موزمبيق: فرار مئات الأسر إثر مظاهرات احتجاجية على نتائج الانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فرت مئات الأسر في موزمبيق، إلى دولة مالاوي المجاورة؛ بعدما أصيبت العديد من المدن بالشلل؛ بعد عدة أيام من اندلاع مظاهرات احتجاجية على نتائج الانتخابات الرئاسية، والتي خلفت أكثر من 120 قتيلًا.
وأفادت منظمة غير حكومية، وفقا لراديو فرنسا الدولي، بأن أكثر من ألفي أسرة عبرت من موزمبيق الحدود الغربية للوصول إلى مالاوي، مشيرة إلى أن السكان الذين قرروا البقاء يعيشون في حالة من الخوف بعد وقوع أعمال نهب وانتشار رجال مسلحين في الشوارع، إضافة إلى إعلان الشرطة الموزمبيقية عن هروب سجناء وصفتهم بأنهم "خطرين".
وأشار "راديو فرنسا الدولي" إلى أن البنزين والغذاء وحتى الدواء بدأ في النفاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: موزمبيق مظاهرات احتجاجية
إقرأ أيضاً:
مظاهرات الوجع في غزة بين البراءة والتخوين!
بداية أبدأ في الكلمة الأخيرة من العنوان، إذ أننا منذ زمن بعيد وصلنا إلى ضرورة الابتعاد عن التخوين أو التكفير في حالة الاختلاف السياسي، فما بالنا اليوم ونحن في أشدّ حالات القضية الفلسطينية حساسيّة وخطورة، فهل ترانا ننزلق إلى التخوين بهذه السهولة ونرمي به من أخرجه الوجع غير المسبوق في التاريخ البشري، والذي اجتمع فيه كل صنوف العذاب من قبل حثالة بشرية تكالبت معها كل قوى الشرّ العالمية؟
التراحم عباد الله أولى من التنابذ والتخوين، وهو الأولى والأسلم والأنفع، وأن لا يكون بأسنا بيننا شديد بل على الذي أذاقنا كلّ هذا العذاب والدمار. وإن كان ولا بدّ فما المشكلة في مظاهرات بالمعروف تبدي ما تخفيه صدور الناس من غضب وقهر وتعبّر عن رأيها بكل طلاقة وحريّة وترحيب، سواء كان ذلك مُرضيا للبعض أو مغضبا للبعض الآخر، فليس لنا إلا التراحم وتضميد الجراح وأن نبقى سندا لبعضنا البعض، وأن نسمع كل الأصوات وأن يتم الاهتمام بمطالب الناس. وإن ارتفاع الموج ليس له التراحم عباد الله أولى من التنابذ والتخوين، وهو الأولى والأسلم والأنفع، وأن لا يكون بأسنا بيننا شديد بل على الذي أذاقنا كلّ هذا العذاب والدمارإلا المزيد من التراحم والصبر والمصابرة والتفكير سويّا بالحلول العملية، وكيف تتضافر الجهود على وقف المجزرة.
بداية مهما كان أصل هذا التحرّك فإنّ للعفوية والبراءة نصيب كبير منها، ففي العصر النبوي الأوّل وأمام ما تعرّض له صحابة رسول الله من عذاب؛ ورد أنّ نفر منهم جاءوا لرسول الله شاكين وقالوا له: "ألا تدعوا لنا، ألا تستنصر لنا".. بقية الحديث. وورد أيضا أنّه لما نزلت أواخر سورة البقرة: "وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله"، قالوا لرسول الله: كُلّفنا من الأعمال ما نطيق أما هذه فلا نطيقها.. إلى أن نزل قول الله تعالى: "لا يكلّف الله نفسا الا وسعها.."، وورد أن هناك ظروفا وأحوالا يستيئس فيها الرسل: "حتى اذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا".. الخ. وهذا مع من تمثّل دينه على أعلى درجات الكمال، ولا نفترض في الناس اليوم أنهم كذلك، لذلك لا غرابة أن يعبّر الناس عن وجعهم وأن يضعفوا في ظل أهوال واجهوها فهم بشر وليسوا ملائكة. نزل مجموعة من المقاتلين الذين يحمون ظهر الجيش طمعا بالغنائم فلم يخوّنوا ولم يطردوا من رحمة الله، وقال الله فيهم: "إن الذين تولّوا منكم الاحتجاج مشروع وله ما يبرّره ويجب أن تتفهمه المقاومة أو أية سلطات نافذة خاصة، وهي دوما تدعو شعبها لحراكات داعمة وتعاني من فظاظة التعامل معهايوم التقى الجمعان إنما استزلّهم الشيطان ببعض ما كسبوا". ومع هذا الضعف والفعل بقوا منا كما وصفهم القرآن: منكم.
فالاحتجاج مشروع وله ما يبرّره ويجب أن تتفهمه المقاومة أو أية سلطات نافذة خاصة، وهي دوما تدعو شعبها لحراكات داعمة وتعاني من فظاظة التعامل معها، فهل تقع بمثل ما عانت منه مرارا وتكرارا؟! كل مواطن له حق التعبير عما يجيش في صدره وما يراه يصبّ في مصلحة شعبه ووطنه تعارض أو وافق من بيده مقاليد الحكم أو من له أية اعتبارات مختلفة.
وفي المقابل، وحتى لا نقع في خدمة أعدائنا يجب أن يحرص من يقوم بهذا الفعل على شيء من الذكاء السياسي الذي يمنعه من الوقوع في منفعة الأعداء، أو أن يختار توقيتا غير مناسب أو أن يسكت على من يريد حرف البوصلة، أو أن يُستغلّ من قبل الأعداء أو من لهم غايات مشبوهة، وذلك كي لا يقع في خدمة من يتربّص بالمقاومة من حيث يدري أو لا يدري. فالسياسة لا ترحم ولا تعفي من لا يفقه أبجديّاتها.