جلسة نقاشية حول دور السفراء في تعزيز اللغة العربية عالميًا عبر التكنولوجيا الحديثة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
الجزيرة-وهيب الوهيبي
شهدت احتفالية اليوم العالمي للغة العربية لعام 2024م، التي عقدت في باريس بدعم وتنظيم مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” والمندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، جلسة نقاشية بعنوان “اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: رؤى السفراء حول التراث والابتكار”، أدارها الدكتور عبدالعزيز المقوشي، مساعد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية.
وتناولت الجلسة الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الدبلوماسية الثقافية والتكنولوجيا الحديثة في تعزيز مكانة اللغة العربية عالميًا.
وشارك في الجلسة عدد من السفراء والخبراء الدوليين، منهم الأستاذ فهد بن معيوف الرويلي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا وإمارة موناكو، المشرف المكلف على المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، والأستاذ عبدالعزيز الجاسم – سفير البحرين المفوض فوق العادة لدى جمهورية فرنسا، والمندوب الدائم لمملكة البحرين لدى اليونسكو، والسيد محمد صالح أحمد جمعة – السفير المندوب الدائم لجمهورية اليمن لدى اليونسكو، والسيد أسعد البديري – المندوب الدائم لجمهورية العراق لدى اليونسكو، والسيد محمد عمر – المندوب الدائم المساعد لجمهورية جيبوتي لدى اليونسكو، وكذلك سيدي ولد الأمجاد – القائم بالأعمال في مندوبية موريتانيا لدى اليونسكو، الذين استعرضوا رؤى مبتكرة حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة للحفاظ على التراث اللغوي والثقافي العربي، بالإضافة إلى إبراز القيمة العالمية للغة العربية.
وناقش المتحدثون التحديات التي تواجه نشر اللغة العربية، وقدموا مقترحات ملموسة لدعم تعليمها، وتعزيز وجودها في العالم الرقمي.. كما سلطوا الضوء على أهمية التعاون بين الحكومات والمؤسسات الثقافية والتقنية لتطوير برامج ومبادرات تخدم اللغة العربية في الفضاء العالمي.
الجلسة شهدت تفاعلاً كبيرًا من الحضور، وأبرزت الجهود المستمرة لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في قيادة مثل هذه الحوارات البناءة التي تجمع بين الدبلوماسية والشأن الثقافي لتعزيز اللغة العربية في العصر الرقمي.
وكانت الاحتفالية قد شهدت برنامجًا حافلاً. وعقدت الجلسة الأولى بعنوان “سد الفجوة الرقمية: اللغة العربية وتقنيات الذكاء الاصطناعي”، وناقشت التحديات التي تواجه اللغة العربية في الفضاء الرقمي، مع استعراض الحلول التقنية المبتكرة لتعزيز وجودها في مجالات الذكاء الاصطناعي.
فيما تناولت الجلسة الثالثة محور “الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التراث اللغوي والثقافي”، وتناولت دور الذكاء الاصطناعي في حفظ اللهجات العربية المتنوعة وأرشفة المخطوطات التاريخية لضمان استدامة التراث اللغوي والثقافي.
