إسرائيل تستخدم ناقلات جند مفخخة لتفجير العبوات الناسفة في غزة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
كشفت صحيفة عبرية، عن استخدام الجيش الإسرائيلي ناقلات جند مفخخة يتم التحكم بها عن بعد لتفجير العبوات الناسفة والفخاخ التي تنصبها الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة قبل دخول قواته إلى المنطقة، ما يحدث انفجارات هائلة يُسمع صداها في تل أبيب.
وقالت "يديعوت أحرونوت"، السبت، إن "مصدر الانفجارات القوية التي سمعت أمس الأول (الخميس) في جنوب ووسط البلاد كان جراء استخدام الجيش الإسرائيلي ناقلات جند مدرعة قديمة مملوءة بأطنان من المتفجرات، يتم التحكم بها عن بعد لتفجير ساحات الفخاخ والعبوات الناسفة في قطاع غزة قبل دخول قواته".
وأضافت أن "الجيش يستخدم ناقلات جند مدرعة من طراز إم 113 مملوءة بالمتفجرات، يتم تفعيلها عن بعد بهدف تدمير مواقع العبوات الناسفة".
وأشارت ناقلات الجند الضخمة التي نادرا ما يستخدمها الجيش يتم توجيهها عن بعد وتتسبب بثقلها على الأرض في تفعيل العبوات الناسفة التي زرعتها حماس في الطرق.
وانفجار إحدى ناقلات الجند المدرعة هذه يمكن أن يكون له تأثير أربع أو خمس قنابل كبيرة من طراز جدام (JDAM)، وفق المصدر ذاته.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش طور هذه التقنية خلال الحرب الحالية، مشيرة إلى أن استخدامها ليس الأول من نوعه، إذ سبق للجيش الإسرائيلي أن لجأ لهذه الوسيلة ضد أهداف حزب الله في جنوب لبنان.
وقالت الصحيفة إن سكان العديد من المناطق بجميع أنحاء إسرائيل بما في ذلك في القدس وتل أبيب (وسط)، أبلغوا يوم الخميس عن سلسلة من الانفجارات العنيفة.
ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تفسيرا أو بيانا حول الأمر، لكن الشرطة الإسرائيلية قالت إن الحديث يدور عن نشاط للجيش في قطاع غزة.
ومساء الخميس، أفاد شهود عيان للأناضول بأن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات نسف ضخمة لما تبقى من مبان بعدة مناطق شمال قطاع غزة، فيما قالت وسائل إعلام عبرية إن أصداء الانفجارات سمعت وسط إسرائيل الذي يبعد أكثر من 70 كيلومترا.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی العبوات الناسفة ناقلات جند قطاع غزة عن بعد
إقرأ أيضاً:
نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي: فشل كارثي في 7 أكتوبر
نشر الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقاته في إخفاقاته التي قادت إلى فشله: في توقع الهجوم الفلسطيني يوم 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023 من غزة، والاستعداد له، والأهم في طريقة مواجهة الأمر بعد حدوثه.
وتظهر التحقيقات إقرارا عسكريا بفشل ذريع على كل المستويات واعترافا بأن الفشل كان أعمق من أن يلخص بإهمال في يوم الهجوم، وأن الجيش يتحمل مسؤوليته بشكل كامل رغم أن الذنب في ما جرى أوسع من حصره في الجيش فقط. وركزت التحقيقات على الجوانب العملياتية للفشل من جهة وعلى المواضع الاستخبارية والمفهوماتية التي حكمت سلوك الجيش في تعامله مع 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفق معاريف الإسرائيلية فإن الجيش "أجرى 77 تحقيقاً في الحرب. وقد تم تقسيمها إلى 4 مجموعات: التحقيقات العامة والتحقيقات الاستخباراتية، اتخاذ القرارات ليلة 6-7 أكتوبر، عمليات الجيش الإسرائيلي، التحقيق في المعارك.
