البحرية الأمريكية تجرجرُ أذيالَ الهزيمة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
القاضي علي عبد المغني
في الوقت الذي كانت تستعد فيه حاملة الطائرات الأمريكية لشن هجومٍ واسع على اليمن؛ تعرضت لضربةٍ كبيرة من قبل القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر اليمني، الذي حقّق هذه المرة إضافة نوعية إلى استهداف حاملة الطائرات وهي إسقاط طائرة حربية أمريكية مقاتلة من طراز إف 18.
لتؤكّـد هذه الضربة الموفقة ما أكّـدتهُ سابقاتها وما أكّـده الصاروخ اليماني الذي استهدف قلب عاصمة الكيان الصهيوني بالأمس، وهو أن أصابع القيادة والجيش والشعب اليمني على الزناد، ومستعدون أن يذهبوا بعيدًا في المواجهة، وهم قادرون على استهداف كافة المصالح الأمريكية في المنطقة التي يعرفونها حق المعرفة.
ولعل هذا ما ستقوم به اليمن في المرحلة السادسة، إذَا استمر التصعيد على اليمن أَو العدوان على غزة، وعلى الأمريكي والصهيوني والبريطاني أن يدركوا أن استهدافهم للمنشآت المدنية في اليمن لن يؤثر على مسار المعركة التي دخلها الشعب اليمني وهو مستعد للتضحية.
هو الشعب الوحيد في هذا العالم الذي يطالب حكومته بعد الغارات الصهيوأمريكية الأخيرة بتركيب صافرات إنذار في العاصمة ليس للهروب إلى الملاجئ، بل للصعود إلى أسطح المنازل لمشاهدة الغارات على الطبيعة، وهذا ما أشَارَت إليه بعض الصحف الأمريكية والغربية التي وصفت الضربات الأمريكية والصهيونية على اليمن بغير المجدية، وعلقت عليها بالقول: “المشكلة في اليمن أن الشعب لا يبالي بالأضرار التي يمكن أن تلحقه”، وأن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني عاجزان على التعامل مع الحالة اليمنية.
وتمثل القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن أكبر تحدٍ للبحرية الأمريكية، وبالتالي لا تستطيع أية قوة دولية الضغط على القيادة الثورية والسياسية في صنعاء لإيقاف الهجمات سواءً في البحر أَو في الأراضي المحتلّة، وهذه حقيقة ثابتة على الأرض، وقالتها القيادة في صنعاء منذ أول يومٍ من معركة “طوفان الأقصى”.
كما أن استهداف الكيان الصهيوني وإغلاق البحر الأحمر في وجه السفن الأمريكية والصهيونية والبريطانية من قبل قواتنا المسلحة لن يتوقف إلا بوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليها، وما عدا ذلك هو المستحيل بعينه.
اليمن لم يدخل هذه المعركة للاستعراض والمزايدة، ولا؛ باعتبَارها جزءاً من محور الجهاد والمقاومة، بل دخلها عن قناعةٍ تامة، استجابة للتوجيهات الإلهية بالجهاد في سبيل الله دفاعًا عن المستضعفين في الأرض، وفي مواجهة قتلة الأنبياء من اليهود والنصارى الذين يهلكون الحرث والنسل ويسعون في الأرض فسادًا.
هذا الموقف الإيماني العظيم له ثمن بلا شك؛ والشعب اليمني مستعد لدفعه من أول يوم، ولم يتفاجأ بالضربات الأمريكية أَو الصهيونية، بل إنه يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بهذه الضربات ويعتبرها مؤشرًا قويًّا على أنه يسير في الاتّجاه الصحيح الذي أمرنا الله أن نسير به، والأمريكي والصهيوني بات يدرك ذلك جيِّدًا، بأن اليمن بات يشكل خطرًا وجوديًّا عليهم في المنطقة.
عُمُـومًا؛ الضربات الأمريكية والصهيونية على المنشآت المدنية في صنعاء والحديدة قد أنعشت المنافقين والمرتزِقة في المناطق اليمنية المحتلّة، وجعلتهم يتلهفون للأموال والأسلحة الأمريكية والصهيونية، وبات من المفيد أن نقول لهم: الشعب اليمني في انتظاركم لتصفية حسابه معكم، وتطهير الأرض اليمنية الطاهرة من خبثكم ورجسكم، وإن غدًا لناظرهِ قريب.
* أمين عام مجلس الشورى
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمریکیة والصهیونیة الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده
أنقرة-سانا
أكد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان أنه ليس هناك أدنى شك بقدرة الشعب السوري الشقيق الذي ألهم المنطقة والمظلومين بعزيمته على المقاومة، على إعادة إحياء بلده مرة أخرى.
