أميركا واليابان وكوريا الجنوبية تعلن عن بدء «حقبة جديدة» من الشراكة الثلاثية
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
عقد الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يو ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا قمة ثلاثية «تاريخية» في منتجع (كامب ديفيد) الرئاسي الأميركي تطرقت لعدد من الملفات منها الملف النووي لكوريا الشمالية وتحركات الصين البحرية والوضع في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأعلنت البلدان الثلاثة في بيان مشترك عن «بدء حقبة جديدة من الشراكة الثلاثية» مشيرة إلى أن ذلك يأتي «في نقطة مفصلية من التاريخ حيث نتعرض لاختبار المنافسة الجيوسياسية وأزمة المناخ وحرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا والاستفزازات النووية».
واشنطن تتّهم بكين وبرلين وأوتاوا بالسماح بممارسات إغراقية للسوق الأميركي منذ ساعتين الهند.. أكثر من ألفي قتيل بالفيضانات منذ 3 ساعات
ورأى القادة الثلاثة أن «هذه لحظة تتطلب الوحدة والعمل المنسق من الشركاء الحقيقيين» مشددين على أن بلدانهم «مصممة على تنسيق جهودنا الجماعية لأننا نعتقد أن شراكتنا الثلاثية تعزز أمن وازدهار جميع شعوبنا والمنطقة والعالم».
وفيما يتعلق بالتحركات الصينية عبرت الدول الثلاث عن مخاوفها «في شأن الإجراءات التي تتعارض مع النظام الدولي القائم على القواعد والتي تقوض السلام والازدهار الإقليمي».
ونبهت إلى «أننا نستحضر الموقف المعلن لكل بلد من بلداننا فيما يتعلق بالسلوك الخطير والعدواني الداعم للمطالبات البحرية غير القانونية التي شهدناها أخيراً من قبل الصين في بحر الصين الجنوبي».
وشدد البيان على "أننا نعارض بشدة أي محاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن في مياه المحيطين الهندي والهادئ. وعلى وجه الخصوص الاستخدام الخطير لسفن خفر السواحل والميليشيات البحرية والأنشطة القسرية.
بالإضافة إلى ذلك فإننا قلقون في شأن الصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم«. وأعادت الدول الثلاث في بيانها التزامها»الراسخ بالقانون الدولي بما في ذلك حرية الملاحة والتحليق على النحو المبين في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار".
وأكدت مجددا «أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق (تايوان) كعنصر لا غنى عنه للأمن والازدهار في المجتمع الدولي» موضحة في هذا السياق أنه «لم يطرأ أي تغيير على مواقفنا الأساسية في شأن تايوان وندعو إلى حل سلمي للقضايا عبر المضيق».
وبخصوص بيونغ يانغ أعادت البلدان الثلاثة التزامها «بنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بشكل كامل وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة» مع حثها على «التخلي عن برامجها النووية والصاروخية الباليستية» داعية «كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وأدانت بشدة «العدد غير المسبوق من الصواريخ الباليستية الذي أطلقته كوريا الشمالية بما في ذلك تلك العابرة للقارات والأعمال العسكرية التقليدية التي تشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية وخارجها».
كما أعربت عن «قلقها في شأن الأنشطة السيبرانية غير المشروعة لكوريا الشمالية التي تمول برامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية غير المشروعة». وكشف البيان عن «إنشاء مجموعة عمل ثلاثية جديدة لدفع تعاوننا بما في ذلك مع المجتمع الدولي لمكافحة التهديدات السيبرانية التي تمثلها كوريا الشمالية ومنع تهربها من العقوبات».
في المقابل أكدت البلدان الثلاثة أنها «تظل ملتزمة بإعادة إقامة الحوار مع كوريا الشمالية دون شروط مسبقة».
في غضون ذلك قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن «قمة اليوم أعادت التأكيد على أن التعاون بين بلداننا الثلاثة يوفر الأمن والازدهار لشعوبنا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم».
وأضاف أوستن في بيان عقب القمة «أننا نعمل بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى مع كوريا الجنوبية واليابان لدعم رؤية مشتركة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة» مشيرا إلى أن «الاتفاقيات التي أبرمتها دولنا الثلاثة اليوم ستعمل على تعزيز التزاماتنا المشتركة لمواجهة التحديات التي نواجهها معا».
المصدر: الراي
كلمات دلالية: المحیطین الهندی کوریا الشمالیة فی شأن
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن قوات كوريا الشمالية التي تؤازر روسيا؟
أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن قوات من كوريا الشمالية انتشرت في روسيا. وكانت تقارير أشارت إلى وجودهم هناك منذ عدة أشهر، والآن ثمة أدلة متزايدة على أن هناك ما يصل إلى 10 آلاف جندي يرافقهم عدد من القادة، بينهم 3 جنرالات، قد انتقلوا من كوريا الشمالية إلى مناطق سيطرة الجيش الروسي في مقاطعة كورسك جنوبي روسيا، وأنهم سيشاركون قريبا في عمليات قتالية.
وجمع الصحفي في موقع الجزيرة الإنجليزي أليكس غاتوبولوس معطيات رئيسية بشأن انتشار هذه القوات في منطقة النزاع والأسباب التي تدفع كوريا الشمالية للمشاركة في الحرب الروسية مع أوكرانيا:
قوات قليلة الخبرةلا إنكار لصلابة الجندي الكوري الشمالي، لكن قوات هذا البلد لم تخض تجربة القتال بالوسائل والأسلحة المتطورة للقرن الحادي والعشرين.
