لماذا دمّر الاحتلال مشفى كمال عدوان؟.. آخر رموز الحياة الطبية في جباليا (شاهد)
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
أقدم جيش الاحتلال على حرق وتدمير مستشفى "كمال عدوان" بمحافظة شمال قطاع غزة، الجمعة، ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة، مع اقتياد طواقم طبية وجرحى إلى جهة مجهولة.
تعرض المستشفى لعمليات قصف وحشية عدة، واستُهدفت طواقمه الطبية منذ بداية العدوان، لكنه ظل يعمل بالحد الأدنى، جنبا إلى جنب مع مستشفيي العودة، والإندونيسي، إلى أن تم تدميره كاملا الجمعة.
ويمارس الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة وتطهير عرقي ضمن خطة الجنرالات التي صادق عليها المستوى السياسي في شمال قطاع غزة وبالتحديد في مخيم جباليا، حيث تقضي الخطة بحصار المخيم وتجويع السكان ودفعهم للنزوح إلى جنوب القطاع لكن إصرار السكان على الثبات وعدم الرضوخ لمحاولات التهجير، دفع بالجيش إلى ارتكاب مجازر دامية بحق النازحين داخل مراكز الإيواء والسكان المتواجدين في منازلهم.
أين يقع مستشفى كمال عدوان؟
يقع المستشفى على الحد الشمالي لمخيم جباليا، وهو الأقرب إلى مركز المخيم، إذ لا يبعد سوى بضعة مئات من الأمتار عن ساحة "الخلفاء" الشهيرة في المخيم، وعن شارع "الهوجا" الرئيسي، ما يعني أنه يقع ضمن دائرة العمليات المركزية لجيش الاحتلال في المنطقة.
ينظر الاحتلال إلى المستشفى على أنه السبب المباشر الذي دفع آلاف السكان على البقاء في بيوتهم ورفض النزوح من مخيم جباليا والمناطق المحيطة فيه، ولذلك سعى إلى تدميره منذ اللحظة الأولى لدخوله بريا، في محاولة لإخلاء المنطقة بالكامل، وتدميرها عن بكرة أبيها.
ماذا تعرف عن حصار المستشفى؟
وحاصرت قوات الاحتلال المستشفى منذ بدء عمليتها البرية الثالثة في مخيم جباليا قبل نحو 86 يوما، وهددت طواقمه والجرحى فيه بالإخلاء فورا، إلا أن إدارته التي وقف على رأسها الطبيب حسام أبو صفية رفضت إخلائه، ما جعل المستشفى مسرحا لهجمات ومجازر عدة، وكأنه هدف عسكري.
استخدم الاحتلال أساليب عدة في حصار المستشفى، ففضلا عن منع توريد المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى داخل المستشفى، بل وحرمانه من حصص الغذاء والماء، استخدمت قوات الاحتلال الطائرات المسيرة "كواد كابتر"، لإلقاء القنابل وإطلاق الرصاص على من هم بداخله، إضافة إلى قصف ساحته ومحيطه بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد كبير ممكن كانوا بداخله وفي محيطه.
وحين أصرت طواقمه على البقاء، عمدت قوات الاحتلال إلى استخدام روبوتات محملة بكميات هائلة من المتفجرات، جرى تفجيرها في محيط المستشفى، الأمر الذي أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من المستشفى، فضلا تدمير محطة الأوكسجين الوحيدة فيه، والمولد الكهربائي الذي كان يضئ عتمة الأقسام والغرف المتخمة بالجرحى والمرضى.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تحرق مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة pic.twitter.com/JQbBS5xdW8 — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) December 27, 2024
لماذا دمر الاحتلال المستشفى؟
وقف مستشفى كمال عدوان حجر عثرة أمام خطة الاحتلال لتطهير شمال قطاع غزة من السكان، في إطار عملياته المستمرة في مخيم جباليا، إذ رفضت إدارة المستشفى ممثلة بالدكتور حسام أبو صفية المغادرة صوب غزة، رغم التهديد بالقتل والاعتقال، وتدمير المستشفى على رؤوس من فيه.
