شبكة انباء العراق:
2025-03-03@17:16:25 GMT

لكن الحرب على مصر مختلفة

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

ينبغي التفكير مليا قبل إطلاق الأحكام، أو الجزم بما سيحصل خلال الفترة المقبلة مع حالة عدم اليقين التي تسيطر على العالم بعد تسارع الأحداث، والتغيير الصادم في سوريا التي رضخت لحكم البعث الإستبدادي لعقود جعلت الشعب السوري المختنق يرى في هيئة تحرير الشام قنينة أوكسجين يمكن أن تعيد له الحياة ليستنشق هواء الحرية مجددا، ومع صمود النظام لأكثر من إثنتي عشرة سنة فقدت سوريا خلالها الكثير من وجودها وتأثيرها، وربما أثرها، لكن من المهم التركيز على مايمكن أن تفعله الدول التي قادت ماسمي بالثورة المضادة للربيع العربي الذي يمكن أن اسميه الربيع القطري الذي دفعت رياحه الدوحة مع رياح قادمة من الشمال، وأعني تركيا ليذهب بإتجاه مصر واليمن وسوريا وليبيا التي هي هدف معلن لتنظيم الإخوان وداعميه والمعولين عليه لإعادة تنظيم الشرق الأوسط البديل لفكرة الوطن العربي كما كان يسمى، وهي دول يبدو أنها بحاجة الى ماهو أبعد من مفهوم الثورة المضادة، وقد يرقى الى مستوى وصفه بالحرب المضادة، ولكن بعد التأمل، وفهم طبيعة الحدث وجسامته، وماهو الفرق بينه، وبين ماسبقه من أحداث أيام الربيع العربي.

فالربيع السوري تحول الى إعصار غير مسبوق بسرعة تغيير هائلة إقتلعت نظام الأسد، وكل ماكان يعول عليه من قبل حكومات في الخليج ومصر، وحتى الأردن، وهي دول تحتفظ بكتل إخوانية تمتلك الخبرة والرغبة والفهم العالي للجغرافية السياسية في تلك الدول، ولايبدو إنها إستسلمت للهزيمة التي طبعت وجودها في مصر مثلا، وحتى في سوريا التي تشارك فيها الإخوان طموح التغيير مع فصائل سياسية وعسكرية ومتطرفة للإطاحة بالأسد، وأدت بليبيا الى الضياع والفوضى وتقاسم الجغرافية والمدن، وباليمن ليتحول الى ساحة لتصفية الحسابات مع إن الوطن المسمى بالعربي بأسره هو ساحة لتصفية الحسابات، ولألعاب الكبار إذا شاءوا في أي مكان فيه لأن لامكان يمكن أن يكون عصيا على قرارات الفوضى التي تصدر من واشنطن وتل أبيب، وعواصم غربية مؤثرة تريد لهذا الوجود أن يتغير، ولتلك الدول أن تتحول الى دويلات.
تسرع كثر على قاعدة التمني، وليس وفقا لقاعدة فهم الأحداث وتسلسلها الزمني والمكاني والأهداف والغايات، وصرخوا بصوت صادح: الدور العراق، وهو تصور ممكن، وليس مستحيلا طالما كان للعراق دور في أحداث سوريا وفلسطين المحتلة ولبنان، وتحالفات مع محور ممتد من إيران الى سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة واليمن، وهدد لمرات ومرات مايسمى وفقا للفهم الغربي أمن إسرائيل، ولمشاركة فصائل عراقية وبفاعلية عالية في الهجمات العسكرية على إثر أحداث غزة ولبنان، وبالفعل فيمكن لواشنطن أن تتخذ، ومعها إسرائيل إجراءات عسكرية عنيفة للرد على تلك الهجمات، وإستهداف الفصائل العراقية، وربطوا ذلك بتغيير شامل للنظام السياسي في العراق ليكون التالي بعد سوريا، وهذا ليس دقيقا تماما، فما تريده واشنطن وحلفائها من العراق تحقق بعد العام 2003 من خلال تفكيك الدولة، وإعادة بنائها وفق قواعد تلائم إستراتيجية معدة منذ عقود، ولهذا فمايمكن أن تقوم به واشنطن حتى مع إمكانية القيام بعمل عسكري في العراق هو إعادة ترتيب الأولويات، ودفع قوى سياسية ومسلحة لتكون خارج المشهد، والإحتفاظ بالنظام القائم خاصة مع الحديث عن المطلوب من بغداد القيام به لتجنب صدام محتمل تدفع إليه رغبات تل أبيب، ورعاتها الغربيين.
بعد تدمير الجيش السوري، وتفكيك مؤسسات الدولة، والتخلص من كل مايملكه هذا الجيش من أسلحة ومعدات فإن مصر هي التالية حتما لأنها تمثل تهديدا حقيقيا لإسرائيل، وحلم قيام الدولة الموعودة من الفرات الى النيل، وللأسف فهذا مشروع يلتقي ومشروع جهات مسلمة دون إتهام بالتواطؤ فقد يكون ذلك بالتزامن، وليس بالتضامن خاصة وإن اتباع تلك الجهات يحملون في أدبياتهم الرفض للوجود الصهيوني في فلسطين، ويتعاطفون مع فرعهم الحمساوي الذي يقاتل في غزة منذ عام كامل، ولكنهم بالتأكيد يحلمون بإقامة نظام إسلامي ممتد من تركيا حتى شمال أفريقيا، وربما البلدان المسلمة في أفريقيا وآسيا، والعالم بأسره لو إستطاعوا الى ذلك سبيلا، وقد يحلمون بإزالة الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين ..الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجه تحذيرا حاسما للقوات المسلحة المصرية، وللشعب المصري بأسره من تداعيات ماجرى في سوريا مؤكدا إن المهمة إنتهت في دمشق، ويراد لها أن تبدأ في عواصم أخرى، ونبه الى الحرب الإقتصادية التي تشن على مصر منذ فترة، وبهدف إرهاق الشعب، ونشر الفوضى، وضرب الجيش، ووضعه في دائرة الحرج في حال أي صدام داخلي محتمل، وأكد إن مصر هذه المرة سترد على أي مساس بها بالطريقة الملائمة.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • يقود جهود الوساطة.. هل يكون ستارمر الصوت الذي يكسر عناد ترامب؟
  • ما الذي تريده إسرائيل من سوريا الجديدة؟
  • من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
  • كارلسون: نظام كييف باع أسلحة أمريكية في السوق السوداء بخمس ثمنها لحماس والقوات التي تسيطر على سوريا
  • العراق يتأمل “زيادة مائية ” من تركيا وليس حقاً وفق القانون الدولي وعلاقات دول الجوار!
  • إسرائيل تبلغ واشنطن رغبتها في بقاء القواعد الروسية في سوريا
  • واشنطن تعلن مقتل قيادي ارهابي بغارة جوية في سوريا
  • تقرير يكشف الضرر الكبير الذي خلفته الحرب على الصحة العقلية للأطفال في لبنان
  • إسرائيل تضغط على أمريكا لإبقاء سوريا "ضعيفة"