كما ناقش المتحدثون “تعزيز التعبير الفكري العربي من خلال الذكاء الاصطناعي”، وإمكانات الذكاء الاصطناعي في دعم الإبداع العربي وتطوير مجالات التعليم والمحتوى الرقمي بما يسهم في إتاحة الفرص للجميع.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الذکاء الاصطناعی اللغة العربیة لدى الیونسکو
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. نموذج عالمي في تطوير البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي
رسخت دولة الإمارات موقعها كأحد أبرز النماذج العالمية في تطوير البنية التحتية الرقمية واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة العمل الحكومي والخاص، وذلك بفضل مبادراتها المبتكرة واستثماراتها الضخمة في كل من البنية التحتية والكوادر البشرية المؤهلة.وفي خطوة رائدة إقليميا وعالمياً، أطلقت حكومة الإمارات في 2017 "استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي" التي تهدف إلى رفع كفاءة الأداء الحكومي، وتطوير منظومة رقمية ذكية، وجعل الإمارات في صدارة الدول المستثمرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، مع التركيز على قطاعات استراتيجية مثل النقل، والطاقة المتجددة، والتعليم، والصحة، والبيئة.وانعكس هذا التوجه في تحول رقمي شامل داخل القطاع الحكومي، إذ باتت الإمارات تحتل الريادة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، ما جعلها في طليعة الدول على المستويين الإقليمي والعالمي.وتُعد الإمارات الدولة الأولى عالميًا للعام التاسع على التوالي في تغطية شبكة الألياف الضوئية، بنسبة تصل إلى 99.5% من إجمالي مساحة الدولة، ما يعكس تفوقها في تأسيس بنية تحتية رقمية متقدمة، وتحتل موقع الصدارة عالميًا من حيث سرعة الإنترنت، سواء على مستوى الشبكات المنزلية أو الهواتف المتحركة، بحسب تقارير Ookla الدولية، الأمر الذي يعكس كفاءة الشبكة الوطنية وقدرتها على دعم خدمات رقمية متطورة وشاملة.وأسهم اعتماد الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي في إحداث قفزات نوعية داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية، حيث أُعيدت هيكلة بعض الخدمات الحكومية باستخدام تقنيات ذكية، ما أدى إلى تحسين تجربة المتعاملين ورفع جودة الخدمات.وتوجّت هذه الجهود بتصدر الإمارات المركز الأول عالميًا في "مؤشر البنية التحتية للاتصالات" ضمن تقرير الأمم المتحدة لمسح الحكومة الإلكترونية لعام 2024، الذي يسلط الضوء على جهود الحكومات في تسريع التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة.كما احتلت الدولة المرتبة الأولى إقليميًا في "مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي" الصادر عن مؤسسة "أوكسفورد إنسايتس"، والذي شمل 193 دولة، مستفيدة من الأداء المرتفع في الركائز الثلاث للمؤشر: كفاءة الحكومة، وتطور قطاع التكنولوجيا، وتوافر البيانات والبنية التحتية الرقمية.وبهذا المشهد المتكامل، تواصل الإمارات تأكيد موقعها المتقدم كدولة سبّاقة في استشراف المستقبل الرقمي وتكريس الذكاء الاصطناعي ركيزة رئيسية في عمل الحكومة.وأوضح مركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" في أبوظبي، أن توجه الإمارات الحثيث نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي سيجعلها تتصدر وظائف هذا القطاع على مستوى المنطقة.وذكر المركز أن وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات تشهد نموًا سنويًا بنسبة 74% وفق لينكد إن، ما يجعلها من أسرع الوظائف نموًا في الدولة. وأكد روب فان ديل، الشريك ورئيس قسم التحول الرقمي والتحليلات في شركة كيرني لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن دولة الإمارات لم تعد تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمجرد تجربة أو مشروع بحثي، بل بات بمثابة "نظام تشغيل" متكامل يعيد تشكيل القطاعين العام والخاص معاً، مشيراً إلى أن ما يحدث في الإمارات هو "حوكمة الذكاء الاصطناعي" بشكل مؤسسي ومتكامل.وأكد أن القطاع الخاص العالمي استجاب لتوجهات الإمارات في هذا المجال من خلال ضخ استثمارات بمليارات الدولارات من قبل كبريات الشركات.من جانبه قال فيصل حمادي، المدير والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية BCG، أن الإمارات لا تكتفي بتبني الذكاء الاصطناعي، بل تعمل على تطويره، في إطار نهج شامل تقوده الحكومة، مؤكداً أن الدولة انتقلت من مرحلة الطموحات والأفكار إلى مرحلة التنفيذ الواسع.بدوره أكد أحمد جمال، المدير الإقليمي لحلول الذكاء الاصطناعي في شركة "إنفيديا"- أدفانسد إنتغريشن الشريك الاستراتيجي لإنفيديا، أن دولة الإمارات، باتت سباقة في عالم الذكاء الاصطناعي إلى درجة أنها انتقلت من مرحلة الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات إلى مرحلة تحقيق العوائد، لافتاً إلى أنها كانت من أوائل الدول التي تبنت نهجاً شاملاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي.وقال الدكتور هيتندرا باتيل، مؤسس معهد الابتكار العالمي، إن ما أنجزته دولة الإمارات يعكس استيعاباً عميقاً لأهمية الذكاء الاصطناعي، حيث تم تبنيه بسرعة، تماشياً مع تسارع التغيرات على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الإمارات تسير بخطى ثابتة وسريعة نحو المستقبل الرقمي، وهي تبني نموذجاً يُحتذى به في المنطقة والعالم.
أخبار ذات صلة