيا، نشأت في بيئة متواضعة، إذ كان والدها عامل بناء ووالدتها عاملة في مجال التمريض.
درست فايدل الاقتصاد وإدارة الأعمال، في جامعة "بايروت" الألمانية، ثم واصلت مسيرتها الأكاديمية حيث حصلت على درجة الماجستير في جامعة "كونستانس"، والدكتوراه في العلاقات الاقتصادية الدولية، وبشكل خاص العلاقات التجارية بين الصين والغرب.
عملت بعد إنهاء دراستها الجامعية في عدة مؤسسات مالية من بينها بنك "غولدمان ساكس" في فرانكفورت، مما أكسبها خبرة واسعة في مجال التمويل والاستثمار. كما عملت لبعض الوقت في الولايات بشركة الاستشارات الأمريكية "ماكنزي"، حيث أدارت صندوق استثمار خاص يركز على الأسواق الآسيوية. وعاشت في الصين لمدة ست سنوات حيث تعلمت التحدث باللغة الصينية، وكتبت لاحقا أطروحتها للدكتوراه حول مستقبل نظام التقاعد الصيني.
بدأت فايدل حياتها السياسية كعضو في الحزب "الليبرالي الديمقراطي" ثم في عام 2013، انضمت إلى حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي كان قد تأسس حديثا في ذلك الوقت كمشروع معارض لسياسات إنقاذ الدول المتعثرة في منطقة اليورو، التي وصفتها آنذاك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه "لا بديل" عنها، وهي عبارة تبناها الحزب لاحقا لتأكيد موقفه من السياسة الاقتصادية.
ومنذ البدايات كان الحزب ينتقد الأحزاب التقليدية الألمانية ويعارض الاتحاد الأوروبي وسياسات الهجرة التي تتبعها دول الاتحاد.
ولم يغيب الحزب عن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فقد انتقد رئيس كتلة الحزب في "البوندستاغ"، تينو كروبالا، بشدة الدعم الذي يقدمه المستشار الألماني أولاف شولتس، لـ"إسرائيل" بالأسلحة والذخائر.
وقال "إن شحنات الأسلحة التي تقدمها برلين لإسرائيل تعني قبولها بجميع الخسائر المدنية من الجانبين". وأضاف "إنكم تصبون الزيت على النار بدلا من المساهمة في خفض التوتر".
واتهم " إسرائيل" بقبول "نزع الصفة الإنسانية عن كل القتلى المدنيين على الجانبين"، مطالبا بعدم تزويد أي من الأطراف المتصارعة بالأسلحة الألمانية. وأدت تصريحاته إلى عاصفة داخل الحزب الذي قدم نفسه منذ البداية كحليف قوي لدولة الاحتلال، وفي عام 2019، طالب بحظر كامل وقابل للتنفيذ لجميع أنشطة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في ألمانيا.
لكن التطورات الجيوسياسية تسببت في انقطاع عن هذا التضامن المعلن، فالحزب مؤيد قوي لموسكو.
وسرعان ما برزت فايدل كواحدة من وجوه الحزب، بعد أن أدت دورا محوريا في صياغة سياساته الاقتصادية والاجتماعية.
انتخبت للمرة الأولى في 2017 كعضو في البرلمان الفيدرالي الألماني (البوندستاغ) وأصبحت في وقت قصير من أبرز الشخصيات في الحزب، ما جعلها تتقاسم رئاسة الكتلة النيابية للحزب مع متطرف آخر يدعى ألكسندر غولاند.
عارضت بشدة سياسة الهجرة التي اتبعتها ميركل، داعية إلى "حماية الهوية الألمانية" من "تهديدات" محتملة بسبب الهجرة الواسعة، مبدية عداء حادا تجاه سياسات اليسار والأحزاب التقليدية.
تتخذ من مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة قدوة لها، وقالت في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية: "تعجبني سيرتها الذاتية، السباحة عكس التيار حتى عندما يصبح ذلك متعبا"، وتعرف تاتشر بأنها "السيدة الحديدية"، لذلك يطلق على فايدل، كمقاربة مع تاتشر لقب " سيدة ألمانيا الحديدية ".
كما تبدي إعجابها بشخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي تعتبره "نموذجا يحتذى به" لألمانيا.
وهي لم تكتف ببناء شراكات استراتيجية قوية مع أحزاب يمينية متطرفة أخرى في الاتحاد الأوروبي، في فرنسا وإيطاليا والنمسا وهولندا، بل أصبحت "شخصية مفضلة" لدى الإدارة الأميركية الجديدة، بما في ذلك الملياردير إيلون ماسك الذي يقود وزارة كفاءة الحكومة في إدارة ترامب، الذي أيد زعيمة الحزب أثناء إحدى حملاتها الانتخابية، وقلل من أهمية ماضي ألمانيا النازي.
