عربي21:
2025-04-29@14:30:16 GMT

انهيار نظام البعث: دروس وعبر

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

عشرة أيام فقط احتاجتها المعارضة السورية المسلحة لكي تبسط سيطرتها على معظم الجغرافيا السورية، بدءا من حلب ثم حماة ثم دمشق ومدن الساحل.

ونستطيع أن نقول إن النظام سقط دون مواجهات عنيفة كانت متوقعة، ولهذا كانت الخسائر البشرية في حدها الأدنى في حلب كما في حماة ودمشق، وهرب عشرات الآلاف من جنود النظام أمام بضعة مئات من قوى فصائل الثورة.



كان الظن أن النظام يجمع قواته ليبدأ هجومه المضاد ولم يكن متصورا أن يكون الانهيار بهذه السرعة، حيث لا وجه للمقارنة بين قوات النظام وقوات المعارضة من حيث العدد ولا من حيث التسليح.

وحتى اللحظات الأخيرة قبل هروبه كان بشار يعتقد أن بقاءه مصلحة لجميع القوى في المنطقة باستثناء تركيا، فهو مصلحة روسية بعد أن جعل لها قاعدة بحرية في المتوسط وقاعدة جوية في حميميم، ومن خلال القاعدتين كانت روسيا تقوم بعملياتها في ليبيا ودول أفريقيا والشرق الأوسط، ومصلحة لإيران يتيح لها التواصل مع حزب الله في لبنان وعن طريقه تستطيع أن تحجم التهديدات الإسرائيلية.

وكان بشار يعلم أن بقاءه مصلحة إسرائيلية ولطالما أعلن المسئولون الصهاينة ذلك، بل وأعلن بشار إبان المرحلة الاولى من ثورات الربيع العربي أن انهيار نظامه ومجيء نظام إسلامي في سوريا لن يكون في مصلحة الكيان. وكان متأكدا أن بقاءه مصلحة للأنظمة العربية التي وقف معظم قادتها في قطار التطبيع وقادوا الثورة المضادة، وربطوا بين بقائهم في السلطة وتفانيهم في خدمة الكيان الصهيوني.

ولهذا ذكرت التقارير أن الأسد ظل متعلقا بالأمل أن تتدخل روسيا وإيران وربما بعض الأنظمة العربية وتمنع انهياره، حتى قبل هروبه بساعات.

إن دروس هذا الانهيار السريع لواحد من أعتى الأنظمة وأكثرها بطشا كثيرة وتحتاج إلى الرصد والتحليل من كل من يريد التغيير، ولذكر بعض هذه الدروس باختصار شديد نقول:

الدرس الأول: أن أنظمة القمع والبطش والفساد هي أنظمة ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها مهما تجبرت، وصدق الكذوب بشار الجعفري عندما قال: إن النظام سقط باختصار لأنه لم يكن هناك نظام وإنما منظومة للفساد. وهذا يفسر الهلع الذي أصاب قادة الانقلابات والثورات المضادة في المنطقة.

الثاني: أن الحلفاء الخارجيين لهذه الأنظمة ليس عندهم مشكلة في التخلي عنها إذا صارت عبئا عليهم أو كانت عقبة أمام مصالحهم.

الثالث: أهمية الدور التركي في معركة رد العدوان، وواضح أن تركيا كانت جزءا منها من البداية فهي التي قامت بحماية فصائل الثورة في إدلب باتفاقياتها مع روسيا وإيران، وكان مطلوبا منها من خلال هذه الاتفاقيات محاربة هيئة تحرير الشام ولكنها لم تفعل، بل أنهت الخلافات والنزاعات العسكرية بين الفصائل والتي كانت مستمرة حتى العام الماضي، ثم كان دورها مع روسيا وإيران وإقناعهما بأن حقبة الأسد قد انتهت.

وكان الدور الأهم لتركيا في عملية الخداع الاستراتيجي وطلب أردوغان اللقاء بالأسد وحل الخلافات بين الدولتين، ومن خلال موقفه في حرب غزة، حيث كان متهما بالتقصير مع طوفان الأقصى ولم يتحرك إلا متأخرا، لكنه فقد دعم جزء من حاضنته الانتخابية الإسلامية في تركيا بسبب ذلك وفقد بلديتي أنقرة وإسطنبول. كان هو يعمل لما يستطيع أن يحققه استراتيجيا، وهو درس لكل من يعمل في السياسة أن تقوم بواجبك في حدود ما تملك من أوراق على أن تعمل لكسب المزيد منها في المستقبل، وأن تُعلي الهدف الاستراتيجي على المؤقت.

كذلك كان دوره مهما في كف أذى دول الثورة المضادة بعد ما وثق علاقاته بها ودخل معها في مشروعات عسكرية من قبيل تصنيع الأسلحة والمسيّرات.

الرابع: إن على قوى التغيير أن تكون على علم بأذرع انظمة الفساد في كل المجالات السياسية والإعلامية والاقتصادية والقضائية والأمنية بحيث لا تعطيها المجال للعبث والعودة من جديد، وهي أذرع تجيد التلون وتركها خيانة للدماء التي اريقت وتهديد للإنجازات التي تحققت.

أما الخامس فهو دراسة مشاكل الوطن ووضع الحلول الممكنة والبدء بما يؤثر على حياة الناس، وعدم التردد والانتظار، وتجهيز الكفاءات المؤهلة والقادرة على العمل.

