عربي21:
2025-01-29@05:48:35 GMT

انهيار نظام البعث: دروس وعبر

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

عشرة أيام فقط احتاجتها المعارضة السورية المسلحة لكي تبسط سيطرتها على معظم الجغرافيا السورية، بدءا من حلب ثم حماة ثم دمشق ومدن الساحل.

ونستطيع أن نقول إن النظام سقط دون مواجهات عنيفة كانت متوقعة، ولهذا كانت الخسائر البشرية في حدها الأدنى في حلب كما في حماة ودمشق، وهرب عشرات الآلاف من جنود النظام أمام بضعة مئات من قوى فصائل الثورة.



كان الظن أن النظام يجمع قواته ليبدأ هجومه المضاد ولم يكن متصورا أن يكون الانهيار بهذه السرعة، حيث لا وجه للمقارنة بين قوات النظام وقوات المعارضة من حيث العدد ولا من حيث التسليح.

وحتى اللحظات الأخيرة قبل هروبه كان بشار يعتقد أن بقاءه مصلحة لجميع القوى في المنطقة باستثناء تركيا، فهو مصلحة روسية بعد أن جعل لها قاعدة بحرية في المتوسط وقاعدة جوية في حميميم، ومن خلال القاعدتين كانت روسيا تقوم بعملياتها في ليبيا ودول أفريقيا والشرق الأوسط، ومصلحة لإيران يتيح لها التواصل مع حزب الله في لبنان وعن طريقه تستطيع أن تحجم التهديدات الإسرائيلية.

وكان بشار يعلم أن بقاءه مصلحة إسرائيلية ولطالما أعلن المسئولون الصهاينة ذلك، بل وأعلن بشار إبان المرحلة الاولى من ثورات الربيع العربي أن انهيار نظامه ومجيء نظام إسلامي في سوريا لن يكون في مصلحة الكيان. وكان متأكدا أن بقاءه مصلحة للأنظمة العربية التي وقف معظم قادتها في قطار التطبيع وقادوا الثورة المضادة، وربطوا بين بقائهم في السلطة وتفانيهم في خدمة الكيان الصهيوني.

ولهذا ذكرت التقارير أن الأسد ظل متعلقا بالأمل أن تتدخل روسيا وإيران وربما بعض الأنظمة العربية وتمنع انهياره، حتى قبل هروبه بساعات.

إن دروس هذا الانهيار السريع لواحد من أعتى الأنظمة وأكثرها بطشا كثيرة وتحتاج إلى الرصد والتحليل من كل من يريد التغيير، ولذكر بعض هذه الدروس باختصار شديد نقول:

الدرس الأول: أن أنظمة القمع والبطش والفساد هي أنظمة ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها مهما تجبرت، وصدق الكذوب بشار الجعفري عندما قال: إن النظام سقط باختصار لأنه لم يكن هناك نظام وإنما منظومة للفساد. وهذا يفسر الهلع الذي أصاب قادة الانقلابات والثورات المضادة في المنطقة.

الثاني: أن الحلفاء الخارجيين لهذه الأنظمة ليس عندهم مشكلة في التخلي عنها إذا صارت عبئا عليهم أو كانت عقبة أمام مصالحهم.

الثالث: أهمية الدور التركي في معركة رد العدوان، وواضح أن تركيا كانت جزءا منها من البداية فهي التي قامت بحماية فصائل الثورة في إدلب باتفاقياتها مع روسيا وإيران، وكان مطلوبا منها من خلال هذه الاتفاقيات محاربة هيئة تحرير الشام ولكنها لم تفعل، بل أنهت الخلافات والنزاعات العسكرية بين الفصائل والتي كانت مستمرة حتى العام الماضي، ثم كان دورها مع روسيا وإيران وإقناعهما بأن حقبة الأسد قد انتهت.

وكان الدور الأهم لتركيا في عملية الخداع الاستراتيجي وطلب أردوغان اللقاء بالأسد وحل الخلافات بين الدولتين، ومن خلال موقفه في حرب غزة، حيث كان متهما بالتقصير مع طوفان الأقصى ولم يتحرك إلا متأخرا، لكنه فقد دعم جزء من حاضنته الانتخابية الإسلامية في تركيا بسبب ذلك وفقد بلديتي أنقرة وإسطنبول. كان هو يعمل لما يستطيع أن يحققه استراتيجيا، وهو درس لكل من يعمل في السياسة أن تقوم بواجبك في حدود ما تملك من أوراق على أن تعمل لكسب المزيد منها في المستقبل، وأن تُعلي الهدف الاستراتيجي على المؤقت.

كذلك كان دوره مهما في كف أذى دول الثورة المضادة بعد ما وثق علاقاته بها ودخل معها في مشروعات عسكرية من قبيل تصنيع الأسلحة والمسيّرات.

الرابع: إن على قوى التغيير أن تكون على علم بأذرع انظمة الفساد في كل المجالات السياسية والإعلامية والاقتصادية والقضائية والأمنية بحيث لا تعطيها المجال للعبث والعودة من جديد، وهي أذرع تجيد التلون وتركها خيانة للدماء التي اريقت وتهديد للإنجازات التي تحققت.

