تطوير روبوت لتمكين مرضى الشلل من المشي
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا في تحسين حياة الإنسان، يأتي روبوت "WalkON Suit F1" ليكون أحد الابتكارات البارزة في مجال المساعدة الحركية. هذا الجهاز المتطور هو عبارة عن بدلة روبوتية مصممة خصيصًا لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من شلل نصفي أو ضعف عضلي على استعادة القدرة على المشي. يدمج "WalkON Suit F1" التكنولوجيا الحديثة في مجال الروبوتات والعلاج الطبيعي ليمنح الأمل للعديد من المرضى الذين كانوا يظنون أن قدراتهم الحركية قد فقدت للأبد.
ما هو روبوت "WalkON Suit F1"؟
روبوت "WalkON Suit F1" هو جهاز خارجي مبتكر يشبه الزي الموحد أو البدلة التي يرتديها الشخص، ولكنه يتضمن محركات ومحاور وأجهزة إلكترونية متطورة تسمح للمستخدم بالحركة والمشي. يهدف هذا الروبوت إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الشلل النصفي أو الضعف العضلي في استعادة القدرة على المشي والوقوف بشكل مستقل أو شبه مستقل.
اقرأ أيضاً.. طبيب يجري 9 جراحات معقدة باستخدام الروبوت
آلية عمل "WalkON Suit F1"
يعمل هذا الروبوت من خلال محركات كهربائية وحساسات مدمجة في أجزاء مختلفة من البدلة. تعتمد آلية عمل "WalkON Suit F1" على تحويل الإشارات العصبية الصادرة من الدماغ إلى حركات فعلية باستخدام نظام متطور من المحركات التي تحاكي حركة العضلات الطبيعية. تُثبّت البدلة على الجسم باستخدام حزام مغناطيسي، وتتم تحفيز العضلات للمساعدة في تحريك الساقين.
عندما يرتدي الشخص "WalkON Suit F1"، يمكنه الوقوف والمشي، إذ يحاكي الجهاز حركة المشي الطبيعية باستخدام تقنيات متقدمة تساعد في تحفيز العضلات الضعيفة. يعتمد النظام على القدرة على استشعار الحركات والتعديل الفوري لضمان سير الشخص بشكل آمن.
فوائد "WalkON Suit F1"
تحسين القدرة على الحركة: يعد "WalkON Suit F1" من أهم الأدوات المساعدة في إعادة تأهيل الأشخاص الذين يعانون من الشلل النصفي، إذ يساعدهم على الوقوف والمشي مرة أخرى، حتى وإن كانت حالتهم الحركية ضعيفة جدًا.
اقرأ أيضاً.. لأول مرة.. "كليفلاند كلينك أبوظبي" يستأصل سرطان الثدي بالروبوت
تحفيز الأعصاب والعضلات: من خلال تفعيل العضلات بشكل مستمر، يساعد الروبوت في تحفيز الأعصاب المتضررة من الشلل، مما يعزز عمليات الاستشفاء الطبيعي للأنسجة العصبية.
التأهيل العصبي: يمكن أن يكون "WalkON Suit F1" أداة فعالة في برامج العلاج الطبيعي، حيث يساعد في إعادة تدريب الأعصاب والعضلات على العمل معًا من جديد، وبالتالي يعجل بعملية الشفاء.
استعادة الاستقلالية: يساعد الروبوت المرضى على استعادة جزء من استقلالهم، حيث يمكنهم القيام ببعض الأنشطة اليومية مثل المشي لمسافات قصيرة أو التنقل بين الأماكن.
دعم الصحة النفسية: القدرة على التحرك والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الحالة النفسية للمستخدمين، ويعزز ثقتهم بأنفسهم.
التحديات والقيود
رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها "WalkON Suit F1"، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهه. أولاً، لا يزال الجهاز مكلفًا للغاية، مما يجعل الوصول إليه محدودًا، خاصة في البلدان النامية أو للأشخاص الذين لا يمكنهم تحمل تكاليف العلاج. ثانيًا، يعاني بعض المستخدمين من صعوبة في ارتداء البدلة أو في التكيف معها، بسبب حجمها ووزنها، وهو ما يجعل استخدامها في بعض الحالات أقل فعالية.
