رأت المحكمة الصغرى الجنائية متهمة أفريقية من واقعة جلب حبوب ممنوعة والمتمثلة في حبوب للاجهاض وأدانت المتهمة الأولى بتغريمها 5 آلاف دينار وأمرت المحكمة بإبعاد المتهمتين عن البلاد ومصادرة المضبوطات التي كانت مخبأة في علبة كريم للشعر. وقالت المحامية إيمان الأنصاري محامية المتهمة الثانية بأن شهد نقيب بإدارة المباحث الجنائية بأنه وردت إليه معلومات من المنفذ الجوي بأنه تم ضبط المتهمة الأولى ولديها حبوب مخبأة بطريقة فنية ويعتقد بأنها حبوب إجهاض وعليه قام بإجراء التحريات وثبت له بأن المتهمة الأولى قامت بجلب الحبوب إلى مملكة البحرين بقصد الربح والتكسب المالي.

وقد ثبت بتقرير الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية بأنه بعد الاطلاع على الأقراص الطبية المحرزة تبين بأنها عبارة عن دواء يتم استخدامه لتحفيز بدء المخاض في الولادة والإجهاض وأن الدواء يخضع للرقابة الجزئية ويتم صرفه بوصفة طبية وأضافت الأنصاري بأن موكلتها وعند تفتيش الحرز الخاص بها لم يتم التحصل على أي حبوب أو أي دليل يثبت من خلاله ارتكابها الواقعة، مضيفة أن التهم المنسوبة موكلتها مبنية على أقوال المتهمة الأولى فقط، ومن دون أي مستندات أو قرائن مادية بل لا يوجد ما يثبت ارتكاب المتهمة الثانية هذه التهم. كما دفعت الأنصاري بعدم كفاية وجدية التحريات بحق المتهمة الثانية إذ ثبت من خلال أوراق الدعوى عدم وجود تحريات كافية وجدية بشأن المتهمة الثانية بل لا يوجد أي تحريات أجريت بشأنها من الأساس فمجري التحريات النقيب يتقدم بثمة دليل على حيازة المتهمة الثانية لتلك الأدوية وبنى تحرياته على ما ادعته المتهمة الأولى. من جانبها قالت المحكمة في حيثيات حكمها إن التهم المنسوبة للمتهمة الثانية تحيط بهم الشكوك والريبة بما لا تطمئن معه المحكمة بأن المتهمة الثانية ارتكبت الجرائم سالفة البيان وحيث إنه باستعراض وقائع الدعوى وظروفها وملابساتها ترى المحكمة أن الأدلة القائمة في الأوراق بالنسبة للتهم المسندة للمتهمة الثانية غير كافية لأن تكون دليل إثبات تركن إليه المحكمة وتعول عليه عن اقتناع لإدانة المتهمة الثانية بالتهم محل البنود أولاً وثانيًا وثالثًا، لاسيما وأن المتهمة الثانية أنكرت تلك التهم أمام هيئة المحكمة وعليه فإن المحكمة تتشكك في صحة إسناد التهم محل البنود أولاً وثانيًا وثالثًا للمتهمة الثانية ولا تطمئن معه إلى ارتكابها لتلك التهم. فلما كان ما تقدم وكانت المحكمة بعد أن محصت الدعوى وأحاطت بوقائعها وظروفها وملابساتها وبأدلة الإثبات التي قام الاتهام عليها عن بصر وبصيرة وفطنت إليها ووازنت بينها، فإنها تجد أن الأدلة، الأمر الذي يتعيّن معه القضاء ببراءة المتهمة الثانية مما أسند إليها من اتهام بالتهم محل البنود أولاً وثانيًا وثالثًا، إعمالاً لحكم المادة (255) من قانون الإجراءات الجنائية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا المتهمة الأولى