مثل بقاء المستشفى رغم عمله بالحد الأدنى بفعل شح الإمكانيات، أحد عوامل الصمود في شمال قطاع غزة، واعتبر دافعا مهما لرفض الأهالي أوامر الإخلاء التي دأب الاحتلال على تنفيذها واقعيا بالقصف والقتل والتدمير اليومي، واستهداف كل معاني الحياة هناك.
ولذلك، عمد الاحتلال إلى تحييد المستشفى، ووقفه عن العمل، أملا في دفع من تبقى من الأهالي في الشمال إلى المغادرة، فرغم انتشار الجوع في إطار سياسة الاحتلال لتفريغ المنطقة، لا يمكن أن تستمر الحياة هناك أيضا، دون غطاء طبي. وهذا ما نفذه الاحتلال بالفعل حين دمر المستشفى الجمعة، واعتقل طاقمه.
كاميرا TRT عربي ترصد اللحظات الأخيرة داخل مستشفى كمال عدوان وعمليات إخلاء حضانات الأطفال والجرحى والكوادر الطبية بعد مطالب الاحتلال بإخلائها pic.twitter.com/sI1Y9TGQVA — TRT عربي (@TRTArabi) December 28, 2024
ما دور الطبيب حسام أبو صفية؟
رفض الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، مغادرة مكانه والتخلي عن مهمته الوطنية والإنسانية رغم تهديد سلطات الاحتلال له، وعقابا له على موقفه الصلب والمبدئي قام الاحتلال باعتقاله في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي خلال اقتحام القوات الإسرائيلية لمستشفى كمال عدوان وإجبار الكادر الطبي على المغادرة.
ولم يلبث الاحتلال أن أطلق سراحه بعد أن قرر الانتقام من الدكتور أبو صفية بطريقة مؤلمة جدا، فما هي إلا ساعات حتى تلقى نبأ استشهاد طفله إبراهيم نتيجة قصف القوات الإسرائيلية لمكان تواجده.
كانت صدمة وجدانية لا توصف فقد ظهر بمقطع فيديو حاملا نعش ابنه الشهيد على كتفيه ودموعه تملأ وجهه، وقال أبو صفية حينها، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل ابنه لأنه يقدم رسالة إنسانية، وسط الأحداث المؤلمة التي يشهدها شمال قطاع غزة.
وبعد نحو شهر، أصيب أبو صفية جراء إلقاء قنبلة عليه من طائرة "كواد كابتر" إسرائيلية أثناء عمله داخل المستشفى، ما أدى إلى إصابته بستة شظايا اخترقت منطقة الفخذ وتسببت في تمزق الأوردة والشرايين.
هذه الإصابة اعتبرها أبو صفية "شرف له"، مشيرا إلى أن إصابته لن تثنيه عن تقديم الخدمات، قائلا "سنظل نقدم ما في وسعنا للفلسطينيين المتضررين من قصف الاحتلال".
إصابتي شرف لي.. مدير مستشفى كمال عدوان د. حسام أبو صفية، بعد إصابته في قصف طائرة مسيرة للاحتلال على المستشفى pic.twitter.com/6qmwBJKAGE — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) November 23, 2024
اعتقل أبو صفية مع العشرات من الطواقم والكوادر الطبية التي أصرت على البقاء معه في مستشفى كمال عدوان، وسط مصير مجهول، وخوف من إقدام قوات الاحتلال على التنكيل بهم أو قتلهم انتقاما منهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال غزة تدميره فلسطين غزة الاحتلال تدمير مستشفي كمال عدوان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مستشفى کمال عدوان قوات الاحتلال شمال قطاع غزة حسام أبو صفیة مخیم جبالیا أدى إلى
إقرأ أيضاً:
غزة: الاحتلال دمر مستشفى كمال عدوان وارتكب انتهاكات جسيمة ضد المرضى والطواقم الطبية
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، اليوم ، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ عملية اقتحام همجية استهدفت مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، أسفرت عن حرق وتدمير أجزاء واسعة من المبنى وإخراجه عن الخدمة بالكامل، وأوضح المكتب أن الاحتلال استخدم روبوتات مفخخة لتفجير محيط المستشفى، ما أدى إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية وعرقلة وصول الخدمات الطبية.