وهذا الميدان تجتمع فيه الطائرات المسيّرة وأجهزة الاستشعار والمراقبة الدائمة مع تكتيكات القتال القديمة عبر الخنادق والمدفعية بعيدة المدى. وهي خبرات تحتاج إليها كوريا الشمالية بشدة إذا أرادت أن تشن حربا على جارتها الجنوبية.
الزعيمان الكوري الشمالي (يمين) والروسي خلال لقاء جمعهما في بيونغ يانغ في يونيو/حزيران الماضي (رويترز) مكاسب كوريا الشماليةعانت الدولة الشيوعية المنعزلة من تراجع المحاصيل الزراعية في عدة مواسم متتالية وتواجه حاليا شحا في إمدادات الغذاء. كما أنها تواجه نقصا في الأموال التي تحتاجها في السوق السوداء، إذ إن الالتفاف على العقوبات الدولية باهظ التكلفة.
وتستطيع روسيا المساعدة في حل أزمات بيونغ يانغ، وذكرت تقارير أنها تدفع ما يصل إلى 2000 دولار للجندي الواحد. وهناك علاقات عسكرية وثيقة بين البلدين وقد وقعا في الآونة الأخيرة معاهدة دفاعية.
وتزود كوريا الشمالية روسيا بكميات كبيرة من ذخائر المدفعية عيار 122 مليمترا و152 مليمترا بالإضافة إلى قذائف الهاون والصواريخ التي تستخدمها الراجمات الروسية المتعددة.
واستُخدمت صواريخ كوريا الشمالية في القتال ضد أوكرانيا، لكن جودتها منخفضة. وتستطيع روسيا إرسال مستشارين تقنيين لتحسين جودة وإنتاجية تلك الصواريخ والذخائر.
مكاسب روسيااستخدمت موسكو موارد ضخمة لمواجهة التوغل الأوكراني في كورسك جنوبي روسيا، وشنّ حملتها الهجومية في دونيتسك شرقي أوكرانيا. وقد نجحت في احتواء الهجوم الأوكراني على أراضيها، وصارت تتقدم في دونيتسك حيث تشن هجمات متتالية يصعب صدها على مدينة بوكروفسك.
لكن هذا كلف روسيا أثمانا باهظة، إذ تشير التقديرات إلى أن 80 ألف جندي قتلوا أو جرحوا في هذه العمليات، أي بمعدل 1200 جندي يوميا، وهي خسارة كبيرة لا تتحملها حتى روسيا.
وربما يكون المدد الكوري الشمالي هو ما تحتاجه روسيا الآن، بعد أن صارت قواتها منهكة بشدة عقب أشهر من القتال.
ماذا سيفعل الكوريون؟من المحتمل أن تستخدم روسيا القوات الكورية الشمالية في الخطوط الأمامية، مثلما دفعت في السابق بموجات من الوحدات الروسية.
وهؤلاء الجنود الذين يفتقرون للخبرة القتالية هم أصلح للانتشار في المواقع الدفاعية، ما يعني تفريغ المزيد من القوات المدربة لشنّ عمليات هجومية لاستعادة الأراضي الروسية التي انتزعتها أوكرانيا.
وهذه الغاية هي التي تدفع روسيا حاليا لحشد المشاة والمدفعية والدبابات في كورسك، استعدادا لشن هجوم معاكس جديد.
مسار الحربستودي الاستعانة بالقوات الكورية إلى تداعيات قريبة وبعيدة على مسار الحرب.
وهناك سؤالان هنا: الأول، كيف ستؤثر العملية الروسية في كورسك على مسار الحرب إذا كللت بالنجاح؟ والثاني، ماذا سيكون تأثير العنصر الكوري فيها؟.
إذا تمكنت روسيا من طرد القوات الأوكرانية حتى الحدود، فستفقد كييف ورقة تفاوضية مهمة كان بالإمكان استغلالها في المفاوضات النهائية.
كما أن هذه النتيجة قد تمكن روسيا من تفريغ عشرات الآلاف من جنودها للقتال في دونيتسك، بؤرة الحرب بأكملها، وهو ما يعني تعزيز فرصها في بسط السيطرة على هذه المقاطعة.
مخاوف أوكرانياتخشى أوكرانيا ومعها حلف الناتو أن تكون القوات الكورية الشمالية في كورسك طليعة لمزيد من القوات التي ستأتي تباعا.
وإذا اتجهت روسيا للتصعيد بالدفع بأعداد كبيرة من القوات الأجنبية إلى هذا الصراع، فما الذي سيمنع دول الناتو من الدفع بوحدات متطوعة للقتال نيابة عن أوكرانيا؟.
وتوجد حاليا أعداد صغيرة من المتطوعين الأجانب يقاتلون على كلا الجانبين. لكن فتح الباب رسميا من قبل الناتو للدفع بقوات أجنبية في هذا الصراع سيكون أمرا مختلفا تماما وسيضع الناتو والقوات الروسية في مواجهة مباشرة.
ويعني هذا أن مخاطر الحسابات الخاطئة والتصعيد المنفلت باتت واقعية جدا، حتى بالنظر إلى التطورات السياسية في الولايات المتحدة التي انتخبت دونالد ترامب رئيسا جديدا، وهو الذي تعهد خلال حملته بوضع حد للحرب بين روسيا وأوكرانيا.