إبداعات|| الغريب الذي غيَّر مساري.. محمود الجوهري- القاهرة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إحدى الليالي الشتوية الممطرة، وبينما كنت أعود بسيارتي إلى المنزل بعد يومٍ شاق في العمل، قررت أن أسلك طريقًا مختلفًا.. كان الطريق الذي اخترته مهجورًا، تحيط به الأشجار على الجانبين، ويكاد الظلام يبتلعه بالكامل، لم أكن أعرف لماذا قررت أن أسلك هذا الطريق بالذات، ربما كنت بحاجة إلى الهدوء، أو إلى بعض اللحظات التي أكون فيها بعيدًا عن ضجيج العالم.
بينما كنت أقود، شعرت بشيء غريب، ربما كان شعورًا بالوحدة أو ثقل يومٍ مليء بالقرارات والمشاكل، فجأة، تعطل المحرك وتوقفت السيارة تمامًا وسط الطريق حاولت تشغيلها مرارًا، لكن دون جدوى، بحثت عن هاتفي لأتصل بشخص ما، فقط لأجد أن البطارية قد نفدت، بدت اللحظة وكأنها تتحداني، وكأن العالم يريد مني أن أتوقف وأعيد التفكير في كل شيء.
خرجت من السيارة تحت المطر الخفيف الذي زاد من برودة الجو، وقفت هناك، أنظر حولي بلا أي فكرة عمّا يمكن أن أفعله، الطريق كان فارغًا تمامًا، إلا من صوت قطرات المطر وأوراق الأشجار التي تحركها الرياح، كان شعورًا غريبًا، كأنني الوحيد في هذا العالم.
بعد دقائق، ظهرت من بعيد إضاءة خافتة، كان هناك رجل يسير ببطء، يحمل حقيبة صغيرة، ارتدى معطفًا طويلًا وقبعة سوداء، تخفي ملامحه بشكل جزئي، اقترب مني بهدوء، وعندما أصبح قريبًا بما يكفي، لاحظت أن وجهه كان يحمل تعبيرًا غامضًا، مزيجًا من الحكمة والهدوء.
"تبدو في ورطة"، قال بصوت هادئ.. "السيارة تعطلت، وهاتفي بلا بطارية لا أعرف ما الذي يمكنني فعله الآن".. ابتسم وقال: "ربما توقفك هنا ليس مجرد صدفة أحيانًا، الحياة تعطينا لحظات كهذه لتُرينا شيئًا مختلفًا".
رغم غرابة كلماته، شعرت بالراحة، كان هناك شيء مطمئن في وجوده، وكأن حضوره يزيل بعضًا من التوتر الذي كنت أشعر به.. بدون أن ينتظر إجابتي، بدأ الرجل في فحص السيارة، تحرك بثقة وكأنه يعرف ما يفعل، بينما بقيت أنا واقفًا أراقب، بعد دقائق، رفع رأسه وقال: "المشكلة بسيطة، لكن عليك أن تنتظر قليلًا، المحرك بحاجة لبعض الوقت ليبرد".
جلس الرجل على حافة الطريق، وأخرج من حقيبته قطعة قماش صغيرة مسح بها يديه، نظرت إليه بفضول وسألته: "هل تسير دائمًا في هذا الطريق؟ يبدو مكانًا غير مأهول".. ضحك بخفوت وقال: "أنا هنا دائمًا، لكنني لا أرى أحدًا إلا نادرًا، هذا الطريق ليس لمن يبحث عن اختصار، بل لمن يبحث عن طريق طويل ليعيد التفكير".. كلماته بدت وكأنها تحمل معاني أكبر مما يقول، لكنها أثارت فضولي أكثر.
بينما كنا نجلس ننتظر، بدأ يحدثني عن حياته.. قال إنه كان يعيش حياة مزدحمة، مليئة بالعمل والسعي خلف النجاح، لكنه أدرك في لحظة ما أنه فقد نفسه في الزحام "كنت أركض طوال الوقت، أبحث عن المال والمكانة، لكنني لم أكن سعيدًا، حتى أنني لم أكن أعرف لماذا أفعل كل ذلك، الحياة ليست سباقًا يا صديقي، بل رحلة، وكل ما عليك هو أن تعرف كيف تستمتع بالمحطات".
شعرت وكأنه يتحدث عني، كنت قد قضيت سنوات في السعي وراء أهداف لم أكن متأكدًا من معناها، كل يوم كان يمر وكأنه نسخة مكررة من الذي سبقه.. سألته: "وكيف عرفت أنك بحاجة للتغيير؟".. قال: "عندما توقفت فجأة، تمامًا كما توقفت سيارتك الآن، تلك اللحظة كانت دعوة للحياة أن تقول لي: توقف، فكر، وابحث عن المعنى".
مر رجل آخر بدراجة قديمة، يبدو عليه التعب، لكنه توقف عندما رآنا "تحتاجون إلى مساعدة؟" سأل بصوت خشن.. "لا بأس، الأمور تحت السيطرة"، أجاب الغريب بابتسامة ودودة.