التطورات المستقبلية في تقنية "WalkON Suit"
تسعى الشركات التي تعمل في مجال الروبوتات الطبية إلى تطوير "WalkON Suit F1" ليصبح أكثر مرونة وكفاءة في مساعدة المرضى. هناك العديد من التطويرات التي يتم العمل عليها لجعل البدلة أخف وزنًا وأسهل في الاستخدام. أيضًا، تزداد تقنية الذكاء الاصطناعي في تحسين قدرة هذه الروبوتات على التفاعل مع بيئة المستخدم ومساعدته بشكل أفضل. ومن المتوقع أن يتم تحسين التكلفة في المستقبل، مما يجعل هذا النوع من الروبوتات أكثر متاحًا للعديد من الأشخاص حول العالم.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شلل دماغي روبوت الذكاء الاصطناعي القدرة على
إقرأ أيضاً:
«محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» تعقد النسخة الأولى من مؤتمر «أبوظبي للذكاء الاصطناعي والروبوتات»
أبوظبي (الاتحاد) انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر «أبوظبي للذكاء الاصطناعي والروبوتات» الذي تنظمه جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي من 23 إلى 25 أبريل في حرمها الجامعي بمدينة مصدر. ويركّز المؤتمر على مدار أيام انعقاده على قطاع الرعاية الصحية وما يشهده من تطورات سريعة يعيد فيها الذكاء الاصطناعي والروبوتات تعريف مفاهيم الرعاية الصحية الدقيقة والشخصية. ويستضيف المؤتمر خبراء من مؤسسات عالمية مرموقة بما فيها: «جامعة كولومبيا» و«جامعة كيوتو» و«الجامعة التقنية – ميونيخ» وغيرها، لبحث ومناقشة دور الروبوتات في دعم تطوير حلول مبتكرة في مجالات الجراحة والرعاية عن بُعد والتكنولوجيات المساعدة. وقد أكد البروفيسور يوشيهيكو ناكامورا، أستاذ ورئيس قسم علم الروبوتات في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، على هامش انعقاد فعاليات مؤتمر «أبوظبي للذكاء الاصطناعي والروبوتات» أنه ليس مجرد مؤتمر آخر، بل هو منصة للتواصل بين المجتمع الدولي من الخبراء والمختصين. كما أنه فرصة لتسريع وتيرة الابتكار في مجال الرعاية الصحية المدعوم بالروبوتات، معرباً عن فخره بإطلاق هذا المؤتمر في أبوظبي. وتعكس فعاليات هذا المؤتمر رسالة الجامعة الأكبر المتمثلة في استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق تخدم المجتمع، حيث أوضح البروفيسور ناكامورا أن «الجامعة بصدد إرساء أُسس أول منصة عالمية للذكاء المادي والمتجسّد المتكامل، ما يشكّل في حد ذاته إنجازاً سيحدّد معالم الجيل القادم من الآلات الذكية، التي سيظهر تأثيرها الملموس في قطاعات حيوية مثل المستشفيات والمنازل وأنظمة الرعاية الصحية حول العالم». ومن بين المتحدثين الرئيسيين خلال اليوم الأول، عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم الذي تحدث عن «تمكين أفضل لأصحاب الهمم بالذكاء الاصطناعي»، مسلطاً الضوء على العمل الرائد الذي تقوم به المؤسسة في هذا المجال. وقدم البروفيسور تيموثي بالدوين، عميد الجامعة، كلمة رئيسية حول برنامج الجامعة للصحة العامة. وشارك، البروفيسور سامي حدادين، نائب رئيس الجامعة للأبحاث وأستاذ علم الروبوتات، بتقديم نبذة عن تجربته بوصفه رائداً عالمياً مرموقا في مجال الروبوتات. كما ناقشت الدكتورة حصة المزروعي، المديرة الطبية التنفيذية والمسؤولة عن خدمات المرضى الدوليين في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، موضوع «الذكاء الاصطناعي في الطب.. الاتجاهات الحالية والمستقبلية»، مقدمةً منظوراً سريرياً لدور الذكاء الاصطناعي التحويلي في مجال الرعاية الصحية. وأحد المفاهيم المحورية الذي ستتم مناقشتها خلال فعاليات مؤتمر «أبوظبي للذكاء الاصطناعي والروبوتات» كذلك هو مفهوم: «التوأم الرقمي»، وهو نموذج افتراضي دقيق يحاكي جسم الإنسان. ويوضح البروفيسور ناكامورا، الذي يقود هذا البحث العلمي الرائد، في هذا الصدد، كيف يمكن للروبوتات نمذجة جسم الإنسان حاسوبياً ومحاكاة دقة حركته وإحساسه وكيفية تفاعله مع محيطه. وعن هذا المفهوم يوضح البروفيسور ناكامورا أن: «الروبوتات الشبيه بالبشر ليست مجرد آلات يجب عليها فقط فهم كيفية حركة جسد الإنسان، بل يجب عليها كذلك فهم تجربته وعندها تصبح قادرة على أن تصبح توأمه الرقمي المحاكي له». جدير بالذكر أن الروبوتات وتطبيقاتها في الرعاية الصحية ليست بالأمر المستحدث، غير أن مقاربة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي البحثية في هذا المجال تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد حصر دور الروبوتات في تقديم المساعدة، حيث إن الباحثين في الجامعة يعملون على تطوير ما يطلقون عليه اسم «عقل الروبوت»، وهو نظام للذكاء المتجسّد يمكّن الآلات من التعلم من محيطها والتكيف معه في الوقت الفعلي. ويسعى الباحثون من خلال هذا المجهود البحثي إلى الجمع بين الميكانيكا الحيوية والرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي بهدف تطوير آلات قادرة بشكل فعّال على دعم عمليات إعادة التأهيل والتشخيص وتتبع حالات المرضى عن بُعد وتقديم الدعم النفسي. كل هذه القدرات وأكثر تصبح ممكنة بفضل قوة التوائم الرقمية على نمذجة جسد الإنسان ومحاكاته، حيث إنها تمكّن المهنيين في هذا القطاع من تقديم خدمات الرعاية الصحية، وتتبع حالات المرضى وتحليل البيانات المرتبطة بحالاتهم من خلال نماذج هذه التوائم الرقمية دون الحاجة إلى القيام بأي تدخل أو إجراء جراحي، حيث يمكن لهذه النماذج من خلال دمج البيانات الجينية والتصوير الطبي والمؤشرات الفسيولوجية تقديم صورة أوضح عن حالة الشخص وعوامل الخطر لديه مما يساعد في توفير رعاية شخصية أكثر دقة وكفاءة. وتؤكد الجامعة بتنظيمها فعاليات مؤتمر «أبوظبي للذكاء الاصطناعي» دورها الريادي، ليس فقط في المشاركة بالحوار العالمي حول الروبوتات، بل وكذلك في قيادة هذا المجال – خاصة في تطبيقات الطب الروبوتي التي لم تعد مجرد أفكار نظرية، بل أصبحت حقيقة تُطور اليوم في أبوظبي.