القاهرة تشهد اعتماد استراتيجية الاقتصاد الأزرق الإقليمية لدول شمال إفريقيا
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
أكدت الدكتورة دعاء همام مدير عام الاتفاقيات الدولية بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، نيابة عن الحسين فرحات محمد المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن وجود استراتيجية إقليمية للاقتصاد الأزرق لدول شمال أفريقيا يعد ضرورة ملحة لتحقيق التكامل بين دول المنطقة، وضمان الاستخدام المستدام للموارد البحرية المشتركة.
جاء ذلك خلال ورشة العمل النهائية لاعتماد استراتيجية الاقتصاد الأزرق الإقليمية لدول شمال إفريقيا بمشاركة ما يصل إلى 30 مشاركاً من خبراء وممثلين عن دول اتحاد المغرب العربي (الجزائر، ليبيا، موريتانيا، المغرب، تونس) بالإضافة إلى مصر والتي ينظمها مكتب الاتحاد الأفريقي للثروة الحيوانية بدعم من الحكومة النرويجية وممثلين عن الوزارات، وأصحاب المصلحة الإقليميين، واتحاد المغرب العربي، والمكتب الأفريقي المشترك، والمنظمات ذات الصلة.
حضر ورشة العمل النهائية أحمد البلتاجي خبير الاتحاد الأفريقي لشئون الإنتاج الحيواني لإدارة الموارد الطبيعية والمرونة، والدكتور حمد أبو طالب مدير إدارة الأمن الغذائي باتحاد المغرب العربي، والدكتور أسامة قدور عميد كلية الثروة السمكية بجامعة السويس نيابة عن الدكتور أشرف حنيجل؛ وذلك بهدف تعزيز الوعي واعتماد استراتيجية الاقتصاد الأزرق الإقليمية لدول اتحاد المغرب العربي وشمال أفريقيا، مع تحقيق التوافق الإقليمي حولها.
وأوضحت الدكتورة دعاء همام - في كلمتها نيابة عن الحسين فرحات محمد - أن هذه الاستراتيجية تدعم تعزيز التعاون الإقليمي في حماية الموارد البحرية، ودعم الابتكار والتكنولوجيا في القطاعات المرتبطة بالاقتصاد الأزرق، وتحسين القدرات المؤسسية والبشرية لدول المنطقة فمن خلال التركيز على الاقتصاد الأزرق، يمكن لدول شمال أفريقيا، التي تمتلك سواحل طويلة وثروات بحرية غنية الاستفادة بشكل كبير لتعزيز اقتصادها الوطني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أن ورشة اليوم تمثل خطوة فاعلة نحو تعزيز الوعي واعتماد استراتيجية الاقتصاد الأزرق الإقليمية لدول اتحاد المغرب العربي وشمال إفريقيا وتحقيق التوافق الإقليمي حولها؛ حيث حاز مفهوم الاقتصاد الأزرق على اهتمام عالمي متزايد نظرا لدوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة كما يمثل أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، إذ يعتمد على استغلال الموارد المائية بطريقة مستدامة لدعم النمو الاقتصادي، وتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل، مع حماية النظم البيئية البحرية والساحلية ويشمل كذلك مجالات متعددة مثل الصيد المستدام، السياحة البحرية الطاقة المتجددة البحرية، وتربية الأحياء المائية.
وأضافت أن الاقتصاد الأزرق يلعب كذلك دورا رئيسيا في التخفيف من آثار التغير المناخي من خلال تعزيز الحفظ المستدام للموارد البحرية، واستخدامها في الحد من انبعاثات الكربون مثل تطوير الطاقة البحرية المتجددة) وتبنت الأمم المتحدة مفهوم الاقتصاد الأزرق لتحقيق عدة أهداف منها القضاء على الفقر، وتعزيز النمو الاقتصادي، والحفاظ على المحيطات، مشيرة إلى أن أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 تعد خريطة طريق لتحقيق تطلعات الشعوب الإفريقية؛ حيث تسعى إلى بناء قارة مزدهرة متكاملة، وآمنة تضع مصالح شعوبها في المقام الأول من خلال تحقيق رؤية متكاملة للقارة تعتمد على التعاون بدلاً من التنافس، وخلق فرص اقتصادية متساوية لجميع الأفارقة، وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، وتعزيز القدرات المحلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتابعت "إدراكاً من الاتحاد الأفريقي لثروات القارة السمراء، حيث الكثير من الدول الساحلية، وكبر حجم تجارتها عبر البحار ووجود العديد من الموارد المعدنية والبيئية الضخمة، واعتماد العديد من سكانها على الصيد كمصدر رئيسي للغذاء والدخل فقد قام بالعديد من المبادرات أهمها (سياسة الاقتصاد الأزرق للاتحاد الأفريقي) بهدف تمكين الدول الأفريقية من تحقيق نمو اقتصادي مستدام من خلال تحقيق التوازن بين استغلال الموارد البحرية وحمايتها من الصيد الجائر والتلوث.
