أزمة في بطولة كأس العالم للشطرنج بسبب «بنطلون جينز»
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تسبب النرويجي ماجنوس كارلسين، بطل العالم للشطرنج السريع، في فضيحة بالبطولة المقامة في نيويورك بسبب ارتداء الجينز.
وبعد معاقبته من الاتحاد الدولي لانتهاكه قواعد الملابس في البطولة، أعلن النرويجي البالغ من العمر 34 عاما انسحابه على الفور. وقال كارلسين: "إذا كان هذا ما يريدون فعله فعلى الأرجح سأتوجه إلى مكان حيث يكون الطقس فيه لطيفا بعض الشيء".
وحضر المصنف الأول على العالم في الشطرنج ليوم المباراة أمس الجمعة وهو يرتدي الجينز، علما بأنه لا يسمح للمشاركين بارتداء هذه الملابس. وبعد مباراته الثانية، تم تغريم كارلسين 200 دولار من قبل الاتحاد الدولي للشطرنج وتم توجيه إنذار نهائي له لتغيير ملابسه. ورفض كارلسين هذا وتم استبعاده من الجولة التاسعة.
ورفض كارلسين بعدها الاستمرار في الأدوار المتبقية من البطولة.
وذكر الاتحاد الدولي للشطرنج في بيان أصدره مساء أمس الجمعة:" اليوم، انتهك السيد ماجنوس كارلسين قواعد الملابس بارتداء الجينز، حيث يحظر ارتداء هذه الملابس بموجب اللوائح المعتمدة منذ فترة طويلة لهذه البطولة".
وأضاف البيان:" هذه القواعد موجودة منذ سنوات ومعروفة لكل المشاركين ويتم إبلاغهم بها قبل كل حدث".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاتحاد الدولي للشطرنج كأس العالم للشطرنج
إقرأ أيضاً:
أزمة الحكم في ديمقراطيات العالم الكبرى
ترجمة: قاسم مكي -
مجموعة السبع «هي اللجنة التوجيهية للعالم الحر». هذا ما قاله جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن. إذا كان كذلك فالعالم الحر يواجه مشكلة.
معظم حكومات مجموعة السبع تثقل كاهلها الآن مشكلات سياسية داخلية بحيث لم يعد في مقدورها توجيه بلدانها هي نفسها، دعوا عنكم العالم الحر.
لننظر في الأوضاع السياسية في فرنسا وألمانيا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية (وهذه الأخيرة ليست عضوا رسميا في مجموعة السبع لكنها تحضر قممها باستمرار).
في فرنسا سقطت الحكومة مؤخرا بعد عجزها عن تمرير الموازنة، وتم تعيين رئيس وزراء جديد لكنه سيواجه المشكلات نفسها. وهنالك الكثير من التكهنات بأن ايمانويل ماكرون سيستقيل كرئيس قبل انتهاء فترة رئاسته في عام 2027.
وتتجه ألمانيا إلى الانتخابات بعد انهيار ائتلاف «إشارات المرور» الذي يقوده أولاف شولتز، كما شهدت الانتخابات الأخيرة في اليابان خسارة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم أغلبيته لأول مرة منذ عام 2009 مع احتمال إجراء انتخابات أخرى في العام القادم. وفي كندا تصل فترة وجود جاستن ترودو في الحكم لما يقرب من عقد إلى نهاية غير كريمة. فمع تخلف حزبه كثيرا في الاستطلاعات يواجه رئيس الوزراء الكندي ضغوطا مكثفة للاستقالة.
أما «مسك ختام» التدهور الديمقراطي فيتمثل في كوريا الجنوبية التي ساء فيها الوضع السياسي للرئيس يون سوك يول إلى حد إعلانه الأحكام العرفية، وأجبرته الاحتجاجات الشعبية على التراجع بسرعة وقادت إلى عزله.
بخلاف الولايات المتحدة البلَدَان الوحيدان اللذان يمكنهما الادعاء بأن لديهما حكومة مستقرة هما بريطانيا وإيطاليا. حقا فاز رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر بأغلبية كبيرة في انتخابات هذا الصيف. لكن شعبيته تدنت بسرعة. وفي الحقيقة ستارمر الآن أكثر افتقارا للشعبية بعد خمسة أشهر من توليه المنصب من أي رئيس وزراء بريطاني آخر خلال أربعة عقود، فقط جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا يمكنها الادعاء بأنها تحظي برضى الناخبين والأسواق.
إذن ما هي العِلَّة التي تشكو منها مجموعة السبع، كما هي الحال دائما، السياق المحلي مهم. في اليابان فضائح الفساد أضعفت الحزب الديمقراطي الليبرالي، وماكرون وترودو كلاهما زعيمان فقدا بريقهما بعد قضائهما عدة سنوات في سدّة الحكم.
