#سواليف

روت فلسطينيتان، إحداهما ممرضة تعمل بمستشفى كمال عدوان، تفاصيل مروعة عن ظروف احتجازهما في المستشفى الذي أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على إخلائه قسرا من المرضى والأطباء وحرقه وتدميره بمحافظة شمال غزة، حيث تعرضتا برفقة نسوة ورجال آخرين لضرب وإهانة وتجريد من الملابس.

وقطعت النساء اللواتي وصلن إلى مدينة غزة، الأقرب إلى شمال القطاع، مسافة تزيد على 8 كيلومترات سيرا على الأقدام في ظروف قاسية.

وقالت الممرضة الفلسطينية شروق الرنتيسي، التي أُجبرت على النزوح من مشفى كمال عدوان بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي، “تفاجأنا بحصار الجيش للمستشفى وإقدامه على حرق الأرشيف، حيث امتدت النيران إلى باقي الأقسام”.

مقالات ذات صلة بدء تشغيل مسار الباص السريع بين عمّان والزرقاء الأحد 2024/12/28

وأضافت “أبلغنا الجيش بإخلاء المستشفى، وطُلب من المصابين الذين يستطيعون المشي مغادرة المكان، خرجنا لاحقا مع جزء من الكادر الطبي وسرنا مسافة طويلة جدا على الأقدام”.

ولفتت إلى أن الجيش فصل الرجال عن النساء، ثم أخذونا على شكل مجموعات، وأجبرونا على خلع ملابسنا، ومن كانت ترفض خلع ملابسها تضرب، كما صادروا الهواتف المحمولة.

وتابعت أن الجنود أجبروا النساء على خلع ملابسهن كما فعلوا مع الرجال، في مشهد مليء بالسخرية والاستهزاء.

وأكدت الطبيبة أن الجنود أجروا عمليات تفتيش دقيقة، ثم أعادوهن للجلوس لمدة بين ساعة وساعتين قبل السماح لهن بالسير مسافات طويلة.

وأكملت “كانت هناك مراقبة مستمرة من جيب عسكري أمامنا وآخر خلفنا، حتى تركونا في منطقة قريبة من مدينة غزة”.

ولفتت إلى أنها “لا تعلم شيئا عن بقية الأشخاص الذين كانوا في المستشفى، لكن هناك حوالي 25 إلى 30 شخصا طلبهم الجيش ولم يعد أحد يعرف مصيرهم”.

في حين وصفت المواطنة مها مسعود ما جرى قائلة “مع منتصف الليل، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في محيط المستشفى، وعند بزوغ الفجر اقتحمه الجنود، وأجبرونا على الخروج منه تحت تهديد السلاح”.

وقالت إن “جنود الاحتلال بدؤوا من داخل دباباتهم بالمناداة على الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، لإخلاء المكان من المرضى والطواقم الطبية والنازحين”.

وأضافت مها النازحة داخل المستشفى “طلبوا من الجميع الخروج إلى الساحة، دون أي مراعاة لظروفنا الإنسانية”.

وأوضحت أن المستشفى تم إخلاؤه بالكامل، حيث نقل الموجودون إلى منطقة قريبة تحت ظروف قاسية وفي ظل البرد الشديد.

وتابعت “لم يراعوا حالتنا الإنسانية، بل تعاملوا معنا بوحشية، الجنود اعتدوا علينا، وطلبوا من النساء خلع الحجاب، وجردوا الرجال من ملابسهم، واعتدوا عليهم دون أي رحمة”.

وعن خروجهم من شمال القطاع، أشارت مها إلى أن الدبابات الإسرائيلية ظلت ترافق النازحين طوال الطريق منذ خروجهم من المستشفى وحتى وصولهم إلى أقرب نقطة على مشارف مدينة غزة. وقالت إن “الجنود حذرونا من الالتفات إلى الخلف خلال المسير”.

وأضافت مها “في طريق الخروج، كان هناك أطفال ومعاقون ومصابون يبكون من شدة الألم وصعوبة الوضع، لكن الجنود لم يكترثوا لحالتهم ولم يقدموا لهم أي مساعدة”.

وعن حصارهم داخل المشفى، قالت إنهم عانوا الجوع وقلة المياه والحصار الشديد، مشيرة إلى أنهم رفضوا المغادرة رغم الظروف القاسية، حتى أجبرهم جيش الاحتلال على ذلك بالقوة.

والجمعة، أعلن جيش الاحتلال إطلاق عملية عسكرية في منطقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا. وقال الجيش في بيان إن “قوات فريق القتال التابعة للواء 401 تحت قيادة الفرقة 162 وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بدأت العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان بجباليا”.

وأقر الجيش في بيانه بإخلاء مرضى وموظفي المستشفى والسكان بمحيطه. ولأكثر من مرة، قال نازحون فلسطينيون إنهم يتعرضون للاستهداف والقتل والاعتقال في محاور الإخلاء والطرق التي يحددها جيش الاحتلال، كما أنه ينصب فيها حواجز عسكرية وأمنية للتفتيش.

