سودانايل:
2025-02-06@14:55:12 GMT

بين جوعٍ وقصفٍ: نازحو زمزم يعيشون في جحيم لا يطاق

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

زمزم 27 ديسمبر 2024 - تغيّرت حياة السيدة فضة جابر 40 عاماً منذ زمن بعيد، مع اندلاع حرب دارفور الأولى في عام 2003 عندما نزحت للمرة الأولى إلى مخيم زمزم جنوب الفاشر لتفقد عقدين من عمرها وسط حياة بائسة، لكنها مع ذلك، لم تكن تظن أن النزوح والخوف والرعب سيعودون

منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة

اعداد وتحرير/ سودان تربيون

زمزم 27 ديسمبر 2024 - تغيّرت حياة السيدة فضة جابر 40 عاماً منذ زمن بعيد، مع اندلاع حرب دارفور الأولى في عام 2003 عندما نزحت للمرة الأولى إلى مخيم زمزم جنوب الفاشر لتفقد عقدين من عمرها وسط حياة بائسة.


لكنها مع ذلك، لم تكن تظن أن النزوح والخوف والرعب سيعودون ويطاردونها مرة أخرى، خاصة وأنها مثلها ومثل ملايين النازحين واللاجئين، كانوا قد اعتقدوا أن دورات الحروب قد ولت بلا رجعة حين تم توقيع اتفاق سلام بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في أكتوبر 2020 في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
لكن سلام 2020 لم يدم طويلا.ً مع اندلاع حرب أبريل 2023 وحرب الفاشر بشكل خاص، وجدت فضة نفسها مرةً أخرى في مرمى النيران. تُجبرها هجمات الدعم السريع على مخيم زمزم إلى الفرار يومياً مع أطفالها ووالدها المسنّ إلى بلدة "شقرة" المجاورة، بحثاً عن الأمان الذي لا تجدُه في مخيمِها.
في مطلع ديسمبر الجاري، بدأت قوات الدعم السريع في مهاجمة معسكر زمزم الذي يبعد نحو 12 كيلو مترًا جنوب مدينة الفاشر، بأعداد كبيرة من القذائف المدفعية طويلة المدى التي سقطت على أكواخ النازحين مما أدى إلى مقتل نحو 57 نازح على الأقل بينهم نساء و15 طفلاً علاوة على كبار سن.
و رغم الإدانات الداخلية و الخارجية الواسعة لهجمات الدعم السريع على المعسكر، لم تكفّ قواتُها عن قصفِهِ يومياً، مُحوِّلةً حياةَ النازحين إلى جحيمٍ لا يُطاق، حيثُ تُلتهمُ النيرانُ منازلهم المبنية من القش و الحطب.


زاد القصفُ المدفعيُّ معاناةَ النازحين في زمزم، حيثُ ارتفعت معدلاتُ انعدام الغذاء بصورةٍ مُخيفة، مُفاقِمةً مأساةَ المجاعةِ التي أُعلِنَت في أغسطس الماضي. دفع هذا الهجومُ الآلافَ إلى الفرار بصورةٍ نهائيةٍ نحو مناطقَ أكثر أماناً في جبل مرة و شرق دارفور.
تقول فُضة جابر لـ"سودان تربيون" "نغادر، منزلنا يومياً في تمام الساعة الرابعة صباحاً مع أطفالي ووالدي نحو بلدة شقرة في رحلة مسير شاقة بالأرجل والدواب.. نقضي ساعات النهار هناك ونعود مع مغيب الشمس الى المنزل.. نفعل ذلك يوميًا خوفًا من المدافع التي يطلقها علينا الجنجويد "، في إشارة الى قوات الدعم السريع.
"الحياة في زمزم أصبحت اكثر صعوبة.. توقفنا عن العمل في السوق بعد قرار رجال الإدارة الأهلية بوقف العمل مؤقتًا حفاظًا على أرواح النازحين"، تضيف فضة.
وتشير فضة إلى أن الكثيرَ من النازحين باتوا يعتمدون في غذائهم اليومي على "البليلة"، وهي مجرد حبوب الذرة الرفيعة مغلية في الماء مع قليلٍ من الملح، و أحياناً السكر، تُقدَّمُ للأطفال و كبار السنّ كوجبةٍ رئيسيةٍ، علَّها تُسكتُ جوعَهم.

