الانصرافين الكذبة … ماذا تريدون منا؟
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
عبد المجيد دوسة المحامي
التصدي لأي مشكل في الحياة، ينبغي البدء في معرفة أسبابه وبواعثه، ثم التشخيص والانتقال الى الحل، هذه أمور وعيها جلّ شعوب الأرض الاّ نحن، نتخبط، نلف وندور حول ذات الدائرة.. نتقلّب ذات اليمين وذات الشمال مع الدجالين الكذبة، الذين أدخلوا البلاد كلها في مغالطات ونقاشات لا طائل منها.
والغريب في الأمر حتى أصحاب الرأي والقلم الذين هم كثر، يمسون ويبيتون، بل ويجتهدون في الإجابة عن هذه الأسئلة في الفضائيات، نسوا الخوض في طرح السؤال الكبير الكبير.. نعم وقعت الحرب ولكن ما الحل؟ وماذا نحن فاعلون.. فقط نقبع في ركننا الركين ونقول نحن مع إيقاف الحرب...... نعم سمعنا هذا ولكن من الذي يوقفها، وما هي رؤاكم في إيقاف حرب اصّر أحد طرفيه بمواصلتها مائة عام، وتعهد الطرف الآخر بجلب مليون مقاتل لخوض ما اسماها بالمرحلة(ب)، نريد مقترحات ورؤى واضحة للحل للاستشفاء من هذا المرض العضال، على مثقفينا وأصحاب الرأي الابتعاد عن أسئلة من قبيل التي يطرحها من أسرفوا وامتهنوا الانصرافية وتضليل العوام، هم يريدون تشويش العقل الجمعي، ودفع الشعب الى
الخوض في جدل عقيم لسنا في حاجة اليه الآن. أسئلة من قبيل من بدأ الحرب؟ الدعم السريع، الكيزان أم الجيش؟ بالله عليك ما الفائدة من طرح هكذا سؤال... عبث كعبث الحرب اللعينة هذه، بل ترف أدمن الانصرافيون - وما اكثرهم- لإلهاء الناس عن الولوج في أمور أكثر أهمية.
لم يكتف الانصرافيون بهذا، هذه المرة تقدم صفوفهم الكذّابون الأفاكون وأضاعوا لنا قدرا غير يسير من الوقت الثمين في سؤال أين حميدتي؟
الذي صمّ الآذان، قال البعض انه مات ودفن في مقبرة يعرفها فقط الكذابون وصانعو أسئلة التخريف. ينبري آخر ويقول إنه حي يرزق لكنه أصيب إصابة بليغة، ليختتم ثالث الأثافي أنه أصبح بعاتي وخرج بل حتى بعد أن زار الرجل حوالي أربعة دول في افريقيا وقابل قادتهم وتحدث معهم.. قالوا هذا ربوت صنع في الصين، في إساءة بالغة لرؤساء افريقيا الذين قابلهم وتحدث معهم، وكأن هؤلاء الرؤساء لا يستطيعون التفرقة بين انسان وربوت مصنوع في دولة ما، اكيد ليست الصين كما ادعوا وهم البارعون في إساءة الدول فالصين دولة كبيرة لا تتورط في مثل هذه الأفاعيل الصبيانية، اظن أنهم يعنون بذلك دولة الواق الواق العريقة. ماذا يريدون من كل هذه الترهات وقصص الحبوبات (الجدات) أفحن أطفال حتى نصدق خروج البعاتي آخر الزمان يا كذابين؟ وما الجديد عما اذا مات حميدتي أم بقي حيا .. ما دامت الحرب مستعرة تأكل الأخضر واليابس.
صمّوا آذاننا، بأن كل من وقف على الحياد في هذه الحرب هو ضد الجيش، في محاولة لإخافة العقلاء من شعبنا ولكن هيهات! هم ليل نهار ينسجون خيوط الكذب البواح، لا يستحون البتة بل وفي غيّهم وضلالهم يعمهون.