لكن يبدو أن هنالك عاملين كبيرين ومهيمنين يجعلان من الصعب جدا لديمقراطيات مجموعة السبع كلها تقريبا الحفاظ على حكومات مستقرة. أول عامل هو تدهور المركز السياسي وصعود الأحزاب الشعبوية، والعامل الثاني الضغوطات المالية التي أوجدها النمو الاقتصادي البطيء وشيخوخة السكان والجائحة والأزمة المالية في عام 2008 والمطالب بزيادة الإنفاق الدفاعي.
الشعبوية والمشكلات المالية تغذِّي كل منهما الأخرى وتزيد باطِّراد من صعوبة الحكم. لقد أطيح بحكومة فرنسا بعد محاولتها خفض الإنفاق وزيادة الضرائب لمواجهة عجز في الموازنة بلغ حوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي. وبما أن نسبة كبيرة من البرلمان الفرنسي في أيدي أقصى اليمين أو أقصى اليسار من الصعوبة البالغة التوصل إلى تسويات سياسية.
في بريطانيا الأغلبية الكبيرة لستارمر أتاحت لحكومته عمل ما ليس بإمكان الفرنسيين عمله. أي زيادة الضرائب لضبط الموازنة. لكن رفع الضرائب أسهم في هبوط شعبية حزب العمال، كما لعبت صعوبة الحصول على المال في أوقات عسيرة دورا كبيرا في الأزمات السياسية في كندا واليابان.
ومن المرجح أن تسهم عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في إشاعة أجواء عدم الاستقرار السياسي في بلدان مجموعة السبع. فإيلون ماسك مساعد ترامب المفضل بدلا من محاولة مساعدة حكومات حلفائه الديمقراطيين يبدو أنه يستمتع بزيادة الأوجاع. والجمهوريون الذين يرفعون شعار «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» يحبون خصوصا استفزاز زعماء يسار الوسط من أمثال ترودو وشولتز وستارمر. بل مضى ترامب حتى إلى تعمُّد إهانة ترودو واصفا كندا بالولاية الأمريكية رقم 51 وترودو بحاكمها. وتصدَّر إيلون ماسك عناوين الأخبار حول أوروبا بتغريدته على منصة إكس والتي جاء فيها «حزب البديل لأجل ألمانيا فقط يمكنه إنقاذ ألمانيا»، كما عقد اجتماعا حظي بتغطية إعلامية وافية مع نايجل فاراج زعيم الإصلاح في بريطانيا والذي أوضح أنه يأمل في دعم مالي من ماسك.
لم يعد الجمهوريون أنصار ترامب يعتبرون أحزاب المحافظين التقليديين في أوروبا أحزابهم الشقيقة، وكيمي بادينوك زعيمة حزب المحافظين في بريطانيا وفريدريش ميرتس زعيم الديمقراطيين المسيحيين لا يملكان إلا أن ينظرا في حسرة إلى تواصل ترامب وماسك مع اليمين القومي الراديكالي بدلا عنهما. ووجّه كريستيان ليندر زعيم الديمقراطيين الأحرار المناصر لقطاع الأعمال والمتعثر مناشدة حزينة إلى «ايلون» أبلغه فيها أن البديل من أجل ألمانيا «حزب يميني متطرف»، اعتقادا منه كما يبدو أن ذلك سيدفع ماسك إلى الابتعاد عن حزب البديل.
يتقدم الآن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يتزعمه ميرتس كثيرا عن حزب البديل من أجل ألمانيا في استطلاعات الانتخابات الألمانية، لكن من الواضح الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية حول بلدان مجموعة السبع لديها الآن صديق في البيت الأبيض.
إيلون ماسك يمكنه مساعدة أحزاب من شاكلة البديل من أجل ألمانيا والإصلاح البريطاني بالتغطية الإعلامية وربما بالمال. لكن مساندته يمكنها أيضا أن ترتد وبالا عليه في بعض الأوقات، فالأحزاب القومية مثل التجمع الوطني الفرنسي لديها تقاليد عداء قوية لأمريكا. وستكون حذرة من أن تبدو أدوات في يد أجانب أثرياء.
تدخلات ترامب قد لا تضمن قدرته على تنصيب «رفاق دربٍ» أيديولوجيين في باقي بلدان مجموعة السبع. بل بدلا عن ذلك قد يوجِد وضعا يعتبر فيه قادةُ العديد من أقرب حلفاء أمريكا رئيس الولايات المتحدة ليس صديقا بل عدوَّا سياسيا خطيرا.
جيديون راكمان كبير معلقي الشئون الخارجية بصحيفة الفاينانشال تايمز.