الأسر الفلسطينية .. صمود في وجه صقيع الشتاء والعدوان الصهيوني المستمر
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
الأسرة / خاص
الالتفاف حول الظروف القاسية هو أبرز صمود واستبسال الأسر الفلسطينية رغم كل ما يحل بها من قتل ودمار وخراب ورغم الجرائم الابادية التي يمارسها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي بهدف إبادة الشعب الفلسطيني ودفع السكان والعائلات إلى ترك أرضهم وديارهم وتهجيرهم قسريا، لكن الكيان المحتل يسجل كل يوم فشلا جديدا على صعيد تحقيق أهدافه والسبب هو صمود واستبسال الأسر الفلسطينية الثابتة، رغم الخراب والدمار والقتل الإسرائيلي والاستهداف المباشر والكثيف للمنازل والعائلات ومعاناة التهجير القسري.
كثيرة هي الأسر الفلسطينية التي تعيش الآن صقيع الشتاء والصمود أمام نيران العدو الصهيوني، حيث بات أبناء هذه الأسر الفلسطينية يدركون انه لا تهاون ولا انكسار ولا فزع ولا هروب، صامدون بوحه العدو رغم القصف المتواصل على رؤوسهم.
أمام كل هذه المجازر يسطر شعب فلسطين فصولا مشرفة في النضال والتحرر من نير الاحتلال والظلم والاستبداد ويعلن للدنيا عن وفاة كل الاتفاقيات الخاصة بحماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة وكافة المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة، بما فيها القانون الدولي الإنساني الذي فشل فشلاً ذريعاً في إيقاف هذه الإبادة الجماعية.. التي تنفذ اليوم على مرأى ومسمع من العالم أجمع، نساء فلسطين هن عنوان الدفاع عن الأرض والإنسان والتمسك بالحياة والنضال في سبيل الحرية والاستقلال.
تعلمت الأسر الفلسطينية الالتفاف على الظروف ومساعدة بعضها البعض، فطالما عاشت في ظل حصار محكم فقدرتها الفائقة في الوقوف أمام هذا المحتل انما هي من قوة إيمانها بالله التي تمدها بالصبر والقوة معا.
الأوضاع المعيشية والصحية في قطاع غزة لم تكن بخير طيلة العقود الماضية، ويعيش القطاع غزة الذي يعتبر من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان في العالم ويسكن فيه قرابة ثلاثة ملايين نسمة، أوضاعاً إنسانية صعبة ومعقدة منذ 75 عاماً ولكنها أخذت بالتدهور الشديد بعد اندلاع العدوان الصهيوني الحالي والذي استباح خلال الأشهر الماضية كل شيء في قطاع غزة وسفك دماء البشر هناك على نطاق واسع، كانت غزة تحت الحصار الصهيوني الخانق لنحو عقدين من الزمان، لكن ما تواجهه حاليا على يد حكومة الكيان المحتل الوحشية، هو حرب إبادة شاملة وجرائم حرب ضد الإنسانية لم تعرفها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.. ناهيك عن حرمان ملايين المدنيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، ليجد الأطفال والنساء وذوو الإعاقة وكبار السن انفسهم أمام مخاطر جمة للبقاء على قيد الحياة، بينما تلاحقهم الصواريخ والقنابل الأمريكية والصهيونية في كل بقعة من القطاع .
ويقول مختصون إن ملايين الفلسطينيين اضطروا إلى ترك منازلهم رغم عدم توفر مأوى بديل، كما كانت عمليات الإجلاء مهددة للحياة ومعقدة للغاية من الناحية اللوجستية بالنسبة للعديد من الأشخاص بمن فيهم المقيمون في المستشفيات باعتبارهم يعتمدون على أجهزة دعم الحياة أو يحتاجون إلى الرعاية الحثيثة ومع ذلك ظل الفلسطينيون وفي مقدمتهم النساء والأطفال، متمسكين بحقهم في الحياة وفي العيش الحر الكريم ولم تستطع آلة القتل الصهيوامريكية أن تقهر عزيمتهم أو تكسر إرادتهم، فراحوا يواجهون الدمار الشامل لمنازلهم ولأحيائهم السكنية وجرائم القتل الواسعة والتدمير الممنهج لحياتهم بمزيد من الصمود والتحدي وعشق الحياة، مسطرين من وسط الركام وأشلاء أبنائهم قصة إنسانية عظيمة أذهلت شعوب الدنيا فراحت تبحث بدهشة عن سر عظمة وصمود واستبسال وإيمان هذا الإنسان ومدى عشقه للحياة وللحرية والكرامة .
