شمسان بوست:
2025-01-29@05:56:41 GMT

مرض قد يشكل معضلة عام 2025

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

شمسان بوست / متابعات

كشف فريق من العلماء، في بحث طبي جديد، عن مرض خطير قد يشكل جائحة في العام المقبل 2025، ما قد يؤدي إلى عدد كبير من الوفيات.

ويعيش العلماء حالة من القلق بعد ظهور فيروس “كورونا” فجأة وانتشاره بسرعة وإصابة الملايين من الناس به، ويخشىون أيضا من ظهور مرض معدٍ جديد سواء كان فيروسًا أو بكتيريا أو فطريات أو طفيليات.

ومع تراجع فيروس “كورونا” (بفضل اللقاحات عالية الفعالية)، فإن الأمراض المعدية الثلاث التي تسبب أكبر قلق لمسؤولي الصحة العامة هي الملاريا (طفيلي) وفيروس نقص المناعة البشرية (فيروس الإيدز) والسل (بكتيريا)، إذ تقتل هذه الأمراض مجتمعة نحو 2 مليون شخص كل عام.

وهناك قوائم مراقبة لمسببات الأمراض ذات الأولوية، وخاصة تلك التي أصبحت مقاومة للأدوية المستخدمة عادة لعلاجها، مثل المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات.

في الوقت الحالي، يسبب أحد فيروسات الأنفلونزا قلقاً كبيراً، وهو على وشك أن يصبح مشكلة خطيرة بحلول عام 2025. إنه فيروس الإنفلونزا من النوع الفرعي “H5N1 A”، والذي يشار إليه أحياناً باسم “إنفلونزا الطيور”. وينتشر هذا الفيروس على نطاق واسع بين الطيور البرية والداجنة، مثل الدواجن. وفي الآونة الأخيرة، أصاب أيضاً الأبقار الحلوب في العديد من الولايات المتحدة الأمريكية، كما وجد لدى الخيول في منغوليا.

وعندما تبدأ حالات الإنفلونزا في التزايد بين الحيوانات مثل الطيور، فإن هناك مخاوف دائمة من إمكانية انتقالها إلى البشر، والواقع أن إنفلونزا الطيور يمكن أن تصيب البشر، حيث سجلت الولايات المتحدة الأمريكية 61 حالة إصابة هذا العام بالفعل، ومعظمها نتيجة لاتصال عمال المزارع بالماشية المصابة وشرب الناس للحليب الخام

ومقارنة بحالتين فقط في الأمريكتين، في العامين السابقين، فإن هذه زيادة كبيرة، وإذا أضفنا إلى هذا معدل الوفيات الناجم عن العدوى البشرية الذي بلغ 30%، فإن إنفلونزا الطيور تقفز بسرعة إلى قائمة أولويات مسؤولي الصحة العامة.

لحسن الحظ، لا يبدو أن فيروس “إنفلونزا الطيور” ينتقل من شخص إلى آخر، وهو ما يقلل إلى حد كبير من احتمالات تسببه في جائحة بين البشر، إذ يتعين على فيروسات الإنفلونزا أن ترتبط بهياكل جزيئية تسمى مستقبلات السياليك على السطح الخارجي للخلايا، حتى تتمكن من الدخول إلى الداخل والبدء في التكاثر.

إن فيروسات الإنفلونزا التي تتكيف إلى حد كبير مع البشر تتعرف على مستقبلات السياليك هذه بشكل جيد للغاية، ما يسهل عليها الدخول إلى خلايانا، وهو ما يسهم في انتشارها بين البشر. من ناحية أخرى، فإن فيروس إنفلونزا الطيور يتكيف إلى حد كبير مع مستقبلات السياليك لدى الطيور ويعاني من بعض التفاوتات عند الارتباط (الالتصاق) بالمستقبلات البشرية. لذا، في شكله الحالي، لا يمكن لفيروس الإنفلونزا أن ينتشر بسهولة بين البشر.

ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة أن طفرة واحدة في جينوم الإنفلونزا يمكن أن تجعل فيروس إنفلونزا الطيور سريعا في الانتشار من إنسان إلى آخر، وهو ما قد يؤدي إلى اندلاع جائحة.