ومنذ هجوم جيش الاحتلال على محافظة الشمال في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى لعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث قال مسؤول صحي إن الجيش يعامله “كهدف عسكري”.

وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل، وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.

وبدعم أميركي يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف جیش الاحتلال کمال عدوان إلى أن

إقرأ أيضاً:

شهادات مروعة لأطفال من غزة في السجون.. تعذيب حتى الموت

أدلى أطفال أسرى من قطاع غزة بشهادات صادمة ومروعة بشأن الأوضاع الفظيعة في سجون الاحتلال، وعمليات التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من الطعام والرعاية الطبية، خلال فترة اعتقالهم.

وأكد الأطفال عقب الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى الخميس، أنهم عاشوا ظروفا قاسية داخل السجون، حيث تعرضوا للضرب والإهانة، ولم يحظوا بأي حقوق إنسانية.

الطفل صلاح المقيد، أحد الأسرى المحررين، قال للأناضول: "حاربونا نفسيا وجسديا، كان هناك 4 رجال كبار في السن تعرضوا لجلطات ولم يتمكنوا من الحركة".

وأضاف: "كنا ننام على الأرض، دون غطاء أو علاج، وكبار السن يموتون من الجوع".

وأشار إلى أن التعذيب لم يقتصر على فئة عمرية معينة، الكل يعذب ويعرض للجوع، حسب قوله.


تعذيب وموت
من جانبه، روى الطفل أحمد خريس، الذي اعتقل في كانون الثاني/ يناير 2024 من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما عايشه داخل السجون الإسرائيلية: "المعاملة كانت سيئة جدا، تعذيب بلا رحمة، رأيت بعيني أشخاصا يموتون تحت التعذيب".

وأضاف أن "المحقق الإسرائيلي كان يأتي بأيدٍ وأصابع مقطوعة"، يعتقد أنها لأسرى فلسطينيين في إطار الترهيب.

وتابع واصفا الظروف المأساوية في سجن النقب، إن قدمه كانت مصابة ولم يقدم له العلاج ولم ير الشمس، مع عدم توفر طعام ولا ماء، والحمامات غير متاحة.

ضرب وقهر وإذلال
أما الطفل محمد السقا، فقد عبر عن معاناته بكلمات مؤلمة: "الوضع كان سيئا جدا، ضرب وقهر وإذلال، لا يمكنني وصفه بالكلمات".

وأضاف للأناضول أن جنود الاحتلال الإسرائيلي كانوا يقولون لهم: "غزة تم إبادتها، ولن تعودوا إليها".
وتابع: "كنا نعتقد أننا ولدنا في السجن، لم نعد نتذكر حياتنا قبل الاعتقال".

أما الطفل أحمد سمر، فقد تحدث عن قسوة السجانين في سجني "مجدو" و"سدي تيمان"، قائلا إن جيش الاحتلال أجبرهم على الجلوس طوال الوقت على ركبهم في وضع مؤلم.


ولفت إلى أنهم كانوا يتعرضون لتكسير الأرجل وهناك أسرى استشهدوا تحت التعذيب.

ومساء الخميس، وصل عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال، بينهم أطفال ونساء، إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، في إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار.

وكان الجيش الإسرائيلي اعتقل هؤلاء الأسرى بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر خلال العدوان الوحشي في قطاع غزة.

وتأتي عملية الإفراج هذه في إطار الدفعة الأخيرة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية وإقليمية بين الاحتلال وحركة حماس.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة من مستشفى بنت جبيل: اطلعت على نتائج العدوان وهي أكبر مما يُصور
  • عدوان الاحتلال على طولكرم.. 13 شهيدًا وإصابة واعتقال العشرات
  • عبدالجليل: مستشفى العيون حقق إنجازًا طبيًا من خلال نجاح 630 عملية زراعة قرنية
  • مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين يكشف تفاصيل مروعة عن تعذيب الإعلاميين المعتقلين في إسرائيل
  • شفاء الأورمان تحصد الجائزة الذهبية في نظام الأورام المبتكر
  • آخر تطورات عدوان الاحتلال المتواصل على جنين وطولكرم
  • شهادات مروعة لأطفال من غزة في السجون.. تعذيب حتى الموت
  • شاهد بالفيديو.. رياض الأطفال بمدينة بحري تفتح أبوابها والتلاميذ الصغار يستقبلون جنود الجيش الذين حضروا لتفقدهم بالنشيد الوطني
  • وسام مفقود.. غادر المستشفى ولم يصل إلى وجهته
  • مدير صحة قنا يتفقد مستشفى نقادة المركزي ويُحيل عدد من المقصرين للتحقيق