محاكمة أميركي بتهمة نقل تكنولوجيا قاتلة لإيران
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
دفع مهندس سابق في شركة لتصنيع أشباه الموصلات ببراءته -أمس الجمعة- من اتهامات أميركية بشراء تكنولوجيا بشكل غير قانوني لشركة إيرانية صنعت مكونا رئيسيا لطائرة مسيرة استخدمت بهجوم في يناير/كانون الثاني الماضي بالأردن أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.
وقال مهدي صادقي -الذي طُرد من شركة "أنالوج ديفايسز" بعد اعتقاله في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري- إنه غير مذنب، في جلسة استماع بالمحكمة الاتحادية في بوسطن، بالتهم الموجهة إليه من التورط في مخطط لانتهاك قوانين الرقابة على الصادرات والعقوبات الأميركية.
وقدم دفعه بالبراءة بعد أسبوعين تقريبا من إعلان وزارة العدل الأميركية توجيه اتهامات إلى المواطن الأميركي الإيراني ورئيس شركة إيرانية لتصنيع أنظمة الملاحة يدعى محمد عابديني، الذي ألقي القبض عليه في إيطاليا.
وأفاد ممثلو الادعاء بأن الحرس الثوري الإيراني كان العميل الرئيسي لشركة صنعت نظام الملاحة المستخدم في برنامج الطائرات العسكرية المسيرة، موضحين أن هذا النظام استُخدم في طائرة مسيرة ضربت موقعا أميركيا في الأردن يسمى البرج 22، بالقرب من الحدود السورية، في هجوم أسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة 47 آخرين.
وألقي القبض على المتهمين بعدما تتبع مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي نظام الملاحة الخاص بطائرة مسيرة لشركة إيرانية يديرها أحد المتهمين، اعتمد على التكنولوجيا المهربة من الولايات المتحدة، ويعمل المتهم الأول واسمه مهدي محمد صادقي، بشركة أشباه موصلات، مقرها ماساتشوستس.
إعلان المتهمان في القضيةوقالت جودي كوهين، العميلة الخاصة المسؤولة في مكتب التحقيقات الفدرالي ببوسطن، إن صادقي مواطن أميركي مجنس يعيش في بلدة ناتيك بمقاطعة ميدلسيكس، "نعتقد أنه تخلى عن هذا البلد الذي استقبله لمساعدة أحد أكثر رعاة الإرهاب شهرة في العالم في تعزيز ترسانته من الأسلحة".
أما المتهم الثاني، واسمه محمد عابديني، فقد قُبض عليه في ميلانو بإيطاليا في انتظار تسليمه إلى الولايات المتحدة، ويشتبه في إدارته شركة إيرانية تصنع أنظمة ملاحة للطائرات المسيرة، لها علاقات بالحرس الثوري الإيراني.
وتشتبه السلطات الأميركية في أن عابديني وصادقي تحايلا على قوانين مراقبة الصادرات الأميركية، بما في ذلك استخدام شركة وهمية في سويسرا، لشراء التكنولوجيا الحساسة ونقلها إلى إيران.
ويواجه الرجلان العديد من الاتهامات الجنائية، بينها انتهاك قوانين مراقبة الصادرات، بينما يواجه عابديني اتهامات منفصلة بالتآمر لتقديم دعم مادي لإيران.
وقال المدعي العام الأميركي جوشوا ليفي: "تؤكد هذه الاتهامات أن وزارة العدل لن تتوقف عن السعي لتحقيق العدالة لأفراد الخدمة الذين قتلوا وتضرروا في الخارج".
نفي إيرانيوفي تقرير سابق لها، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" تفاصيل تتعلق بلحظة الهجوم المميت بطائرة من دون طيار، قائلة إن طائرة أميركية من دون طيار كانت عائدة إلى القاعدة في الوقت نفسه الذي اقتربت فيه المسيرة المعادية من الهدف، وهو ما أدى إلى التباس حول ما إذا كان الجسم القادم صديقا أم عدوا.
