الأسبوع:
2025-04-02@22:43:02 GMT

نهضت من رماد القيود

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

نهضت من رماد القيود

فى أعماق بعض النساء قوة تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر، قد تكون الحياة مليئة بالقيود والصعوبات، وقد تفرض الظروف علينا أدواراً تجعلها تخفى أحلامنا ورغباتنا، ولكن أحياناً كثيرة يريد الله عزوجل لبعض من عباده التغير والقدرة على تحسين أحوالهم بكل ما كانوا يحلموا به.

ولدت طفلة بريئة براءة لم توصف، كباقى أقرانها، تربت وكان طبعها السلام، الطيبة المتناهية، الرومانسية، نشأت وكبرت فى عالم ملئ بالصراعات والأحلام المؤجلة، تعلمت الخجل والحياء بشدة وبعنف حتى أصبحت تخشى الدفاع عن أحلامها وقرارتها وحياتها وأفكارها، لم تدرك يوماً أنها تتنازل عن أهم إحساس فى الحياة وهى حرية عقلها وأفكارها، إستسلمت لكل من حولها خشية وظناً منها أنها بهذا السلوك تكون البنت الجميلة المطيعة، مر بها العمر، تزوجت وأنجبت وكرست حياتها كلها لزوجها وبيتها وعشق تراب أسرتها، وكانت تفعل هذا بحب وعن إقتناع ولم تخشى الندم، وبالتأكيد لم ولن تندم على إعتنائها بأولادها وزوجها، ولكن مع مرور الزمن وفى وسط معاناة الحياة والإهتمام والرعاية لبيتها وأسرتها كان كل من حولها ينظر إليها كأنها ملكاً لهم ملكية خاصة ماعدا أسرتها الصغيرة، هم من ظلوا وراء حلمها، على يقين تام أنها تستحق أن تفعل كل ما تمنته وأجلته لأسباب خارجة عن إرادتها، ظلوا الداعم الأول والرئيسى لها، كانت تحارب من كل من حولها ولكن تقوى وتنهض مرة أخرى من أجل رضاء أسرتها أولاً قبل نفسها، فكانوا سبب أخذها قرار النهوض والبحث عن أحلامها المؤجلة، لأنها كانت إمرأة مليئة بالأصل والتقدير قدرت أسرتها وأحلامهم فيها، فنهضت وعملت ودافعت عن أحلامها بكل قوة.

كانت دائماً تنظر فى السماء وترفع يديها وتشكر ربها عزوجل أنه رزقها بزوج أحبها بصدق، لم ير فيها مجرد زوجة وأم، بل رأى أنها إمرأة تستحق أن تعيش وتحقق أحلامها، كانت حياتهم مليئة بالبساطة والرضا، ومع مرور السنوات كبر الأبناء وأدركوا كم كانت والدتهم عظيمة لكن مقيدة أجتمعوا مع والدهم بدون إتفاق مسبق وقرروا أن يمنحوها الحياة والقوة الداخلية التى تستحقها، شجعوها أن تبدأ من جديد تخرج للعالم بكل شجاعة، بدأت التغيير الفعلى من داخلها أحبت نفسها وبيتها وعائلتها أكثر وبإختلاف، حب ينبع من إكتفائها بربها ونفسها وعائلتها الصغيرة، كانت دائماً على صواب أنهم الأجدر بالإهتمام، حتى نظرت إليهم على أنها يجب أن تكون القدوة الحسنة لهم وتترك لهم ذكرى طيبة عند رحيلها.

أصبحت ترى فى زوجها السند بعد الله عزوجل حتى أصبح يرى فيها الحب والدفئ والسكن الحقيقى، لم يعدوا ينظروا إلى الحياة نظرة ضيقة بل أصبح لديهم الحكمة والرزانة ورجاحة العقل.

طورت نفسها وذاتها، كل يوم فى تحدى وإقتناع أن الله عزوجل يدافع عن عباده الصالحين اللذين يعملوا بشرف وجهد.

كان عندها إبتلاء فى حياتها ولكن كان سبب نجاتها لأنه من الله عزوجل، تعلمت أن تجعل هذا الإبتلاء درساً تيقنت منه أن الله إذا أحب عبد إبتلاه، كانت متسلحة بالرضا والإستسلام لأوامر الله عزوجل، مرة تسقط وكثيراً كانت تنهض وتقوى، لم تعد تخشى الصعاب بل باتت تواجهها بإبتسامة وثقة.

كانت علاقتها بربها السر الأكبر فى كل خطوة نجاح، كلما إقتربت منه وتحدثت معه شعرت بقوة وسلام داخلى، لم يعد يفرق معها النجاح الدنيوى بل أيقنت أنها رحلة لتحقيق الرضا الإلهى والشعور بالسعادة الحقيقية.

