الاقتصاد نيوز - بغداد

لم يصدر أي موقف رسمي للعراق بشأن وقف عمليات تصدير النفط إلى سورية، بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث كانت شحنات النفط تُنقل عبر الصهاريج إلى مناطق سيطرة النظام طوال السنوات الماضية، إلا أن نائبا في البرلمان العراقي أكد ذلك في بيان له، تحدث فيه عن وقف بلاده صادرات النفط إلى سورية.

وحسب عضو البرلمان العراقي، مصطفى سند، فإن العراق قرر إيقاف تزويد النفط إلى سورية اعتبارا من هذا الشهر، مؤكدا أن العراق كان يزوّد سورية بحوالي 120 ألف طن من النفط الأسود شهريًا.

ولم يصدر عن الحكومة العراقية أو وزارة النفط ببغداد، أي تعليق حيال الخطوة، لكن المتحدث الإعلامي باسم وزارة النفط العراقية، مرتضى الجشعمي، إنهم لا يمتلكون معلومات عن صادرات النفط العراقي إلى سورية، كما لا تتوفر لديهم أي معلومة حول إيقاف تلك الصادرات"، بحسب "العربي الجديد"

يأتي ذلك في وقت يؤكد فيه مختصون أن أغلب عمليات تزويد سورية بالنفط الأسود لم تكن بصيغة رسمية إنما كانت تتم بعمليات تهريب ممنهجة تنفذها مجاميع مسلحة بطرق غير شرعية من خلال المنافذ الحدودية غير الرسمية. 

مسؤول حكومي عراقي، رفض ذكر اسمه، قال، إن "النفط الذي كان يُنقل لمناطق سيطرة النظام، ليس ضمن عقود رسمية مُعلنة، أو صفقات معلومة لمنظمة أوبك، بل كان ينقل عبر الصهاريج لأغراض تشغيل محطات الكهرباء السورية في دمشق والمناطق التي يسيطر عليها النظام آنذاك، وهو جزء من مساعدة ودعم للنظام السوري كان يحصل عليها من إيران والعراق، وكله خارج حصة العراق فيما يتعلق بسقف التصدير النفطي له".

هذا التوضيح قد يبرر عدم إعلان العراق رسميا عن وقف صادراته النفطية إلى سورية حتى الآن، والتي يؤكد المسؤول الحكومي ذاته أنها كانت تتم من خلال شركات نقل خاصة، وليست عبر أساطيل النقل البري التابعة لشركة سومو العراقية القابضة. من جانبها كشفت شبكة أويل برايس المعنية بشؤون النفط في تقرير نشرته، الخميس 26 كانون الأول/ديسمبر 2024، أن الحكومة العراقية اتخذت قرارا داخليا بإيقاف صادرات النفط الخام الى سورية خلال الفترة الحالية، الأمر الذي قاد الى ازمة وقود حادة داخل البلد.

 

وقال موقع أويل برايس الأميركي في تقريرها، إن مصادر برلمانية أوضحت لها ان الحكومة العراقية اتخذت قرارا داخليا بإيقاف صادرات النفط الى سورية، خلال الفترة الحالية، موضحة أن سورية تستورد نحو 120 ألف برميل يوميا من العراق لسد حاجتها المحلية، بالإضافة الى 60 ألف برميل أخرى من إيران.

 

وتابعت، أن "الحكومة الإيرانية من جانبها أوقفت تصدير النفط الى سورية مع اعلان هروب بشار الأسد من البلاد، الأمر وصل الى إصدار أوامر لإحدى سفن الشحن بالعودة الى إيران بمجرد وصول أنباء انهيار نظام بشار الأسد الى طهران. وأكد الموقع أن سورية تعاني الآن من نقص حاد في الوقود نتيجة لسيطرة مسلحي قوات سورية الديمقراطية (قسد) والقوات الأميركية على الآبار النفطية السورية، حيث كانت سورية تعتمد خلال فترة حكم بشار الأسد على استيراد النفط العراقي لسد حاجتها المحلية.

 

العراق والتحولات السورية وأشار الموقع إلى وجود ما وصفتها بــ "ترجيحات" بتدخل أميركي أو تركي لإقناع بغداد بإعادة ضخ النفط الخام مرة أخرى إلى سورية منعا لتدهور الأوضاع الداخلية بشكل أكبر. في السياق، يرى المختص باقتصاديات النفط، أحمد صدام، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن التحولات السياسية في سورية وحالة عدم الاستقرار الأمني فيها دفع العراق إلى إيقاف الصادرات النفطية، فضلا عن سعي العراق لإعادة ترتيب الاتفاق مع الحكومة الجديدة مستقبلا.

وأضاف: "كما هو معلوم فإن اتفاق التصدير السابق ربما يدفع الحكومة المؤقتة في سورية بعدم الالتزام به لكونه مبرما مع حكومة سابقة، وبالتالي ربما يخسر العراق الإيرادات المتأتية من هذه الصادرات. وأشار صدام، إلى أن الحكومة العراقية سوف تنتظر حتى يستقر الوضع أو أن تطلب الحكومة السورية استئناف التصدير من العراق وتجديد الاتفاق بشكل رسمي مرة أخرى حتى يكون هناك ضمان لحقوق الطرفين المتعاقدين. 

