هرم المسرح وعملاق الزمن الجميل..صباح الخير يا مصر يحيى ذكرى عبد المنعم مدبولي
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
استعرض برنامج صباح الخير يا مصر المذاع على قناة الأولى ذكرى ميلاد الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، أحد أعمدة الفن المصري وهرم المسرح الذي أثرى الساحة الفنية بأعمال لا تُنسى.
ولد في حي باب الشعرية في 28 ديسمبر 1921، وعاش حياة مليئة بالكفاح والعطاء الفني الممتد على مدى عقود، تميز خلالها بتقديم جميع أشكال الدراما، من الكوميديا إلى التراجيديا، مرورًا بالاستعراض.
أسس مدبولي مدرسة فنية خاصة عُرفت باسم "المدبوليزم"، والتي ساهمت في اكتشاف العديد من المواهب التي أصبحت نجومًا لامعين في سماء الفن المصري.
البدايات والتأسيس الفنينشأ عبد المنعم مدبولي في ظروف صعبة بعد وفاة والده في صغره، مما اضطره للعمل في مهن مختلفة. ورغم ذلك، واصل تعليمه حتى تخرج في الدفعة الثانية من معهد التمثيل عام 1949.
بدأ مسيرته المهنية كمدرس بكلية الفنون التطبيقية (قسم النحت)، وشارك في برامج إذاعية شهيرة مثل "عادل وجدو" و"عباد في كل البلاد" مع بابا شارو.
انضم إلى فرق مسرحية كبرى، مثل فرقة جورج أبيض وفاطمة رشدي، وكان عضوًا مؤسسًا في فرقة "ساعة لقلبك"، حيث برز كممثل ومخرج ومؤلف. لاحقًا، أسس فرقًا مسرحية عديدة، من بينها "مسرح الحر" عام 1952، و"الكوميدي" عام 1963، و"الفنانين المتحدين" عام 1966، قبل أن ينشئ فرقته الخاصة "المدبوليزم" عام 1975.
الأعمال المسرحية والسينمائيةتميز عبد المنعم مدبولي بتقديم العديد من المسرحيات الخالدة، مثل "السكرتير الفني"، "أنا وهو وهي"، و"جولفدان هانم". كما أخرج لإسماعيل يس مسرحيات مثل "تلات فرخات وديك" و"أنا وأخويا وأخويا".
قدم للسينما أكثر من 60 فيلمًا، منها "الحفيد"، و"مولد يا دنيا"، وأكثر من 30 مسلسلًا تلفزيونيًا، أبرزها "أبنائي الأعزاء شكرًا".
الفن التشكيليإلى جانب التمثيل، كان مدبولي فنانًا تشكيليًا موهوبًا، نظم معارض للوحات البسيطة والمعبرة التي تعكس عشقًا للفن المصري الأصيل.
علاقته بفؤاد المهندسكانت تربطه صداقة وطيدة بالفنان فؤاد المهندس، حيث تعاونا في العديد من الأعمال منذ بداياتهما الفنية، وارتبطا بجيرة وصداقة شخصية منذ دراستهما.
المواقف الصعبة في حياته: تحدث مدبولي عن أصعب المواقف التي مرت عليه، ومنها وفاة والدته أثناء تقديمه عرضًا لفرقته "المدبوليزم".
لم يستطع حضور جنازتها أو العزاء بسبب التزامه الفني، مما شكّل ألمًا عميقًا داخله.
الجوائز والتكريمحصل عبد المنعم مدبولي على جوائز عديدة، منها
جائزة أفضل ممثل عن أفلام "الحفيد" و"مولد يا دنيا".
وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983.
جائزة الدولة التقديرية عام 1984.
شهادة تقدير من الرئيس السادات عن مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا".
الحياة الشخصية والوفاةتزوج مدبولي عام 1954 من جارة طفولته، وأنجب ثلاثة أبناء: محمد، وأحمد، وأمل.
ورحل عن عالمنا في 9 يوليو 2006 بعد صراع مع مرض سرطان الكبد والتهاب رئوي حاد.
إرث فني خالدعبد المنعم مدبولي ليس مجرد ممثل، بل مؤسسة فنية قائمة بذاتها. أسلوبه المميز وأعماله الخالدة ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صباح الخير يا مصر المزيد عبد المنعم مدبولی
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاتها.. نادية لطفي أيقونة السينما المصرية التي لا تغيب (بروفايل)
يوافق اليوم الثلاثاء 4 فبراير ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة نادية لطفي، إحدى أبرز نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، التي حفرت اسمها بأحرف من نور في تاريخ الفن. ولدت عام 1937 بحي عابدين في القاهرة، واسمها الحقيقي بولا محمد مصطفى شفيق، درست في المدرسة الألمانية، وحصلت على الدبلوم عام 1955، وكان والدها يعمل محاسبًا ومحبًا للفن، ما ساعدها على صقل شغفها بالتمثيل منذ الطفولة.
6 أفلام خالدة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري
قدمت نادية لطفي عشرات الأعمال السينمائية التي شكلت بصمة في تاريخ السينما، ونجحت ستة من أفلامها في دخول قائمة أفضل 100 فيلم مصري، وهي:
• الناصر صلاح الدين (1963) – جسدت فيه دور “لويز” الفتاة الصليبية، في أحد أعظم أفلام التاريخ الحربي.
• المستحيل (1965) – دراما رومانسية مأخوذة عن رواية مصطفى محمود، حيث قدمت شخصية مركبة ببراعة.
• أبي فوق الشجرة (1969) – شاركت العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في آخر أفلامه، وحقق نجاحًا استثنائيًا.
• الخطايا (1962) – أحد أبرز الأفلام الاجتماعية التي ناقشت فكرة الأبوة والذنب، بجانب عبد الحليم حافظ.
• السمان والخريف (1967) – مأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، حيث أدت دور “ريري” ببراعة.
• المومياء (1969) – شاركت كضيفة شرف في تحفة شادي عبد السلام السينمائية.
تكريم مستمر رغم الرحيل
لم يقتصر إرث نادية لطفي على السينما فقط، بل امتد تأثيرها ليشمل مواقف وطنية وإنسانية لا تُنسى، فقد لعبت دورًا بارزًا في دعم القضية الفلسطينية وزيارة الجرحى خلال حرب أكتوبر. وفي بداية 2025، كرمها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بإدراج اسمها في مشروع “عاش هنا”، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمها وعنوان منزلها في جاردن سيتي، تخليدًا لذكراها وإسهاماتها الفنية والوطنية.
رحلت نادية لطفي عن عالمنا في 4 فبراير 2020، لكنها بقيت خالدة في وجدان عشاق السينما، كرمز للأناقة والموهبة والوعي الفني الذي جعلها إحدى أيقونات الفن العربي.