إبداعات|| "يا مطره رُخِّى".. أسماء عبدالراضي - قنا
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يا مطره رُخِّي رُخيِّ
رُخّي على سطوح بيتنا
لكن إيَّــــــــاكِ تبوخي
بردك على ريش كتاكيتنا
رُخّي رُخّي يا مطره
واسقي شجرنا وبقرتنا
وابعدي لسعتك الخطرة
عن ورداية في جنينتنا
تأتيني أصواتهم عبر النافذة حلوة عذبة، فتحرق قلبي الصغير الذي يتوق إلى مشاركتهم اللعب تحت رخَّات المطر في الوسعاية أمام بيتنا.
تداعب رائحة المطر أنفي الذي أشعر بازدياد حجمه يومًا بعد يوم، فيزداد وجهي قبحًا بفضله.
- لقد خفّ المطر قليلا يا ماجد، لماذا لا تخرج للعب مع الأولاد أمام البيت؟
بدأ الأولاد في لعب الكرة، هتافاتهم الحماسية تُلْهِب قدمي التي تتمنى مشاركتهم اللعب، تراودني نفسي على الخروج يا أمي، بينما جزء مني يصرخ فيّ محذراً:
"دعك منهم، هم لا يريدونك بينهم"!
كلّما هممت بالخروج إليهم، تُتْحِفني ذاكرتي بمواقف تجعلني أتراجع، أتذكر ـ مثلا ـ يوم كنتُ في فناء المدرسة، أُراقص الكرة بين قدميّ، رآني أحدهم، وكان قد دُعي إلى مدرستنا في احتفالها باليوم الرياضي، تقدّم نحوي متحمسًا، يلّوح بيده مشجّعًا مهارة صبيّ في الثالثة عشرة، لكن ما إن اقترب مني وملأ عينيه من قبح وجهي حتي انمحى تشجيعه وفتر حماسه، اكتفى بوضع يده على رأسي كأنما يمسح على رأس يتيم، وانصرف دونما تعليق..
يجول بخاطري ـ أيضاـ يوم كنت وأمي في القطار عائِدَيْن من بيت جدي، انطلق صوت بائع الحلوى، نظرتُ إلى أمي فأعطتني جنيها، تقدمت نحو البائع الذي أطال النظر إليّ وهو يناولني الحلوى. اعتدت على بحْلَقَة الناس في وجهي تعجبًا في البداية ثم لا يلبث الواحد منهم أن يحوّل نظره عني مشمئزًّا. بينما أعود للجلوس بجانب أمي في القطار، اصطدم بي شاب، رآني فكأنما وقعت عيناه على عفريت، قال متأففًا: أعوذ بالله!
قال له رجل مُسِن ناصحًا إياه، وهو يتجنب النظر إليّ: لا تقل كذلك يا بني، بل قل الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري.
نفضتُ عن ذاكرتي تلك المشاهد التي تتغذّى على روحي، ليتها تتغذى على أنفي ربما حجمه يتناقص قليلاً!.
اشتد المطر، أصوات اصطدام حباته بالأرض تُغري قلبي، خرجت من الغرفة بخطوات متثاقلة، أمي في صحن الدار تحيك قميصًا لطفلها الرضيع النائم على سرير خشبي بجوارها، كان رضيعها أوفر حظّا مني، يوم ولادته فرحت جدتي، وتهلّل وجهها، قالت وهي تُقبّله: هذا عوض الله لكما.
التصقتُ بباب الدار، نظرت من ثقبه أراقب حركة الأولاد، بيدٍ مرتجفة أمسكت المزلاج الذي أكلته الشمس، أدرته ببطء، صنعت فتحة صغيرة أتطلّع بها للخارج، اتسعت شيئا فشيئا، رآني أحدهم، فقال: أوووه جاء وجه البومة، الآن سيجف المطر!
انسحبوا عائدين إلى بيوتهم خوفًا من أن ينالهم شؤم وجه البومة، خلت الوسعاية من الصبية، لم يتبق سواي، رحت ألعب وحدي تحت شجرة الصفصاف، أستمتع بالمطر وأغني بصوت مبحوح ..
يا مطرة رُخّي رُخّي
رُخّي على سطح قلوبنا
رُخّي رُخّي يا مطره
نضفي بطهرك توبنا
يـا مطرة رُخّي رُخّي
امحي عيوبنا ودمعتنا
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إبداعات
إقرأ أيضاً:
«تعليم قنا» تُعلن أسماء الفائزين في مسابقة الإخصائي الاجتماعي المثالي
أعلنت مديرية التربية والتعليم بقنا اليوم السبت نتيجة مسابقة الإخصائي الاجتماعي المثالي في الاتحادات الطلابية للمراحل التعليمية الثلاث: الابتدائي والإعدادية والثانوي.
أسفرت منافسات المرحلة الابتدائية عن حصول أحمد رمضان كمال مدرسة نجع الجديدة تعليم أساسى إدارة نقادة بالمركز الأول، وجعفرية أبو النصر أحمد مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية إدارة دشنا بالمركز الثاني، جاكلين رزق محروس مدرسة الأقباط الابتدائية بنات إدارة نجع حمادى المركز الثالث
وفى منافسات المرحلة الإعدادية حصلت أميرة عمر رمضان مدرسة الشهيد مصطفى عباس تعليم أساسى إدارة قنا المركز الأول، حنان وليم فهمى مدرسة البنات الإعدادية إدارة فرشوط المركز الثاني، ومصطفى عبد النبى محمد مدرسة ابن دقيق العيد الإعدادية المشتركة إدارة قوص المركز الثالث
بينما حصل وائل محمود صادق مدرسة الشهيد خيرت الثانوية إدارة نجع حمادى المركز الأول، وهالة أحمد محمد مدرسة أبوبكر الصديق الثانوية بنين إدارة قنا المركز الثاني، ومحمد صابر شحات مدرسة الوقف الثانوية الصناعية العسكرية إدارة الوقف المركز الثالث
توجه هانى عنتر الصابر وكيل وزارة التعليم بقنا، بالتهنئة والشكر إلى الفائزين، وثمن تفانيهم في أداء دور الإخصائي الاجتماعي للنهوض بمستوى العملية التعليمية ومساندة الطلاب وتذليل أي عقبات تحول دون تفوقهم وبناء شخصياتهم.
الجدير بالذكر أن مسابقة الإخصائي الاجتماعي المثالي في الاتحادات الطلابية قد أجريت تحت إشراف سومية عبد الفتاح مدير عام الشئون التنفيذية بالمديرية، ونفذ فعاليتها توجيه عام التربية الاجتماعية بقيادة الدكتور سيد مرزوق موجه عام التربية الأجتماعية ومحمود جابر مسئول الاتحاد.