وكان محور التحقيقات هو السؤال المركزي: كيف وصلت دولة إسرائيل إلى حالة تتعرض فيها للهجوم بطريقة قاتلة من دون أن تنجح كافة أنظمة الاستخبارات في توفير تحذير منها "وكيف سمحت إسرائيل لوحش إرهابي أن ينمو ويتطور على الحدود على بعد أمتار قليلة من منازل سكان منطقة بأكملها".
إعلان عائلات القتلىوتضاربت تقديرات المعنيين بشأن ما إذا كان الجيش قد وضع إصبعه على كل مواضع الخلل ومواقع الفشل، أم أنه حاول تغطية بعض الأمور ولم يكشف عنها. وأثار نشر التحقيقات ردود فعل غاضبة من جانب عائلات الضحايا من جهة، ومن جانب بعض الجهات السياسية خصوصا في رئاسة الحكومة. فقد اتهم نتنياهو الجيش بعدم إطلاعه على التحقيقات قبل نشرها خصوصا في ما يتصل بالجانب المفهوماتي حيث رأى الجيش أن نتنياهو كان معنيا بعدم التصعيد مع غزة لاعتبارات سياسية. وتشكل هذه الزاوية مظهرا من مظاهر التصادم بين المستويين السياسي والعسكري بشأن الحرب وإدارتها والعبر المستخلصة منها والمسؤولية عنها.
وقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية نتائج التحقيقات بإسهاب كبير مظهرة اعتراف الجيش بالكثير من المثالب وإقراره أن 7 أكتوبر كان "حدثا كارثيا لا يمكن تغطيته بأية إنجازات ميدانية". وتحدثت العناوين حتى عن أن "دمار إسرائيل" -وفق التحقيقات- "لم يكن مهمة مستحيلة" في ضوء ما تبدى من إخفاقات ينبغي ألا تتكرر في المستقبل.
وبحسب التحقيقات فإن كل التدابير -التي اتخذتها إسرائيل حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول قبالة غزة لمواجهة احتمالات وقوع هجمات من هناك- فشلت على أرض الواقع، وأن الاستعدادات كانت صفرا. كما أن إسرائيل -وفق معاريف- تصرفت بشكل أعمى ضد حماس في غزة لأكثر من عقد من الزمان، وأن التحقيقات الكاملة ترسم "صورة مخيفة وغير مسبوقة" حيث إن الفشل كان في البر والبحر والجو على حد سواء. بل إن الجيش نفسه بعد نشره التحقيقات أقر بأن "الفشل تاريخي ويتطلب التعلم لأجيال" وأن "التحقيقات لا تقدم تفسيرات مرضية".
59 مساراوتظهر التحقيقات مقتل 1320 مدنياً وعسكرياً، بينهم 457 عسكرياً وعنصراً من قوات الأمن والإنقاذ، و"اختطاف 251″ وإصابة الآلاف، واقتحام نحو 5500 مقاتل فلسطيني الحدود الإسرائيلية في 3 موجات خلال 6 ساعات. وقد اقتحم المقاتلون الفلسطينيون السور الأمني الحدودي في 114 نقطة اختراق، وتحركوا على طول 59 مسار هجوم في طريقهم إلى المدن الجنوبية والوسطى.
إعلانوفي الوقت نفسه، حاولت 7 قوارب تحمل 50 مقاتلا اختراق الحدود البحرية في طريقها إلى مراكز إستراتيجية، وفي الجو تعرضت إسرائيل لهجوم من قبل 63 طائرة، بما في ذلك 6 طائرات شراعية و57 طائرة بدون طيار.
وتشير التحقيقات إلى أن الموجة الأولى في الاقتحام الفلسطيني شملت 1175 مقاتلا فلسطينيا تحت تغطية صاروخية ومدفعية تمثلت في 1400 صاروخ وقذيفة، في حين كانت القوة الإسرائيلية الموكلة بحماية الحدود من فرقة غزة تتألف فقط من 767 جنديا. كما لم تكن هناك من الدبابات الجاهزة للقتال إلا 14 دبابة و3 مركبات استطلاع جوي.
