تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في عام 2142، كان العالم يئن تحت وطأة أزمات المناخ ونضوب الموارد.. لكن الأمل أشرق عندما نجحت شركة "نيو كروما" في تطوير أول جهاز للسفر عبر الزمن، أطلقوا عليه اسم "الكروما-إكس"، جهاز صغير بحجم راحة اليد يستطيع فتح "نافذة زمنية" محدودة إلى الماضي أو المستقبل.

أُجريت أولى التجارب على متطوعة تُدعى "لين"، عالمة شابة فقدت عائلتها في حادث مأساوي قبل عقد من الزمن.

كان هدفها استخدام الجهاز للعودة إلى لحظة الحادث وإنقاذهم، رغم المخاطر المروعة التي حذّرها العلماء منها، حيث إن أي تغيير في الماضي قد يؤدي إلى "تشققات زمنية" تهدد استقرار الواقع نفسه.

عندما بدأت التجربة، وجدت لين نفسها في عام ٢١٣٢، اليوم الذي وقع فيه الحادث، كان المشهد أشبه بلوحة ممزقة يعيد الزمن تشكيلها ببطء.

رأت لين والدتها تحضر الإفطار وأخيها الصغير يلعب بسيارته الصغيرة.

كانت تعرف أن الحادث سيقع بعد دقائق، لكنها وقفت عاجزة أمام قرارها: هل تتدخل أم تكتفي بالمشاهدة؟

لم تستطع كبح نفسها.

هرعت إلى والدتها وأخبرتها بأن تبقى داخل المنزل. سمعت ضجيج سيارة تسير بسرعة على الطريق المؤدي إلى منزلهم، لكنها توقفت فجأة عندما لم يخرج أحد. للحظة، شعرت لين بانتصار ساحق.

عندما عادت لين إلى الحاضر، لم يكن كما تركته. كان العالم مغطى بضباب كثيف، والشوارع خالية.

مقر "نيو كروما" كان مجرد أنقاض، ومباني المدينة بدت كأنها مهجورة منذ قرون. شعرت بشيء يتحرك في الظلال، أصوات خافتة أشبه بالهمسات، لكنها لم ترَ أحدًا.

ظهر أمامها رجل عجوز غريب المظهر، عيناه مضيئتان كبريق الشهب. أخبرها بصوت متحشرج:

"لقد كسرت القواعد. تلاعبك بالماضي خلق تشققًا زمنيًا يُهدد بانهيار كل شيء."

عرفت لين أنها السبب. الحادث الذي أنقذته كان جزءًا من سلسلة أحداث دقيقة قادت إلى تطوير الكروما-إكس نفسه. بدون ذلك الحادث، لم يكن الجهاز ليوجد، ولم تكن التجربة لتُجرى.

قرار التضحية

قادها العجوز إلى "النواة الزمنية"، نقطة مركزية تجمع بين الحاضر والماضي والمستقبل.

أخبرها أنها الطريقة الوحيدة لإصلاح الزمن، إذا دخلت النواة، فستتمكن من إعادة الحادث إلى مساره الطبيعي، لكنها ستُمحى من كل الأزمنة.

كانت لين تواجه أصعب قرار في حياتها: هل تضحي بوجودها لإنقاذ العالم، أم تحافظ على عائلتها وتترك الزمن ينهار؟

النهاية: الفداء

وقفت ليان أمام النواة الزمنية، ذكرياتها تمر أمامها كصور سريعة. قالت بصوت منخفض:

"الحب يعني التضحية."

دخلت النواة، وشعرت بجسدها يذوب في ضوء ساطع. عادت الأحداث إلى مسارها الطبيعي: وقع الحادث، وفقدت عائلتها كما كان مقدرًا.