وحث مساك، الألمان على دعم حزب "البديل من أجل ألمانيا " وهو ما اعتبر تدخلا في الانتخابات في ألمانيا.
كما التقت بنائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، وفي وقت سابق، حث فانس الأحزاب السياسية الرئيسية في ألمانيا على التخلي عن رفضها التعاون مع اليمين المتطرف.
لكن فايدل تصر على أن حزبها "محافظ" و"ليبرالي" لكن وسائل الإعلام السائدة "صورته بشكل سلبي" على أنه "متطرف"، إذ تم تصنيف أقسام من الحزب رسميا على أنها "متطرفة يمينية" من قبل السلطات الألمانية.
رغم أن فايدل عرفت فيما يتعلق بموضوع الهجرة واللاجئين، بخطاباتها الحادة والمثيرة للجدل، وقد وصفها بعض النقاد بأنها "شعبوية" تستغل مخاوف الناس لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أن أنصارها يرون بأنها تمثل صوتا صادقا للألمان الذين يشعرون بأنهم مهمشون في ظل السياسات الحالية.
وتعترف فايدل بأنها تحب الاستفزاز، فقد وصفت في عام 2018 في كلمة لها في "البوندستاغ"، اللاجئين وطالبي اللجوء بأنهم "رجال يحملون سكاكين ويحصلون على دعم"، والأطفال المسلمين بأنهم "بنات محجبات"، ولذلك قام رئيس البرلمان آنذاك، بتوبيخها.
ودافعت عن نفسها بأنها أرادت بعبارة "بنات محجبات" لفت الانتباه إلى أن ألمانيا لديها مشكلة مع "الإسلام المحافظ"، الذي يتعارض من وجهة نظرها مع الدستور الألماني.
وتبدو حياة أليس فايدل الشخصية متناقضة ومتصادمة مع توجهت ناخبيها، فهي تعيش مع شريكتها المثلية، سارة بوسارد، وهي من أصول سريلانكية، تعمل في مجال صناعة الأفلام، ولديهما طفلان متبنيان، وتعيش في منزل على الحدود مع سويسرا.
وهذا بعيد كل البعد عن الصورة المثالية التي يتبناها حزب "البديل من أجل ألمانيا"، إذ يلتزم الحزب في برنامجه بالأسرة التقليدية كمثل أعلى "في الأسرة يتحمل دائما كل من الأب والأم مسؤولية مشتركة عن أطفالهما".
وقد أثار وضعها العائلي جدلا طويلا داخل حزبها اليميني، لكنها تستخدمه أحيانا في خطابها السياسي لتعزيز موقفها المعادي للإسلام، مشيرة إلى أن "الإسلام المعادي للمثلية" ليس له مكان في ألمانيا.
وتروج للقومية ولكنها تقيم خارج ألمانيا، وتدعي أنها تمثل دائرتها الانتخابية، ولكنها اعترفت في إحدى المقابلات أنها لا تعرف عدد السكان الذين تمثلهم، ولا تقضي وقتا طويلا في منطقتها، وعند الضغط عليها بشأن هذه التناقضات، فإنها غالبا ما تتجنب الإجابات المباشرة أو تنسحب من المقابلات.
لكن أليس لا ترى أي تناقض فهي تصر على فصل حياتها الشخصية عن عملها السياسي.
الحزب تحت قيادة فايدل أصبح أكثر تطرفا، ولكنه حافظ على صورة عامة مدروسة بعناية، تهدف إلى جعل المجتمع الألماني أكثر تقبلا له رغم ارتباط بعض أعضائه بالنازيين ومؤامرات تهدف للإطاحة بالدولة.
وغالبا ما تستخدم في خطابها السياسي مصطلح "العودة"، وهو مصطلح استخدمه النازيون في الماضي. وكان جدها قاضيا نازيا، وهو موضوع تتجنب التطرق إليه أو الإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليها بشأنه.
ونتيجة لهذه القيادة التي تعرف كيف تثير مخاوف الناخبين فقد تمكن حزب "البديل من أجل ألمانيا" من تحقيق سابقة تاريخية بحصوله على نحو 21 بالمئة من الأصوات، ما وصفته زعيمة الحزب أليس فايدل بـ"النتيجة التاريخية"، خلف حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الذي حصل على حوالي 28 بالمئة من المقاعد.
ورغم هذا الفوز الصادم لكن لم يوافق أي حزب رئيسي على تشكيل ائتلاف مع "البديل من أجل ألمانيا" ولا يبدو أن ثمة أمل بذلك. لكن تبقى أليس فايدل، القوة المحركة لهذا الحزب والشخصية المسيطرة.