وواضح أن قوات حماس والمقاومة المشاركة في الموجة الأولى أفلحت في تدمير بنية القيادة والسيطرة في فرقة غزة خلال الدقائق الأولى من الهجوم مما سهل عليها قتل معظم القادة العسكريين الإسرائيليين في المنطقة على مستوى الفصائل والسرايا والكتيبة و3 من قيادات الألوية. وحسب التحقيقات، قتل خلال الساعات الأولى من الهجوم 157 جنديا في معارك الجدار الأمني وفي المستوطنات الحدودية.
وينقل المراسل العسكري لصحيفة معاريف عن التحقيقات إشارتها إلى "عدم جاهزية كافة التشكيلات، بما في ذلك انهيار الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)". وقد هُزمت فرقة غزة في أول ساعتين من الحرب. ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي من وقف الهجوم الفلسطيني إلا الساعة 12 ظهراً ـبعد 6 ساعات ونصف الساعة من بدء الحملة. ومر يوم آخر قبل أن تعلن القيادة الجنوبية عن نجاحها في "السيطرة على كامل المنطقة التي اخترقتها القوات الإرهابية من البلاد."
فرقة غزةكما أن المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت" يوآف زيتون كتب أنه "منذ عام 2016، وبالتوازي مع بناء الجدار الأمني، طور الجناح العسكري لحماس تدريجياً خطة لكسر دفاع فرقة غزة" عبر هجوم واسع النطاق لسحق الفرقة، واحتلال الأراضي في الغلاف، وتنفيذ عمليات داخلها ومنها، بما في ذلك عمليات القتل والخطف. وقد تم تسريع الاستعداد بشكل كبير قبل عملية "حارس الأسوار". وقد أسمت إسرائيل التصدي لفكرة الهجوم لفلسطيني من غزة بخطة "أسوار أريحا". وفي نظره "كان هذا هو المفترق المركزي والمصيري، وفقًا أيضًا لتحقيقات أخرى أجراها الجيش الإسرائيلي".
إعلانوعند هذه النقطة، تباعدت الطرق التي رأى بها الجانبان الصراع: كانت إسرائيل مقتنعة بأن حماس تعرضت لضربة قاتلة، بما في ذلك أنفاقها القتالية (عملية الخداع التي نفذتها القيادة الجنوبية والتي فشلت). وكدليل على ذلك، استنتجت خطأً أن حماس ردعت عن الانضمام إلى جولتي القتال المستمرتين منذ ذلك الحين (فجر، الدرع والسهم") تاركة الجهاد الإسلامي بمفرده".
وفي كل حال أظهرت التحقيقات أن حماس كانت تخطط لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول منذ أكثر من عقد من الزمان، وبإيمان أن هذا سيقود إلى انهيار إسرائيل. وأنها ألمحت إلى ذلك عبر إشارات واضحة أهملتها العين الإسرائيلية، وهذا موضوع آخر يتعلق بالفشل الاستخباري. كما أن إخفاق إسرائيل في إلحاق ضرر قاتل بحماس في حرب 2016 شجع حماس على الاعتقاد بقدرتها على هزيمة إسرائيل. وهنا بدأت حماس ببناء القوة التنفيذية لتنفيذ الخطة الإستراتيجية للهجوم عبر عملية الخداع الإستراتيجي والتي وصفها الجيش في تحقيقاته بأنها "واحدة من أكبر الخطط في التاريخ العسكري. وتكشف تحقيقات جيش الدفاع الإسرائيلي أن حماس كانت على وشك تنفيذ الخطة مرتين قبل السابع من أكتوبر، وأرجأت تنفيذها مرتين قبل وقت قصير من تنفيذها: المرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول من العام السابق خلال أكتوبر/تشرين الأول 2022، ثم في أبريل/نيسان 2023 خلال عطلة عيد الفصح. وفي كلتا الحالتين السابقتين -وكذلك القضية الحقيقية التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول- فشلت شعبة الاستخبارات وجهاز الأمن العام (الشاباك) في التنبؤ بهذا الأمر وتقديم تحذير".