المحايدون ليسوا ضد الجيش، اذ ليس هناك وطني واحد يقف ضد جيش بلاده، ولكن عندما يتملّص الأخير من مهامه المتمثلة في حماية الحدود ويمتهن قتل مواطنيه بالبراميل الحارقة ويدّك البنى التحتية في البلاد ويقبل أن يكون حصان طروادة للكيزان الانصرافيين الكذبة – حينها ينفرط العقد الذي بينه وبين الشعب، الجيش عليه أن يختار بين أن يكون جيشا وطنيا كسابقات سنيه، قبل طامة الكيزان الكبرى في العام 1989، أو يقبل نعته بمليشيا الكيزان، وعندما نقول الجيش نعني قادتهم وليس كله.
حتى لا نطيل الكلام حول الانصرافيين، دعنا نذهب الى فاتحة مقالنا تحت عنوان ... حرب السودان، أسبابها، مآلاتها وآفاق الحل. ذاك حديث طويل سنتناوله في مقالنا القادم بإذن الله.
فانتظروا انا معكم من المنتظرين.
عبد المجيد دوسة المحامي
majeedodosa@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
د. أحمد بن علي العمري
تدخلت حركة حماس مع حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى في السابع من أكتوبر 2023 في غفوة من النظام الإسرائيلي باستخباراته وقوته، وأسرت العديد من الجنود والمجندات الإسرائيليين وحتى بعض المدنيين، والعالم كله يعرف بما فيه إسرائيل أن حركات المقاومة لا تعني الأسر بالمعنى المُطلق له ولكنها تأسر من أجل إنقاذ أسرى لها مظلومين في السجون الإسرائيلية، ساعتها هبَّ العالم المنافق كله متداعيًا لأجل إسرائيل، مدعين أنَّ حركات المقاومة هي الظالمة والمعتدية وحتى الإرهابية، ونسوا أن أكبر كثافة سكانية على الإطلاق في العالم في قطاع غزة، محاصرة منذ سبعة عشر عامًا.
لقد عانوا تحت هذا الحصار ولم يبق أمامهم إما العيش بكرامة أو الموت بكرامة، وما أصعب على الإنسان أن يختار بين العيش والموت.
المهم حصل ما حصل والعالم شاهد على ذلك، ولكن الغطرسة الإسرائيلية والجبروت الصهيوني لم يقبل ذلك فقد أعلن الحرب على غزة في حدودها الضيقة جدًا وجغرافيتها الصغيرة، معلنًا أن أهداف الحرب تتمثل في القضاء على حماس وتحرير الأسرى.
ولكن ماذا حصل بعد 471 يومًا من الحرب؟ هل تم القضاء على حماس وهل تحرر الأسرى؟
كلا، لم يحدث من ذلك شيء؛ بل العكس، هُزم الجيش الذي يزعم أنه لا يُقهر، على الرغم من الدعم الأمريكي المنقطع النظير والدعم الأوروبي الوفير، فلقد بقي المجاهدون أمام أعتى القوات العالمية وانتصروا بكل بسالة وشجاعة.
نعم هكذا هي المقاومة عندما يتقدم قادتها رجالهم المقاتلين ولا يبقون في الصفوف الخلفية فلقد استُشهد القائد إسماعيل هنية واستُشهد يحيى السنوار وشهد له العالم أجمع بأنه استشهد مقبلًا غير مدبر، ولم يكن محتميًا بالأسرى ولا بالدروع البشرية كما ادعى العدو.
وعند توقيع إسرائيل اتفاقية وقف إطلاق النار مرغمة على الرغم من الدعم الأمريكي والأوروبي لها، ماذا حدث؟ ومع تسليم أول دفعة من الأسيرات الإسرائيليات ماذا الذي ظهر؟ ظهر رجال المقاومة بكل عدتهم وعتادهم وسياراتهم منتشين رافعين الروس.
إذن.. فمن كانت تقاتل إسرائيل ومن قتلت وفي عددهم 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح.
الظاهر والواقع والحقيقة أنها لم تقتل ولم تجرح سوى المدنيين الأبرياء العزل، وقد عاثت فسادًا بتجريف الشوارع وهدم المدارس والمساجد والمستشفيات والجامعات، وحتى نبش القبور وفي أكبر المظاهر الإنسانية اشمئزازًا سماحها للكلاب الضالة بنهش الجثث.
فهل بعد هذا إنسانية؟
ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصر