لم توفر الحرب الإسرائيلية البيئة اللبنانية التي دفعت ثمنًا كبيراً ستبقى حسب الخبراء تدفعه لسنوات وسنوات للأمام بسبب الضربات الإسرائيلية التي كانت تتم من خلال قذائف وقنابل محرمة دوليا، أبرزها القصف بالفوسفوري الذي أهلك التربة اللبنانية، وأسس لسنوات صعبة جدًا على صعيد الزراعة، هذا عدا عن عمليات الدمار الواسعة التي أدت إلى تدمير أكثر من 50 بستانا وآلاف الهكتارات من الأراضي.

وحسب المعنيين، فإن حجم الخسائر من الأراضي الزراعية في المناطق المستهدفة وصل إلى 80%، حيث احترقت بساتين بأكملها، ودمّرت الأشجار المعمّرة والمثمرة، إذ تحتاج إلى عشرات السنوات حتى تعود وتعطي الثمر كما كانت.
وبعيدًا عن الأضرار التي طالت المزروعات، لم توفر الغارات الإسرائيلية الأبنية والمنازل، إلا أنّ ما يحذّر منه الخبراء ما بعد الضربات هي المواد الكيميائية التي لا تزال أجزاء لا تُرى منها بالعين المجردة تطير فوق أجواء بيروت، وتنتشر في الهواء في معظم المناطق القريبة من العاصمة.
وفي حين يشهد العالم تصاعدًا في التحذيرات من ظاهرة الاحتباس الحراري، يعاني لبنان من آثار مزدوجة لتغير المناخ والدمار البيئي الناتج عن الحروب. تشير دراسات اطلع عليها "لبنان24" إلى أن العقدين الماضيين شهدا ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة العالمية، مع تسجيل مستويات غير مسبوقة من ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستوى سطح البحر. هذا التغير المناخي يهدد بشكل خاص المناطق ذات البنية البيئية الهشة مثل لبنان.
وفقًا لهذه الدراسات، فإن لبنان يُعدّ من بين الدول الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة وتيرة الحرائق في الغابات اللبنانية، وانخفاض معدل تساقط الأمطار بنسبة 15-20% بحلول عام 2050، مما سيزيد من أزمة شح المياه وتدهور الزراعة.
وحسب الارقام فإن متوسط درجات الحرارة في لبنان ارتفع بمقدار 1.5 درجة مئوية منذ منتصف القرن العشرين، مع تسجيل فصول صيف أكثر حرارة وجفافًا. كما أن تدمير البنية الزراعية بفعل الحرب يفاقم من هذا الوضع، حيث أدى إلى خفض قدرة الأراضي الزراعية على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، أحد أبرز مسببات الاحتباس الحراري.
إضافة إلى ذلك، فإن التحضر السريع وتدهور الغابات يزيدان من انبعاثات غازات الدفيئة في لبنان. فحسب الدراسات، فإن الغطاء الحرجي في لبنان تراجع بنحو 35% خلال العقود الثلاثة الماضية، مما يضع البلاد في مواجهة خطر حقيقي على صعيد استدامة الموارد الطبيعية.
الاحتباس الحراري في لبنان ليس مجرد أزمة بيئية بل تهديد شامل يطال مختلف جوانب الحياة. فارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تزايد الأمراض المرتبطة بالحرارة وتلوث الهواء، كما يؤثر سلبًا على قطاع السياحة الذي يعتمد على مناخ لبنان المعتدل. علاوة على ذلك، فإن الضغط على الموارد المائية، إلى جانب أزمة الكهرباء المزمنة، يجعل التكيف مع التغيرات المناخية تحديًا كبيرًا.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الاحتباس الحراری فی لبنان

إقرأ أيضاً:

طقس أول رمضان.. ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة مع تقلبات جوية

أعلنت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن الأيام المقبلة ستشهد ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة، حيث من المتوقع أن تسجل العظمى في القاهرة 22 درجة مئوية غدًا أول أيام رمضان، ثم ترتفع لاحقًا إلى 24 درجة مئوية.

ورغم هذا الارتفاع، حذرت "غانم" من تقلبات جوية تبدأ يوم الأربعاء المقبل، حيث ستنخفض درجات الحرارة من جديد ليعود الطقس إلى طبيعته الشتوية الدافئة. كما شددت على عدم الانخداع بارتفاع درجات الحرارة نهارًا، حيث تبقى الأجواء باردة ليلًا، مما يستدعي الاستمرار في ارتداء الملابس الشتوية المناسبة.

أوضحت "غانم" أن هناك فرصًا لسقوط أمطار خفيفة مساء اليوم على السواحل الشمالية ومحافظات شمال الوجه البحري، لكنها لن تمتد إلى المحافظات الداخلية، مما يعني استمرار استقرار الأجواء في أغلب المناطق.

أكدت الهيئة أن الأوضاع الجوية مستقرة بشكل عام، حيث أن الشبورة المائية اليوم خفيفة ولا تؤثر على حركة المرور، مما يجعل التنقل آمنًا على أغلب الطرق.

تشهد بعض المناطق، مثل السواحل الشمالية الغربية، شمال الوجه البحري، جنوب سيناء، سلاسل جبال البحر الأحمر، وشمال الصعيد، نشاطًا ملحوظًا في الرياح تصل سرعتها إلى 34 كم/س، مما قد يؤثر على بعض الأنشطة البحرية.

مقالات مشابهة

  • طقس الإثنين .. هذه المحافظة تسجل أعلى درجات الحرارة
  • الأرصاد تكشف عن تحول مفاجئ في طقس الساعات المقبلة
  • خلال يومين.. انخفاض كبير في درجات الحرارة على بعض المناطق بالسلطنة
  • الاحتباس الحراري يقلّص امتصاص النباتات والتربة للكربون
  • أنشيلوتي: ريال مدريد لعب أسوأ 70 دقيقة!
  • أستراليا تشهد ثاني أكثر صيف حرارة في تاريخها بسبب التغير المناخي
  • ارتفاع طفيف في درجات الحرارة ..تفاصيل طقس أول أيام شهر رمضان المبارك
  • طقس أول رمضان.. ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة مع تقلبات جوية
  • تفاصيل حالة الطقس في أول أيام رمضان
  • طقس أول أيام رمضان.. أجواء معتدلة في هذه المناطق