عندما استيقظت لين، وجدت نفسها في زمن آخر تمامًا. كانت عالمة مجهولة في مختبر صغير، تدرس نظرية جديدة عن "الزمن المكسور". لم تتذكر شيئًا عن تجربتها، لكن شعورًا غامضًا بالسلام سكن قلبها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إبداعات ثمن

إقرأ أيضاً:

الوجود الأجنبي .. التفريط .. التلاعب بهويّة الدوله

محمد عبد الله الصايغ

عندما كانت الدانات والصواريخ الأولى تُعانق سَماء الخرطوم وأبريل العام ٢٠٢٣ يكاد أن ينتصِف ؛ وعندما كانت الأرضُ تهتز بِقوَّةِ النيران على خلافِ ما شَهِدَتهُ أجيالُنا من إنقلاباتٍ عسكريه كانت هُنالك بصّات أنيقه تحوي في جَوفِها ( الوُّجود الأجنبي ) في السودان مَحروسةً بِخَوفِ طَرَفَي الحرب مِن التَعَرُّض لها. إستَمَرّت عمليّة الإجلاءِ هذه لفترةٍ تؤكّد أنّ الأعداد من الضخامة بحيثُ أنّها تتجاوز المسموح بِهِ قانوناً وأخلاقاً حسب التوصيف المُتعارف عليه بين الدوَل حمايةً لأمنِها واقتصادِها والحفاظ على سيادتِها. هذا التدافُع للمُغادَره حتّمَتهُ ظروف الحرب المُفاجِئه وهو الذي أعطى لهذه الدراسه الأمينه العَفويه مصداقيتَها لما كانَ عليهِ حال الوجود الأجنبي ببلادِنا ( الهامِلَه ) الذي إمتَدّ بين الأعوام ١٩٨٩ وحتى قيام الحرب.

إضطُرِرنا لمغادَرة منزلنا بحي العمارات في اليوم الأول للحرب بعد أن وقعت دانه على المنزل وحطمت جزءاً كبيراً منهُ ورَعتنا العنايه الإلهيه. عُدنا للمنزل بعد أيّام راجلين لأخذ بعض حوائجِنا وكان حي العمارات خالياً بحكم استهدافه. وجدنا أعداداً من ( تسعه طويله ) في مختلف الأعمار وهم يجلسون على الشوارع عند ما يبدو أنّها مراكز تجميع للمنهوبات ( أشكالاً وألواناً ). كان من الصعب تحديد ( الدوَل )التي ينتمون إليها من واقع اللهجه التي كانوا يتحدثونَ بها. كانَ حي مايو ، بحُكم الموقع الجغرافي ، هو الحاضنه وحسبما أفادوا.

في طريقنا بالحافله إلى ام درمان للمغادره للشماليه مررنا بالمنطقه الصناعيه الخرطوم بحري. لن اجد توصيفاً أعبّر به عمّا رأيت من مظاهرٍ للنهب خلاف الجراد. لم يكن هنالك شبراً واحداً على كلّ تلك المساحه الشاسعه ليس فيه طفل او رجل او إمرأه او عربة كارو وهم يحملون المنهوبات ويُهَروِلون مُسرِعين ليس خوفاً وإنّما ليتمكّنوا من العوده مراتٍ ومرّات وكان كل ذلك يحدُثُ في وسطِ قصفٍ بالأسلحةِ الثقيله… وكانت منطقة العِزبه هي مربط الفرس.

قبل الحرب كانت مدن العاصمه الثلاث تكتظُّ تقاطعات شوارعها بالمتسوّلين رجالاً ونساءً وأطفالاً وجميعهُم أجانب ينتمون لدولٍ أخرى حتى أنّ ذلك شكّل ظاهرةً خطيره أمنيّاً وصحيّاً لكنّهُ لم يُشَكّل أي هاجس بالنسبةِ للسلطات زمن الإنقاذ أو ( إمتدادِها ) المُستَحّق حكومة الإنتقال.

ينسى الكثيرون من ( قادة ) القوات النظاميه ( القانون المُغَلَّظ ) الذي ردّدوه واليد اليُمنى على المصحف والأُخرى شاخصه إلى السماء الذي يقول ( أن أطيع في كلّ الأوقات الأوامر ( القانونيه ) الصادره إليّ من ضابطيَ الأعلا. ) وهُم يغضّونَ الطّرف عن الجريمه الكامنه خلف صرف الرقم الوطني إذا صادَفَ ، توصيف قائد الدعم السريع عبارة ( ضابطيَ الأعلا ) أمّا الفعل فهو لا علاقةَ له بتوصيف ( القانوني ) الوارده بذلك القَّسَم فهو يستوجِبَ الرَّفض أيّاً كانَ مُصدِرُهُ.
كم نحنُ في حَوجّةٍ لِمَن يقولونَ لا ويذهَبونَ ( مَطرودينَ إلى منازِلِهِم يستطيعونَ النظر في عيونِ أطفالِهِم بِفَخر.

