بوابة الوفد:
2025-01-30@05:23:35 GMT

حكم التعزية بعبارة "إن في الله عزاء من كل مصيبة"

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

كشفت دار الإفتاء المصرية حكم تعزية أهل الميت بعبارة: "إن في الله عزاءً من كل مصيبة"، موضحة أنها مستحبةٌ؛ لأن التعزية بصفة عامة مندوبٌ إليها شرعًا، وهذه الصيغة ثابتة في كتب السنة عن الخضر عليه السلام، وقد نص العلماء على استحبابها، ومعناها: إن في كتاب الله تعالى وثوابه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه: تسليةً للعبد في جميع المصائب والبلايا.

حث الشرع الشريف على تقديم التعزية لأهل الميت
تقديم التعزية لأهل الميت من مظاهر الأخلاق الحسنة التي حثَّ عليها الشرع الشريف، ووعد عليها بالثواب والجزاء في الدنيا والآخرة؛ إذ إنها من المروءات المحمودة التي تُعدُّ من باب المشاركة والمؤازرة وجبر الخواطر بين الناس؛ فقد روى مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

استحباب تقديم التعزية لأهل الميت وبيان ثوابها
من المقرر شرعًا استحباب تعزية أهل الميت؛ وقد وَعَد الشرع المُعزِّي بالثواب العظيم؛ فقد روى الترمذي وابن ماجه في "سننيهما" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ».

وورد في "سنن ابن ماجه" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ، إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي مُصِيبَةٍ، كَسَاهُ اللهُ حُلَّةً خَضْرَاءَ يُحْبَرُ بِهَا»؛ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُحْبَرُ بِهَا؟ قَالَ: «يُغْبَطُ بِهَا» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".

حكم تعزية أهل الميت بعبارة: "إن في الله عزاءً من كل مصيبة"
أما عبارة: "إن في الله عزاءً من كل مصيبة" فقد رواها الحاكم في "المستدرك"، والطبراني في "المعجم الأوسط" عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: "لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَعَدَ أَصْحَابُهُ حُزَّانًا يَبْكُونَ حَوْلَهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ طَوِيلٌ صَبِيحٌ فَصِيحٌ، فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، أَشْعَرُ الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْرِ، فَتَخَطَّى أَصْحَابَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَتَّى أَخَذَ بِعَضَادَيِ الْبَابِ، فَبَكَى عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ فِي الله عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَعِوَضًا مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ، فَإِلَى الله فأَنِيبُوا، وَإِلَيْهِ فَارْغَبُوا، فَإِنَّمَا الْمُصَابُ مَنْ لَمْ يَجْبُرْهُ الثَّوَابُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: أَتَعْرِفُونَ الرَّجُلَ؟ فَنَظَرُوا يَمِينًا وَشِمَالًا، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَضِرُ أَخُو النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ".

قال الإمام الشافعي في "الأم" (1/ 317، ط. دار المعرفة) عقب الأثر السابق: [قد عزَّى قوم من الصالحين بتعزية مختلفة فأحب أن يقول قائل هذا القول، ويترحم على الميت، ويدعو لمَن خلفه] اهـ.

وقال الإمام ابن الرفعة في "كفاية النبيه" (5/ 174، ط. دار الكتب العلمية): [قال ابن الصباغ وأبو الطيب: ويقال: إن قائله الخضر عليه السلام. وعبارة ابن يونس مصرحة بأن قائل ذلك الشافعي، وأنه يستحب أن يقول بعد ذلك ما ذكره الشيخ، وهو قضية كلامه في "المهذب" وغيره] اهـ.

أقوال العلماء في التعزية بعبارة: "إن في الله عزاءً من كل مصيبة"
قد نصَّ جماعة من الفقهاء والعلماء على استحباب هذه الصيغة الواردة في هذا الحديث في التعزية:

قال الإمام الحطاب في "مواهب الجليل" (2/ 229، ط. دار الفكر): [وزاد سند عن ابن حبيب، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما مات وجاءت التعزية سمعوا صوتًا من جانب البيت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته؛ إنَّ في الله عزاءً من كل مصيبة، وخلفًا من كلّ هالكٍ وعوضًا] اهـ.

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 334، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ويُستحبُّ أن يبدأ قبله بما ورد من تعزية الخضر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بموته: إن في الله عزاءً من كل مصيبةٍ، وخلفًا من كل هالكٍ، ودركًا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب مَن حُرم الثواب] اهـ.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التعزية صلى الله علیه وآله وسلم أهل المیت وآله و س ل رضی الله ى الله ع ه وآله ی الله ع الله ص

إقرأ أيضاً:

حكم صيام التطوع في شهري رجب وشعبان.. الإفتاء تكشف المأثور عن النبي

أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا للإجابة على تساؤل ورد إليها بشأن حكم صيام التطوع خلال شهري رجب وشعبان دون غيرهما، خاصة بعد أن أفتى أحد الأئمة بعدم جواز ذلك لعدم كونه سنة نبوية، واشتراطه صيام تطوع مسبق طوال العام.

وأكدت دار الإفتاء أن التطوع بالصيام جائز شرعًا في جميع أيام العام، باستثناء الأيام المنهي عن صومها مثل يومي عيد الفطر وعيد الأضحى. 

وأوضحت أن صيام التطوع في شهري رجب وشعبان فقط، دون وجود صيام تطوعي سابق خلال العام، هو أمر جائز شرعًا.

 وشددت على أن القول بضرورة صيام تطوع سابق قبل صيام أيام من هذين الشهرين غير صحيح.

وأشارت الدار إلى أن الشريعة الإسلامية رغّبت في صيام التطوع وأوضحت أنواعه ومواسمه، ومنها:

صيام ستة أيام من شوال: استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ".صيام العشر الأوائل من ذي الحجة ويوم عرفة لغير الحاج.صيام أكثر أيام شعبان: حيث روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكثر من صيام هذا الشهر.صيام الأشهر الحرم: وهي ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب، مع التأكيد على أن صيام شهر رجب ليس له فضل خاص عن غيره.صيام يومي الإثنين والخميس: لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كثرة صيامه في هذين اليومين.صيام ثلاثة أيام من كل شهر: وهي الثالث عشر، الرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر هجري.صيام يوم وفطر يوم: اتباعًا لصيام نبي الله داود عليه السلام، الذي وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أحب الصيام إلى الله.

وأكدت دار الإفتاء في ختام بيانها أن جميع أنواع صيام التطوع تعد عبادة مستحبة ولا حرج في تخصيص أي وقت لصيامها، بما في ذلك شهري رجب وشعبان، طالما لم تتعارض مع الأيام المنهي عن صومها شرعًا.

مقالات مشابهة

  • فوائد بقاء الإنسان متوضئًا طوال الوقت
  • بدء عزاء والدة الفنان أحمد فهيم وشقيقة الراحل خالد صالح
  • حكم أداء سُنة الفجر بعد إقامة الصلاة .. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • الفنان أحمد فهيم يكشف موعد ومكان عزاء والدته
  • حكم بيع قائمة بأرقام الهواتف لمساعدة الآخرين في التواصل مع أصحابها.. دار الافتاء توضح
  • حكم أداء ركعتين سنة قبل صلاة المغرب
  • عدد ركعات صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك
  • هل راجع النبي الله في عدد الصلوات برحلة الإسراء والمعراج.. الإفتاء تجيب
  • ماذا حدث للرسول في عام الحزن؟ مواقف مؤلمة أثرت في حياته ودعوته
  • حكم صيام التطوع في شهري رجب وشعبان.. الإفتاء تكشف المأثور عن النبي