سودانايل:
2025-04-23@13:10:06 GMT

أي مستقبل ينتظر حرب السودان في 2025؟

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

طبيعة التفاعلات الداخلية السودانية ما زالت تحافظ على حالة الاستقطاب الحاد، ولم تنجح في تجاوزها على رغم الخسائر التي ترتبت على هذه الحرب، والمرجح أن تدور حول 150 مليار دولار، فضلاً عن التكلفة الإنسانية الباهظة، من نزوح داخلي ولجوء خارجي لغالبية السكان الذين فقدوا مقدراتهم الذاتية تماماً بما جعل نحو 60 في المئة من مجمل عدد السكان السودانيين قيد معاناة الجوع

في الوقت الذي يرحل فيه عام 2024 يقفز التساؤل على نطاق واسع في السياقين الداخلي والخارجي بشأن مدى إمكانية الوصول إلى محطة السلام بالسودان، في ضوء استمرار التعقيدات على المستوى الداخلي بين أطراف الصراع، وذلك إلى حد وجود اتجاهات بتكوين حكومة منفى في منطقة غرب السودان، الأمر الذي يعني عملياً إعلان تقسيم البلاد، لكن بلا علم ونشيد.



مؤشرات وقف إطلاق النار تكاد تقتصر على المجهودات الدولية والإقليمية، التي من المتوقع أن تُستأنف مع تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاليد الحكم مطلع العام الجديد، إذ جرى التمهيد لتلك الخطوة في اجتماع عُقد في روما على هامش قمة السبع بين الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، وذلك بعد أن فشلت بريطانيا في تمرير مشروع لوقف إطلاق النار من مجلس الأمن الدولي، وذلك بعد أن مارست موسكو حق الفيتو ضد مشروع القرار، في إطار صراعها مع واشنطن، رداً على السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى من جانب الغرب، وهو الأمر الذي رحبت به أطراف المجلس السيادي السوداني على نحو ما، على اعتبار أن مشروع القرار البريطاني ثمرة تشاور بين رئيس الوزراء المدني عبدالله حمدوك، الذي يترأس حالياً تحالف للمعارضة "تنسيقية تقدم"، وهي ثمرة يرفض الجيش أن تحتسب للمعارضة المدنية.

السودان يعيش الاستقطاب

على صعيد موازٍ يقود رمطان لعمامرة، المبعوث الأممي للسودان، مجهوداً لتنسيق المبادرات بين المنظمات المعنية بمجهودات السلام في السودان، وهما الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والإيجاد، فضلاً عن الأمم المتحدة بطبيعة الحال، إذ نجح في عقد ثلاثة اجتماعات بهذا الشأن في كل من القاهرة وجيبوتي وغانا، أطلع نتائجهم على الفريق عبدالفتاح البرهان أخيراً في بورتسودان، الذي أعلن بدوره توافقاً مع هذا المجهود الأممي، لكن من دون أن يوضح آليات محددة لهذا التوافق وطبيعة موقفه من تفاصيل الرؤية الأممية.

على المستوى الإقليمي فإنه يحاول أن يمارس دوراً بشأن بلورة معادلة اليوم التالي للحرب، وذلك بمحاولة خلق توافق بين القوى المدنية السودانية، لتحديد أطراف العملية السياسية السودانية، التي هي أحد أهم قضايا الصراع السياسي السوداني حالياً، على اعتبار أنها ترسم موازين القوى الداخلية في المستقبل القريب. وقد بدأ هذا النوع من المجهودات في القاهرة يوليو (تموز) 2024، ومن المنتظر أن يستكمل في مطلع 2025 باجتماع ثانٍ في القاهرة أيضاً، من المنتظر أن يجري فيه توسيع الطيف السياسي السوداني الحاضر فيه.

أما على مستوى السعودية فقد أكدت الرياض في الاجتماع التشاوري الثالث بين المنظمات المتعددة الأطراف الراعية مبادرات السلام في السودان موقف يجري التعبير عنه في كل المنصات الدبلوماسية، وهو ضرورة إنهاء الصراع وتعزيز الاستجابة الإنسانية فيه، والعمل على تمهيد مستقبل سياسي يضمن أمن السودان واستقراره، وصيانة وحدته وسيادته واستقلاله.

