ورقة غير عادية.. هذه آخر رسالة من جنبلاط لـحزب الله
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
الرسالة الأخيرة التي أطلقها الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط بشأن مزارع شبعا والقول إنها "سورية" تحملُ بعض الإشارات نحو "حزب الله" بالدرجة الأولى، وتفتح الباب أمام "جدوى وجود ما تبقى من سلاح لديه" أقله في منطقة شمال نهر الليطاني بعدما بات من الممنوع عليه التحرك عسكرياً في منطقة جنوب النهر عملاً بالقرار 1701.
مراراً وتكراراً، ربط "حزب الله" وجود سلاحه بتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة لاسيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا على اعتبار أن هذه الأراضي اللبنانية وبالتالي يحقّ للحزب التحرّك باتجاهها وتنفيذ عمليات ضدّ الوجود الإسرائيلي هناك. وللتذكير، فإن "حزب الله" وحينما فتح حرب إسناد غزة في تشرين الأول 2023، بدأ بتنفيذ عملياته انطلاقاً من مزارع شبعا بوصفها أرضاً محتلة وخارجة عن نطاق القرار 1701. آنذاك، كان الحزب يسعى للإشارة بشكل مباشر إلى أنه لم ينتهك القرار الدولي بينما إسرائيل هي التي بدأت توسيع عملياتها وقصفت مناطق لبنانية خاضعة للقرار الدولي. أما الآن، فإنَّ ما قاله جنبلاط بشأن مزارع شبعا يستحق الوقوف عنده، فالمطالبة الآن بتحديد هويتها الضائعة بين لبنان وسوريا هو من أبرز الأمور التي يمكن أن تساهم أيضاً في حسم أسباب وجود سلاح "حزب الله". هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إن ما فعله جنبلاط عبر الحديث عن مزارع شبعا فتح الباب أمام نقاشٍ فعلي وجدي بشأن مسألة ستنعكس فوراً على سلاح الحزب، وأضافت: "إن تبيّن أنّ المزارع سورية وغير لبنانية بعد التدقيق بالوثائق المرتبطة بذلك، عندها سيكون لبنان قد أسقط ورقة مهمة كانت بيد حزب الله طوال عقود من الزمن، وبالتالي الوصول إلى مرحلة أساسية لترسيم الحدود". تلفت المصادر إلى أنَّه في حال لم تكن مزارع شبعا لبنانية، عندها سيتم السؤال عن مبرر وجود سلاح "حزب الله"> ضمنياً، ومنذ زيارة جنبلاط إلى سوريا حيث التقى قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع، اكتفى "حزب الله" بالصمت وعدم التعليق على ما حصل . في المقابل، لم يعلق "حزب الله" بشكل رسمي على ما أعلنه جنبلاط، لكن هذا الأمر لا يعني التسليم بما قاله الأخير أو الاعتراض عليه. الآن، فإن "حزب الله" وبعد كلام جنبلاط، سينتقل إلى مرحلة جديدة ستؤثر عليه جداً انطلاقاً من مزارع شبعا، ففي حال تمكن لبنان حقاً من ترسيم الحدود بينه وبين سوريا، وهو أمرٌ لم ينجح مع النظام السوري القديم، عندها ستُحسم الجدلية بشأن المزارع. في الواقع، فإن ورقة القوة التي كان يتمسك بها الحزب سابقاً بشأن المزارع وهويتها انتفت الآن، وربما كانت سوريا تحيد النظر عن الحديث بشأن تلك المنطقة لأنها تُعتبر نقطة انطلاقٍ شرعية لحزب الله بشأن سلاحه، وهذا الأمر يمثل توجهات استراتيجية بقيت قائمة حتى الآن منذ سنوات طويلة. إذاً، وبانتظار ما ستؤول إليه المباحثات بين الدولتين اللبنانية والسورية بشأن مزارع شبعا، يمكن القول إنَّ الضغط باتجاه تحديد لبنانية هذه المزارع قد يمثل اختباراً بارزاً لتعاطي النظام في سوريا الجديدة مع لبنان.. فهل سيصل الملف إلى خواتيم يرجوها لبنان أم ستحسم سوريا الجدل وتؤكد أن مزارع شبعا لها؟ حتماً سننتظر ما ستكشفه التبدلات والتطورات..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
قوة لـحزب الله تُرعب إسرائيليين.. معهد في تل أبيب يكشف مكانها
نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي "INSS" تقريراً جديداً تحدث فيه عن وجود "أزمة ثقة" بين الجيش الإسرائيلي والسكان الإسرائيليين وذلك على اعتبار أن قوات الجيش فشلت في أداء مهمتها الأساسية وهي حماية المدنيين في إسرائيل. وأوضح المعهد في تقريرٍ جديد ترجمهُ "لبنان24" إنَّ الأزمة كانت حادة بشكل خاص بين سكان الشمال والجيش، موضحاً أن هذه الأزمة لم تنبع فقط من الإخفاقات التي شهدتها إسرائيل يوم 7 تشرين الأول 2023 خلال تنفيذ حركة "حماس" في غزة هجوماً ضد المستوطنات الإسرائيلية، بل هي تأتي أيضاً من التطورات التي حدثت قبل وبعد ذلك اليوم. وذكر المعهد أن الأزمة تتجذر في الشعور السائد بأن الحظ وحده هو الذي منع قوة الرضوان التابعة لـ"حزب الله" من اقتحام المستوطنات الإسرائيلية الشمالية المُحاذية للبنان، وأردف: "لقد كشف القتال في الشمال أن المؤسسة الدفاعية، بقيادة الجيش الإسرائيلي، سمحت لقوة رضوان بتسليح نفسها وتعزيز نفسها إلى مستويات خطيرة بالقرب من السياج الحدودي. وفي الوقت نفسه، تم رفض التحذيرات من قبل السكان المحليين بشأن هذا التهديد باعتبارها هستيريا مبالغ فيها. كذلك، أدى اكتشاف نفق عبر الحدود ــ على الرغم من التأكيدات العسكرية المتكررة بعدم وجود مثل هذه الأنفاق ــ إلى تقويض الثقة بشكل أكبر، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي زعم أنه نفق واحد مسدود من جانب واحد". ويتابع: "رغم أن الإنجازات العسكرية الكبيرة التي حققها الجيش الإسرائيلي في الحملة الشمالية ساهمت إلى حد كبير في تعزيز الأمن واستعادة الثقة جزئياً، فإنها لا تكفي للقضاء على الأزمة العميقة التي لا تزال قائمة. فعلياً، تظل هذه الأزمة تشكل موضوعاً مركزياً في المحادثات مع السكان بشأن عودتهم إلى ديارهم". وأكمل: "في استطلاع أجراه مركز المعرفة الإقليمي في الجليل الشرقي في شباط 2024، وجد أن العامل الأكثر أهمية في اتخاذ قرار العودة بالنسبة للسكان الذين تركوا منازلهم أثناء الحرب هو شعورهم بالأمن والسلامة. ومع ذلك، في مجموعات التركيز التي أجريت لهذا البحث، كان الشعور المتكرر بين سكان المجتمعات المختلفة هو أنهم لم يعودوا يسعون إلى مجرد الشعور بالأمن - بل يطالبون بالأمن والسلامة الفعليين". وقال: "هناك فجوة كبيرة بين الواقع العملي على الأرض وفهم السكان لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. إن الوصول إلى النص الرسمي للاتفاق أمر إشكالي، لأنه متاح باللغة الإنكليزية فقط. ونتيجة لذلك، فإن العديد من السكان غير مطلعين على تفاصيله الكاملة ويشعرون بأنهم مجبرون على اتخاذ قرارات بشأن العودة إلى ديارهم وسط حالة من عدم اليقين التام. يجب على كل مقيم تفسير الوضع مع حزب الله بشكل مستقل والتصرف بناءً على تقييمه الشخصي. ينعكس الغموض المحيط بالاتفاق - جنباً إلى جنب مع الفجوة بين تصورات السكان للأمن والوضع الأمني الفعلي - في نتائج استطلاع أجراه معهد دراسات الأمن القومي (INSS) بين 27 تشرين الثاني و 1 كانون الأول 2024. ووفقاً للاستطلاع، عارضت الغالبية العظمى - حوالي 70% - من المستجيبين الاتفاق، فيما عارضه 43% بشدة وعارضه 27% إلى حد ما". وأردف: "رغم أزمة الثقة، لا يزال العديد من السكان يعترفون بأن أمنهم يعتمد في نهاية المطاف على الجيش الإسرائيلي. وهنا، قال أحد السكان إنه لا يوجد سوى جيش إسرائيلي واحد.. هذا ما لدينا، ونحن نؤمن به". وتابع: "بالإضافة إلى الوجود العسكري، ذكر المستجيبون أيضاً دور جيش الدفاع الإسرائيلي في فرض اتفاق وقف إطلاق النار. مع هذا، فقد اتفق كثيرون مع التصريحات التي تفيد بأن عودة إسرائيل إلى سياسة الاحتواء من شأنها أن تزيد من عمق أزمة الثقة". وأكمل: "ينعكس هذا الاستنتاج أيضاً في استطلاع معهد دراسات الأمن القومي. ورداً على السؤال "إذا كنت متأكداً من أن شروط الاتفاق سوف تُنفذ، فهل ستعود أم لا لتعيش في مستوطنتك؟".. هنا، قال 21% إنهم متأكدون من أنهم سيعودون، بينما اعتقد 45% أنهم سيعودون، وأشار 15% آخرون إلى أنهم لن يعودوا، وكان 9% متأكدين من أنهم لن يعودوا".وختم: "باختصار، إن الأمن شرط ضروري لعودة السكان، إلا أن تحقيقه على نحو يلهم الثقة بين سكان الشمال يظل هدفاً بعيد المنال، فهؤلاء يطالبون بالأمن الملموس". المصدر: ترجمة "لبنان 24"