وقال الرئيس التركي في عدة تغريدات على حسابه في منصة “إكس”: “أقدم التهنئة مرة أخرى إلى أخي العزيز الرئيس أحمد الشرع، وإلى الشعب السوري بأكمله على كفاحه وتحقيقه الانتصار، لقد تم فتح صفحة جديدة ليس في سوريا فحسب، بل في منطقتنا بأكملها، بعد 13 عاماً من الدماء والدموع، ونحن في تركيا، سنقدم الدعم اللازم إلى أشقائنا السوريين في المرحلة الجديدة أيضاً، مثلما لم نتركهم وحدهم في أيامهم البائسة والصعبة”.
وأضاف الرئيس أردوغان: “إن تركيا في هذه المرحلة الحرجة، تولي أهمية كبيرة لبناء نظام للبلاد بنهج شامل يحتضن الجميع، ويعكس إرادة السوريين”، لافتاً إلى أنه إضافة للمساعدات الإنسانية، فإن بلاده مستعدة أيضاً لتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار المدن المدمرة والبنية التحتية الحيوية في سوريا، باعتبار أنه كلما تسارعت التنمية الاقتصادية، اكتسبت العودة الطوعية للسوريين زخماً.
وشدد الرئيس أردوغان على أن سلسلة العقوبات الدولية المفروضة على سوريا تشكّل عقبة أمام تعافي البلاد من الناحية الاقتصادية والبنية التحتية، مبيناً أن الجهود التركية الرامية إلى رفع العقوبات أثمرت بتخفيف جزئي للعقوبات التي كانت مفروضة على النظام المخلوع، وأن تلك الجهود ستتواصل حتى تحقيق النتائج بشكل كامل.
وقال الرئيس أردوغان: “أثبتنا منذ اليوم الأول بخطوات ملموسة ودون تردد أننا نقف إلى جانب الشعب السوري، فبعد أن أعدنا فتح سفارتنا في دمشق، قمنا بفتح قنصليتنا العامة في حلب، كما بدأت الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى دمشق، إضافة إلى أننا بذلنا قصارى جهدنا على الصعيد الدبلوماسي خلال الشهرين الأولين للإدارة الجديدة، من أجل جعل صوتها ونواياها الصادقة مسموعة في المنطقة وعلى الصعيد الدولي.”
وأشار الرئيس أردوغان إلى قيام مسؤولين في الإدارة الجديدة في سوريا بزيارات إلى تركيا، وإجراء العديد من الوزراء والبيروقراطيين الأتراك زيارات إلى دمشق، ومواصلتهم القيام بذلك، مؤكداً العمل على تطوير العلاقات بين البلدين بشكل متعدد الأبعاد وفي جميع المجالات، بدءاً من التجارة إلى الطيران المدني، ومن الطاقة إلى الصحة والتعليم.
ولفت الرئيس أردوغان إلى أن أساس السياسة التركية تجاه الجارة سوريا منذ فترة طويلة، هو الحفاظ على سلامة ووحدة أراضيها، موضحاً أن اللقاء الذي جمعه مع السيد أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية كان مبنياً على هذا المبدأ.
وقال الرئيس أردوغان: “أسعدني أن أرى أننا متفقون تماماً بشأن جميع القضايا تقريبا، ولقد قمت وأخي العزيز بتقييم الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها من أجل إرساء الأمن والاستقرار الاقتصادي في سوريا، وبحثنا على وجه الخصوص الخطوات التي يجب اتخاذها ضد المنظمة الإرهابية الانفصالية التي تحتل شمال شرق سوريا وداعميها”.
وأضاف الرئيس أردوغان: “أكدت له أننا مستعدون لتقديم الدعم اللازم إلى سوريا في مكافحة تنظيمي “داعش” و”بي كي كي”، وكل أشكال الإرهاب”، مجدداً تأكيد وقوف بلاده إلى جانب السوريين في إطار السيطرة على المعسكرات في شمال شرق سوريا.
وتابع الرئيس أردوغان: “أود أن أعرب مرة أخرى عن ترحيبنا بالإرادة القوية التي أبداها أخي أحمد الشرع فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وأنا على ثقة أنه من خلال التحرك في نطاق التضامن بيننا، فإننا سنتمكن من ضمان أن يسود جو من السلام والأمن، خالٍ من الإرهاب في مناطقنا الجغرافية المشتركة”.