مخاوف من الإبادة

تُخيِّمُ على مخيم زمزم ظلالُ القلق و الخوف من مجزرةٍ جديدةٍ. يخشى النازحون أن تُكرِّرَ قواتُ الدعم السريع في زمزم ما ارتكبتهُ في الجنينة، حيثُ اتُّهِمَت بالتطهير العرقي و الإبادة الجماعية. و تُفاقمُ هذه المخاوفَ مزاعمُ الدعم السريع بأنَّ سكانَ المعسكر موالون للقوات المُقاتلة في الفاشر.
أكد عضوٌ في غرفة القيادة و السيطرة للقوة المشتركة لسودان تربيون وجودَ مخططٍ لدى قوات الدعم السريع لتفريغ معسكر زمزم من سكانه عبر القصف المدفعي، تمهيداً لاجتياحه و السيطرة عليه. و يأتي ذلك ضمن مساعي قوات الدعم السريع لإسقاط مدينة الفاشر، حيثُ يُمثِّلُ المعسكر المنفذَ الوحيدَ لإمدادات الغذاء القادمة من مناطق خزان جديد بولاية شرق دارفور و شرق جبل مرة، الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.
وكشف المصدرُ عن وجودِ حشودٍ ضخمةٍ لقوات الدعم السريع تتمركزُ حول قرى محلية دار السلام جنوب الفاشر، بالإضافة إلى بلدة أبو زريقة و شنقل طوباي، مما يُشيرُ إلى نيّتها التقدم نحو معسكر زمزم.
ونفى في الوقت نفسه، أي وجود عسكري للقوة المشتركة داخل أو حول معسكر زمزم، داعيًا المجتمع الدولي الى ضرورة التحرك الفوري لوقف الهجوم الوشيك على المخيم المكتظ بالنازحين خوفًا من ارتكاب قوات الدعم السريع ومليشيا القبائل العربية المتحالفة معها جرائم تطهير عرقي وإبادة جماعية للسكان لا سيما عرقية الزغاوة ذات الأغلبية السُكانية داخل المعسكر.

لا وجود لمظاهر عسكرية

وبرّرت قواتُ الدعم السريع استهدافَ معسكر زمزم بأنَّ القوة المشتركة انسحبت إلى داخله و اتخذت من النازحين دروعاً بشرية. لكن عضو اللجنة العليا للمعسكر، العمدة هارون نمر، نفى هذه المزاعم لسودان تربيون، قائلاً إنَّ "سكان زمزم هم نازحون عُزَّل لا ينتمون لأي تنظيمات عسكرية أو سياسية، و لا توجد في المعسكر أيُّ قيادات أو قوات عسكرية". و تساءل نمر: "لماذا يتم استهدافُنا؟".
و نوه نمر إلى أنَّ الهجوم الذي وقع في مطلع ديسمبر و استمر لثلاثة أيام أدى إلى فرار الآلاف من مراكز الإيواء. و قال: "يعيشون الآن في أوضاعٍ مأساوية، حيثُ يفتك بهم الجوع و المرض بسبب انعدام الغذاء و الدواء، و يموت الأطفال بصورةٍ يومية بعد أن عجز ذووهم عن توفير الغذاء لهم" .

تطهير عرقي

وصف المتحدث باسم نازحي معسكر زمزم، محمد خميس دودة، لسودان تربيون قصف الدعم السريع للمعسكر بـ "الفعل الجبان و الغادر"، حيثُ استهدف منطقةً مأهولةً بالسكان تضمُّ أكثر من مليون و نصف المليون نازح يُعانون من الجوع و المرض في ظلِّ غياب المساعدات الإنسانية و الحصار المُمتدّ لأشهر. و كشف دودة عن إطلاق قوات الدعم السريع نحو 37 قذيفةً مدفعيةً سقطت في الأسواق و مراكز الإيواء و المستشفيات.
ورأى بأن الهجوم على زمزم هو هجوم على أساس عرقي يرمي إلى إبادة مجتمعات سُكانية مُعينة كما جرى في أبوزريقة ومناطق أخرى واقعة شمال محلية كتم عندما هجّرت قوات الدعم السريع آلاف السكان بعد حرق قراهم ونهب ممتلكاتهم، في اشارة منه إلى هجمات تمت ضد القرى التي يسكنها الزغاوة.
ويضيف دودة في حديثه "زمزم يمثل كياننا الرسمي وأهلنا النازحين المغلوب على أمرهم.. لا للقصف العشوائي الذي يستهدف الاطفال وكبار السن والمعاقين الذين يعيشون في اكواخ غير قادرة علئ الصمود امام المدافع حيث تحطمت المنازل على رؤوس ساكنيها وهناك اطفال ماتوا حرقاً".
كما اتهم خميس أجساماً سياسيةً - لم يُسمِّها - بمنح قوات الدعم السريع الشرعية لاستهداف معسكر زمزم و التبرير لها بأنَّ هناك مظاهر عسكرية داخل المعسكر. و تابع قائلاً: "نحن لا نعرف فلول أو كيزان، بل نحن نازحون عُزَّل أتينا إلى هنا بسبب الحرب. قيادة الجيش هناك في الفاشر و ليس داخل معسكر زمزم".
وكشف عن توقف كامل الأسواق ومطاحن الغلال ومحطات المياه والمستشفيات بسبب التدوين الذي طالهم بصورة مُباشرة، وتحدث عن فرار الأطباء من المركز الصحي الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود بعد أن سقطت قذيفة بالقرب من المركز الصحي.
ولفت الى أنهم يكابدون من أجل توفير العلاج للجرحى والمرضى، مضيفًا "الجرحى يتم نقلهم لمدينة الفاشر وهي منطقة ساخنة للاسف بعضهم توفي لغياب الرعاية الصحية .. علينا أن نرفع صوتنا عالياً ونقول لا لإستباحة زمزم ولا لإرتكاب المجازر".

