إبداعات|| "الفتــــــــى".. منى الجبرين - بورسعيد
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عيناه غارقتان في الدماء، جسده يُلوثه التراب بلونٍ رمادي ، بل طيني قاتم. يهرع يمينًا و يسارًا، بحثًا عن بارقة أمل، ربما يعثر عليها هنا أو هناك. بين الأنقاض تربض أحلامه، التي سحقتها قذائف العدو، دون أن يعرف ماذا اقترفت يداه، حتى يلقى ذلك العقاب.
لم يحلم يومًا بطائرة أو سيارة فاخرة، مثلما يتباهى بها أحد الممثلين الأثرياء، بل كل أمنياته، أن يبقى بين أحضان أسرته و أصدقائه.
يتوق إلى لحظات انغماسه بين طيات كتابٍ مُشوق، أو حينما كان يُشاهد فيلمًا قديمًا، للمرة الألف، وسط أسرته و أقرانه، دون أن يفقد حماسه قط، اليوم تغير الوضع. كل ما يبتغيه أن يرى والدته وأبيه على قيد الحياة، أن يلمح أطراف أصابع شقيقته تُداعب الحياة، كي يهرع إليهم، و يختبئ بين أحضانهم، من عدو لا يعرف الرحمة قط.
يبحث بين بقايا المبنى، و الجميع من حوله، ذاهلون، يصرخون، ينتحبون، يبحثون عن جثث ذويهم في ارتياع، بينما يتناهى إلى سمعه ترانيم امرأة عجوز " يا حبيب عيني ، وينك يا ولدي ، راحت أيام النخوة، قتلوك يا ولدي " ربت الفتى على كتفها، ثم مضى يبحث عن بقايا أملٍ هزيل، لعله يعثر على أسرته.
يمضي بين الشظايا، والأشلاء، يتعثر أحيانًا، فينهض شامحًا، مُناديًا أسرته، غير مُصدق أنه على أعتاب التاسعة من عمره، وفي لحظةٍ واحده صار عمره تسعون ، بل مائة عام من الأسى و الأحزان. أخبرته والدته كل ليلة حكاية الضيف الذي سرق بيت مُضيفه، ثم شرع يتباكي، يشكو من قسوة الأيام، مُتحينًا كل فرصة للقضاء على صاحب الأرض والبيت، مُستعينا بعصاباتٍ من المُرتزقة، الذين يُغمضون أعينهم عن بشاعة مجازر ذلك الضيف، غير المرغوب فيه .
يذكر رده عليها ليلة أمس، حين انتهت من حكاية الضيف الملعون" وأين أخوة صاحب البيت؟ " ليتردد صدى جوابها في أعماقه، طوال الليل " ماتوا يا ولدي.. بعضهم قتله الخوف والعجز ، بينما الآخرون تخلوا عنه، وقبضوا الثمن " ، عندئذٍ شد الفتى على يدها، هاتفًا" سينصره الله يا أمي، لأنه صاحب الحق.. مهما طال الزمن .. هذا وعد الله الحق".
انتشلته صيحةً عارمة من ذكرياته، ها هي والدته تصرخ، مُناديةً عليه "يا حسرتي عليك يا يوسف"، شقيقته تبكي بين أحضان أبيه، الجميع ينتحبون بُحرقةٍ، بينما يُحدّقون في أشلاء الفتى .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إبداعات الفتــــــــى بورسعيد الدماء التراب
إقرأ أيضاً:
شاهد بالفيديو.. رغم الخلاف الواضح بين والدته والسلطانة.. نجل الفنانة ندى القلعة “وائل” يرقص بشكل هستيري على أنغام أغنيات الفنانة هدى عربي ومتابعون: (الفن فوق الخلافات)
فاجأ نجل الفنانة السودانية الشهيرة ندى محمد عثمان القلعة, جمهور مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بعد ظهوره في مقطع فيديو حظي باهتمام غير مسبوق.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد ظهر “وائل” في المقطع وهو يشارك أصدقائه الرقص في إحدى الحفلات.
ورقص نجل الفنانة الشهيرة بطريقة هستيرية وملفتة على أنغام أغنية الفنانة هدى عربي, (ضربوا السلاح).
ووفقاً لمتابعات محرر موقع النيلين, فقد أشاد عدد كبير من المتابعين بتفاعل “وائل” مع أغنيات الفنانة هدى عربي على الرغم من الخلاف الواضح بين والدته سيدة الغناء والمطربة هدى عربي الملقبة بالسطانة, حيث كتب أحد المعلقين مشيداً: (الفن فوق الخلافات).
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب