عادل الطيبي يكشف معاناته كأول مغربي يصل أعلى قمة جبلية في باكستان (حوار)
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
تمكن البطل المغربي عادل الطيبي، من محترفي تسلق أعلى الجبال في العالم، من الوصول إلى أخطر جبل في العالم وثانيها ارتفاعا، جبل كي 2 (K2) في باكستان، بعلو يبلغ 8,607 متر، بعدما تمكن من بلوغ قمة جبل إيفريست (8849 مترا).
دخول عادل الطيبي للتاريخ من أوسع أبوابه، كونه أول مغربي وإفريقي يصل إلى قمة الجبل المذكور، لم يكن بالأمر الهين، بعدما تجاوز كل الصعوبات، سواء المادية أو المناخية، بعدما باع سيارته بأكثر من 20 مليون سنتيم، واستنجد بعائلته الكبيرة والصغيرة وكذا بعض أصدقائه لتحقيق حلمه، المتمثل في تسلق أخطر جبل في العالم، ليكون بذلك أول إفريقي ومغربي يصل إلى القمة.
الانطلاقة كانت يوم 22 يوليوز، نظرا لأن توقعات أحوال الطقس، كانت تشير إلى أنه سيسمح له بالصعود في 25 من نفس الشهر، رياح في حدود 45 كلم /الساعة وسقوط قليل للثلوج فوق 7000 متر، إلا أن توقعات الطقس تغيرت بمجرد الانطلاقة، ولم يكن له حل آخر غير المواصلة، نظرا لأن جل التوقعات تنذز بزيادة سوء الأحوال الجوية، حسب ما حكاه عادل الطيبي لـ “اليوم24”.
تعددت المشاكل غير المنتظرة بعد الانطلاقة يضيف عادل الطيبي، في حواره مع الموقع، كون أن المشكل الأول كان في الزاد، إذ كان يتوقع أن يقيم فقط 5 أيام، وهذا عكس ما وقع، مشكل الطعام بدا واضحا إذ بدأنا نقلل من كمية الأكل وحتى الماء لقلة الغاز، أما المشكل الثاني هو أن الجلوس في ارتفاع عالي يزيد من ثعب الجسم، والثالث هو أن الفريق المكلف بربط حبال السلامة لم يباشر عمله نظرا للأحوال الجوية الصعبة.
يوم 26 يوليوز، سيبقى خالدا في ذاكرة عادل، حسب ما قاله في الحوار، كون أنه كانت انطلاقة الفريق بأكمله من 6700 متر المعسكر الثاني، مباشرة إلى القمة، حيث كانوا ينتظرون تركيب الحبال والتقدم إلى القمة لمواصلة المشوار، لأنه لم يكن مستعدا للتخلي عن حلمه بالصعود لأعلى القمم الجبلية في العالم هذا الموسم، البالغ عددها 14 قمة، بالرغم من تكلفتها المادية الكبيرة، الشيء الذي جعله يقرر الصعود لقمة كي 2 (K2) في باكستان بعلو يبلغ 8,607 متر، التي تعتبر من أخطر القمم، نظرا للحرارة المنخفضة، وكذا الثلوج التي تكتسي الجبال، ناهيك عن الأكسجين الذي يكون قليلا في مثل هذه الأماكن.
في أجواء جد صعبة وبإرادة مغربية حرة استمدها من تمثيل المغرب، ورفع الراية المغربية للعلياء، يحكي لنا عادل، بنبرة فرح وسرور، كونه أول متسلق يتمكن من الوصول إلى هذه القمة، بالرغم من كل الصعوبات، ومشاهدته للجثث على الطريق، ومعرفته المسبقة أن هذا الجبل القاتل فيه من الصعوبات التقنية ما لا يوجد في غيره.