ولفتت إلى أن الاتحاد الأفريقي يلعب دورًا محوريا في تعزيز الاقتصاد الأزرق داخل القارة، حيث يقدم الدعم للدول الأعضاء من خلال وضع السياسات والمبادئ التوجيهية لتعزيز الاقتصاد الأزرق، وتوفير منصات للتعاون بين الدول لتبادل المعرفة والخبرات، ودعم المشاريع الإقليمية المشتركة التي تهدف إلى تنمية القطاعات المرتبطة بالاقتصاد الأزرق، وتقديم المساعدات الفنية وبناء القدرات لتحسين إدارة الموارد البحرية.
وأوضحت أننا في مصر نؤمن بأهمية التعاون مع شركائنا في الاتحاد الإفريقي، ومن خلال هذه الورشة نتطلع إلى تبادل الخبرات مع كل المشاركين، لتحقيق التوافق الإقليمي حول استراتيجية الاقتصاد الأزرق الإقليمية لدول اتحاد المغرب العربي وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن هذه الجهود المشتركة بين الاتحاد الأفريقي ودول القارة، بما فيها دول شمال أفريقيا، تعد خطوة نحو تحقيق رؤية "أفريقيا التي نريدها وفق أجندة 2063، حيث يصبح الاقتصاد الأزرق وسيلة لتعزيز التنمية الشاملة والازدهار المستدام
وأكدت أن هذا الاجتماع يعكس الالتزام المشترك بالعمل الجماعي نحو مستقبل أفضل لشعوب القارة الأفريقية، وتناقش الورشة على مدار 3 أيام محاور استراتيجية الاقتصاد الأزرق لأفريقيا (ABES)، والصيد البحري، وتربية الأحياء المائية، والمحافظة على النظم البيئية المائية، والنقل البحري، والتجارة، والموانئ، والأمن والسلامة البحرية، والسياحة الساحلية والبحرية، والتغير المناخي، والبنية التحتية، والطاقة المستدامة، والموارد المعدنية، والصناعات المبتكرة، والسياسات، والحوكمة، وخلق فرص العمل، والتمويل المبتكر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النقل البحري الثروة السمكية الاقتصاد الأزرق أفريقيا المزيد اتحاد المغرب العربی الاتحاد الأفریقی شمال أفریقیا شمال إفریقیا لدول شمال من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الدستوري يشدد على ضرورة إصلاح قطاع السياحة لتعزيز جاذبية المغرب عالميًا
دعا رئيس الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي بمجلس النواب، شاوي بلعسال، إلى ضرورة معالجة التحديات التي يواجهها قطاع السياحة في المغرب، مشيرًا إلى أهمية تصدي الممارسات التي تؤثر سلبًا على جاذبية الوجهات السياحية في المملكة.
وأكد بلعسال في جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب، أثناء مسائلة رئيس الحكومة عزيز أخنوش حول السياسة العامة المتعلقة بالتوجهات الكبرى للقطاع السياحي، على ضرورة تحفيز هذا المجال الحيوي من خلال إجراءات فورية وعملية.
وأوضح بلعسال أن المغرب يواجه العديد من الإكراهات التي تحد من تطور السياحة، أبرزها انتشار بعض المظاهر السلبية في الأماكن السياحية.
وأكد على أهمية استثمار مناخ الأمن الذي يميز المغرب كعامل جذب رئيسي للزوار، مشددًا على ضرورة إزالة المظاهر المشينة من الفضاءات السياحية، مثل المتسولين والمدمنين، لضمان سلامة التجول وتنقل السياح.
كما تطرق بلعسال إلى ضرورة تنظيم قطاع النقل السياحي، مطالبًا بتأهيل سائقي سيارات الأجرة من خلال تدريبهم على السلوك المهني والمظهر اللائق، بالإضافة إلى فرض الالتزام بالأسعار المعلنة للسلع والخدمات. ودعا إلى تفعيل دور “شرطة السياحة” لضمان تطبيق قوانين السياحة وتعزيز النظام القانوني والمالي في هذا المجال.
وفيما يخص الاستفادة من التكنولوجيا، شدد بلعسال على ضرورة استخدام الرقمنة في تعزيز السياحة الوطنية. وقال إنه ينبغي تحميل المعطيات السياحية على منصات إلكترونية للترويج الفوري والمباشر للمنتجات السياحية، مع تسهيل عمليات الحجز وتنظيم النقل عبر الإنترنت لتلبية احتياجات السياح.
وفي إطار تطوير قطاع السياحة، اقترح بلعسال تعزيز العرض الفندقي من خلال ابتكار نماذج سكنية بيئية منخفضة التكلفة، على غرار الإيواء الثابت والمتنقل، بالتعاون مع الشركة المغربية للهندسة السياحية، بعيدًا عن بناء عقارات ضخمة. كما دعا إلى توسيع شبكة النقل الجوي عبر التعاقد مع شركات الطيران منخفضة التكلفة وزيادة عدد المقاعد الجوية لضمان الربط بين المدن المغربية والعالمية بتكاليف معقولة.
وأكد بلعسال أن قطاع السياحة حظي بنفس الأهمية التي حصل عليها قطاعا الفلاحة والماء، حيث تم تخصيص موارد كبيرة له، رغم أن النتائج السياحية كانت أقل من التوقعات مقارنة بالقطاع الفلاحي. لكنه أشار إلى الانتعاشة التي شهدها القطاع في السنوات الأخيرة، من خلال نمو العائدات السياحية وارتفاع عدد ليالي المبيت وفرص العمل المرتبطة بهذا المجال، وهو ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في أداء القطاع.