وأوضح الباحث في الشأن الاقتصادي، علي العامري، أن النظام الجديد في سورية وضع الحكومة العراقية في حرج كبير، خاصة بعد التهديدات التي أطلقتها بغداد، مع انطلاق العمليات العسكرية التي شنتها قوات المعارضة السورية. وبين العامري، لـ"العربي الجديد"، أن العراق يحاول الحصول على ضمانات أمنية قبل الحديث عن استئناف التصدير مجددا.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الحکومة العراقیة النفط إلى سوریة صادرات النفط بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

الحكومة السورية الجديدة تطالب روسيا بالحصول على تعويضات

أعلنت الإدارة السورية الجديدة، اليوم الأربعاء، أنها بحثت آليات "العدالة الانتقالية" مع وفد روسي يزور العاصمة دمشق، بهدف ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا نظام الأسد، وفق ما أوردت وسائل إعلام متفرقة.

وشددت الإدارة السورية، في بيان، اليوم، "على أن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه".

وضغطت الحكومة السورية الجديدة، على روسيا للحصول على تعويضات، خلال أول محادثات لها مع وفد الكرملين، وطبقًا للبيان السوري حول المحادثات في دمشق، مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، فإن الحوار سلط الضوء على دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري، من خلال إجراءات ملموسة، مثل التعويضات وإعادة الإعمار.

ووصف بوجدانوف، المحادثات التي جرت أمس الثلاثاء، بأنها بناءة، رغم أننا نتفهم مدى صعوبة الوضع، حسب وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.

في غضون ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، قوله بعد محادثات مع المسؤولين السوريين، إن موسكو ودمشق ستجريان مزيدًا من المحادثات بشأن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن بوجدانوف قوله للصحفيين: "هذه المسألة تتطلب مفاوضات إضافية".

وقال إنه حتى الآن لم تحدث أي تغييرات على وجود القاعدتين العسكريتين الروسيتين في البلاد.

وتأمل روسيا، في الاحتفاظ بقاعدتيها في سوريا، وهما منشأة بحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.

يُذكر أن الفصائل السورية تمكنت من إسقاط نظام الأسد، 8 ديسمبر الماضي، وكلّفت المهندس محمد البشير، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.

كما أعلنت الإدارة السورية الجديدة الأربعاء أنها بحثت “العدالة الانتقالية” مع أول وفد روسي يزور دمشق منذ رحيل الرئيس السابق بشار الأسد ديسمبر.

وهدفت المباحثات إلى “ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الحرب التي شنها نظام الأسد”.

ويقول مراقبون إن موسكو قد تُضطر إلى إعادة تنظيم وجودها بالكامل في المنطقة .

مع ذلك، اعتمد الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع في نهاية ديسمبر نبرة تصالحية إلى حد ما، إذ رحب بـ”المصالح الاستراتيجية العميقة” بين سوريا وروسيا، معربا عن رغبته في إعادة بناء العلاقة مع موسكو.

وقال الشرع  ديسمبر خلال مقابلة مع قناة “العربية” إن “هناك مصالح استراتيجية عميقة بين روسيا وسوريا. السلاح السوري كله روسي وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية”.

وأضاف “لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالشكل الذي يهواه البعض”.

وفي منتصف ديسمبر، أكد بوتين أن سقوط بشار الأسد ليس “هزيمة”، معلنا أن موسكو حققت هدفها بمنع البلاد من أن تصبح “جيبا إرهابيا”.

من جانبها، تعتزم أوكرانيا التي تخوض صراعا مسلحا مع موسكو، أن تضغط على روسيا لمنعها من البقاء في سوريا.

وفي أواخر ديسمبر، التقى وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيجا أحمد الشرع خلال زيارة غير معلنة لدمشق.

ودعا سيبيجا بعد ذلك إلى “القضاء” على الوجود الروسي في سوريا، مؤكدا أن هذا من شأنه أن يساهم “في الاستقرار ليس فقط على صعيد الدولة السورية، بل وأيضا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بأكملها”.


ومنذ فرار بشار الأسد، وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمساعدة في إعادة بناء سوريا، وأرسلت أوكرانيا، وهي دولة زراعية كبيرة، أول شحنة من المساعدات الغذائية ضمت 500 طن من دقيق القمح.
 

مقالات مشابهة

  • كلمة وزير الخارجية أسعد الشيباني خلال مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
  • كلمة وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني خلال مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
  • رئيس الوزراء يكشف لـ«الوطن» خطة الحكومة لتنمية تصدير العقار المصري
  • ما تداعيات استمرار حظر تصدير دواجن إقليم كردستان العراق؟
  • الحكومة السورية الجديدة تطالب روسيا بالحصول على تعويضات
  • إنجاز 80% من الحاجز الكونكريتي على الحدود العراقية السورية في نينوى
  • السوداني: قطاع الطاقة يمثل مكانة محورية في خطط الحكومة
  • العراق يسعى الى زيادة انتاج النفط الى 7 ملايين برميل يوميا خلال خمسة اعوام
  • وزير العدل: الحكومة العراقية تسير بخطى ثابتة لتعزيز حقوق الإنسان، وضمان العدالة والمساواة لجميع أفراد الشعب العراقي
  • الفصائل العراقية وعُقدة إيران - المرجعية.. كيف ستحل الحكومة التشابك؟ - عاجل