عادل الطيبي ختم حواره معنا بالقول، كانت ورائي إرادة مغربية لأحقق الحلم، حلم مغربي برفع علم بلادي فوق الجبل الوحش أو ملك الجبال وثاني أعلى قمة في العالم، ليصبح بذلك حلم عادل حقيقة، رغم كل الإكراهات، وهو الذي سبق وأن قال في حواره الأول معنا، إن العامل النفسي يجب الاشتغال عليه، للاستمرار في الحلم وتحقيقه، كما قال إنه من الضروري التذكر أن في الحقيبة التي يحملها هناك راية مغربية يجب أن تصل للقمة وترفرف عاليا في أية قمة وصل إليها.
وبدأ الطيبي، مغامرات تسلق الجبال منذ الصغر، حيث تسلق بداية أغلب الجبال المغربية خاصة تلك التي يفوق علوها 4000 مترا كجبل توبقال (4165 مترا)، ويندرج الإنجاز الحالي للمغامر المغربي في إطار التحدي الذي قرر رفعه منذ سنة 2019 والمتمثل في خوض غمار تجربة تسلق أعلى سبع قمم عبر العالم.
في هذا الشأن، تمكن المتسلق المغربي من الوصول إلى أعلى قمة إفريقية وهي قمة جبل كيليمانجارو (5895 مترا) المتواجدة شرق تانزانيا، كما تسلق أعلى قمة في أوربا وهي قمة جبل البروس في القوقاز بروسيا (5643 مترا)، تلتها أعلى قمة بأمريكا الجنوبية وهي قمة جبل أكونكاجوا (6962 مترا) المتواجدة بالأرجنتين، وخلال شهر ماي 2021، تمكن الطيبي من رفع العلم الوطني وصورة الملك محمد السادس، عاليا في أعلى نقطة على سطح الأرض، وذلك بعد بلوغه قمة جبل إيفريست (8849 مترا)، ثم جبل كي 2 (K2) في باكستان، بعلو يبلغ 8,607 مترا.
كلمات دلالية أعلى قمة جبلية باكستان عماد الطيبي متسلق مغربيالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أعلى قمة جبلية باكستان فی باکستان فی العالم أعلى قمة قمة جبل
إقرأ أيضاً:
مدينة حتا.. سياحة خضراء ونافذة تراثية بين ثنايا الجبال
حجزت مدينة حتا التابعة لإمارة دبي، لنفسها مكاناً بارزاً في قائمة الوجهات السياحية والتاريخية المميزة في الدولة، نظراً لطبيعتها الساحرة بين ثنايا جبال الحجر، وما تتميز به من تناغم بديع مع البيئة الفطرية الطبيعية، حيث المزارع والأفلاج والقلاع والشواهد التاريخية.
ونظراً لموقعها الجبلي، تتنوع مقومات الجذب السياحي فيها لتقدم تجارب استثنائية لهواة الرياضة وعُشاق المغامرات والباحثين عن الراحة والاسترخاء في أحضان الطبيعة، بعيداً عن صخب ومسؤوليات الحياة اليومية.
وتركز حملة «أجمل شتاء في العالم» في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، على زيارة المواقع الطبيعية في الدولة، بهدف تحفيز الزيارات السياحية المستدامة.
وتعد الوجهات البحرية في حتا، من بحيرات وسدود وشلالات، من أهم الوجهات التي يلجأ إليها زوار المنطقة، لما تضيفه من جمال طبيعي أخاذ بين الجبال الشاهقة. ويشكل سد حتا أحد أبرز الوجهات السياحية في حتا، لما يتسم به من هدوء الطبيعة الجبلية، الذي تزينه أشجار النخيل والزهور البرية، في حين تعد بحيرة سد حتا من أكبر المسطحات المائية في المنطقة، ويقصد الزوار «حتا كاياك»، من أجل تجربة قوارب التجديف في بحيرة حتا المليئة بأنواع الأسماك الملونة. كما تتميز «بحيرة ليم» بموقعها الجميل بين سلسلة من الجبال المحاطة بالمزارع الخلابة في منطقة حتا، تم تطويرها لتصبح أحد المعالم السياحية لأهالي وزوار منطقة حتا، وتقع في وادي ليم ويبلغ طولها 395 متراً، ومتوسط عرض مجرى المياه يصل إلى 50 متراً، فيما يصل متوسط عمق المياه إلى متر واحد. أما شلالات حتّا المستدامة، فتعد واجهة سياحية متفردة، إذ يتميز المشروع بشلال مياه ينحدر من السد العلوي لمحطة حتّا الكهرومائية، حيث تمت الاستفادة من منحدر السد في إبداع جدارية الفسيفساء التي تحمل صورة المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، وتعد الأكبر عالمياً، إذ تتكون من أكثر من 1.2 مليون قطعة من الرخام الطبيعي.