الجوع والبرد يفتكان بالنازحين

وفي مركز "بلولة" بمعسكر زمزم وهو مركز إيواء مؤقت يستضيف الفارين من مدينة الفاشر تزداد الحاجة لمواد الإيواء والغذاء حيث يشكو النازحين من الجوع الشديد لغياب المساعدات الإنسانية.
تقول النازحة سيدة لسودان تربيون، و بصوتٍ يخنقهُ الحزن: "نزحنا من مدينة الفاشر، و نقيم الآن في مركز بلولة. منذ أن وصلنا إلى هنا، و نحن نعيشُ في عذابٍ لا ينتهي. لا نملكُ قوتَ يومنا، و البردُ و الجوعُ ينهشان أجسادَنا. لدينا أطفالٌ معاقون و كبارُ سنٍّ يُعانون أشدَّ المعاناة. نحنُ في أمسِّ الحاجة إلى البطانيات و الطعام".
وتحدثت عن فرار أغلب سُكان المركز، بعد أن سقطت نحو أربع قذائق بالقرب منه، فيما تبقى عدد قليل من الأسر لعدم قدرتهم على النزوح مجدداً لإنعدام الأموال، وتناشد المتحدثة المجتمع الدولي بالإسراع لإنقاذ الجوعى بتوفير الغذاء والدواء لهم.



ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
#SilenceKills #الصمت_يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع_في_السودان_لا_يحتمل_التأجيل #StandWithSudan #ساندوا_السودان #SudanMediaForum

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة الفاشر معسکر زمزم مخیم زمزم

إقرأ أيضاً:

مقتل قادة الدعم السريع.. ما وراء العمليات المباغتة؟

الخرطوم- تعرّضت قوات الدعم السريع في السودان لضربات موجعة، خلال الأسابيع الأخيرة، طالت عددا من قادتها الميدانيين الذين كانوا رأس الرمح منذ بدء معارك أبريل/نيسان 2023 ضد الجيش السوداني.

وتمكن الجيش مؤخراً من تحييد أكثر من 6 قادة بالدعم السريع أبرزهم: مهدي رحمة الشهير بـ"جلحة"، واللواء عبد الله حسين، والعميد الطاهر جاه الله، والقائد الميداني سليم الرشيدي، والقائد الميداني عبد الرحمن قرن شطة.

وسبقهم عدد من القادة الميدانين الذين تعرضوا للقتل منهم: المقدم عبد الرحمن البيشي أبرز القادة المؤثرين داخل الدعم السريع، وعلي يعقوب الذي أوكل إليه مهمة السيطرة على الفاشر، وكذلك اللواء عيسى الضيف.

الصف الأول

وفي بداية الحرب أواسط أبريل/نيسان 2023 كاد الدعم السريع أن يفقد عناصر الصف الأول من قادته الميدانيين حيث سجل مقتل نحو عشرة منهم حينها. ففي اليوم الثالث للحرب تمكن الجيش السوداني من قتل اللواء مضوي حسين ضي النور الذي كان يُعد أبرز سواعد قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".