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 44 من سورة الأنعام: “فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ”.
يبين الله تعالى بعض سننه في تقدير إنعاماته على الناس، وهي أن عطاء الله لبعض خلقه ليس بالضرورة مكافأة على حسن عملهم، بل قد يكون للكافرين امدادا فيوغلوا بالضلالة، وهكذا يصبح عقوبة لأنه أعشى عيونهم عن الهدى، فيحق عليهم العذاب.
لقد أنبأنا بأنه لعدالته، فعطاؤه عام لكل خلقه ابتداء، بغض النظر عن طاعة المخلوق أو عصيانه: “كُلًّا نُمِدّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاء رَبّك وَمَا كَانَ عَطَاء رَبّك مَحْظُورًا” [الإسراء:20]، ثم يتفضل على من يشاء من الشاكرين منهم بفضله زيادة أو انقاصا، بقصد الإبتلاء والتمحيص، وأما الجاحدون المنكرون لفضله، فعقوبته لهم أنه يحرمهم من فرصة التوبة، التي تؤهلهم لنوال مغفرته وثوابه في الآخرة.
من خلال التفكر في هذه الآية، يمكننا الإلمام بشيء من الحكمة في تصريف الأمور التي تتم في الحياة الدنيا، وكيف أن هنالك ارتباط لها بالحياة الآخرة ومنها:-
1 – إن عطاء الله لعباده أصلا منتج ابتدائي لكرم الخالق، فهو ليس مثوبة ولا عقوبة.
2 – هذا العطاء يكون على وجهين أساسي: وهو شامل للنعم المعطاة للجميع كالحياة والعقل وكمال الوظائف الجسدية، والإنتفاع بالجوارح والحواس ..الخ، والوجه الثاني تخصيصي لبعض دون آخرين وبدرجات متعددة، مثل الإمداد بالمال والبنين والجاه والعلم والمواهب ..الخ.
3 – في العطاء الأساسي الشمولي، لا يشترط التساوي، وهذا التمايز الظاهري من أجل إظهار قيمة النعم الممنوحة لكن ذلك لا ينتقص من العدالة الإلهية المطلقة، فقد يتم التعويض في الفوارق في أمور أخرى، إنما كان التباين للتنبيه، فلا يحس المرء بمدى نفع النعمة إلا حين نقصها.
4 – في العطاء التخصيصي، قد لا يمكن الالمام بكل الحكمة العميقة حتى لأولي الألباب، بل ببعضها والظاهر منها، ويكون على أبواب كثيرة منها:
أ- عطاء دنيوي جزاء الإخلاص في العمل وبذل الجهد، مثل المجد والمردود المادي الذي يناله العالِم والمخترع والحاكم العادل والمصلح الإجتماعي، حتى لو كان غير مؤمن، وهذه مكافأة لمن نفع الناس أو أزال عنهم ضررا، لكن أثرها يبقى في الدنيا ولا ينفعه في الآخرة: “وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ” [الشورى:20]
ب – وهنالك جزاء في الآخرة فوق جزاء الدنيا لمن يفعل كل ذلك وهو مؤمن ويبتغي به وجه الله “وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ” [آل عمران:145].
ج – عطاء الدنيا قد يكون جزاء من جنس العمل، مثل البركة في المال أو زيادة الدخل لمن ينفق على عياله أويتصدق على غيره، وقد يكون في غير جنسه، مما قد يكون المرء بحاجة إليه ولا يحل المال مشكلته، كالشفاء من العلل “داوو مرضاكم بالصدقة” [حديث شريف]، أو بالنجاة من حادث، أو بمخرج من ضيق، أو التوفيق في العمل، أو صلاح الذرية، أو الذكر الحسن.
د – ليس شرطا تلازم العطاء مع الفعل الحسن، فالتوقيت يقدره الحكيم الخبير، ولأنه علام الغيوب فتقديره فيه الخير للعبد أكثر من تقدير العبد ذاته.
5 – كل ما سبق ذكره من عطاء الله خير ومثوبة، أمّا ما جاء ذكره في هذه الآية الكريمة فهو العطاء الخطير، وهو أن يمد الله للعاصين والظالمين والطغاة، حتى يتمادوا في غيهم ويظنوا أن الله غافل عما يفعلون، فيصلوا الى نقطة لا يمكنهم فيها العودة عن ضلالهم، فيكونوا قد استحقوا العقاب.
إن الله لا يكره أحدا من خلقه، بل يكره التوجه الى الضلال بعد تبين الهدى، لذلك يمقت أفعال الضالين وليس أشخاصهم، ولو علم في أحدهم خيرا لهداه ولفرح باهتدائه، لكنه يعلم أن دخاءلهم فاسدة، ولو تاب عليهم لعادوا لما نهوا عنه، هؤلاء يكره اختلاطهم بالصالحين، فلا يهديهم ولا يصلح بالهم، مثلما كره انبعاث المنافقين في غزوة العسرة فثبطهم، فخسروا فرصة التوبة وانكشف زيفهم للمؤمنين.
لذلك فالخاسر الأكبر هو المنافق الذي يعتقد أنه بنجاحه بإخفاءه عداءه لمنهج الله عن الناس قد نجى، فالله قد يكون مد له ليتمادى، ليستحق عقابه الأليم.

مقالات مشابهة

  • صحيفة الثورة السبت 20 جمادى الآخرة 1446 – 21 ديسمبر 2024
  • صحيفة الثورة الجمعة 19 جمادى الآخرة 1446 – الموافق 20 ديسمبر 2024
  • ضبط شغالة متهمة بسرقة مشغولات ذهبية من شقة بالزيتون
  • تأملات قرآنية
  • القضاء يبرئ يزن مشعان الجبوري من جميع التهم
  • سقوط سيدة متهمة بسرقة مشغولات ذهبية وملابس من شقة بالزيتون
  • صحيفة الثورة الخميس 18 جمادى الآخرة 1446 – 19 ديسمبر 2024
  • أوقاف الغربية تسلم التضامن الاجتماعي الدفعة الثانية من لحوم الإطعام
  • ‏إعلام فلسطيني: صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل في مراحلها النهائية وإبعاد أصحاب المحكوميات العالية إلى تركيا وإيران
  • الزمالك يتلقى الخسارة الثانية في بطولة العالم لسيدات الطائرة أمام ميناس البرازيلي