وحتى في غياب القدرة المحتملة على الانتشار بين البشر، فمن المرجح أن تؤثر إنفلونزا الطيور على صحة الحيوان بشكل أكبر في عام 2025، وهذا لا يترتب عليه آثار كبيرة على رفاهة الحيوان فحسب، بل وأيضاً إمكانية تعطيل إمدادات الغذاء وإحداث آثار اقتصادية أيضاً.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، فإنه إذا تمكن هذا النوع من الإنفلونزا (إنفلونزا الطيور) من التحول وبدأ في الانتقال بين البشر، فيجب على الحكومات أن تتحرك بسرعة للسيطرة على انتشاره. وقد وضعت مراكز مكافحة الأمراض في مختلف أنحاء العالم خططاً للاستعداد لمواجهة الأوبئة التي قد تضرب إنفلونزا الطيور وغيرها من الأمراض التي تلوح في الأفق.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: إنفلونزا الطیور بین البشر

إقرأ أيضاً:

السودان- بين حكمة السلام وجنون الصراع – تأملات في معضلة وطن ممزق

زهير عثمان

الأزمة السودانية هل هي معضلة المليشيات الإسلامية، ضعف القوى المدنية، ودور السلاح في صراع مفتوح فقط , تعالوا لنري ماذا هناك , يمر السودان بمرحلة تاريخية حرجة تتسم بتعقيد أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. إن الصراع المسلح الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ليس مجرد نزاع عابر، بل يمثل ذروة أزمة تراكمت منذ عقود. هذه الأزمة تعكس هشاشة الدولة الوطنية السودانية، وتداخل الدين والسياسة، وضعف القوى المدنية، وتصاعد دور السلاح كأداة لتحديد مسارات البلاد. في ظل هذه المعطيات، تتجلى المخاطر الجسيمة التي تهدد السودان، من الانهيار الكامل إلى التقسيم، وما يترتب عليه من تداعيات كارثية.
المليشيات الإسلامية ليست ظاهرة جديدة في السودان؛ فقد تأسست خلال حكم نظام الإنقاذ بقيادة عمر البشير (1989-2019) كوسيلة لترسيخ السيطرة السياسية والأيديولوجية. لعبت هذه المليشيات دوراً رئيسياً في قمع المعارضين، وتأجيج الصراعات العرقية والدينية، وتهميش الأصوات المعتدلة. رغم سقوط نظام البشير، لم تختفِ هذه الجماعات، بل أعادت تشكيل نفسها مستغلة الفراغ الأمني والاضطرابات لتوسيع نفوذها. تعمل المليشيات حالياً كطرف فاعل في الصراع السوداني، متحالفة مع بعض الفصائل المسلحة لتحقيق مكاسب سياسية وأيديولوجية. خطر هذه الجماعات لا يقتصر على الحاضر، بل يمتد إلى المستقبل، حيث تهدد بإعادة السودان إلى نموذج الاستبداد الديني وزيادة الانقسامات الاجتماعية.
على الجانب الآخر، تبدو القوى المدنية السودانية في حالة ضعف شديد، غير قادرة على التصدي لهيمنة السلاح أو تقديم بديل سياسي حقيقي. تعاني هذه القوى من انقسامات داخلية تعكس التناقضات الأيديولوجية والجهوية التي تعيق بناء تحالفات قوية. كما أن إخفاقها في تقديم رؤية موحدة لقضايا السودان الوطنية، وتراجع قدرتها على التعبئة الشعبية بعد ثورة ديسمبر 2018، جعلها عرضة للتهميش في ظل هيمنة القوى المسلحة. التحدي الأكبر أمام القوى المدنية هو إعادة بناء ثقة الشعب بها، وتوحيد صفوفها لتكون قادرة على قيادة عملية التحول الديمقراطي.
السلاح أصبح العامل الحاسم في تحديد مستقبل السودان، حيث تحول من وسيلة لحماية الدولة إلى أداة للسيطرة على السلطة والثروة. الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع يعكس تنافساً بين مراكز القوى على الموارد ومفاصل السلطة، بينما يتحمل الشعب السوداني العبء الأكبر من النزوح والتشريد وانهيار الخدمات الأساسية. تجارة السلاح وتدخل الأطراف الإقليمية والدولية زادت من تعقيد الأزمة، حيث أصبح السودان مركزاً لتنافس القوى الكبرى التي تسعى لتحقيق مصالحها الاستراتيجية على حساب وحدة البلاد واستقرارها.