ووفقا لمصدر ميداني تحدث للجزيرة نت، تمكّن الجيش السوداني من تحييد ضي النور، بمنطقة جبرة جنوبي الخرطوم، والذي عمل مديرا لاستخبارات الدعم السريع في وقت سابق وقائدا للقطاع شرق البلاد، وهو واحد من مؤسسي هذه القوات وكان ضمن نواتها الأولى.

إعلان

ولم يتوقف الأمر عند اللواء ضي النور، بل تمكن الجيش -الأيام الأولى أيضا- من تحييد المقدم موسى قارح قائد قوة العمل الخاص بالدعم السريع، في ضاحية شمبات، طبقا لمصدر في الجيش.

ويُعد قارح من أصلب عناصر الدعم السريع التي كان يعتمد عليها حميدتي في معركته مع الجيش، ويقود قوة من نخبة الدعم، وتمكن الجيش من اصطياده مبكرا وتحييد عدد آخر من العناصر المساندة له.

ولاحقا أيضا، تمكن الجيش من قتل المقدم عبد الرحمن البيشي عبر طلعة جوية طالته أثناء وجوده في بلدة طيبة اللحوين بولاية سنار جنوب شرقي البلاد.

ولعب المقدم البيشي دورا كبيرا في سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة، كما تمكن من السيطرة على مقر "الفرقة 17 مشاة" التابعة للجيش بمدينة سنجة وسط البلاد. وتمدد البيشي بقواته إلى تخوم مدينة الدمازين جنوب البلاد، وكان وثيق الصلة بقائد الدعم السريع.

وغربا، تمكّن الجيش والقوة المشتركة المتحالفة من تحييد القائد الميداني الأبرز اللواء علي يعقوب جبريل قائد قوات الدعم السريع وسط دارفور.

وكان اللواء جبريل قد تمكن في وقت سابق من السيطرة على مقر "الفرقة 21 مشاة" التابع للجيش بمدينة زالنجي وسط دارفور، ثم أوكلت له مهمة إسقاط "الفرقة السادسة مشاة" بمدينة الفاشر، قبل أن يتمكن منه قناص يتبع للفرقة ذاتها ويقتله بالمدينة نفسها.

عينته المليشيا قائد للجزيرة عقب انسلاخ كيكل
مقتل اللواء خلا. عبد الله حسين أحد قادة الدعم ،السريع بولاية الجزيرة
???? https://t.co/00xN3xG3ie #سودان #ناو #الإخبارية pic.twitter.com/6cGosk2yiI

— @sudan.now. network (@nowsudan753) February 3, 2025

هزائم وتخابر

وتصاعدت استهدافات قادة الدعم السريع بشكل لافت خاصة الآونة الأخيرة، حيث فقدت هذه القوات عددا من قادتها الميدانين في ولايتي الجزيرة والخرطوم.

وخلال الأسبوعين الماضيين، أعلنت قوات الدعم السريع مقتل عدد من القادة الميدانين، منهم مهدي رحمة "جلحة" الذي قاد قوات تعمل كمرتزقة في ليبيا قبل أن يعود إلى السودان ويتحالف مع "الدعم السريع" عبر قوة يطلق عليها "التدخل السريع" تخضع لقيادة حميدتي.

إعلان

وتبع "جلحة" مقتل العميد الطاهر جاه الله قائد ثانٍ لدى قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة (وسط) و3 قادة آخرين. ويوم الأحد، قُتل اللواء عبد الله حسين قائد ميداني بقوات الدعم السريع بالجزيرة، وتمكّن من السيطرة على مقر قوات الاحتياطي المركزي المساندة للجيش جنوب الخرطوم وشن هجمات عنيفة على سلاح المدرعات في أغسطس/آب 2023.

وعقب مقتل هؤلاء القادة بطريقة متسارعة، انتشرت اتهامات واسعة تشير إلى أن عمليات القتل ربما تمت بواسطة أيادٍ داخل قوات الدعم السريع التي يصفها العقيد ركن خالد ميكائيل القائد الميداني بالجيش -في تصريحات للجزيرة نت- بأنها عبارة عن "مليشيات تفتقد الضبط والربط، وليس لهم هدف أو غاية. لذا تنعدم فيهم روح الجندية وتقدير القادة".

ورجح ميكائيل اغتيال قادة الدعم السريع على يد جنودهم بسبب ما سماه انعدام العقيدة التي توفر الحماية للقيادة "وأن الجند في الدعم السريع لا يعرفون تعليمات القادة".

وقريبا من ذلك، يقول المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي أسامة عيدروس -للجزيرة نت- إن "الهزائم التي تلاحقت بالدعم السريع دفعت قيادتها للتخلص من بعض القادة الميدانيين بالاغتيال بعد اتهاماتهم المباشرة بالمسؤولية عن الهزيمة والتخابر مع الجيش".