أما الخامس فهو دراسة مشاكل الوطن ووضع الحلول الممكنة والبدء بما يؤثر على حياة الناس، وعدم التردد والانتظار، وتجهيز الكفاءات المؤهلة والقادرة على العمل.

أخيرا فإن الثورة السورية مضى عليها أسبوعان وأمامها تحديات كثيرة، ولكن الآمال في نجاحها تتعزز كل يوم ولا شك أنها ستكون ملهمة لكل الأحرار في عالمنا العربي لتكون بداية لمرحلة جديدة من التحرر والاستقلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة تركيا سوريا سوريا تركيا ثورة مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لجنة المعلمين: الثورة مستمرة رغم تهديدات الفلول ومحاولات تشويهها

لجنة المعلمين السودانيين تدين تهديدات جماعات النظام البائد، مؤكدةً على استمرار ثورة ديسمبر وعدالة قضاياها..

التغيير: الخرطوم

أدانت لجنة المعلمين السودانيين، ظهور أفراد يرتدون زيًا عسكريًا، يحاولون الاستهزاء بثورة ديسمبر ويهددون الثوار وقوى الثورة.

وقالت اللجنة عبر بيان الاثنين: “يتضح من حديثهم انتماؤهم لجماعة الإخوان وكتائبها التي وصفتها بالمجرمة”.

وسيطر وسم “ديسمبر باقية، الثورة مستمرة” على منصات التواصل الاجتماعي في السودان بعد انتشار مقطع فيديو يظهر أفرادًا من القوات النظامية وهم يسخرون من ثورة ديسمبر وشهدائها.

ويُظهر الفيديو جنودًا يرتدون زيًا يُرجح تبعيته لجهاز المخابرات العامة، في منطقة قيادة الجيش بالخرطوم، يسخرون من صور الشهداء المرسومة على الحائط وعبارات “الثورة مستمرة”، مرددين عبارة “الثورة بالنص أم بالوادي”، في إشارة إلى إحدى مناطق أم درمان.

وأكد البيان أن هؤلاء الأفراد يحاولون الاستهزاء بثورة ديسمبر المجيدة، ويهددون الثوار وقوى الثورة، مستغلين دعاية الحرب لتشويه الثورة وربطها بالأزمة الراهنة، بهدف إعادة تنظيمهم الإرهابي إلى المشهد.

وأضاف البيان: “إن مشكلتهم ليست مع قوات الدعم السريع التي أسسوها ورعوها، بل مع ثورة ديسمبر التي اقتلعت نظامهم البغيض”.

نهج النظام المباد

وأشار إلى أن الجرائم التي تمارسها الجماعات الإرهابية – مثل بقر البطون، وجز الرؤوس، والقتل المباشر، وخلع الأرحام، والرمي في النيل – تمثل امتدادًا لنهج النظام البائد منذ استيلائهم على السلطة في عام 1989.

وأكدت اللجنة أن هذه الجرائم، التي باتت تُرتكب علنًا، تظهر بوضوح تصور النظام البائد للدولة التي أشعلوا من أجلها الحرب. وأضافت: “هذه الممارسات تجعل من اقتلاعهم ضرورة لا مفر منها”.

وجددت اللجنة تأكيدها على رسوخ ثورة ديسمبر وعدالة قضاياها، مشددة على أن الثورة ستظل مستمرة وباقية رغم محاولات فلول النظام البائد وكتائب الظل الإرهابية لتشويهها.

واختتم البيان بالقول: “لن تُخفى الثورة خلف الحرب وخطابها الدعائي، ولن تنطفئ جذوتها أمام تهديدات هؤلاء المجرمين”.

ومنذ سقوط نظام البشير في 2019، تسعى بقايا النظام البائد إلى العودة للساحة السياسية عبر استغلال الفوضى والأزمات.

ويشهد السودان الذي اندلعت فيه الحرب منذ منتصف أبريل 2023، بين الجيش والدعم السريع، تصاعدًا في الخطابات التي تستهدف قوى الثورة، ما يهدد مسار التحول الديمقراطي الذي نادت به ثورة ديسمبر المجيدة.

الوسومالسودان حرب الجيش والدعم السريع لجنة المعلمين السودانيين

مقالات مشابهة

  • المخاطر المحيطة بالثورة السورية
  • لجنة المعلمين: الثورة مستمرة رغم تهديدات الفلول ومحاولات تشويهها
  • رئيس الوزراء يدشن نظام النافذة الواحدة للتخليص الجمركي
  • رئيس مجلس الوزراء يدشن نظام النافذة اليمنية الواحدة للتخليص الجمركي
  • الرهوي يدشن نظام النافذة اليمنية الواحدة للتخليص الجمركي
  • نشر مسودة مُعدل نظام مُعادلة شهادات التوجيهي
  • ما أفضل نظام غذائي للصحة العقلية؟
  • الموقف اليمني.. دروسٌ وعبر
  • شائعات بعودة ماهر الأسد إلى سوريا تجعل ''فلول النظام'' يخرجون من جحورهم ويرفعون صور بشار
  • ثغرة أمنية في نظام Subaru تكشف عن بيانات حساسة للسيارات