في ظل هذا المشهد، يلوح خطر التقسيم كأحد السيناريوهات الواضحة، لكنه ليس الوحيد. فهناك احتمالات أخرى لا تقل خطورة، مثل الانهيار الكامل للدولة، وتصاعد الأزمات الإنسانية، وصعود الجماعات المتطرفة، والإفلاس الاقتصادي. استمرار الصراع دون حلول سياسية قد يؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة، وفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والعنف العشوائي. الكارثة الإنسانية التي تواجه السودان تمتد إلى النازحين، مع تزايد انعدام الأمن الغذائي وتدهور الوضع الصحي، ما يشكل تهديداً يتجاوز حدود السودان ليؤثر على المنطقة بأسرها.
لمواجهة هذه الأزمة، يحتاج السودان إلى مشروع وطني شامل يعيد ترتيب الأولويات ويضع حداً لهيمنة السلاح والمليشيات. إعادة بناء القوى المدنية هي الخطوة الأولى، من خلال توحيد صفوفها تحت قيادة شابة وذات رؤية واضحة، والاستفادة من الدعم الشعبي الذي أظهره السودانيون خلال ثورتهم. إصلاح المؤسسة العسكرية يعد عاملاً حاسماً لتوحيد الفصائل المسلحة تحت قيادة وطنية واحدة، بعيداً عن السياسة، مع بناء جيش قومي يمثل كافة أطياف المجتمع السوداني.
الحوار الوطني الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، ويجب أن يضم جميع الأطراف الفاعلة، بما في ذلك الفصائل المسلحة، تحت مظلة دولية وإقليمية محايدة. إعادة هيكلة الاقتصاد السوداني تأتي على رأس الأولويات، من خلال استعادة الموارد الوطنية وتقليل الاعتماد على الخارج، مع وضع سياسات تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. تعزيز المصالحة الوطنية ومعالجة جراح الماضي يتطلبان آليات فعالة للعدالة الانتقالية، وتعزيز التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع.
السودان اليوم يقف على مفترق طرق خطير. بين خيارات العودة إلى الاستبداد أو السقوط في الفوضى، لا تزال هناك فرصة لبناء دولة تعكس تطلعات شعبها، دولة قائمة على المواطنة والعدالة والتنمية. المسؤولية تقع على عاتق السودانيين أنفسهم، وعلى المجتمع الدولي والإقليمي لدعم جهود السلام والاستقرار، بدلاً من تغذية الصراع. السودان يستحق مستقبلاً أفضل، وفرصة جديدة لبناء دولة وطنية حديثة تلبي طموحات أبنائه.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • ركام الحرب معضلة تربك لبنان
  • ميقاتي أدان العدوان على النبطية: يشكل انتهاكا اضافيا للسيادة اللبنانية وخرقا فاضحا لترتيب وقف اطلاق النار
  • اكتشف أسباب فيروس HMPV .. وكيف ينتشر بين البشر
  • أميركا تكشف عن أول تفشٍّ لسلالة إنفلونزا الطيور إتش5 إن9 بين الدواجن
  • رصد إصابة بشرية نادرة بإنفلونزا الطيور في بريطانيا
  • أميركا تكشف عن أول تفش لسلالة من إنفلونزا الطيور
  • السودان- بين حكمة السلام وجنون الصراع – تأملات في معضلة وطن ممزق
  • إنكلترا واسكتلندا تفرضان قيوداً صارمة لمكافحة إنفلونزا الطيور
  • "فاينانشيال تايمز": خبراء الصحة يحثون الولايات المتحدة على ضرورة السيطرة على إنفلونزا الطيور
  • معضلة التحرر في منطقة الشرق