من لغة الحيتان إلى مخطوطات ناجية من بركان.. 4 اكتشافات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي في عام 2024
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
ّدبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- نظرًا لكونها متفحّمة بالكامل، فإنّ مئات من هذه المخطوطات القديمة الهشّة ستتفتّت إذا حاول أحد فتحها، وأيّ أثر للكتابة عليها سيكون غير مقروء تقريبًا. فمخطوطات هيركولانيوم ما برحت ملفوفة، لكن بفضل أداة قوية أصبح محتواها الآن في متناول اليد.
فبواسطة الذكاء الاصطناعي والأشعة السينية عالية الدقة، تمكّن فريق من ثلاثة باحثين في عام 2023، من فكّ رموز أكثر من ألفي حرف من المخطوطات الملفوفة، وهو إنجاز مذهل كشف عن أول مقاطع كاملة من برديات نجت من ثوران جبل فيزوف في عام 79 ميلاديًا.
وتشكل هذه القطع الأثرية، التي استُردّت من مبنى يُعتقد أنه كان منزل والد زوجة يوليوس قيصر، كنزًا غير مسبوق من المعلومات حول روما واليونان القديمة.
ويأمل علماء الحاسوب الذين أطلقوا تحدي فيزوف، وهي مسابقة تهدف إلى تسريع عملية فك الرموز، أن يتم فك 90% من أربع مخطوطات بحلول نهاية عام 2024. والتحدي الرئيسي تمثّل بتسطيح الوثائق افتراضيًا، وتمييز الحبر الأسود عن البرديات المتفحّمة لجعل النصوص اليونانية واللاتينية قابلة للقراءة.
وقال برنت سيلز، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة "كنتاكي" الذي يعمل على فك شفرة المخطوطات منذ أكثر من عقد: "الذكاء الاصطناعي يساعدنا على تعزيز قابلية قراءة أدلة الحبر. الأدلة على الحبر موجودة، لكنها مدفونة ومموهة داخل كل هذا التعقيد الذي يقوم الذكاء الاصطناعي بتبسيطه وتكثيفه".
ويعد هذا المشروع مثالاً مقنعاً على الفائدة المتزايدة من الذكاء الاصطناعي الذي وصل إلى مرحلة النضج في عام 2024، مع اعتراف لجنة "نوبل" بتطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه في العلوم لأول مرة، حيث منحت جائزة الفيزياء لجون هوبفيلد وجيفري هينتون لاكتشافاتهما الأساسية في التعلّم الآلي، ما مهّد الطريق لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي اليوم.
ويُعد الذكاء الاصطناعي مصطلحًا غامضًا ومبالغًا فيه بكثير من الأحيان، ويهدف إلى محاكاة الوظائف المعرفية البشرية لحل المشاكل، وإكمال المهام. ويشمل الذكاء الاصطناعي مجموعة من التقنيات الحسابية، كاستخدام مجموعات البيانات لتدريب وتحسين خوارزميات التعلّم الآلي، وتمكينها من اكتشاف الأنماط، وإبلاغ التوقعات.
ويمكن لبعض أدوات الذكاء الاصطناعي أن تُشكّل مخاطر، مثل الأنظمة المستخدمة في التوظيف، والشرطة، وتطبيقات القروض التي تكرّر التحيّز، لأنها قد تكون مدرّبة على بيانات تاريخية تعكس أفكارًا متحيّزة.
وقد غيّر الذكاء الاصطناعي مشهد الاكتشاف العلمي، مع زيادة عدد الأوراق التي تمّت مراجعتها من قبل الأقران باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، منذ عام 2015.
وتوقع أكثر من نصف العلماء البالغ عددهم 1،600 عالم الذين شملهم استطلاع دورية "Nature" أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي "مهمة للغاية" أو "ضرورية" لممارسة البحث. لكن الجمعية الملكية البريطانية، أقدم أكاديمية للعلوم في العالم، حذّرت من أنّ الطبيعة الغامضة للعديد من أدوات الذكاء الاصطناعي تحدّ من إمكانية إعادة إنتاج البحوث القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وبالنسبة لسيلز، فإنّ هذه الأداة القويّة التي استخدمت بحكمة هي التي أدت إلى نتائج مذهلة.
ويُعتبر تحدّي فيزوف مجرد طريقة واحدة هزّ فيها المجال سريع الحركة العلم، وكشف عمّا هو غير متوقع في عام 2024. وتعمل أداة الذكاء الاصطناعي على تعزيز فهم العلماء لكيفية تواصل الحيوانات في أعماق المحيطات، ما يساعد علماء الآثار على العثور على مواقع جديدة في تضاريس نائية وغير مضيافة، وحل بعض أعظم التحديات التي تواجه علم الأحياء.
فك شفرة لغة الحيتانيعلم الباحثون أنّ النقرات الغامضة التي تُصدرها حيتان العنبر تختلف لجهة الإيقاع والطول، لكن ما تقوله الحيوانات بهذه الأصوات لا يزال يشكّل لغزًا بالنسبة للآذان البشرية.
لكنّ التعلّم الآلي ساعد العلماء على تحليل نحو 9 آلاف تسلسل نقرات مسجّلة تمثّل أصوات حوالي 60 حوتًا من حيتان العنبر في البحر الكاريبي. وقد يمكن هذا العمل البشر من التواصل مع الكائنات البحرية يوما ما.