وكانت طهران احتجت على اعتقال إيرانيَين في إيطاليا والولايات المتحدة متّهمَين بنقل تكنولوجيا أميركية حساسة إلى إيران، نافية أي تورط لها في الهجوم، ووصفت الاتهامات الأميركية بأنها لا أساس لها.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية وحيد جلال زاده لوكالة تسنيم للأنباء: "نعد العقوبات الأميركية القاسية والأحادية الجانب ضد إيران، والتوقيفَين، مخالفة لكل القوانين والمعايير الدولية"، مضيفا أن الوزارة دعت القائم بالأعمال الإيطالي والسفير السويسري في طهران الذي يمثل المصالح الأميركية في إيران للاحتجاج على ما حدث.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شرکة إیرانیة
إقرأ أيضاً:
CNN: روسيا سرعت إنتاج مسيرات هجومية في مصنع سري.. تقنية إيرانية وقطع صينية
كشفت شبكة CNN الأمريكية تفاصيل جديدة حول ما قالت إنه "توسيع مصنع سري يغذي حرب الطائرات بدون طيار الروسية".
وقالت إنه قام المصنع الواقع في منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة، في منطقة تتارستان جنوب روسيا، بتوسيع نطاق إنتاجه من الطائرات بدون طيار الهجومية والمستخدمة بالمراقبة ذات التصميم الإيراني، وذلك باستخدام مجموعة من المكونات الصينية، وتجنيد قوة عاملة شابة للغاية ومنخفضة المهارة من المراهقين الروس والنساء الأفريقيات، اعتمادا على ما قالت إنه تحليل لها، وتقييمات من مصادر استخبارية أوكرانية.
وقالت المصادر، إن المصنع ينتج الآن آلاف الطائرات "الخادعة"، المصممة لإرهاق الدفاعات الأوكرانية.
في وقت سابق من أيلول/ سبتمبر الماضي، قالت مصادر بوكالة استخبارات أوروبية إن روسيا أعدت برنامجا للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
وتقوم شركة "آي.إي.م.زد كوبول"، التابعة لشركة ألماز-أنتي الروسية المملوكة للدولة، باختبارات طيران لطائرة مسيرة جديدة تُسمى "جاربيا-3" (جي3) في الصين، بالتعاون مع متخصصين محليين، وفقًا لتقرير قدمته كوبول لوزارة الدفاع الروسية.
وأبلغت كوبول وزارة الدفاع أنها تستطيع إنتاج طائرات مسيرة، بما في ذلك طائرات جي3، على نطاق واسع في مصنع بالصين، لتمكين نشر هذه الأسلحة في "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وهو المصطلح المستخدم من قبل موسكو للإشارة إلى الحرب.
ورغم عدم استجابة كوبول أو ألماز-أنتي أو وزارة الدفاع الروسية لطلبات التعليق، نفت وزارة الخارجية الصينية علمها بمثل هذا المشروع، مشيرة إلى وجود إجراءات رقابة صارمة على تصدير الطائرات المسيرة.
وأشار الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فابيان هينز، إلى أن أي تسليم لطائرات مسيرة من الصين إلى روسيا سيكون خطوة مهمة، حيث إن ما تم تسليمه سابقًا كان غالبًا مكونات مزدوجة الاستخدام.
بينما قال الزميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد، سامويل بينديت، إن بكين قد تتردد في الانكشاف للعقوبات الدولية بسبب دعمها لآلة الحرب في موسكو.
وعبر مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن قلقه إزاء التقرير، مؤكدًا أن أي مساعدات فتاكة تقدمها شركة صينية لشركة روسية تخضع لعقوبات أمريكية ستكون مثار جدل.
وفي الوقت نفسه، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض إلى عدم وجود دليل على علم الحكومة الصينية بهذه الصفقة، لكنه أكد أن بكين تتحمل مسؤولية ضمان عدم تقديم مساعدات فتاكة لروسيا.
وفقًا لتقارير شركة كوبول، فإن طائرة جي3 قادرة على قطع مسافة تصل إلى ألفي كيلومتر مع حمولة تصل إلى 50 كيلوجرام. وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة كوبول في أيلول/ديسمبر 2023، ويُعتقد أنها استلمت عينات من الطائرة وبعض النماذج الأخرى من الصين لإجراء مزيد من الاختبارات عليها.
ووثقت مصادر الاستخبارات الأوروبية أيضًا تسليم سبع طائرات مسيرة عسكرية، بما في ذلك طائرتان جي3، إلى كوبول في مقرها الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية. ومع ذلك، لم تحدد الفواتير التي تلقتها كوبول من الموردين الصينيين تواريخ التسليم.
يعتبر تسليم هذه الطائرات أول دليل ملموس على نقل طائرات مسيرة كاملة من الصين إلى روسيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. كما أن الوثائق المقدمة من المصدرين لم توضح ما إذا كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعطت الموافقة لإنتاج هذه الطائرات بشكل متسلسل.