التحدي الرئيس الذي يواجه هذه المجهودات حالياً هو طبيعة التفاعلات الداخلية السودانية التي ما زالت تحافظ على حالة الاستقطاب الحاد، ولم تنجح في تجاوزها على رغم الخسائر التي ترتبت على هذه الحرب، والمرجح أن تدور حول 150 مليار دولار، فضلاً عن التكلفة الإنسانية الباهظة، من نزوح داخلي ولجوء خارجي لغالبية السكان الذين فقدوا مقدراتهم الذاتية تماماً بما جعل نحو 60 في المئة من مجمل عدد السكان السودانيين قيد معاناة الجوع.

ويمكن رصد بعض مظاهر الاستقطاب السياسي أخيراً بين أطراف الصراع السوداني في أنه على رغم الانتصارات التي حققها الجيش أخيراً في بعض مناطق الخرطوم وأم درمان، فضلاً عن مناطق بشرق ووسط السودان، فإنه يتبنّى سياسات تعزز الاستقطاب الداخلي العسكري والسياسي، وأيضاً الاجتماعي، ولا تقلل منه، وذلك في سياق سياسات مثل إصدار قانون تغيير العملة السودانية، في محاولة لتجفيف مقدرات قوات "الدعم السريع" وحواضنه الاجتماعية على الصعيد المالي، وذلك في تجاهل لحقيقة أن قطاعات واسعة من الشعب السوداني تقطن في الولايات التي تحت سيطرة "الدعم السريع"، كما أن بعض هذه الولايات منتجة موارد ثمينة، مثل الذهب والصمغ العربي، بالتالي هناك إمكانية للتعامل بعملات أخرى في هذه المناطق، كما تشكل الممارسات من جانب بعض المحسوبين على القوات النظامية والمترتبة على قانون الاشتباه معولاً قوياً في جدار التماسك الاجتماعي السوداني على هشاشته، حيث يجري الاستناد في تنفيذه إلى شكل الوجوه ولهجاتها اللغوية.

نقلا عن اندبندنت عربية  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بريطانيا وصمود .. محاولة الإلتفاف على الدولة والشعب السوداني

على هامش مؤتمر لندن

بريطانيا وصمود .. محاولة الإلتفاف على الدولة والشعب السوداني

تقرير: مجدي العجب

مازالت بريطانيا تمارس غيها السياسي والتآمري على الدولة السودانية ولازالت تظن ظناً آثما أن السودان تحت وصاياها حتى. فكانت حركات سفيرها السابق لدى السودان عرفان صديق الرجل الذي نصب نفسه حاكما عاما على السودان لما وجده من فراغ سياسي وهشاشة أمنية في البلد إبان حكومة حمدوك، فقد رتب الرجل كل شيئ وظل يقود مجموعة من الساسة “القطيع” الذين سلموه زمام أمرهم وأمر البلاد.
لذا فقد ظنت بريطانيا أنها تملك “قطيعا” من الساسة السودانيين يمكن أن تحقق عبرهم أهدافها الاستعمارية والعودة من جديد عبر بوابة هولاء الساسة. لذلك عبر مؤتمرها الأخير والذي أطلق عليه مؤتمر “لندن” تقول إنهاء لإنهاء الصراع في السودان الجملة التى تعيها المملكة المتحدة جيدا وبهدف حشد المجتمع الدولي، ولكن من سوء طالع هذه الخطوة أن الحكومة السودانية أدركت “الفخ” المنصوب لها جيدا، لذلك أبدت اعتراضها عليه منذ البداية والاعتراض الأقوى كان هو تنظيم بريطانيا للمؤتمر برغم عدم دعوتها للمؤتمر وهذا توضح بجلاء النية المبيتة من هذه الخطوة العرجاء التى تخطوها المملكة المتحدة.
وأيضا من حسن حظ السودان أن عدد من الدول التي كانت شاهد عيان للمؤتمر أبدت اعتراضها أثناء الانعقاد، الأمر الذي أفشل مساعي بريطانيا غير الحميدة.
ولم تدع الحكومة السودانية للمشاركة، وقد احتجت على ذلك لدى المملكة المتحدة منتقدة نهج الحكومة البريطانية الذي يساوي بين الدولة السودانية ذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة منذ 1956، ومليشيا إرهابية ترتكب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والفظائع غير المسبوقة ضد الشعب السوداني.