لكن الرجل بالدراجة لم يذهب، جلس بجانبنا وبدأ يشاركنا الحديث، قال إنه يعمل في الحقول القريبة، وإنه يمر من هذا الطريق كل يوم، بدأ يحكي عن حياته البسيطة.. لفت انتباهي تلك الجملة التي كانت نصلًا في روحي "السعادة ليست في الأشياء الكبيرة، بل في التفاصيل الصغيرة"، قال وهو ينظر إلى السماء الممطرة.
بعد حوالي نصف ساعة، حاولت تشغيل السيارة مرة أخرى، وعادت للعمل بشكل مفاجئ، شعرت بالارتياح وشكرت الغريب على مساعدته، لكنه لم يبدُ مستعجلًا للمغادرة، نظر إليّ وقال: "قبل أن ترحل، تذكر شيئًا: كل توقف هو فرصة. فرصة لتعيد التفكير، لتسأل نفسك: هل أنا على الطريق الصحيح؟"، ثم أضاف بابتسامة غامضة: "وأحيانًا، الأشخاص الذين تقابلهم في هذه اللحظات يكونون مجرد رسائل".
ركبت السيارة وبدأت في القيادة، بينما كان الغريب والرجل بالدراجة يلوحان لي، شعرت بشيء غريب، وكأنني غادرت مكانًا ليس مجرد طريق، بل محطة من محطات الحياة.
عندما وصلت إلى المنزل، جلست أفكر في كل ما حدث، الغريب، الرجل بالدراجة، الكلمات التي قيلت، أدركت أنني كنت أحتاج إلى تلك اللحظة، ليس لأن سيارتي تعطلت، بل لأن حياتي نفسها كانت بحاجة إلى إعادة تشغيل.
ومنذ ذلك اليوم، بدأت أتعامل مع الحياة بشكل مختلف، أصبحت أبحث عن المعنى في التفاصيل، وأتوقف عند كل لحظة لأفهمها "الحياة مليئة بالإشارات، لكننا نحتاج فقط إلى أن نفتح أعيننا لنراها".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمود الجوهري القاهرة إبداعات هذا الطریق لم أکن
إقرأ أيضاً:
كيفية الاستعلام عن مخالفات المرور برقم السيارة 2025
مخالفات المرور 2025.. أتاحت النيابة العامة خدمة الاستعلام عن مخالفات المرور برقم لوحة سيارة إلكترونياً، بالإضافة إلى إمكانية سدادها أو التظلم عليها أيضاً، ولذلك يبحث الكثير من المواطنين عن كيفية الاستعلام عن مخالفات المرور برقم السيارة 2025.
مخالفات المرور 2025وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص الاستعلام عن مخالفات المرور برقم السيارة 2025 وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
يتمكن المواطنون من الاستعلام عن مخالفات المرور برقم لوحة السيارة 2025 عن طريق موقع النيابة العامة الإلكتروني من خلال الضغط على هذا الرابط.
خطوات الاستعلام عن مخالفات المرور برقم السيارة 20251 - الدخول على موقع النيابة العامة الإلكتروني من خلال الضغط على هذا الرابط.
2 - اختار قسم الاستعلامات.
3 - اضغط على استمرار.
4 - ثم حدد نوع الرخصة رخص مركبات أو رخص قيادة.
5 - أدخال رقم اللوحة المعدنية «أرقام فقط أو أرقام وحروف».
6 - اضغط على استمرار لعرض قيمة المخالفات.
- الدخول على موقع النيابة العامة الإلكتروني من خلال الضغط على هذا الرابط.
- اختار قسم الدفع.
- اضغط على الدفع الإلكتروني.
- حدد نوع الرخصة مركبة أو قيادة.
- أدخل البيانات الشخصية بدقة.
- اختار إجمالي المخالفات لمعرفة المبلغ المطلوب.
- حدد وسيلة الدفع المناسبة بطاقة فيزا أو ماستركارد.
- أدخل بيانات البطاقة واضغط على سداد لإتمام العملية.
طريقة التظلم على مخالفات المرور 2025
- الدخول على موقع النيابة العامة الإلكتروني من خلال الضغط على هذا الرابط.
- اختر خدمات المرور، ثم اضغط على التظلمات.
- حدد نوع التظلم رخص مركبات.
- أدخل رقم اللوحة أرقام فقط أو حروف وأرقام.
- أدخل البيانات الأساسية الرقم القومي ورقم الهاتف.
- اضغط على تفاصيل المخالفات.
- اختار المخالفة التي ترغب في التظلم عليها، ووضح سبب التظلم.
- وافق على الشروط، وأدخل البيانات المطلوبة.
- اضغط إرسال الطلب واحتفظ برقم التظلم لمتابعة الحالة.
اقرأ أيضاًمخالفات المرور 2025.. خطوات الاستعلام وطريقة الدفع أون لاين
برقم السيارة.. خطوات الاستعلام عن المخالفات المرورية مجانًا
خطوات الاستعلام عن المخالفات المرورية في 2025