شعبنا الكريم المضياف التلقائي ، الذي لم يسأل يوما عن أصول شخصٍ ، وهوَ يُكرِمَهُ ، ينتشر اليوم في أرجاءِ العالَم. رأى بأُمّ عينيه ( القيود ) التي تُكَبّل دخولَهُ وحركَتَهُ ورأى ( المهانَه ) في منسوبيه الذين يُبعَدون يوميّاً للوطنِ أو لِما تَبقّى منهُ ويُلقى بهم إلى النقاط الحدوديه في أسوأِ حال.

قبل العام ١٩٨٩ لم يكن لأجنبي أن يتواجد داخل السودان إلّا لأسبابٍ قانونيه مقبوله ومستوفية المستندات وكانَ مكان إقامَتِه معروفاً للسلطات وكذلك زمن مغادرته. كانت عربة الشرطه تقف امام نُزُلِه فورَ إخلالِه بأيّ شرطٍ من شروط الإقامه أو المغادره. كان أيضاً للسودانيين من اصحاب الجنسيات الأخرى إقامات قانونيه تُعطى وتُجدَّد وتُنزَع حسب الحال.

تعوّدَ الكثيرون ، بعدَ رحيل أعِزّاءٍ لَهُم ، أن يَعُضّوا أيادي النّدَم على أبٍ ، قَريبٍ أو صديقٍ فقدوه ولم يُبِرُّوه أو يُحسنوا إليه. كانَ الوطنُ كريماً على امتدادِ تأريخِه مَعَ أبنائهِ. احتمَل الكثير من عقوقِهِم وذِلّتِهِم لَهُ وتمثيلِهِم بهِ ومرمَغة كرامَتِهِ بالوحل.غابت التربيه الوطنيه فصار المال العام هدفاً ستراتيجياً وصارت ( العماله ) للأجنبي شيئاً عاديّاً وصار حُكّام الأمر الواقع يُدينون بالولاء كُلٌّ إلى دولَةٍ ما ولم نَسلَم حتّى من إسرائيل عَلَناً و ( قوّة عين ) ولم يعض أحدٌ أصابعهُ ندماً عندما ، أخيراً ، مات الوطن… ذهب الجميع إلى الأوطان البديله أمّا البقيه فقد احتاطوا في الكثير من الدول بالقصور وبالشقق فذهبوا إليها واستمرّ الحُكام في حُكمِهِم ( كأنّ شيئاً لم يَكُن ) وذهب الشعب إلى المطاحن والمحارق.

لا نُطالب ، إن سَلِمَتِ الجَرّه هذه المره ، سوى أن نَعتَبِر بِحجم عَصفِ الكارِثَه .. فرُبّما تكون الإنذار الأخير.

melsayigh@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • لاعب لا يمكن إيقافه.. نجم مانشستر سيتي يتحدث عن محمد صلاح
  • الوجود الأجنبي .. التفريط .. التلاعب بهويّة الدوله
  • وزير المالية الأسبق: استماع الحكومة للقطاع الخاص مهم لكنها المسؤولة عن صناعة دوره
  • مايفوتكش|عودة محمد عبده وطلاق نانسي عجرم وتطورات شكوى روتانا ضد شيرين عبدالوهاب
  • في عيد الشرطة .. مديرية أمن الأقصر تكرم المقدم أحمد الشربيني
  • جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها
  • "أهل مصر" .. إبداعات فنية وأدبية لفتيات المحافظات الحدودية
  • "أمطار جيدة" تجتاح لوس أنجليس لكنها تواجه خطر الانهيارات الأرضية
  • «البحوث الإسلامية» رحلة النبي كانت تكريما إلهيا ودعوة لتعزيز القِيم الإيمانية
  • وزير الأوقاف السابق: رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد معا