ما الدرس المستفاد من ذكر قصة البقرة في القرآن؟.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن قصة البقرة (فى سورة البقرة) تعلم المسلمين كيف يتعاملون مع الفقه, ومع الأحكام الشرعية, فالفقه والأحكام الشرعية هي أحكام من عند الله, فوجب عليك أيها المسلم أن لا تفتش وأن لا تسأل عن أشياء إن تبد لك تسؤك" دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم "، قال تعالي { قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ },{ بِهَا} أي بسببها.
وأضاف علي جمعة، عبر صفحته على فيس بوك أن هنا في البقرة يعلمك كيف تفكر؟ وكيف تتعامل مع أوامر الله, وأن هذا الدين مبناه اليسر لا العسر, وأن الدين مبناه اليقين لا الشك، وأن الدين مبناه المصلحة لا المضرة والمفسدة والضرر"لا ضرر ولا ضرار",وأن الدين مبناه النية الصالحة المخلصة, فالأمور بمقاصدها " إنما الأعمال بالنيات", والدين ليس هو أن تُحَلِّي ظاهرك وتظهر علامات علي جسدك, ولكنه ما وقر في القلب وصدقه العمل " إن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم "وهكذا.
وأشار علي جمعة، إلى أن تسمية الله سبحانه وتعالي للسورة بكمالها البقرة فيها إشارة إلى أن نلتفت ونحن نقرأ هذه السورة, نلتفت إلي تلك القصة فهي من أهم مكونات عقل المسلم ،وإن كان الله قد ضربها على أقوام سابقين, وإن كان الله قد تكلم عن أشياء أخري ولكن المقصود هو الفكر الذي وراء أصحاب هذه البقرة { وإذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً } إذًا الأمر بسيط واضح, قال رسول الله ﷺ :" لو ذبحوا أي بقرة لكفتهم" ولكن هناك التنطع, التفتيش, الورع الكاذب, ما هو التنطع ؟ التشدد, المشرب الشديد, رؤية الحول والقوة عند الإنسان وهو لا حول ولا قوة بك إلا بالله.
اذبحوا بقرة, لماذا الاستقواء؟ ومع من ؟ مع رب العالمين!
ثانى شيء التفتيش, خذ الحكم الشرعى أو الفتوى بلا تفتيش وزيادة أسئلة, والسائل يفتِّش ويفتِّش, وهو يعتبر هذه تقوي .
ثالث شيء الورع الكاذب, هم قتلوا ويتورعوا في البقرة ؛ خلل.
إذن نهانا عن التفتيش ، والتنطع ، والورع الكاذب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة البقرة فضل قراءة سورة البقرة قصة البقرة المزيد علی جمعة
إقرأ أيضاً:
سرّ السعادة يبدأ بكلمة: كيفية العيش في دائرة الحمد
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق إن الحمد لله، والشكر له، ليسا مجرد كلمات تتردد على الألسن، بل هي منهج حياة شامل يربط بين القول والعمل، ويمتد ليصبح عادة ومنهجًا يعيش في الإنسان ويعيش به. هذه الفلسفة، التي أرشدنا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، تجمع بين الإيمان العميق بالله والعمل المستمر بالشكر له في السراء والضراء.
البداية: المعرفة والفهموجاء ذلك خلال خطبة جمعة سابقة لفضيلة المفتي أعاد نشرها اليوم في الجمعة الاخيرة لسنة 2024 عبر صفحنه الرسمية على موقع الفيسبوك موضحًا أن الحمد يبدأ بالمعرفة؛ أن تدرك قيمة النعم المحيطة بك، من الصحة، والرزق، والأسرة، والطبيعة من حولك. هذا الفهم العميق يقودك إلى الاعتراف بفضل الله وإحسانه. يقول الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾، إشارة واضحة إلى أهمية الذكر والشكر كأساس للتواصل مع الله.
الخطوة التالية: العملوأضاف جمعة أنه لا يقتصر الحمد على الشعور الداخلي، بل يتجلى في العمل. يقول الله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا...﴾، مؤكدًا أن الحمد يصبح فعلًا عمليًا حينما يتحول إلى تسبيح وتعظيم لله.
الاستمرارية: عادة لا تنقطعوأشار جمعة إلى أن الحمد لكي يصبح عادة، فرض الله علينا تكراره في كل صلاة؛ حيث نقرأ في فاتحة الكتاب: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. هذا التكرار اليومي يرسخ مفهوم الحمد كجزء لا يتجزأ من حياة المسلم، ليتحول إلى ممارسة دائمة.
منهج حياة: العيش في دائرة الحمدوأكد جمعة أن الحمد لا يقتصر على اللحظات السعيدة فقط؛ فقد أرشدنا النبي ﷺ إلى حمد الله في كل حال. ففي السراء، يكون الحمد اعترافًا بفضل الله، وفي الضراء، يكون تسليمًا لقضائه. يقول النبي ﷺ: «الحمد لله على كل حال»، ليعلمنا الثبات في الشكر حتى في أصعب المواقف.
الحمد في المحن: بيت الحمدواستشهدا جمعة بما روي عن النبي ﷺ أن الله سبحانه وتعالى يكرم عباده الحامدين حتى في أشد مصائبهم، مثل فقدان الولد. ففي الحديث الذي رواه الترمذي، إذا قال العبد: "الحمد لله" عند فقده ولده، يأمر الله ببناء بيت له في الجنة يُسمى "بيت الحمد".
دعوة إلى التأملواختتم جمعة خطبته أنه من المعرفة إلى العمل، ومن العادة إلى المنهج، يظل الحمد منهجًا جامعًا لحياة مليئة بالرضا والسكينة. دعونا نعيش هذا المنهج بكل تفاصيله، مستحضرين معاني الشكر في أقوالنا وأفعالنا، ليكون الحمد حياةً نعيشها ويعيش فينا.