هل تتجدد الحرب نهاية كانون الثاني المقبل؟
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
كتبت بولا مراد في" الديار": ويبدو ان نتنياهو سيعمد للاستفادة من التراخي الاميركي حتى النهاية، اذ عمد في الايام الماضية الى توسيع شكل ومضمون خروقاته. فبعدما كانت تلحظ بشكل اساسي تفجير منازل في القرى والبلدات المتاخمة للحدود ومن ثم التقدم باتجاه بلدات لم يستطع دخولها خلال الحرب، أقدم مؤخرا على قصف اهداف في البقاع اي خارج منطقة جنوبي الليطاني ما يشكل عامل استفزاز غير مسبوق سواء للدولة اللبنانية او حزب الله.
واذا كانت الدولة، حكومة وجيشا لا تجد امامها سبيلا الا رفع الصوت والاحتجاج سواء لدى لجنة المراقبة او قوات "اليونيفل" كما الوسيط الاميركي، فان خيارات حزب الله تبدو هي الاخرى محدودة.
وتقول مصادر مواكبة للتطورات ان "الحزب يراقب عن كثب الخروقات والتي تجاوزت الـ 800 منذ وقف النار، لكنه قرر أن يترك الدولة والجيش يقومان بمهامهما في منع الخروقات والتصدي لها" لافتة في حديث لـ "الديار" الى ان "الرد على هذه الخروقات من قبله خيار مطروح بقوة على الطاولة مع ترجيح الا يحصل الا بعد انتهاء مهلة الـ٦٠ يوما لانه يصبح محررا من اي التزامات في حال بقيت اسرائيل تحتل البلدات والقرى الحدودية وواصلت خروقاتها".
وتشير المصادر الى ان "الحزب لا يحبذ على الاطلاق تجدد الحرب لذلك تراه يواصل ضبط النفس خاصة بعد المتغيرات الكبرى في سوريا التي ادت الى قطع طريق امداده والحصار المتواصل عليه بحرا وجوا، لكن ذلك لا يعني انه يستعد لهذا السيناريو خاصة وانه لا يزال يحتفظ بجزء كبير من قوته وقدراته العسكرية".
وتلفت المصادر الى ان "نتنياهو يراهن على عاملين اساسيين، الاول المتغيرات السورية وانعكاسها على لبنان كما عودة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض، وهما عاملان يعتبر انهما يصبان لمصلحته" لافتا الى ان "احتمال عدم انسحابه من جنوب لبنان مع انتهاء مهلة الستين يوما بات مطروحا بقوة خاصة انه باشر التمهيد له من خلال ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر بالجيش الإسرائيلي، لجهة أن "الجيش الاسرائيلي سيبقى في لبنان أكثر من 60 يوما خلافا لما هو متفق عليه حتى يسيطر الجيش اللبناني بالكامل على جنوب البلاد".
اذاً تجدد الحرب يبقى احتمالا قائما في ظل الاستفزاز الاسرائيلي المتواصل للبنان وفي ظل المتغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة. فصحيح ان حسابات كثيرة تجعل حزب الله يواصل ضبط النفس وابرزها عدم تهجير ابناء بيئته من جديد في عزّ فصل الشتاء، الا ان هناك خطوطا حمراء تعمل قيادته على تحديدها راهنا، لن تسمح بتجاوزها ايا كانت الاثمان.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الى ان
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يتوغل في مناطق جنوب لبنان وعدد الخروقات يتجاوز الـ300
خرق جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددا وقف إطلاق النار مع حزب الله اللباني، بعدما توغلت آليات تابعة له عبر وادي الحجير إلى بلدة القنطرة جنوب لبنان، وهو ما رفع عدد الخروقات لأكثر من 300 منذ بدء سريان الاتفاق قبل 30 يوما.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية الخميس: "تقدمت آليات جيش العدو عبر وادي الحجير جنوب لبنان، وتقوم بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة خلال تقدمها".
وأكدت الوكالة أن الجيش اللبناني أغلق الطرق المؤدية إلى وداي الحجير بسبب توغل آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة أن "آليات إسرائيلية تقدمت بشكل مفاجئ باتجاه بلدة القنطرة بقضاء مرجعيون جنوب البلاد ما أدى إلى نزوح الأهالي منها إلى بلدة الغندورية بقضاء بنت جبيل".
ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين "إسرائيل" وحزب الله بدأ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
والأربعاء، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، أول غارة جوية على محافظة البقاع شرق لبنان، ضمن خروقاته اليومية لوقف إطلاق النار.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة على المنطقة بين بلدتي طليا وحزين في البقاع، وذلك للمرة الأولى منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وجدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الثلاثاء، دعوته لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إلى الضغط على الاحتلال لوقف خروقاتها للاتفاق والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
وتم تشكيل هذه اللجنة بموجب الاتفاق، وتضم كلاً من لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان "اليونيفيل".
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات" من حزب الله، ارتكبت "إسرائيل" 302 من خروقات وقف إطلاق النار في لبنان حتى نهاية الأربعاء، ما أدى إجمالا إلى سقوط 32 شهيدا و38 جريحا، بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب "إسرائيل" تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وأسفر عدوان الاحتلال على لبنان عن 4 آلاف و63 شهيدا و16 ألفا و663 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.