+ موقف بريطانيا المعادي للسودان:

الوزير الأسبق والقيادي بالحركة السياسية والمجتمعية عثمان واش قال إن الغرب الاستعماري ترك شأن مستعمراتها السابقة للمستعمر السابق، والسودان شأنه عند بريطانيا كما يظنون. وأضاف واش في حديثه لألوان قد لعب السفير البريطاني في الانتقالية قيادة الدفة السياسية، حتى مذكرة استدعاء القوات الأممية التى كتبت بقلم السفير آنذاك. وأردف لم تتخلف بريطانيا يوما عن الموقف المعادي للحكومة الحالية في السودان أو الإنقاذ الراحلة لسبب واحد هو أن المستعمر لا يرضى الاستقلال الفعلي لتوابعه إلا شكلا، فالمعركة التي تديرها الإمارات اليوم بالوكالة نجد أن بريطانيا شريكا أصيلا فيها. واستدرك: ولكن ضعف التحضير تسبب في الفشل الذي صاحب مخرجات المؤتمر، علما بأن مواقف الدول العربية المشاركة متباينة، فالمملكة التي رعت لقاءات جدة تعتقد أن لها حظوة بعد مناداة أمريكا لها في قضايا أكبر من الهم السوداني كما حصل في الوساطة بين روسيا و أمريكا في الشأن الأوكراني ولا تريد أن تتخلى عن شأنها المحلي في البحر الأحمر.
وذهب واش في حديثه: أما مصر ذات تاريخ في المنطقة العربية ولا تريد لإمارة رغم ثرائها تملي عليها مواقفها السياسية، والعالم يتشكل اليوم بعد عصر ترامب ولا أحد من المكونات العربية يريد أن يسير خلف بريطانيا وأوربا التي تخلت عنها أمريكا.

+ الاستعمار الأحدث:

ولكن القطب الإتحادي الشريف الأمين الهندي يرى أن مؤتمر لندن محاولات للاستعمار الحديث. وقال الهندي في حديث خص به ألوان: مؤتمر لندن يمثل النظام العالمى الجديد (الاستعمار الأحدث قبله الاستعمار الحديث بعد استقلال دول العالم الثالث وقبل ذلك الاستعمار المباشر).
وأوضح: يختلف الاستعمار الأحدث بوجود ثلاثة مجموعات – العالمية والاقليمية والمحلية (كرازايات).
التخطيط تقوم به القوى العالمية وتتكون من دول الاستعمار الغربي القديمة بقيادة أمريكا والتمويل تقوم دول الإقليم، إمارات سعودية والمجموعة المحلية واجهة فقط (تمامة جرتق). وزاد: المجموعة المحلية تمثل مصالح الاقليمية والعالمية وفي الغالب يتم التخلص منها بعد أن فقدت احترام الشعب (الجلبي، كرزاى، البرادعى، أشرف). وختم حديثه لنا قائلا: المؤتمر دليل على عجز هذه المجموعات و قصورها الفكرى والسياسي.

+ إلتفاف على الدولة والشعب:

اذاً فقد كان المؤتمر محاولة من المملكة المتحدة للإلتفاف على الدولة والشعب السوداني، الأمر الذي وجد معارضة قوية من داخل أروقة المؤتمر، وقد أفشل ولم تستطع محاولة الإلتفاف إخراج مخرجات أو بيان مشترك.

الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019
  • حماية الإعلام الحر في السودان- “السودانية 24” بين مطرقة السلطة وسندان الحقيقة
  • هذا ما حدث ويحدث داخل وزارة الخارجية السودانية .. ولاعزاء للشعب السوداني
  • الإمارات.. «صوت العقل» لإنهاء الأزمة السودانية
  • الجيش الأمريكي يكشف عن المستقبل المظلم الذي ينتظر مليشيا الحوثي في ظل فاعلية ترومان و فينسون
  • السفارة السودانية في مسقط تعلن عن ترتيبات للعودة الطوعية
  • بريطانيا وصمود .. محاولة الإلتفاف على الدولة والشعب السوداني
  • المفارقات في المشهد السوداني!
  • مؤتمر لندن.. ما هي مجموعة الاتصال الدولية التي أراد تشكيلها
  • شاهد بالفيديو.. على إيقاع “الطبلة” المصرية.. الفنانة السودانية وجدان الملازمين تدخل في وصلة رقص مثيرة مع شاب مصري والجمهور: (فيفي عبده السودان)