وقد فحص العلماء توقيت وتكرار النقرات في نطق الحيتان الانفرادي، وفي الجوقات، وفي تبادلات النداء والاستجابة بين بعضهم البعض. وعند تصوّرها باستخدام الذكاء الاصطناعي، ظهرت أنماط النقرات غير المرئية سابقًا في ما وصفه الباحثون بأنه أشبه بالصوتيات في التواصل البشري.
في المجمل، اكتشف البرنامج 18 نوعًا من الإيقاع (تسلسل الفواصل الزمنية بين النقرات)، وخمسة أنواع من الإيقاع الزمني، وثلاثة أنواع من الروباتو (التغيرات في المدة الزمنية)، ونوعين من الزخرفة - وهي "نقرة إضافية" تُضاف في نهاية النقرات في مجموعة من النقرات الأقصر.
وأفاد العلماء في مايو/ أيار أنّ هذه السمات يمكن خلطها ومطابقتها لتشكيل "مجموعة هائلة" من العبارات. ومع ذلك، فإن هذا النهج له حدوده. ففي حين أنّ التعلم الآلي بارع في تحديد الأنماط، فإنه لا يلقي الضوء على المعنى.
وتتمثل الخطوة التالية، وفق الدراسة، بإجراء تجارب تفاعلية مع الحيتان، إلى جانب مراقبة سلوك الحيتان التي يمكن أن تكون جزءًا مهمًا من كشف قواعد تسلسل نقرات حوت العنبر.
العثور على المواقع الأثريةوفي الوقت ذاته، على الأرض، تعمل أداة الذكاء الاصطناعي على تعزيز البحث عن الخطوط والرموز الغامضة المحفورة في الأرض المتربة لصحراء نازكا في بيروـ حيث أمضى علماء الآثار نحو قرن من الزمان في اكتشافها وتوثيقها.
وغالبًا ما تكون هذه الرسوم الهائلة مرئية فقط من الجو، وهي تصوّر تصاميم هندسية وأشكالًا بشرية وحتى حوت قاتل يحمل سكينًا.
وقامت مجموعة من الباحثين بقيادة ماساتو ساكاي، وهو أستاذ علم الآثار في جامعة ياماغاتا اليابانية، بتدريب نموذج ذكاء اصطناعي بهدف اكتشاف الأجسام باستخدام صور عالية الدقة لرموز نازكا البالغ عددها 430 رمزًا والتي تم توثيقها حتى عام 2020.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بيرو آثار الحمض النووي الذكاء الاصطناعي علوم علوم وأبحاث مرض السرطان أدوات الذکاء الاصطناعی فی عام عام 2024 التی ت
إقرأ أيضاً:
53 دولة إسلامية بمنظمة “الإيسيسكو” توافق بالإجماع على ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
المناطق_واس
وافقت 53 دولة إسلامية من الدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بالإجماع على “ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي” الذي أُعلن عنه خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي نظمتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” في شهر سبتمبر 2024 بالرياض، ووصف بأنه علامة فارقة في إنشاء إطار أخلاقي وإستراتيجي مشترك للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي.
جاء ذلك خلال أعمال الدورة الخامسة والأربعين للمجلس التنفيذي لمنظمة (الإيسيسكو) التي عقدت في تونس، بحضور جميع الدول الأعضاء، بمشاركة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”.
أخبار قد تهمك فريق بحثي من صيدلة جامعة الملك سعود يتوصل إلى أسباب صداع الصيام 2 مارس 2025 - 12:29 صباحًا أمير منطقة الرياض يرفع الشكر للقيادة الرشيدة لصدور التوجيه الملكي الكريم بالعفو عن المحكومين في الحق العام 1 مارس 2025 - 3:05 صباحًاوناقشت الدورة “ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي” الذي يمثل إطارًا إستراتيجيًا شاملًا؛ يهدف إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم الإسلامية، وتعزيز التنمية المستدامة والتعاون الدولي في هذا المجال.
وأكدت الدول الأعضاء التزامها بتعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي، ودعم تبنّي الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي لدى دول العالم الإسلامي. وقد تم خلال هذه الدورة تقديم الميثاق من مركز الاستشراف والذكاء الاصطناعي بالمنظمة من قبل الدكتور قيس الهمامي، حيث استعرض أبرز محاوره وأهدافه الإستراتيجية، مسلطًا الضوء على أهميته في توجيه تطوير الذكاء الاصطناعي بما يخدم المصالح المشتركة لدول العالم الإسلامي.
ونوهت منظمة “الإيسيسكو” بـ “ميثاق الرياض”، نظير ما يمثله من إنجاز بارز يعكس التزام الدول الأعضاء بتسخير الذكاء الاصطناعي لصالح المجتمعات، بما يتوافق مع أطر الحوكمة الدولية والمبادئ الأخلاقية، مؤكدةً أن الميثاق يمثل إطارًا توجيهيًا للدول الأعضاء لمواكبة التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي وفق رؤية إستراتيجية موحدة، ويشكل ركيزة أساسية لتمكين الدول الأعضاء من استخدامات الذكاء الاصطناعي، وحماية المبادئ الأخلاقية، وتأمين مستقبل رقمي مستدام للدول الأعضاء.
وتأتي موافقة الدول الإسلامية على “ميثاق الرياض” في إطار التعاون الإستراتيجي القائم بين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمملكة ممثلة في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، لتؤكد هذه الشراكة الدور الريادي للمملكة في تمكين الذكاء الاصطناعي المسؤول، من خلال وضع الأطر التنظيمية الداعمة لتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ومستدام، بما يعزز من مكانة المملكة في هذا المجال، ويُبرز التزامها بقيادة الجهود الدولية لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وفعّال.