أخيرا فإن الثورة السورية مضى عليها أسبوعان وأمامها تحديات كثيرة، ولكن الآمال في نجاحها تتعزز كل يوم ولا شك أنها ستكون ملهمة لكل الأحرار في عالمنا العربي لتكون بداية لمرحلة جديدة من التحرر والاستقلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة تركيا سوريا سوريا تركيا ثورة مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لائحة جديدة لـ"نظام الاستثمار" أبرز ملامحها حرية تحويل الأموال

أعلنت وزارة الاستثمار عن اعتماد اللائحة التنفيذية لنظام الاستثمار، الصادرة بقرار وزير الاستثمار خالد الفالح، بهدف تعزيز بيئة الأعمال في المملكة وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتحقيق معاملة عادلة ومنصفة للمستثمرين، مع ضمان حماية حقوقهم وتوفير مزيد من المرونة في إدارة أموالهم.
وشددت اللائحة على حرية المستثمرين في تحويل الأموال المرتبطة باستثماراتهم بحرية تامة من وإلى المملكة، دون تأخير، بما يشمل رأس المال والأرباح والمكاسب ورؤوس الأموال والايرادات الناتجة عن التصفية أو البيع الجزئي والكامل للاستثمارات، وذلك مع مراعاة الأنظمة واللوائح المعمول بها في المملكة.
أخبار متعلقة وزير الاقتصاد: العمل الإحصائي في السعودية يشهد مرحلة استثنائية13,4 % نسبة العاملين من ذوي الإعاقة.. وتقترب من مستهدف 2030وأكدت اللائحة أن التحويلات المالية يمكن أن تشمل كذلك رواتب ومكافآت العاملين المرتبطين بالاستثمار.ظروف مماثلة
تضمنت اللائحة العديد من الأحكام التي تضمن تحقيق المساواة بين المستثمرين المحليين والأجانب، حيث نصت المادة الثالثة على وجوب المعاملة بالمثل في الظروف المماثلة، دون تمييز غير مبرر، مع مراعاة القطاعات والأنشطة المختلفة وتأثير الاستثمارات على الاقتصاد والبيئة.
كما ألزمت اللائحة الجهات المعنية بتوفير المعلومات والبيانات الإحصائية للمستثمرين خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثين يوم عمل من تاريخ الطلب، مما يعزز من شفافية البيانات المتاحة للمستثمرين لدعم قراراتهم الاستثمارية.ملامح النظام
من أبرز ملامح النظام إنشاء سجل وطني شامل للمستثمرين، تديره وزارة الاستثمار بالتعاون مع الجهات المختصة، لضمان دقة المعلومات وربطها إلكترونيًا لتسهيل متابعة الأنشطة الاستثمارية.
كما تضمنت اللائحة معايير استحقاق المحفزات الاستثمارية، التي يتم منحها بالتنسيق مع الجهات المختصة وفق تصنيفات ومعايير شفافة تتماشى مع أهداف النظام الجديد.
وفيما يتعلق بتسهيل الإجراءات، أكدت اللائحة على دور مركز الخدمة الشاملة، الذي يختص بتيسير التواصل بين المستثمرين والوزارة ومتابعة جميع طلبات التسجيل والموافقات وإجراءات التراخيص.شكاوى ومخالفات
شملت اللائحة كذلك تنظيم التعامل مع الشكاوى والمخالفات، عبر إنشاء نظام خاص لاستقبال شكاوى المستثمرين ودراستها ومعالجتها بشفافية، مع التأكيد على حق المستثمر باللجوء إلى القضاء أو وسائل تسوية النزاعات الأخرى.
وتضمنت اللائحة آليات لرصد وضبط المخالفات، سواء الجسيمة أو غير الجسيمة، مع تحديد الإجراءات النظامية المترتبة عليها، وضمان حق المستثمرين في الاعتراض عبر لجنة مختصة يتم تشكيلها بقرار من الوزير.
يُذكر أن اللائحة التنفيذية دخلت حيز التنفيذ بعد نشرها في الجريدة الرسمية، وتشكل خطوة أساسية في إطار الإصلاحات الاقتصادية التي تقودها المملكة لتعزيز تنافسيتها إقليميًا وعالميًا كوجهة استثمارية رائدة.

مقالات مشابهة

  • «وي» تُطلق نظامًا جديدًا لدفع الفواتير وتناشد العملاء بالالتزام
  • ترامب يقلب نظام الاقتصاد العالمي في أول 100 يوم من حكمه
  • 100 يوم لترامب.. رئيس "أميركا أولاً" يعيد تشكيل نظام العالم
  • اعتقال جودت شحادة أحد شبيحة نظام الأسد
  • عودة 200 ألف سوري من تركيا إلى وطنهم منذ سقوط النظام
  • الاطلاع على التجهيزات النهائية لنظام تقديم الشكاوى الإلكتروني في هيئة التفتيش القضائي
  • لائحة جديدة لـ"نظام الاستثمار" أبرز ملامحها حرية تحويل الأموال
  • ملتقى بسوريا بشأن استخدام نظام الأسد المخدرات أداة للقمع والسيطرة
  • من الثورة إلى الدولة.. سورية نموذجا
  • فيلم “٣٠٠ميل”… رصد لمحطات في الثورة السورية من درعا إلى حلب