ورغم أن الموت يحيط بأبناء غزة من كل حدب وصوب سواء جراء انعدام الماء والغذاء أو بسبب انتشار الأوبئة، إلا أن الموت بفعل القصف الصهيوني يمثل الخطر الأكبر بالنسبة لأهالي غزة، حيث يتزايد عدد الشهداء بشكل يومي إلى قرابة المئات، والذي يعتبر -بحسب مراقبين- واحداً من أعلى معدلات الضحايا بين المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية.. كما عملت الأسر الفلسطينية على تقنين شرب المياه وتقليص تناول الغذاء المتاح إلى وجبة واحدة فقط في اليوم بل والعيش على قطعتي خبز للفرد الواحد، كما تؤكد ذلك منظمات دولية.
وتؤكد وزارة الصحة الفلسطينية ان هناك عشرات الأسر في غزة قد أبيد جميع أفرادها وقد تم شطبها نهائيا من السجلات المدنية بفعل الغارات الوحشية الأمريكية الصهيونية التي مسحت أحياء سكنية بالكامل، لتمثل معدلات الضحايا واحدة من أعلى معدلات القتل والإصابة في أوساط المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية ومع ذلك ظل القلب الفلسطيني ينبض بالحياة وبعشق الكرامة والحرية والاستقلال.
أمام هذه الأعداد المهولة من الشهداء والجرحى من الشيوخ والأطفال والسيدات والمسالمين والعزل، وأمام هذه المجازر التي لم تراع أي ذمة أو عهد، أو معايير وضوابط أخلاقية وقانونية وبتواطؤ دولي يندى له جبين الإنسانية، يسطر الشعب الفلسطيني فصولا مشرفة في النضال والتحرر من نير الاحتلال والظلم والاستبداد.
الدوافع لصمود الأسر الفلسطينية منبعها إيمانها الصادق بالله المستقر في أعماق نفوس أفرادها وفي كل الأحوال تبقى الأسر الفلسطينية تضرب أروع الأمثلة للعالم بقدرتها على الصبر والتحدي والتصدي .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حمدوك وتدمير السودان
أفادت مصادر عدة أن هناك قنوات اتصال سرية فتحتها مجموعة صمود السودانية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقالت المصادر إن عبد الله حمدوك قائد صمود ورئيس الحكومة السابق عرض على إدارة ترامب استقبال العدد الأكبر من أبناء غزة وتوطينهم في السودان مقابل مساعدته في العودة للحكم مرة أخرى.
ومن المعلوم أن إدارة ترامب قدمت عرضًا سخيًا للحكومة السودانية وقائد مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بقبول توطين الفلسطينيين بالسودان مقابل مساعدات اقتصادية، وهو ما رفضه البرهان وصدر عن وزارة الخارجية بيان يؤكد تمسك السودان بالموقف العربي الرافض لتهجير أبناء غزة من بلادهم.
وعبد الله حمدوك الذي ترأس حكومة السودان بعد إسقاط نظام الرئيس عمر البشير في عام 2019 يجيد فنون الاتصال بالمنظمات الدولية والدول الطامعة في السودان، فالرجل يتبع سياسة المقايضات، ويديرها بخبث شديد حيث يعرض دائمًا منح هذه الجهات مكاسب داخل البلاد مقابل بقائه في السلطة حتى لو كان ذلك على حساب سيادة السودان وأمنها القومي فهو أول من اعترف كذبًا بمشاركة السودان في تفجيرات السفارة الأمريكية فى العاصمة الكينية نيروبي، وقام بدفع أكثر من 300 مليون دولار تعويضات لأسر أمريكية، وهو ما ساهم في ترويج أكذوبة الإرهاب على السودان، وهو أيضًا الرجل الذي وضع السودان فعليًا تحت الوصاية الدولية عندما اقترح برنامج للسلام والديمقراطية تقوم بتنفيذه والإشراف عليه الأمم المتحدة، والتي كان رئيس بعثتها في السودان فولكر برتس مندوبًا ساميًا على البلاد خطط ونفذ مشروع الإجرام الدولي بتقسيم البلاد وإثارة الفتنة والتي كانت وراء تمرد محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي وهو التمرد الذي دمر السودان وقضى على كل إنجازاته التي صنعها بعرق ودم السودانيين منذ الاستقلال وحتى إعلان التمرد في الخامس عشر من أبريل عام 2023.
ويعود حمدوك اليوم، ليكرر نفس السياسة والثقافة القائمة على بيع السودان لكل مستعمر مقابل وضعه على كرسي الحكم، وهو يحاول أن يغازل أمريكا وإسرائيل معًا بأنه الرجل الوحيد في السودان الذي يستطيع أن يقوم بتوطين أبناء غزة في السودان خاصة أن الشعب السوداني مثله مثل كل شعوب العرب والعالم الحر يرفض هذه الجريمة النكراء، ولكن حمدوك وصحبه هم قلة لا يعترف بها الشعب السوداني، وقد فشل الرجل في الوصول إلى هذا الشعب من خلال حركاته الفاشلة من قوى الحرية والتغيير إلى صمود، وبالتأكيد سوف يفشل في مشروع الخيانة في غزة.