أخبار ذات صلة «معاً إلى حتّا».. «تجديف مجتمعي» في بحيرة السد «الخارجية» تتسلم البراءة القنصلية من قنصل عام غانا في دبيوتحتضن المدينة أيضاً، الكثير من المعالم التاريخية العريقة، حيث تعد «قرية حتّا التراثية»، التي تم افتتاحها في العام 2001 من أبرز الأماكن التاريخية في دبي ودولة الإمارات على وجه العموم، إذ تستعرض نموذج الحياة القروية قديماً، لتقدم للزائر صورة تحاكي الواقع المعاش قديماً من خلال ما تضمه من مجسمات ووثائق ومنحوتات وأعمال يدوية وأكواخ تقليدية ومبانٍ تبيع اللوازم التقليدية. ومن المعالم التاريخية المهمة، «حصن حتّا» الذي تم تشييده في العام 1896 ويُعدّ من أهم المعالم الأثرية في دولة الإمارات، ويشمل فناءً داخلياً وبرجاً للمراقبة بارتفاع 11 متراً.
وتضم حتّا العديد من المعالم التاريخية المهمة ومنها مسجد الشريعة، الواقع في منطقة الشريعة التراثية، وجرى تشييده منذ نحو 200 عام، فيما خضع لعمليات ترميم حديثاً، في إطار جهود تطوير القدرات السياحية لمنطقة حتّا. كذلك تعد منطقة الشريعة من المناطق التراثية الرئيسية في هذه المنطقة، إذ تضم فلجاً تاريخياً يسمى فلج الشريعة يستخدم ماؤه في ري مزارع المنطقة. وتقدم مدينة حتا لمحبي السياحة والاطلاع على الكنوز النباتية والحيوانية النادرة «محمية حتا الجبلية»، التي توفر ملاذاً آمناً للعديد من هذه الأنواع، فيما تعد المحمية الموطن لأكبر مجموعة من حيوانات «الطهر العربي» المهددة بالانقراض في الإمارات، وتتميز المحمية بطبيعتها الجبلية الصخرية، وبهوائها النقي وبيئتها الفطرية المتنوعة.
محبّو الطبيعة والرياضة والتنزّه يجدون في «حديقة التلة» بغيتهم الوافرة، حيث تعد هذه الحديقة رئة خضراء لدبي ومنطقة حتّا تحديداً، وتتجاوز مساحتها 63 ألف متر مربع، واكتسبت اسمها من موقعها المتميّز المتربع أعلى تلّة حتّا، وهي من الحدائق ذات الطابع الخاص، لما يميزها من تضاريس وارتفاع وتنوّع بيئتها، وتمثل إضافة مهمة للرقعة الخضراء ومناطق الترفيه في إمارة دبي.
كما تعد «حديقة النحل» من الوجهات المهمة في منطقة حتّا التي اشتهرت بإنتاج أجود أنواع عسل النحل، وهي أول حديقة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وتضم الحديقة آلاف خلايا النحل الممتدة على مساحة الحديقة التي تناهز 16 ألف متر مربع، وتقع وسط الجبال والمزارع. وتتضمن «منتجعات حتا» و«حتا وادي هب» جولات ملهمة مليئة بالتحدي من خلال مسارات المشي الجبلية والدراجات الهوائية الممتدة بطول إجمالي يصل إلى 32.6 كم، وتتوزع على خمسة طرق مختلفة، كي تتناسب مع مستوى وخبرة المتنزه سيراً على الأقدام، وراكبي الدراجات من المبتدئين، وحتى محترفي المشي والجري على الطرقات الوعرة.
المصدر: وام