ويشير عيدروس إلى سبب آخر لاغتيال قادة الدعم السريع تتمثل في الاستحواذ على غنائم النهب والسلب التي حصل عليها القادة خاصة الكميات الضخمة من سبائك الذهب والنقد الأجنبي.

ومن جانب آخر، يقول المحلل السياسي والكاتب الصحفي الغالي شقيفات -للجزيرة نت- إن قادة الدعم الذين قُتلوا مؤخرا لم يتم اغتيالهم بل نالت منهم يد الجيش بعدة طرق. وأضاف أن هؤلاء القادة قتلهم الجيش في معارك ميدانية ولم تتم تصفيتهم على أيدي الدعم السريع.

وأشار شقيفات إلى أن قوات الدعم السريع تمكّنت في وقت سابق من قتل عدد من قادة الجيش "وهو أمر عادي في ظل استمرار المعارك الطاحنة".

"عمل مشترك"

وهناك ثمة من يفسر مقتل عدد من قادة الدعم السريع الأيام الماضية باعتباره عملا مشتركا بين الجيش وعناصر داخل الدعم السريع.

إعلان

فيقول ضابط رفيع بالجيش -للجزيرة نت، طالبا حجب اسمه- إن مقتل عدد من قادة الدعم السريع الأيام الماضية "ناتج عن عمل استخباراتي دقيق للجيش عبر توفير معلومات عن تحركات القادة الميدانين قبل أن يتم استهدافهم بواسطة المسيّرات الحديثة للجيش".

وأضاف أن الدعم السريع يعاني من خلافات داخلية وصلت قمة هرمه حيث توجد خلافات بين حميدتي وشقيقه "القوني" من جهة، والأخ غير الشقيق عبد الرحيم دقلو من جهة أخرى.

ويرى القائد الميداني بالجيش أن خلافات الدعم السريع على مستوى القادة ساهمت في مقتل عدد من القادة الميدانين مؤخرا عبر توفير معلومات للجيش للتخلص من بعض الموالين لحميدتي ويرفضون توجيهات عبد الرحيم دقلو.

مكاسب ميدانية

من ناحية أخرى، يرى محللون أن مقتل عدد من قادة السريع الميدانيين يصب في صالح الجيش السوداني لا سيما أن المستهدفين كانوا ذوي تأثير ونفوذ داخل الدعم السريع.

ويقول العقيد ميكائيل -للجزيرة نت- إن قتل قادة الدعم السريع يصبّ في صالح الجيش ميدانيا، وإن "كثرة الاغتيالات وسط مرتزقة الدعم السريع سيجني ثمارها الجيش ميدانيا".

بيد أن للمحلل شقيفات، المقرب من الدعم السريع، رأي آخر حيث يقول -للجزيرة نت- إن مقتل قادة بقوات الدعم السريع لا يؤثر ميدانيا، وإن الأخيرة تمتلك عشرات القادة وقادرة على تعويض غياب أو مقتل أي قائد ميداني.

بينما يقول الخبير الإستراتيجي عيدروس إن عمليات الاغتيال التي طالت عددا من قادة الدعم السريع مؤخرا ستجعل هذه القوات أمام 3 خيارات: الهروب أو الاستسلام أو الموت.

مقالات مشابهة

  • ???? مقتل قادة الدعم السريع.. ما وراء العمليات المباغتة؟
  • نازحو غرب الفاشر يناشدون المنظمات السودانية و الأجنبية بمدهم بالغذاء
  • الجيش يعلن تحرير مناطق جديدة في الخرطوم من الدعم السريع
  • مقتل قادة الدعم السريع.. ما وراء العمليات المباغتة؟
  • تطورات مهمة في الفاشر .. غارات جوية عنيفة وإسقاط مسيرات مفخخة
  • قافلة مساعدات إنسانية ودعم طبي تصل مستشفيات الخرطوم بعد نهبها من الدعم السريع وتحركات سيادية لتسهيل عودة النازحين
  • السودان.. القوة المشتركة تتصدى لهجوم عنيف من “الدعم السريع” على 3 محاور في الفاشر
  • غارات وقصف مدفعي يخلفان 65 قتيلا في مدينتي نيالا وكادوقلي
  • معركة الفاشر هل تكون فاصلة ؟
  • عشرات القتلى والجرحى في قصف على الفاشر السودانية