تسلسل الأحداثعموما، فاجأ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجيش الإسرائيلي بطريقة لم يكن أحد في هيئة الأركان العامة أو الجيش بأكمله مستعدًا لها على الإطلاق. وحسب "معاريف" فإن "الصور من مقر القيادة في هكريا في الدقيقة 06:29 تحكي القصة كاملة. وفي "المرصد" يجلس ضابط برتبة رائد ورقيب عمليات. وبعد 30 دقيقة، الساعة 07:05، اضطر رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة إلى الإعلان -بمبادرة منه- في مجموعة واتساب لضباط اتصالات الجنرالات "نحن في حالة حرب". وفقط الساعة السابعة و3 دقائق تصدر طلبات لقائد سلاح الجو بإطلاق الطائرات للتصدي من دون أن تتوفر لها أية معلومات. وحوالي الساعة الثامنة، يطلب رئيس شعبة العمليات استدعاء 100 ألف جندي من قوات الاحتياط للخدمة تحسبا أيضا لانفجار الوضع على الحدود مع لبنان. وفي التاسعة إلا ربع، يبدأ وزير الحرب أول تقييم لموقف، ويجري أول حوار مع رئيس الحكومة الساعة العاشرة إلا ربع صباحا.
إعلانوفي هذه الأثناء، كان الفشل جليا ليس فقط في مستوطنات غلاف غزة وليس في المواقع العسكرية هناك، وإنما في كل مكان وصل إليه المقاتلون الفلسطينيون. وحدث هذا مثلا عندما عجزت البحرية الإسرائيلية عن اعتراض زوارق هجومية فلسطينية هاجمت مواقع في زيكيم. وظهر أن قوات من لواء غولاني أرسلت لمواجهة القوة البحرية عند زيكيم "تجنبت الاشتباك مع المخربين وفرت من المكان. وعلى شاطئ زيكيم قتل 17 مدنيا".
وعموما، تؤكد التحقيقات الإسرائيلية أنه كانت لقوات المقاومة اليد العليا والسيطرة شبه التامة على الميدان في الساعات الست الأولى، وأن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق سيطرة على الموقف إلا ساعات الليل، وأن عملية تطهير منطقة الغلاف من المهاجمين الفلسطينيين استمرت عدة أيام. ويعود نجاح قوات المقاومة وفشل الدفاعات الإسرائيلية بشكل أساسي إلى توفر 3 عوامل: المفاجأة التامة وغياب التحذير الاستخباري، الهجوم الواسع النطاق على طول الجبهة وعدم جاهزية القوات الإسرائيلية، تفاقم الإحساس الإسرائيلي الأولي بالفشل جراء العجز عن تكوين صورة للموقف بفعل انهيار المنظومة الدفاعية بانهيار بنية وهياكل فرقة غزة. وهذا ما قاد حتى إلى غارات إسرائيلية على سيارات من دون تمييز بين مهاجمين فلسطينيين ومدنيين إسرائيليين. كما قصف الجيش برا وجوا أماكن يوجد فيها "رهائن" ضمن مبدأ هانيبعل لمنع الوقوع في الأسر.
نظرية جديدةوقادت صدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول الجيش الإسرائيلي إلى صياغة نظرية حرب جديدة تقوم على مبدأ حظر السماح بتطور أي تهديد بالقرب من الحدود، ووجوب أن يكون الجيش مستعدًا لمواجهة أي هجوم مفاجئ وواسع النطاق من منظور متعدد السيناريوهات. وطبعا هذا يتطلب توسيع القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي بشكل كبير، وإجراء تغييرات جذرية في شعبة الاستخبارات. وفضلا عن ذلك، الاهتمام بالاستعداد الدائم، وتوفير قوة كافية على أهبة الاستعداد، وخطط جاهزة على الدوام لتنفيذ هجوم حاسم في أي من الجبهات.