البوابة نيوز:
2025-01-30@16:12:52 GMT

إبداعات|| "الفتــــــــى".. منى الجبرين - بورسعيد

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عيناه غارقتان في الدماء، جسده يُلوثه التراب بلونٍ رمادي ، بل طيني قاتم. يهرع يمينًا و يسارًا، بحثًا عن بارقة أمل، ربما يعثر عليها هنا أو هناك. بين الأنقاض تربض أحلامه، التي سحقتها قذائف العدو، دون أن يعرف ماذا اقترفت يداه، حتى يلقى ذلك العقاب.

لم يحلم يومًا بطائرة أو سيارة فاخرة، مثلما يتباهى بها أحد الممثلين الأثرياء، بل كل أمنياته، أن يبقى بين أحضان أسرته و أصدقائه.

يتبادلون الضحكات و الحكايات، بلا انقطاع. أن يذهب إلى المدرسة، فيستظل تحت شجرةٍ ضاربة الجذور، يمتد عمرها إلى آلاف السنين.

يتوق إلى لحظات انغماسه بين طيات كتابٍ مُشوق، أو حينما كان يُشاهد فيلمًا قديمًا، للمرة الألف، وسط أسرته و أقرانه، دون أن يفقد حماسه قط، اليوم تغير الوضع. كل ما يبتغيه أن يرى والدته وأبيه على قيد الحياة، أن يلمح أطراف أصابع شقيقته تُداعب الحياة، كي يهرع إليهم، و يختبئ بين أحضانهم، من عدو لا يعرف الرحمة قط.

يبحث بين بقايا المبنى، و الجميع من حوله، ذاهلون، يصرخون، ينتحبون، يبحثون عن جثث ذويهم في ارتياع، بينما يتناهى إلى سمعه ترانيم امرأة عجوز " يا حبيب عيني ، وينك يا ولدي ، راحت أيام النخوة، قتلوك يا ولدي " ربت الفتى على كتفها، ثم مضى يبحث عن بقايا أملٍ هزيل، لعله يعثر على أسرته.

يمضي بين الشظايا، والأشلاء، يتعثر أحيانًا، فينهض شامحًا، مُناديًا أسرته، غير مُصدق أنه على أعتاب التاسعة من عمره، وفي لحظةٍ واحده صار عمره تسعون ، بل مائة عام من الأسى و الأحزان. أخبرته والدته كل ليلة حكاية الضيف الذي سرق بيت مُضيفه، ثم شرع يتباكي، يشكو من قسوة الأيام، مُتحينًا كل فرصة للقضاء على صاحب الأرض والبيت، مُستعينا بعصاباتٍ من المُرتزقة، الذين يُغمضون أعينهم عن بشاعة مجازر ذلك الضيف، غير المرغوب فيه .

يذكر رده عليها ليلة أمس، حين انتهت من حكاية الضيف الملعون" وأين أخوة صاحب البيت؟ " ليتردد صدى جوابها في أعماقه، طوال الليل " ماتوا يا ولدي.. بعضهم قتله الخوف والعجز ، بينما الآخرون تخلوا عنه، وقبضوا الثمن " ، عندئذٍ شد الفتى على يدها، هاتفًا" سينصره الله يا أمي، لأنه صاحب الحق.. مهما طال الزمن .. هذا وعد الله الحق".

انتشلته صيحةً عارمة من ذكرياته، ها هي والدته تصرخ، مُناديةً عليه "يا حسرتي عليك يا يوسف"، شقيقته تبكي بين أحضان أبيه، الجميع ينتحبون بُحرقةٍ، بينما يُحدّقون في أشلاء الفتى .

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إبداعات الفتــــــــى بورسعيد الدماء التراب

إقرأ أيضاً:

مصرع مدرس وإصابة والدته بطعنات آلة حادة فى قنا

لقى مدرس مصرعه وأصيبت والدته، اليوم الخميس، بطعنات آلة حادة في قرية العيايشا التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا.

تلقت الأجهزة الأمنية بقنا، إخطاراً من غرفة العمليات يفيد مصرع مدرس وإصابة والدته بآلة حادة علي يد آخر في قرية العيايشا التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا، وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى المكان لضبط المتهم في الواقعة والكشف عن تفاصيل الواقعة.

تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت الجهات المختصة لتولي التحقيقات ونقل الجثة والمصاب إلى المستشفى.

 

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • هل أنهت الجلطة حياة أمح الدولي؟.. أسرته ترد من المستشفى
  • شاب يقتل شقيقه ويصيب والدته بقنا
  • مصرع مدرس وإصابة والدته بطعنات آلة حادة فى قنا
  • إبداعات فنية متنوعة تُضيء المسارح المكشوفة في سادس أيام معرض الكتاب
  • أحمد خالد صالح بجانب أحمد فهيم في عزاء والدته .. صور
  • نجوم الفن كتف في كتف الفنان أحمد فهيم لوداع والدته
  • شاب متوفى يفتح عينيه لالتقاط الصور في جنازته.. أثار الذعر «فيديو»
  • مدبولي: المواطن البسيط يهتم باستيفاء احتياجات أسرته لا معدل النمو والتضخم
  • مقـ.ـتل شاب بطلق ناري خرطوش في بورسعيد
  • رحيل الفنان الشاب حسن مظهر.. فاجعة تهز الوسط الفني بعد وفاته في سن مبكرة | تفاصيل مرضه وآخر أعماله الفنية