ولذلك فعلمت أبنائها عبارات جميلة هى 1) حب الله عزوجل ورضاه قبل كل شئ، 2) الدفاع عن أحلامهم وحياتهم وعقلهم ضد أى هيمنه، 3) إذا قرروا الزواج لابد أن يتفهموا معنى التضحية والتنازل لكى يعيشوا ويعطوا بحب ورضاء ودون ملل أوكلل، 4) أن الإنسان القوى قوته الحقيقية فى سنده للضعيف، 5) أن الحياة تعطى الأشخاص اللذين لديهم القدرة على العمل بجد وكفاءة.

هذه المرأة ليست قصة من نسج الخيال، بل مثال واقعى لكل إمراة قوية عندها ضمير وأصل، يغمر قلبها الطيبة والحنان والمسئولية

قررت أن تحب نفسها وتضع حياتها بيديها، أجمل ماكان فيها أنها كانت دائماً على يقين أنها ولدت فى تلك الحياة ليست لمحاولة إرضاء الآخريين بل لهدف آخر وهو إرضاء الله عزوجل، وهذا هو مفتاح إنتصارها.

تلك المرأة التى إختارت أن تعيش تلك الحياة بقلبها وإحساسها وعقلها، فلنكن هكذا نحب حياتنا ونعتز بذاتنا ونسير بخطوات واثقة نحو مستقبل نصنعه بأيدينا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات الله عزوجل

إقرأ أيضاً:

استطلاع رأي: نصف الأمريكيين يدعمون سياسات ترامب للهجرة ولكن الاقتصاد يشكل تحديًا له

كشف استطلاع جديد للرأي، أجرته وكالة أسوشيتد برس بالتعاون مع مركز نورك، أن نحو 49% من البالغين الأمريكيين يؤيدون سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الهجرة، مما يشير إلى أن حملته الصارمة في هذا المجال تحظى بدعم شعبي واسع.

وفقًا للنتائج التي نُشرت يوم الاثنين، أظهر الاستطلاع أن 46% من المشاركين يوافقون على سياسات الإنفاق الحكومي التي يتبعها ترامب، إلا أن سياساته التجارية تحظى بتأييد أقل، حيث لم تتجاوز نسبة الموافقين عليها 38%.

أما فيما يتعلق بالأداء العام للرئيس، فقد جاءت الآراء سلبية أكثر منها إيجابية، إذ أيد 4 من كل 10 أمريكيين فقط طريقة إدارته لمنصبه، بينما أعرب أكثر من النصف عن عدم رضاهم.

بحسب تقرير أسوشيتد برس، يواجه ترامب تحديات كبيرة في مجال الاقتصاد والتعريفات الجمركية، حيث أبدى الأمريكيون عدم رضاهم عن مفاوضاته التجارية مع الدول الأخرى، إذ صرّح 60% من المستطلعين بعدم موافقتهم على أدائه في هذا المجال.

يُظهر الاستطلاع أن الشعب الأمريكي لا يزال منقسمًا بشأن سياسات ترامب، فبينما تحظى إجراءاته المشددة في ملف الهجرة بدعم واضح، إلا أن سياساته الاقتصادية والتجارية تمثل عقبة أمامه في استحقاقاته السياسية المقبلة.

مقالات مشابهة

  • أنطونيو كوستا ليورونيوز: يجب أن يكون الرد الأوروبي "حازمًا ولكن ذكيًا" في مواجهة "خطأ ترامب الكبير"
  • ميلوني: يجب على أوروبا الدفاع عن نفسها حال اندلاع حرب تجارية مع أميركا
  • دينا تكشف تفاصيل دفنها حياً لأول مرة في حياتها وسر تركها منزل أسرتها
  • الرئيس السوري: إذا كانت الشام قوية تكون كل المنطقة قوية
  • 7 أفعال شائعة تبطل صيام الست من شوال.. الإفتاء: احذر الوقوع فيها
  • المياه والدفاع... ولكن ليس الرصاص: الاتحاد الأوروبي يعيد تخصيص الأموال الإقليمية
  • واحدة منها كانت في رمضان.. 8 أمور أخفاها الله عن عباده
  • بعد القيود الأمريكية على تأشيرات المسؤولين.. الصين تتخذ إجراءات مضادة 
  • استطلاع رأي: نصف الأمريكيين يدعمون سياسات ترامب للهجرة ولكن الاقتصاد يشكل تحديًا له
  • تامر حسني ينعى إيناس النجار: ربنا يصبر أسرتها