وأكدت المصادر أن جيش الاحتلال اقتاد الطواقم الطبية والجرحى ومرافقيهم إلى جهة مجهولة بعد أن أجبرهم على خلع ملابسهم تحت التهديد، وأشار المكتب إلى انقطاع الاتصال بشكل كامل مع إدارة المستشفى وكوادره منذ ساعات طويلة، مما يثير مخاوف كبيرة حول مصيرهم.
وبحسب بيان المكتب الإعلامي، فقد احتجز جيش الاحتلال 350 شخصًا داخل المستشفى، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 مريضًا بالإضافة إلى مرافقيهم، وأضاف البيان أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة التي تستهدف المنشآت الصحية في غزة.
وذكر المكتب أن الهجوم الإسرائيلي لم يقتصر على التدمير المادي، بل شمل تفجير أجزاء واسعة من مبنى المستشفى، مما أدى إلى توقف الخدمات الطبية تمامًا في المنطقة، وأكد أن هذه التصرفات تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية التي تحظر استهداف المرافق الصحية والمرضى.
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة ضد المدنيين والمنشآت الطبية في غزة، كما طالب المنظمات الحقوقية والإنسانية بالعمل على ضمان سلامة المحتجزين في مستشفى كمال عدوان ومحاسبة الاحتلال على الجرائم المرتكبة بحقهم.
وأشار المكتب إلى أن استمرار استهداف المنشآت الصحية في غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشددًا على ضرورة تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي في القطاع المحاصر.
نسبة كبيرة من الأوروبيين تعتقد أن ترامب سيوقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا
يعتقد سكان الدول الأوروبية أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيتوقف عن تقديم المساعدة المالية لأوكرانيا بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير 2025.
ووفق دراسة أجرتها مؤسسة YouGov على سكان المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والدنمارك والسويد وإسبانيا وإيطاليا، فإن أكثر من نصف المشاركين من ألمانيا (62%)، وإسبانيا (60%)، وبريطانيا (56%)، والدنمارك (59%)، وفرنسا (52%)، وإيطاليا (51%) يعتقدون أن ترامب سيوقف المساعدات المالية لكييف. وفي السويد، عبر ما يقرب من نصف المشاركين عن هذا الرأي – 48%.
وفي الوقت نفسه، فإن 19% إلى 20% فقط من الألمان والإسبان والدنمركيين والبريطانيين والفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع يعتبرون أن مثل هذا السيناريو غير مرجح. وأعرب 24% من الإيطاليين و31% من السويديين عن نفس الرأي - فهم يعتقدون أنه من غير المرجح أن يتوقف ترامب عن تقديم المساعدة المالية لأوكرانيا.
وأجريت الدراسة في الفترة من 3 إلى 18 ديسمبر بين 2119 شخصا بالغا في المملكة المتحدة، و1014 في فرنسا، و2198 في ألمانيا، و1005 في الدنمارك، و1003 في السويد، و1064 في إسبانيا، و1011 في إيطاليا.
وكان ترامب قال في وقت سابق إنه سيكون قادرا على التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض للصراع الأوكراني. وقد صرح مرارا بأنه قادر على حل الصراع في أوكرانيا في يوم واحد. وتعتقد موسكو أن هذه مشكلة معقدة للغاية بحيث لا يمكن إيجاد حل بسيط لها كهذا.
وفي وقت سابق، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز"، أشار ترامب، إلى أنه في ظل الإدارة الجديدة، لا ينبغي لكييف أن تتوقع نفس حجم المساعدة من واشنطن كما كان الحال خلال رئاسة جو بايدن.
وتعتقد روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تتعارض مع التسوية، وتشرك دول حلف شمال الأطلسي بشكل مباشر في الصراع. وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفا مشروعا لروسيا. ووفقا له، فإن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي متورطان بشكل مباشر في الصراع، بما في ذلك ليس فقط من خلال توفير الأسلحة، ولكن أيضا من خلال تدريب الأفراد في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى.